خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / إنّما الأعمال بالنيّات

إنّما الأعمال بالنيّات

هذه القاعدة هي نصّ حديث ورد عن النبيّ صلي الله عليه واله في مناسبات عدّة وبألفاظ مختلفة تؤكّد جميعها على أنّ الأعمال العباديّة بالمعنى الأعم لا تكون صحيحة ولا يترتّب عليها الثواب إلا بإتيانها قربة إلى الله تعالى, فكلّ من الصحة والثواب لا تترتّبان على العمل إلا إذا اقترن بنيّة القربة إليه تعالى.

ومعنى العبادة بالمعنى الأعم: هو كلّ عمل راجح دنيويّاً واُخرويّاً قصد به التقرّب إلى الله تعالى به, وهذا المعنى يشمل العبادات بالمعنى الأخص والمباحات والتروك الواجبة إذا قصد بها القربة.

فالعمل لكي يوصف بالعبادة ينبغي أن يقترن بنيّة القربة إلى الله تعالى, ولا يكفي مجرّد الإتيان به من دون نيّة القربة.

والغرض من هذه القاعدة هو التمييز بين العبادة وبين العادة, فإنّ المائز بينهما هو نيّة التقرب إليه تعالى, حتّى العمل المباح يوصف بأنّه عبادة إذا اُتي به بنيّة القربة.

وهذا المعنى لهذه القاعدة فهمناه من السياق الذي وردت فيه أحاديث النيّة, فإنّها تكلّمت عن صحّة الأعمال وعن ترتّب الثواب عليها, وقد يشكّل السياق قرينة توجب حمل النصّ المطلق والعام على خصوص العمل العبادي بالمعنى الأعم لا كلّ عمل.

فالمراد من الأعمال في القاعدة هما نوعان من العمل:

الأوّل: أعمال تحتاج إلى نيّة القربة وامتثال أوامره تعالى في صحّة العمل, ولا يمكن انفكاك هذه النيّة عنها, وأيّ شائبة تشوب هذه النيّة توجب الخلل في صحّة العمل وتوجب بطلانه, وهذه هي العبادات بالمعنى الأخصّ, كالصلاة والصوم والحج والاعتكاف ونحو ذلك, فإنّ النيّة ركن فيها سواء كانت على نحو الجزئيّة أو الشرطيّة.

الثاني: أعمال تحتاج إلى النيّة والقربة في ترتّب الثواب عليها لا صحّتها وتحقّق الامتثال بها, فلا يترتّب عليها الثواب لو اختلّت النيّة فيها, مثل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمباحات والتروك الواجبة والمستحبّة, وإن كان الامتثال قد يتحقّق بصِرف وجود هذه الأعمال أو التروك خارجاً, لكنّ ترتّب الثواب عليها مشروط بالنيّة والتقرّب بها إلى الله تعالى.

(القواعد والفوائد 1: 115, تحرير المجلّة 1: 294, مستقصى مدارك القواعد: 157, المنثور في القواعد 2: 358, الأشباه والنظائر لابن نجيم: 20, الأشباه والنظائر للسيوطي: 14)

Slider by webdesign