خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / القدر المتيقّن في مقام التخاطب

القدر المتيقّن في مقام التخاطب

ذهب صاحب الكفاية (رحمه الله) إلى انَّه لا ينعقد الإطلاق لاسم الجنس لو كان ثمّة قدر متيقّن مستفاد من مقام التخاطب، ومن هنا يكون عدم وجود قدر متيقّن في مقام التخاطب من مقدّمات الحكمة التي لا ينعقد لإسم الجنس ظهور في الإطلاق إلاّ مع توفرها.

والمراد من القدر المتيقن في مقام التخاطب يتّضح بهذا البيان: انَّ القدر المتيقّن معناه المقدار المقطوع إرادته للمتكلّم، بمعنى ان لا نحتمل إرادة المتكلّم لغيره مع كونه غير مراد له وان كان العكس محتملا، بمعنى ان نحتمل إرادة المتكلّم لهذا المقدار دون غيره.

والقدر المتيقّن تارة يستفاد من خارج الخطاب، أي لعوامل ومبرِّرات لا ترتبط بالخطاب الصادر عن المتكلّم بل انَّ الحصص المتيقّنة من الخارج لو لوحظت من جهة ما تقتضيه الضوابط الدلاليّة للخطاب لكانت متساوية مع الحصص الاُخرى من حيث دلالة الخطاب عليها.

ومثال ذلك مالو قال المولى (أعتق رقبة) فإنَّ القدر المتيقّن من الرقبة المأمور بعتقها هي الرقبة المؤمنة المتّصفة بالصلاح والعلم إلاّ انَّ ذلك ليس مستفاداً من الخطاب وانَّماهو مستفاد من انَّ هذه الصفات تقتضي شرعاً وعقلائياً ترجيح المشتمل عليها وإلاّ فهذه الحصص كسائر الحصص الاُخرى من جهة ما تقتضيه الدلالة اللغويّة والعرفيّة للفظ الرقبة.

وهذا النحو من القدر المتيقّن ليس هو المقصود من كلام صاحب الكفاية (رحمه الله)، إذ لا يخلو عنوان من قدر متيقّن مستفاد من الخارج، فلو كان هذا القدر المتيقّن مانعاً عن انعقاد الإطلاق لكان معنى ذلك عدم انعقاد اطلاق أصلا، والعمدة انَّ العرف لايرى مثل هذا القدر المتيقّن مانعاً عن انعقاد الإطلاق لإسم الجنس لو تمّت مقدّمات الحكمة.

والنحو الثاني من القدر المتيقّن هو ما تتمّ استفادته من مقام التخاطب، بمعنى أن يكون التخاطب الواقع بين المتكلّم والمتلقي يقتضي إرادة المتكلّم جزماً لحصص معيّنة مع بقاء احتمال إرادة المتكلّم لسائر حصص اسم الجنس المستعمل في الخطاب.

وبتعبير آخر: لو كان الخطاب مشتملا على بعض الخصوصيّات المقتضية عرفاً لإرادة بعض أفراد اسم الجنس جزماً لكان ذلك مانعاً عن انعقاد الظهور في الإطلاق وإن كان لاينعقد مع هذا الفرض ظهور في إرادة التقييد وإلاّ لم تفترق هذه المقدّمة عن المقدّمة الثانية من مقدّمات الحكمة بحسب ترتيب صاحب الكفاية (رحمه الله)والتي هي عدم وجود قرينة متّصلة على التقييد.

وبهذا يتّضح انَّ منشأ عدم انعقاد الظهور في الإطلاق عند وجود قدر متيقّن في مقام التخاطب هو اشتمال الكلام على ما يصلح للقرينيّة وهو مانع عن انعقاد الظهور، إذ من المحتمل قوياً اعتماد المتكلّم على ذلك لبيان مراده الجدِّي، ومن هنا لا يمكن استظهار إرادته الجدِّيّة للإطلاق بعد ان كان الكلام مكتنفاً بما يصلح للقرينيّة على التقييد.

القدرة التكوينيّة بالمعنى الأعم …
وببيان آخر: انَّ القدر المتيقّن في مقام التخاطب لو كان هو تمام المراد الجدِّي للمتكلّم دون غيره لكان قد بيّنه، لأنَّ المفترض انَّ المتلقي استفاد إرادة المتكلّم لهذا المقدار من نفس الخطاب، نعم لو كان المتكلّم في مقام بيان تمام مراده بالإضافة إلى انَّه في مقام بيان انَّ ما يذكره هو تمام مراده لكان القدر المتيقّن في مقام التخاطب غير كاف للتعبير عن انَّ القدر المتيقّن هو تمام مراده، وبذلك ينعقد الظهور في الإطلاق لكلامه، إذ انَّه لو كان في مقام بيان انَّ ما يذكره هو تمام مراده فهذا معناه انَّه عندما لا يذكر القيد في كلامه فهو غير مريد له وإلاّ لكان مخلا بغرضه، وهذا مايبرِّر انعقاد الإطلاق لكلامه.

ومثال ذلك: لو سأل رجل الامام (ع) عن الصلاة في جلد السنجاب فأجابه الإمام (ع) عن ذلك بقوله: لا تصلِّ في جلد الحيوان المحرم، فإنَّ القدر المتيقّن من الحيوان المحرم المستفاد من الخطاب هو السنجاب، فإنَّ الامام (ع) لو كان غرضه هو القدر المتيقّن وهو السنجاب لكان قد حقّق غرضه، إذ المفترض انَّ السائل فهم انَّ السنجاب مراد قطعاً من قوله: لاتصلِّ في جلد الحيوان المحرَّم، نعم لو كان الامام (ع)بصدد بيان تمام مراده وانَّ ما يذكره هو تمام مراده لكان القدر غير مانع عن انعقاد الظهور في إرادة مطلق الحيوان المحرَّم، إذ لو كان هو مراده لكان قد أخلَّ بغرضه بعد ان لم يذكر انَّة تمام مراده، وهذاما يُعبِّر عن انَّ تمام مراده هو مطلق الحيوان المحرَّم.

هذا ولم يقبل مشهور المحقّقين بدعوى المحقّق صاحب الكفاية (رحمه الله) وانَّ عدم وجود قدر متيقّن في مقام التخاطب من مقدمات الحكمة.

Slider by webdesign