خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 5 مذكرة / لماذا كتبت الحلقات؟.. ملخص من مقدمة الشهيد الصدر على حلقات الأصول
حلقات-الشهيد-الصدر.

لماذا كتبت الحلقات؟.. ملخص من مقدمة الشهيد الصدر على حلقات الأصول

الاجتهاد: ملخص من مقدمة الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر “قدس سره” على الحلقات وتتضمن الإجابة على السؤال التالي: لماذا كتبت الحلقات؟

دراسة الأصول في الحوزات العلمية تمر بمرحلتين:

إحداهما: تمهيدية، وهي مرحلة السطح.

والأخرى: العالية، وهي مرحلة الخارج.

وقد جرى العرف العام لهذه الدراسة في المرحلة التمهيدية في حوزاتنا جميعاً على اختيار المعالم والقوانين والرسائل والكفاية كتباً دراسية للمرحلة المذكورة، وقد جرت عليه الحوزة منذ ردح بعيد من الزمن ما يشارف على قرن كامل، ولم يطرء تغيير ملحوظ باستثناء تضاؤل دور كتاب القوانين واستبداله أخيراً بأصول الفقه للشيخ المظفر كحلقة وسيطة بين المعالم وكتابي الرسائل والكفاية.

والحقيقة ان الكتب الأربعة لها مقامها العلمي – وقد أدّته مشكورة ـ دوراً جليلا في هذا المضمار، غير أن هذا لا يحول دون أن نحاول تطوير الكتب الدراسية اذا وجدت مبررات داعية مع إمكان وضع كتب دراسية أكثر قدرة على أداء الدور العلمي.

المبررات:

١. هذه الكتب تمثل مراحل مختلفة من الفكر الأصولي، والفاصل المعنوي كبير جداً بينها وبين ما يفاجئه الطالب في مرحلة الخارج دون سابق وإعداد، فالطالب لكي يتسلسل من كتب السطح إلى درس الخارج يكلّف بطفرة وبأن يقطع في لحظة مسافة لم يقطعها علم الأصول إلّا في مائة عام.

٢. إن الكتب الأربعة لم تؤلّف من قبل أصحابها لهدف التدريس وإنّما ألفت لكي تعبّر عن أعمق وأرسخ ما وصل إليـه مـن أفكار وتحقيقات، وفرق كبير بين كتاب يؤلّف للتدريس وبين كتاب يعبّر عمّا توصل إليه الفكر الأصولي للمؤلّف بما يحمل من دقة وعمق.

3. فمثله لا يراعي ما يجب أن يراعى في الكتب الدراسية من التدرّج في عرض الأفكار من الأبسط إلى المعقد، ومن الأسبق رتبةً إلى المتأخر.

4. ولم يراع فيها أيضاً توفير فهم مسبق عند الطالب للمسائل والقواعد التي يستعان بها لإثبات المدعى في مسألة.

5. ولم يحرص على إبراز الثمرة في كثير من المباحث.

٦. ولم يحرص أيضاً على وضع كثير من النكات والمباحث في موضعها الواقعي، وإنّما دست دسّاً في مقام علاج مشكلة أو دفـع تـوهم أثير من خلال تطبيق من تطبيقاتها.

7. ولم يحرص أيضاً على اجتناب مصطلحات لم يأت تفسيرها بعد؛ لأنّ الحديث في تلك الكتب مع العالم لا مع الطالب.

8. المقدار الذي ينبغي أن يعطى من الفكر العلمي الأصولي في مرحلة السطح يجب أن يحدد وفقاً للغرض المفروض لهذه المرحلة:

فالواجب تكوين ثقافة عامة عن الأصول لمن يريد أن يختصر على تلك المرحلة والإعداد للإنتقال إلى مرحلة الخارج لمن يريد مواصلة الدرس، بينما لم تلاحظ هذه النكتة كماً وكيفاً إطلاقاً.

٩. الطريقة المتبعة في تحرير المسائل وتحديد كل مسألة بعنوان من العناوين الموروثة تاريخياً في الأصول لم تعد تعبّر عن الواقع تعبيراً صحيحاً.

١٠. هذا مع ما ترى من استبطان الكثير من المباحث التي لا تقل أهمية عن المسائل المعنونة.

هذه أهم المبررات التي دعتني إلى استبدال هذه الكتب بصيغ جديدة في مجال التدريس.

