خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الشرط المسوق لبيان تحقُّق الموضوع

الشرط المسوق لبيان تحقُّق الموضوع

يتمّ البحث في علم الأصول عن هذا العنوان عند التصدّي لبيان ما ينتج المفهوم في الجمل الشرطيّة، وقد أفيد هناك أنّ الجملة الشرطيّة لا تكون ظاهرة في المفهوم إلاّ حينما يكون موضوع الحكم متقرّراً أو منحفظاً بقطع النظر عن الشرط.

وبيان ذلك:
أنّ الشرط في الجملة الشرطيّة على قسمين:

القسم الأوّل: هو الشرط الذي يثبت لموضوع الحكم مع إمكان زواله عن الموضوع ورغم ذلك يبقى الموضوع منحفظاً.

وبتعبير آخر: يكون الشرط واسطة في ثبوت الحكم للموضوع المتقرّر في مرحلة سابقة عن عروض الشرط عليه، فلذلك لا يكون للشرط دخل في وجود الموضوع، بل إنّه إذا اتفق عروضه على الموضوع يثبت الحكم للموضوع، مثلاً: (إذا كان زيد فقيراً فتصدّق عليه) فوجوب التصدّق ثبت لموضوعه وهو زيد بواسطة عروض الشرط عليه، وهذا الموضوع متقرّر وثابت بقطع النظر عن الشرط، فهو لا يُساوي الشرط وجوداً وعدماً، فقد يوجد زيد ولا يكون فقيراً، وقد يثبت له الفقر ثمَّ يزول عنه.

فإذا كانت علاقة الشرط بموضوع الحكم مِن هذا القبيل فالجملة الشرطيّة لها مفهوم.

القسم الثاني: هو الشرط الذي يكون مساوياً لموضوع الحكم وجوداً وعدماً، فحيثما وجد الشرط وجد معه الموضوع، وحيثما انعدم الشرط انعدم معه الموضوع، فليس للموضوع تقرّر وثبوت في صورتي وجود الشرط وعدمه، وهذا النحو مِن الشروط في الجمل الشرطيّة هو المعبَّر عنه بالشرط المسوق لبيان تحقُّق الموضوع، وهو قد يكون غير الموضوع إلاَّ أنَّه مساو للموضوع في الوجود والعدم وقد يكون هو عين الموضوع، وفي كلا الحالتين لا يكون للجملة الشرطيّة مفهوم وذلك لأنَّ المفهوم – كما قلنا – هو انتفاء الحكم عن الموضوع عند انتفاء الشرط، فإذا كان الموضوع منتفياً بانتفاء الشرط أو كان الشرط هو الموضوع فأيُّ موضوع نبحث عن انتفاء الحكم عنه، وهل هو إلاَّ مِنْ قبيل السالبة بانتفاء الموضوع.

وبعبارة أُخرى: إنَّ الثمرة التي نستفيدها مِن المفهوم هي أنَّ الحكم في ظرف انتفاء الشرط منتف عن الموضوع فإذا لم يكن هناك موضوع في ظرف انتفاء الشرط فلا حاجة للمفهوم في إثبات انتفاء الحكم لأنَّ الحكم في مثل هذه الحالة منتف حتماً لتبعيّة الأحكام لموضوعاتها ثبوتاً وانتفاءً، نعم لو كان للموضوع تقرّر وثبوت حتّى في ظرف انتفاء الشرط يكون للمفهوم فائدة إذ قد ينتفي الشرط ولا ينتفي الحكم عن الموضوع فيكون دور المفهوم هو إثبات انتفاء الحكم عن موضوعه في ظرف انتفاء الشرط.

ويمكن التمثيل للشرط المساوي للموضوع بهذا المثال: (إنْ رزقت ولداً فاختنه) فإنَّ الموضوع مساو للشرط المعلَّق عليه الأمر بالختن وهو أنْ يرزق المكلّف ولداً.

فإنَّ عدم رزق الله المكلّف للولد معناه عدم الولد أي عدم الموضوع، وبهذا ينتفي الحكم وهو الأمر بالختن بانتفاء موضوعه وهو الولد، وذلك لتبعيّة الأحكام لموضوعاتها وليس انتفاء الحكم بسبب المفهوم إذ أنَّ المفهوم هو انتفاء الحكم عن الموضوع الموجود عند انتفاء الشرط.

Slider by webdesign