خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الزمان والزمانيات

الزمان والزمانيات

عُرِّف الزمان بأنَّه كم متصل غير قار عارض للحركة، فلأنَّه من مقولة الكم كان قابلا للإنقسام، ولأنَّه متّصل تحققت معه القبلية والبعديّة فالمتصرِّم منه تكون له القبلية كما انَّ الجزء الذي يلي المتصرِّم تكون له البعديَّة، ولولا ذلك لما كان بينهما اتّصال بل كانت الأجزاء منفصلة عن بعضها، ولو كان قاراً لأمكن اجتماع الجزء القبلي مع الجزء البعدي في عرض واحد.

ثمّ انَّه لا يُتعقل وجود الزمان دون الحركة، إذ لو رفعنا الحركة عن هذا المقدار المتّصل لانتفى الزمان، وهذا ما يُعبِّر عن انَّ الزمان عارض للحركة والحركة هي معروضه وموضوعه، فالزمان موجود في موضوع هو الحركة، وماهيته انَّه مقدار له اتّصال وليس له قرار.

هذا حاصل ما استفدناه من العلاّمة الطباطبائي (رحمه الله)في نهاية الحكمة.

وأمّا المراد من الزمانيات فهي الوجودات غير القارة، فهي متقوّمة بكون الجزء المتأخر منها منوط وجوده بانصرام المتقدم، فالزمانيات وان كانت غير الزمان إلاّ انّها مثل الزمان من جهة انَّها وجود متصرِّم ليس له قرار، ولهذا يُعبَّر عنها بالوجود السيَّال في مقابل الوجود الذي تكون تمام أجزائه مجتمعة في عرض واحد.

ويمثلون للزمانيات بالحركة وجريان الماء وانصباب الدم من الرحم والقراءة، فهذه الأمثلة تشترك في تقوُّم كلّ واحد منها بعدم اجتماع أجزائه في عرض واحد.

ثم انَّ الاصوليين يطلقون عنوان الزمانيّات على نوع آخر من الوجودات وهو الوجود القار المقيَّد بزمان، ومنشأ اطلاق عنوان الزماني على هذا النحو من الوجودات هو تقيُّده بالزمان.

ومثاله مالو أمر المولى عبده بالكون في المسجد من شروق الشمس إلى الغروب، فإنَّ الكون في المسجد ليس من الزمانيات في حدِّ نفسه إلاّ انَّ تقيده بالزمان صحَّح اطلاق عنوان الزماني عليه.

Slider by webdesign