خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 55 مذكرة خاص / ليلة القدر بين الشيعة والسنّة / فضيلة الشيخ علي كريّم
ليلة القدر

ليلة القدر بين الشيعة والسنّة / فضيلة الشيخ علي كريّم

خاص الاجتهاد: لا شك في أن ليلة القدر هي ليلة نزول القرآن و هي في شهر رمضان وفيها تُقدّر الأرزاق والآجال ويُفرَق كلُّ أمرٍ حكيم, بدليل أن القرآن نزل في شهر رمضان المبارك و تحديداً في ليلة القدر لقول الله عزوجل: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ  ﴾ [1] , و لقوله جَلَّ جَلاله في سورة القدر: ﴿  إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾  , مضافاً إلى قوله سبحانه و تعالى في سورة الدخان: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾[2] .

يشترك السنّة والشيعة في تعظيم ليلة القدر, والحثّ على إحيائها بالعبادة والتضرّع إلى الله,وبأنّها خيرٌ من الف شهر, نعم قد اختلفوا في تحديدها وإن كان هناك جهة اشتراك بينهم في ذلك أيضاً , وهي أنّها  على أغلب الروايات المشهمرة بين الفريقين هي في العشر الأواخر من رمضان.

أوّلاً:ليلة القدر عند الشيعة.

بالنسبة لليلة القدر عند  الشيعة فالروايات المحدّدة لها على طوائف مختلفة:

1- ليلة القدر في العشر الاواخر:

رُوِيَ عَنِ الْفُضَيْلِ وَ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حُمْرَانَ‏ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ … ﴾  إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ؟

قَالَ: “نَعَمْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَ هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَلَمْ يُنْزَلِ الْقُرْآنُ إِلَّا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾  قَالَ يُقَدَّرُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كُلُّ شَيْ‏ءٍ يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ خَيْرٍ وَ شَرٍّ”[3]

2- ما يدلّ على أنها إحدى ليال ثلاث: ١٩أو ٢١أو٢٣.

عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَسَّانَ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: “سَأَلْتُ‏ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام) عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ- قَالَ اطْلُبْهَا فِي تِسْعَ عَشْرَةَ وَ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ وَ ثَلَاثٍ َ عِشْرِينَ “[4]

3- ما يدل على أنها إحدى ليلتين: ٢١أو ٢٣.

عن حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟

فَقَالَ: “الْتَمِسْهَا فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ أَوْ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ” [5]

4- ما يدل على أنها ليلة ثلاث وعشرين.

أهمّ ما ورد في المقام  هي روايات  ليلة الجهني, أمّا سببُ تسميتها بالجُهني كما صرَّح بذلك الشيخ الصدوق  ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) فيعود إلى نسبتها إلى رجل من أصحاب النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) يُسمى بعبد الله بن أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِي الْجُهَنِي  إثرَ حديثٍ جرى بينه و بين الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .

أمّا قصّة الجهني الذي سمّيت الليلة باسمه  فهي كما ترويها الأحاديث و الروايات كالتالي:

رَوى مُحَمَّدُ بْن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ قَالَ  سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ  ( عليه السَّلام ) يَقُولُ:

” إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَ غَنَماً وَ غِلْمَةً وَ عَمَلَةً ، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .

فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ  ، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ أَهْلِهِ  إِلَى مَكَانِهِ ” [6]

وَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا  ( عليهما السلام ) قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّيَالِي الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .

فَقَالَ : ” لَيْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ ، وَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ ، وَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ ” .

وَ قَالَ : ” لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ ” .

وفي حديثٍ آخر للجهني أيضاً: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ عَنِ الْمَدِينَةِ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا ؟

فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ “[7].

هذه هي أهمّ الروايات في التحديد عند الشيعة,كما انّ التتبّع فيها يوحي بأنّ النبي ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة ( عليهم السلام ) امتنعوا عن التحديد الدقيق لليلة القدر لأسباب، منها ما هو مذكور في أحاديثهم و منها ما لم تذكر لأسباب خافية علينا، و لعل من أهم تلك الاسباب هو إرادة حث الناس على اغتنام الفرصة الذهبية المتوفرة في شهر الرحمة و الغفران واحياء ليالي هذا الشهر بالعبادة و الذكر و الصلاة و الدعاء و التوجه الى الله.

كما أنّ المتأمّل فيها لا بدّ أن يلاحظ التركيز الكبير على الليلة الثالثة والعشرين ممّا يُقوّي في النفس أن ليلة القدر هي ليلة ثلاث و عشرين و أن الليالي السابقة هي بمثابة المقدمة و لها دور تحضيري للنفوس لتتهيأ و تستعد للرقي في سلَّم الكمال الروحي مرحلة تلو أخرى فتصل الى ذروة كمالها في ليلة القدر، فقد رُوِيَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق ع أنه قال: “التَّقْدِيرُ فِي لَيْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَ الْإِبْرَامُ‏ فِي‏ لَيْلَةِ إِحْدى‏ وَ عِشْرِينَ، وَ الْإمْضَاءُ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ” [8]

ثانياً: ليلة القدر عند السنّة.

