خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الزيادة في المركبات الإعتباريّة

الزيادة في المركبات الإعتباريّة

وبيان المراد من المركبات الإعتباريّة في محلِّه، والبحث في المقام عن امكان حصول الزيادة في المركبات الإعتباريّة مثل الصلاة والتي هي مركب اعتباري من مجموعة أجزاء.

فقد يُقال بعدم امكان حصول الزيادة في المركبات الإعتباريّة، وذلك لأنَّ كلّ جزء معتبر في المركب إمّا ان يكون نحو اعتباره هو اللا بشرط أو البشرط لا، فإن كان نحو اعتباره هو الاول – والذي يعني الإطلاق وعدم تقييد الجزء بالوحدة أو التعدد – فهذا يقتضي عدم تحقّق الزيادة حتى مع تكرار الجزء، إذ المفترض انَّ الجزء اُخذ بنحو اللا بشرط أي بنحو الاطلاق، وهذا معناه انَّ كل فرد يُوتى به من أفراد الجزء يكون مصداقاً للمأمور به وهو طبيعي الجزء، ومن هنا كان تكرار الجزء في المركب غير محقق للزيادة بناء على هذا الفرض.

وأما لو كان نحو اعتباره هو البشرط لا – أي بشرط عدم تكرار الجزء – فهو أيضاً يقتضي استحالة تحقق الزيادة في المركب الإعتباري، وذلك لأنَّ المكلَّف لو جاء بالجزء مرة ثانية فهذا معناه عدم امتثال الجزء الاول، إذ المفترض انَّ الجزء المأمور به هو الجزء المقيّد بعدم تكراره، فعند تكراره يكون القيد منتفياً، وانتفاء القيد معناه انتفاء المقيَّد، فالتكرار – بناء على هذا الفرض – يقتضي نقصان المركب لا زيادته.

وبهذا التقريب تصوَّر استحالة الزيادة في المركب الاعتباري، إلاّ انَّ ذلك غير تام وانَّ الصحيح هو امكان تصوير الزيادة في المركبات الإعتبارية – كما أفاد السيّد الخوئي (رحمه الله)، وذلك بأن يقال انَّ أخذ الجزء بنحو اللا بشرط (الاطلاق) له صورتان:
الصورة الاولى: ان تكون طبيعة الجزء مأخوذة في المركب بقطع النظر عن التكرار والتعدد، بمعنى انَّ المطلوب هو ايجاد طبيعة الجزء في المركب، وحينئذ لا يكون التكرار مقتضياً للزيادة، فتمام الأفراد المكررة مصاديق للطبيعة المطلوبة، فالتكرار لا يقتضي تحقق ماهو زائد على المقدار المطلوب.

الصورة الثانية: أن يكون الجزء المأخوذ بنحو الإطلاق واللا بشرط مأخوذاً بنحو صرف الوجود، واذا كان كذلك فأوّل وجودات الطبيعة هو المأمور به، وعليه يكون الإتيان بأفراد اخرى موجباً للزيادة في المركب الإعتباري، إذ انها لا تكون مصداقاً للمأمور به بعد ان كان الجزء المأمور به مأخوذاً بنحو صرف الوجود وقد تحقّق بأول فرد للجزء الذي جاء به المكلَّف، نعم لا يكون الإتيان بأفراد اخرى ضائراً بالمطلوب – وذلك لافتراض انَّ الجزء مأخوذ بنحو اللابشرط – إلاّ انَّ ذلك لا يؤثر على ماهو المراد إثباته وهو امكان تحقق الزيادة في المركبات الاعتبارية، هذا أولا.

وثانياً: انَّ ماهو مذكور لإثبات استحالة تحقّق الزيادة في المركبات الإعتباريّة يناسب المداقة العقليّة والحال انَّ الاحكام الشرعيّة لا تخضع لمثل هذه المداقات، فلابدَّ من مراجعة ماهو المتفاهم العرفي وانَّ الزيادة – بنظر العرف – هل يمكن تحقّقها في المركبات الإعتباريّة أولا ؟
وحين مراجعة العرف نرى امكانية ذلك دون أدنى غضاضة سواء كان اعتبار الجزء بنحو اللابشرط أو بنحو البشرط لا.

ثمّ انَّه إذا كان البناء هو ما عليه العرف فإنَّ ذلك يقتضي البناء على امكان تحقّق الزيادة حتى بالإجزاء غير المسانخة للأجزاء المأمور بها، كأنْ يُضاف إلى المركب هيئة خاصة غير مسانخة لأحد أجزاء المركّب المأمور به.

Slider by webdesign