خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / أصالة الحِل

أصالة الحِل

وهي من الأصول العمليّة المؤمِّنة، والتي تنفي المسئولية تجاه الفعل المشكوك الحرمة، ويمكن تصوير جريانها في موارد الشك بنحو الشبهة الحكميّة كما يمكن تصوير جريانها في موارد الشك بنحو الشبهة الموضوعيّة.

أما تصوير جريانها في الشبهة الحكميّة فهو انَّه متى ما وقع الشك في جعل الحرمة على شيء أو عدم جعلها له نتيجة فقدان الدليل الإجتهادي أو تعارض ما يدل على الحرمة مع ما يدل على الحليَّة وعدم وجود المرجّح والبناء على التساقط في مثل هذا الفرض، أو نتيجة اجمال الدليل، ففي تمام هذه الفروض يكون المجرى هو أصالة الحلّ بمعنى انَّ الحكم الظاهري الثابت للفعل المشكوك حكمه من حيث الحليّة والحرمة هو الحلية، ومثاله مالو وقع الشك في حكم أكل لحم الأرنب.

الحمل الأولي والحمل الشايع …
وأمّا تصوير جريانها في الشبهة الموضوعيّة فهو مالو كان الشك ناشئاً عن اشتباه الامور الخارجيّة، كما لو شك المكلَّف في شخص سائل وانَّه سائل خمري أو هو خلّ، فإنَّ هذا النحو من الشك يؤول إلى الشك في حليّة هذا السائل أو حرمته.

والاصل الجاري حينئذ هو أصالة الحل.

والاصوليُّون لم يُفردوا لهذا الأصل بحثاً مستقلا، وذلك لأنَّه لو افترض تماميّة أدلته فإنَّه يكون مشمولا لعنوان أصالة البراءة الشرعيّة، ولهذا تجد انَّ الاصوليّين يستعرضون روايات الحلّ في بحث البراءة الشرعيّة على انّها من أدلتها:

وتقريب مشموليّة أصالة الحلّ لأصالة البراءة الشرعيّة هو انَّ أصالة البراءة الشرعيّة تنفي المسئوليّة عن كلِّ تكليف إلزامي وقع الشك في ثبوته على عهدة المكلَّف، فموضوع البراءة الشرعيّة هو الشك في التكليف، وعندئذ لو وقع الشك في ثبوت الحرمة لشيء – سواء بنحو الشبهة الحكميّة أو بنحو الشبهة الموضوعيّة – فهذا معناه الشك في التكليف وهو موضوع أصالة البراءة كما انَّه موضوع لأصالة الحلّ باعتبار انَّ متعلَّق الشك هو الحرمة، فالنسبة بين الأصلين هو العموم المطلق، فأصالة الحلّ أخصّ مطلقاً من أصالة البراءة الشرعيّة.

ثم انَّ أصالة الحل قد تطلق في بعض الكلمات ويُراد منها أصالة الاباحة العقليّة، وهو ما أوضحنا المراد منه تحت عنوان (أصالة الإباحة)، وحينئذ لا يكون مدرك أصالة الحل روايات الحل بل يكون مدركها هو مدرك أصالة الإباحة العقليَّة.

على انَّه يمكن اعتبار أصالة الحل مشمولة لأصالة البراءة العقليَّة المستفادة من قاعدة قبح العقاب بلا بيان، وذلك لأنَّ الحرمة التي لم يقم عليها بيان مجرى لأصالة البراءة العقليّة كما هو مجرى لأصالة الحلّ إلاّ انَّه لم يعهد من الاصوليين هذا الإستعمال حسب الظاهر.

Slider by webdesign