اختلف علماء أهل السنّة كثيراً في تحديد ليلة القدر, فبعضهم قال بأنّها في العشر الأواخر وآخرون في السبع الاواخر, والبعض أنّها تنتقل في ليالي العشر الأخير من رمضان، وهي في الأوتار آكد منها في الأشفاع، وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون, كما قد نجد من يقول بأنّها الثالثة والعشرين,

ولأبي حامد الغزالي كلام ٌ لطيفٌ يبيّن هذا الاختلاف:” قال الغزالي وغيره: إن كان أول الشّهر يوم الأحد أو الأربعاء فهي ليلة تسع وعشرين ، أو يوم الاثنين فهي ليلة إحدى وعشرين ، أو يوم الثلاثاء أو يوم الجمعة فهي ليلة سبع وعشرين ، أو يوم الخميس فهي ليلة خمس وعشرين ، أو يوم السبت فهي ليلة ثلاث وعشرين ” [9]فبالتالي أهمّ الأقوال في المقام  ومستنداتها هي كالتالي:

ما ورد أنَّها في العَشر الأواخر من رمضان:

1- عن عائشةَ قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم َ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: ((تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ)) [10] 

2- عن أبي هُرَيرَةَ: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم قال: “أُريتُ  ليلَةَ  القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ”[11]   

3- عن عبدالله بن عُمرَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم يقول لليلةِ القَدْر”(إنَّ ناسًا منكم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبع الأُوَل، وأُرِي ناسٌ منكم أنَّها في السَّبع الغَوابِر؛ فالْتمِسوها في العَشْر الغَوابِرِ”[12]  

ما ورَد في الْتِماسها في الوَتْر من العَشر الأواخِر:

1- عن عائشةَ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم قال: ((تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ)) [13]  

(2) عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وآله وسلّم فقال: ((إنِّي أُريتُ  ليلةَ  القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ))[14]  

ما ورَد في الْتِماسها في التَّاسعة والسَّابعة والخامسة من العَشر:

1- عن ابنِ عبَّاس أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلّم قال: ((الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى)) [15] 

2- عن ابن عبَّاس: قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم: ((هِي في العَشر، هي في تِسع يَمضِين، أو في سَبْعٍ يَبقَين))؛ يعني: ليلةَ القَدْر.[16]    

3- عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: ((خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ))[17]   

والمقصود: في ليلة التاسع والعشرين وما قبلها من الوتر، أو في ليلة الحادي والعشرين وما بعدها من الوتر، أو في ليلة الثاني والعشرين وما بعدها من الشفع.

ما ورَد في الْتِماسها في السَّبع الأَواخِر:

1- عن عبداللهِ بن عُمرَ قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم: ((الْتمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ – يعْنِي:  ليلَةَ  القدْرِ –  فإنْ ضَعُفَ أحدُكم أوْ عَجَزَ، فلا يُغْلَبَنَّ علَى السَّبْعِ البواقِي”[18] 

(2) عن ابن عُمرَ أنَّ أُناسًا أُرُوا ليلةَ القَدْر في السَّبع الأواخِر، وأنَّ أُناسًا أُرُوا أنَّها في العَشر الأواخِر، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ: ((الْتَمِسوها في السَّبع الأواخِرِ)) [19]  

ما ورَد في أنَّها ليلةُ الثَّالث والعِشرين:

عن عبداللهِ بن أُنيسٍ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم ال: ((أُريتُ ليلةَ القَدْر، ثمَّ أُنسيتُها، وأَراني صُبحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ))، قال: فمُطِرْنا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ فانصرَف، وإنَّ أثَرَ الماء والطِّين على جَبهته وأنفِه. قال: وكان عبدالله بن أُنيسٍ يقول: ثلاث وعِشرين.[20]  

ما ورَد في أنَّها ليلةُ السَّابع والعِشرين:

قال أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في  لَيلةِ  القَدْرِ: ((واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ))[21]   

(2) عن أبي هُرَيرَةَ قال: تَذاكَرْنا  ليلةَ  القَدْرِ  عند رسولِ اللهِ(ص) فقال: ((أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ))؟  [22] (شِقِّ جَفْنَةٍ: أيْ: نِصف قَصعةٍ؛ قال أبو الحُسَينِ الفارسيُّ: أيْ: ليلة سَبْع وعِشرين؛ فإنَّ القَمَر يطلُع فيها بتلك الصِّفة).

الهوامش

-البقرة,185.[1]

-الدخان,3-5.[2]

-الكليني,محمد بن يعقوب,ج4,ص157.[3]

– الشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي, وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة,ج10,ص360.[4]

– الكافي ,مصدر سابق,ج 4 ,ص 156[5]

– تهذيب الأحكام ,ج 4 ,ص 330 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي. [6]

– من لا يحضره الفقيه ,ج 2 ,ص 160 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق. [7]

-الكافي,ج7وص619.[8]

– كتاب حاشية إعانة الطالبين البكري ، ج ٢، ص ٢٥٧ [9]

– صحيح البخاري, الحديث 2020.[10]

-صحيح مسلم,حديث 1166.[11]

-صحيح مسلم, الحديث 1165.[12]

-البخاري,حديث 2017.[13]

-صحيح البخاري,حديث 2036.[14]

-المصدر نفسه,ح 2021.[15]

-البخاري, حديث 2021.[16]

-البخاري,2023.[17]

صحيح مسلم,حديث 1165.[18]

-مسلم,1165, البخاري,6991.[19]

-م,ن ,ح1168.[20]

-مسلم,762.[21]

-مسلم,1170.[22]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign