خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الحمل الأولي والحمل الشايع

الحمل الأولي والحمل الشايع

الحمل الأولي هو ما كان فيه الإتّحاد بين الموضوع والمحمول من جهة المفهوم، والحمل الشايع هو ما كان الإتّحاد فيه بين الموضوع والمحمول من جهة الوجود.

وببيان أوضح وأدقّ: انَّ الحمل الأولي هو ما يكون فيه المحمول ذاتياً للموضوع، بمعنى انَّه المقوم للذات أو جزء المقوِّم، فالمقصود من الذاتي هو الذاتي في باب الكليّات لا الذاتي في باب البرهان، فكلما كان المحمول ذاتياً للموضوع فالحمل حينئذ يكون حملا أولياً.

ومن هنا قالوا انَّ الحمل الأولي هو ما كان فيه المحمول حدّاً للموضوع سواء كان حدّاً تاماً أو ناقصاً.

فتعريف الشيء بجنسه وفصله أو بجنسه أو بفصله يكون من الحمل الاولي لأنّه تعريف بنحو الحدِّ التام أو الناقص.

وبتعبير آخر: عندما يكون مؤلف القضيّة في مقام بيان حقيقة الموضوع وماهيّته فإنَّه لا يصحّ بيان حقيقته إلاّ بواسطة حمل ذاتياته عليه، وحينئذ يكون الحمل أولياً ذاتياً.

فحمل الحيوان الناطق أو الناطق أو الحيوان على الإنسان يكون حملا أوليّاً، وذلك لأنَّ هذا الحمل مبيِّن لماهيّة وحقيقة الإنسان.

وأمّا حمل الضاحك أو الماشي على الإنسان، كأن يقال الإنسان ضاحك أو ماش فليس حملا أوليّاً، وذلك لأنَّ المشي والضحك ليسا من ذاتيات الإنسان بل انَّ الاُول عرض عام والثاني عرض خاص، ولذلك لا يحملون على الموضوع إذا كان الغرض بيان حقيقة وماهيّة الموضوع، أي اذا ما كان الغرض بيان حدِّ الموضوع.

وهكذا لو حملنا الزوجيّة على الأربعة فإنَّ الحمل لا يكون أوليّاً، وذلك لأنَّ الزوجيّة ليست من ذاتيّات الأربعة، فلا هي مقوّم للاربعة ولا هي جزؤها المقوِّم، نعم هي ذاتي للاربعة بنحو الذاتي في باب البرهان، وقد قلنا انَّ الذاتي الذي يكون معه الحمل أولياً هو الذاتي في باب الكليَّات.

وبما ذكرناه يتّضح انَّ الحمل الاولي هو ما كان الموضوع ملحوظاً بنحو صرف الذات، أي انَّ ماهية الموضوع ملحوظة بما هي هي بقطع النظر عن وجودها الخارجي مثلا وبقطع النظر عن تمام آثارها وأحكامها، وانَّ المحمول فيه – وهي الذاتيّات – ملحوظة أيضاً بنحو صرف كونها ذاتيات، وانَّ الغرض من الحمل هو بيان ماهية الموضوع وحقيقته.

ومنشأ التعبير عن هذا الحمل بالذاتي هو انَّ المحمول فيه ذاتي للموضوع، كما انَّ منشأ التعبير عنه بالأولي هو انَّ القضايا في هذا الحمل لا تكون إلاّ قضايا أوليَّة بديهيّة والتي يكون فيها تصوُّر الموضوع وتصوُّر المحمول كافياً في التصديق بالنسبة.

وأمّا الحمل الشايع الصناعي فهو ما كان فيه المحمول أحّد أحكام الموضوع الخارجة ذاتاً عن ماهيّته والثابتة له بلحاظ وجوده.

فالموضوع بما هو موجود له مجموعة من الآثار والأحكام، وحينما تحمل هذه الآثار والأحكام على الموضوع بما هو موجود فالحمل عندئذ يكون حملا شايعاً صناعياً.

والتعبير عنه بالشايع باعتبار شيوع استعماله بين الناس، وأمّا التعبير عنه بالصناعي فباعتبار تداول استعماله في الصناعات، أي في العلوم.

وتلاحظون انَّ الحمل الشايع لا صلة له ببيان حقيقة وماهيّة الموضوع، وهذا ما يُعبِّر عن الفراغ عن معرفته وتشخصه، إذ انَّ حمل الآثار والأحكام عليه انما هو فرع تصوُّره ووضوحه.

وبهذا يكون حمل العرض الخاص والعرض العام على موضوعه من الحمل الشايع، وذلك لأنَّ العرض الخاص وكذلك العام انَّما هما من آثار الموضوع الوجوديّة، فليس لهما بيان ماهيّة وحقيقة الموضوع، فحمل المشي على الإنسان انّما هو باعتبار وجوده وإلاّ فليس المشي جزء من ماهية الإنسان بما هو، إذ انَّ الإنسانيّة ليست متقوّمة بالمشيء كما هو واضح، فالإنسان بما هو موجود يكون ماشياً، وأمّا بما هو مفهوم فليس هو بماش.

ولهذا يصحّ أن يقال (الإنسان ماش) (والإنسان ليس بماش)، وذلك لأنَّ الإنسان في القضيّة الاولى لوحظ باعتباره موجوداً خارجياً، وأمّا في القضيّة الثانية فالملحوظ هو صرف الذات أي ماهيّة الإنسان بما هي.

وهكذا الكلام في حمل الحرارة على النار والزوجيّة على الأربعة فإنَّ الحمل معهما حمل شايع صناعي، لأنَّ الحرارة انّما تثبت للنار الموجودة خارجاً لا لمفهوم النار، فحملها على النار انّما هو لبيان أثر من آثار وجودها.

ومنه اتّضح انَّ حمل الذاتي في باب البرهان على موضوعه يكون من الحمل الشايع، وذلك لأنَّ الذاتي في باب البرهان خارج عن حقيقة الذات لازم لها، وهذا التلازم انّما هو بلحاظ وجود الذات لا بلحاظ الذات بما هي، فحمل الزوجيّة على الأربعة انّما هو بلحاظ وجود الأربعة لا بلحاظ صرف ماهيّتها وإلاّ فالزوجيّة ليست جنساً لذات الأربعة ولا هي فصلها وانّما هي من اللوازم الوجوديّة لذات الأربعة.

ويتّضح أيضاً ممّا ذكرناه انَّ المصحّح لحمل المغاير على مغايره انّما هو لأنَّ المحمول أحد آثار الموضوع الوجوديّة، فالمصحّح لحمل القيام على زيد هو انَّ القيام عرض من أعراض وجود زيد.

والمتحصّل ممّا ذكرناه انّ الحمل الشايع هو ما يكون فيه المحمول أثراً من آثار الموضوع الوجوديّة.

Slider by webdesign