ب: وقد صدرت في العقود الثلاثة الأخيرة عدّة محاولات للإستبدال والتطوير في الكتب الدراسية، وكان من نتاج هذه المحاولات:

مختصر الفصول كتعويض عن القوانين.
وكتاب الرسائل الجديدة إختصاراً للرسائل كتعويض عنها.
وكتاب أصول الفقه كحلقة وسيطة بين المعالم وكتابي الرسائل والكفاية.

وهي محاولات مشكورة، وقد يكون أكثرها استقلالية وأصالة هو المحاولة الثالثة باعتبارها تصنيفاً مستقلاً وليس مجرد اختصار لكتاب سابق.

ولكنّها لا تفي مع ذلك بالحاجة لعدة أسباب:

١. أنّها لا يمكن الإختصار عليها في السطح والاكتفاء بها عن جميع الكتب الدراسية الأصولية وإنما هي مرشحة لتكون الحلقة الوسيطة بين المعالم وكتاب الكفاية والرسائل على ما يبدو من ظروف وضعها.

وهذا أشبه ما يكون بعملية الترقيع، ترقيع بين أفكار أكل الدهـر عليها وشرب قبل مئات السنين، وبين أفكار حديثة مستقاة من مدرسة المحقق النائيني على الأغلب ومن تحقيقات المحقق الأصفهاني أحياناً.

ثم يرجع الطالب خطوة إلى الوراء ليلتقي في الرسائل والكفاية بأفكار أقدم تاريخياً قد ناقشها في حلقة سابقة واستبدلت جملة منها بأفكار أمتن، وهذا تشويش للطالب في مسيره العلمي.

2. أصول الفقه [للشيخ المظفّر] غيّر المظهر العام لعلم الأصول؛ إذ قسمه إلى أربعة أقسام، بينما لم يمس هذا التصرف جوهر تلك المسائل.

٣. كما لا تعبّر بحوث الكتاب عن مستوى واحد من العطاء كماً وكيفاً، أو عن مستويات متقاربة:
فهو يتوسع ويتعمّق في اعتبارات الماهيّة في بحث المطلق والمقيد.
ويطنب في مباحث الحسن والقبح العقليين.
ويتوسع في إثبات جريان الاستصحاب في موارد الشك في المقتضي.
ويختصر ويوجز في مباحث أخرى.

٤. بل الملحوظ في كثير من بحوث الكتاب أنه لا تنسيق بينها وبين بحوث الكفاية التي فرض منهجيّة أن تكون بعده في الخط الدراسي:

فجملة من المسائل تعرض بنحو أوسع مما في الكفاية وأعمق، فلا يُبقي مبرراً لدراسة المسألة نفسها من جديد في الكفاية.

وجملة أخرى من المسائل تعرض موجزة وساذجة على نحو يبقى للكفاية قدرتها على إعطاء المزيد أو التعميق.

ج: وقد رأينا أن الاستبدال يجب أن يتم بصورة كاملة فيعوض عن مجموعة الكتب الدراسية الأصولية القائمة فعلاً بمجموعة أخرى:

وهي مجموعتنا المصمّمة بروح واحدة وعلى أسس مشتركة، وعلى ثلاث مراحل بملاحظة النقاط التالية:

١. الهدف الذي جعلنا على عهدة الحلقات الثلاث تحقيقه:

هو إيصال الطالب إلى مرحلة الإعداد للبحث الخارج؛ ولهذا حرصنا أن نطرح في الحلقات الثلاث أحدث ما وصل إليه الفكر الأصولي من دون تقيّد بما هو الصحيح منها؛ لأنّ الإعداد المذكور لا يتوقف على تلقّي الصحيح، بل على الممارسة الفنيّة لتلك الأفكار، ولا يمكن التعرف على آرائنا النهائية من خلال هذه الحلقات، بل من أراد ذلك فعليه بالرجوع إلى دروسنا التي ألقيت على مستوى الخارج.

2. الحلقات الثلاث تحمل جميعاً منهجاً واحداً تستوعب كل واحدة منها علم الأصول بكامله، ولكنّها تختلف في مستوى العرض كماً وكيفاً.

3. إنا لم نجد من الضروري حتى على مستوى الحلقة الثالثة استيعاب كلّ الأدلة التي يستدل بها على هذا القول أو ذاك؛ لأن هذه الإحاطة إنّما تلزم في بحث الخارج.

4. إنا تجاوزنا التحديد الموروث تاريخياً للمسائل الأصولية وأبـرزنا ما استجد من مسائل وأعطيناها عناوينها المناسبة.

