خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / علَم الجنس

علَم الجنس

إنَّ بعض أسماء الأجناس تأخذ سمة العلميّة في كلام العرب ويترتّب عليها أحكام الأعلام الشخصيّة من قبيل عدم دخول الألف واللام عليها ومجيء الحال بعدها وامتناعها من الصرف، وهذه هي المعبَّر عنها بأعلام الاجناس، وذلك مثل اسامة وثعالة وذؤالة.

والبحث في المقام عمَّا هو الموضوع له علم الجنس، وفي ذلك اتّجاهان:
الإتّجاه الأوّل: وهو ماذهب إليه المشهور، وحاصله انَّ علم الجنس لا يختلف فيما هو الموضوع له عن اسم الجنس، فكلاهما موضوع للطبيعة أو قل الماهيّة المهملة إلاّ انَّ الفرق بينهما انَّ علم الجنس ليس موضوعاً للماهيّة المهملة من تمام الجهات كما هو الحال في اسم الجنس بل هو موضوع للماهيّة المتعيّنة بالتعيُّن الذهني، أي للماهيّة المهملة بشرط تعيّنها في الذهن، فالتعيُّن مأخوذ فيما هو الموضوع له علم الجنس.

والمقصود من انَّ علم الجنس موضوع للماهيّة المتعيّنة في الذهن أحد احتمالين:

الإحتمال الاول: انَّ علم الجنس موضوع لمعنىً اسمي موجود في الذهن، وعلى حدِّ تعبير بعضهم انَّه موضوع للحقيقة الذهنيّة، وعلى هذا يكون علم الجنس موضوعاً لمعقول من المعقولات الثانويّة – كمفهوم الكلِّي ومفهوم العليّة – والذي ليس له ما بإزاء في الخارج.

وبتعبير آخر: انَّ علم الجنس موضوع للصورة الذهنيّة المتعيّنة في وعاء الذهن، إذ انَّ الصورة الذهنيّة إذا اُخذ التعيّن الذهني قيداً أو جزء فيها فهذا معناه أن تكون ملحوظه بماهي موجودة في الذهن، وهذا ما فهمه صاحب الكفاية (رحمه الله) من كلام المشهور.

وأورد عليه بأن ذلك يلزم منه عدم امكان حملها وانطباقها على الأفراد الخارجيّة، إذ انَّ المفهوم إذا لوحظ على انَّه موجود في الذهن لا يمكن انطباقه على مافي الخارج إلاّ بنحو العناية، بأن يُجرَّد عن خصوصيّاته الذهنيّة، وهو خلاف ما نجده من عدم بذل هذه العناية عند حمل علم الجنس على أفراده الخارجيّة.

الإحتمال الثاني: انَّ علم الجنس موضوع للإشارة إلى ماهو متعيّن ومتحدّد في الذهن في مرتبة سابقة، كما هو الحال في اللام الداخلة على اسم الجنس، فإنَّها تشير إلى المعنى المتعيّن والحاضر في الذهن، فعلم الجنس موضوع لنفس الحيثيّة الموضوعة لها لام الجنس، كما أوضحنا ذلك تحت عنوان اللام الداخلة على اسم الجنس.

وعلى هذا المعنى لا يرد اشكال صاحب الكفاية (رحمه الله)، إذ انَّ التعيُّن الذهني على هذا لن يكون مأخوذاً في المعنى الموضوع له اسم الجنس حتى يمتنع صدقه وحكايته عن الخارج وانَّما هو موضوع للإشارة إلى الصورة الذهنيّة الحاكية عن الخارج.

الإتجاه الثاني: وهو الذي ذهب اليه صاحب الكفاية والسيد الخوئي (رحمهما الله) من انَّه لا فرق بين علم الجنس واسم الجنس فكلاهما موضوعان للطبيعة المهملة من تمام الجهات، غايته انَّ العرب تتعامل مع علم الجنس معاملة المعارف إلاّ انَّ ذلك لا يقتضي انَّه موضوع لغير ماوضع له اسم الجنس، إذ انَّ التعريف في علم الجنس لا يعدو عن كونه لفظياً كما هو الحال في معاملة العرب بعض الاسماء معاملة الأسماء المؤنثة رغم انَّها ليست مؤنّثة حقيقة.

والمتحصّل انَّ ترتيب أحكام المعارف على علم الجنس ناشيء عن السماع وإلاّ فما هو الموضوع له علم الجنس هو عينه الموضوع له اسم الجنس.

Slider by webdesign