خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / القدرة التكوينيّة بالمعنى الأعم

القدرة التكوينيّة بالمعنى الأعم

ويتّضح المراد منها بهذا البيان:

وهو انَّ كلّ تكليف فهو مشروط بالقدرة التكوينيّة على متعلَّقه، إذ يستحيل ان يكلِّف المولى جلَّ وعلا عبده بما لا يقدر على أدائه، فلو كان المكلَّف قادراً تكويناً على متعلَّق التكليف فهل انَّ هذا المقدار كاف في تصحيح جعل المولى ذلك التكليف على عبده أو لا؟.

من الواضح انَّ ذلك وحده غير كاف لتصحيح جعل التكليف على العبد بل لابدَّ من أن لا يكون ذلك التكليف مزاحماً بتكليف آخر يعجز المكلَّف عن الجمع بينهما وإن كان قادراً تكويناً على امتثال كلّ واحد منهما بقطع النظر عن الآخر، فالقدرة التكوينيّة على أداء كلّ واحد من التكليفين لا تصحّح التكليف بالجمع بين التكليفين.

فلو افترضنا انَّ المكلَّف قادر على أداء الصلاة تكويناً كما انَّه قادر على انقاذ الغريق تكويناً إلاّ انَّه كان عاجزاً عن امتثال كلا التكليفين، فهنا يستحيل تكليفه بالصلاة بنحو مطلق وتكليفه بالإنقاذ بنحو مطلق، بمعنى تكليفه بالصلاة مع فعليّة تكليفه بالإنقاذ، وكذلك العكس، وذلك لاستلزامه التكليف بالجمع والمفترض انَّه عاجز عن الجع بين امتثال كلا التكليفين.

ومن هنا يتنقح انَّ كلّ تكليف فهو مشروط بالقدرة على امتثال متعلّقه تكويناً كما هو مشروط بعدم وجود تكليف فعلي مضاد، ومجموع هذين الشرطين يُعبَّر عنهما بالقدرة التكوينيّة بالمعنى الأعمّ.

فالقدرة التكوينيّة بالمعنى الأعمّ تعني القدرة على متعلَّق التكليف مع عدم ما يزاحمه من تكاليف اخرى بالغة مرحلة الفعليّة.

ثمّ انَّ القيد الثاني له صياغتان:
الصياغة الاُولى: هو أن لا يكون التكليف مزاحماً بتكليف آخر، بمعنى أن لا يكون المكلَّف مأموراً بتكليف آخر مضاد.

الصياغة الثانية: هو أن لا يكون المكلَّف مشغولا بامتثال تكليف آخر مضاد.

والثمرة التي تظهر من الفرق بين الصياغتين واضحة، فبناء على الصياغة الاولى يكون التكليف مشروطاً – بالإضافة إلى القدرة التكوينيّة – مشروطاً بعدم وجود تكليف فعلي أصلا سواء كان المكلَّف بانياً على امتثاله أو لم يكن بانياً على امتثاله، فالمعتبر في صحة التكليف بفعل هو أن لا يكون ثمّة تكليف فعلي بشيء آخر مضاد.

وأمّا بناء على الصياغة الثانية فالتكليف ليس مشروطاً بعدم وجود تكليف فعلي آخر مضاد وانَّما هو مشروط بعدم تصدِّي المكلَّف لامتثال تكليف آخر، أمّا لو كان بانياً على المعصية فلا مانع من تكليفه بتكليف آخر مضاد.

وقد تبنَّى المحقّق صاحب الكفاية (رحمه الله) الصياغة الاولى، وفي مقابل ذلك ذهب جمع منالأعلام إلى الصياغة الثانية.

Slider by webdesign