5. إنا لاحظنا في استعراضنا لآحاد المسائل الإبتداء بالبسيط والإنتهاء إلى المعقد والتدرّج في عرضها، كما حرصنا على أن لا نعرض مسألة إلا بعد أن نكون قداستوفينا مسبقاً كل ما له دخل في تحديد التصورات العامة فيها؛ ولذلك فقد جاء الترتيب بين المسائل مختلفاً أحياناً في الحلقات لنكتة.

٦. وجدنا أن تعدد الحلقات شيء ضروري لتحقيق المنهج؛ لأن إعطاء مجموعة الكمية الموزّعة للمسألة الواحدة في الحلقات الثلاث ضمن حلقة واحدة تحميل فجائي للطالب فوق ما يطيقه.

7. إن كل حلقة وإن كانت تستوعب علم الأصول ومباحثه على العموم، لكن قد نذكر بعض المسائل الأصولية، أو النكات في حلقة ثم لا نعيد بحثها في الحلقة التالية إكتفاءاً بما تقدّم لاستيفاء حاجة المرحلة (أي مرحلة السطح) بذلك المقدار.

8. إنا لم ندخل على العبارة الأصولية تطويراً مهماً ولم نتوخَّ أن تكون العبارة في الحلقات الثلاث وفقاً لأساليب التعبير الحديث، وإنما حاولنا ذلك في الحلقة الأولى فقط وذلك لاعتبارين:

الأول: أردنا أن نمكّن الطالب تدريجاً من الرجوع إلى الكتب العلمية الأصولية القائمة فعلاً وفهمها.

الثاني: أن الكتب الدراسية الأصولية والفقهية المكتوبة باللغة العربية كما يدرسها العربي كذلك يدرسها الفارسي والهندي والأفغاني وغيرهم مــن أبناء الشعوب الإسلامية، وهؤلاء يتلقون ثقافتهم العربية من المصادر القديمة التي لا تهيّىء لهم قدرة كافية لفهم اللغة العربية بأساليبها الحديثة.

9. حرصنا على سلامة العبارة، وأن تكون واضحة وافية بالمعنى، ولكن هذا لا يعني أن تفهم المطالب من العبارة رأساً، بل لابد من دراستها على الأستاذ المختص بالمادة.

١٠ . أجدني راغباً في التأكيد من جديد على أنّ تبنّي وجهة نظر، أو طريقة استدلال، أو مناقشة برهان في هذه الحلقات لا يدلّ على اختيار ذلك حقاً، كما أن المضمون الكامل للحلقات الثلاث لا يمثل الوضع التفصيلي لمباحثنا
الأصولية ولا يصل إلى مداها كماً أو كيفاً.

ومن هنا كان على الراغبين في الاطلاع على متبنّياتنا الحقيقية في الأصول وعلى نظرياتنا وأساليب استدلالنا بكامل أبعادها أن يرجعوا إلى كتاب بحوث في علم الأصول.

وأخيراً نوجه بعض الإرشادات إلى الطلبة الكرام ـ الذين أعدّت هذه الحلقات لهم ـ ولأساتذتهم:

١. الجدير بتدريس الكفاية قادر على تدريس الحلقات الثلاث جميعاً.

٢. كما أن القادر على تدريس المعالم قادر على تدريس الحلقة الأولى. والقادر على تدريس أصول الفقه للشيخ المظفر قادر على تدريس الثانية فضلاً عن الأولى.

٤. المرجّح لطلبة الحلقة الثالثة أن يطالعوا قبل درس كل مسألة فيها المسألة نفسها من الحلقة السابقة.

ه. كما أن المرجح لمن يقوم بتدريس الثانية أن يطالع نفس المبحث من الثالثة.

٦. طلبة الحلقة الأولى يناسبهم مطالعة المعالم الجديدة في الأصول.

7. من المفيد أن يتخذ الطالب من بعض الكتب الدراسية مراجع له ككتابي أصول الفقه والكفاية خلال البحث.

8. ينبغي للطالب أن يحاول استيعاب شرح الأستاذ وكتابته؛ لكي تنمو لديه ملكة الكتابة العلميّة وتترسّخ في ذهنه مصطلحات العلم ولغته وأفكاره، ويكون أكثر استعداداً لكتابة أبحاث الخارج فيما بعد.

والحمد لله رب العالمين
محمد باقر الصدر
۱۸ رجب ۱۳۹۷
 

 

المصدر: مقدمة كتاب قرة العين في تلخيص الحلقتين.. للسيد محمد حسن الموسوي آل قارون 

تحميل الكتاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign