خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الوجود الرابط والوجود الرابطي

الوجود الرابط والوجود الرابطي

ينقسم الوجود بلحاظ التصوُّر إلى قسمين:

القسم الأول: هو ما يعبَّر عنه بالوجود في نفسه، وهو ما يكون تصوُّره بنحو الإستقلال عيناً كتصوُّر المفاهيم الماهويَّة المعبَّر عنها في المصطلح الاُصولي بالمعاني الإسميَّة، وعندئذ يكون الوجود كأحد المعاني الإسمية القابلة لأنْ تقع موضوعاً أو محمولا في القضايا.

ولأنَّ الوجود عادة ما يقع محمولا عبِّر عن هذا القسم بالوجود المحمولي، فالوجود المحمولي هو ما يكون محمولا على احدى الماهيّات، ويعبَّر عن القضايا التي يكون الوجود محمولا فيها على احدى الماهيات بالقضايا الثنائية أو القضايا البسيطة، كما يُعبَّر عن حمل الوجود على احدى الماهيات بالحمل البسيط.

ومنشأ التعبير عن هذا القسم بالوجود في نفسه – كما يُعبَّر عن حمل الوجود على احدى الماهيات بالحمل البسيط.

ومنشأ التعبير عن هذا القسم بالوجود في نفسه – كما أفاد الشيخ المطهري (رحمه الله) – هو ما ذكره علماء اللغة في مقام تعريف الاسم بأنَّه (ما دلَّ على معنىً في نفسه) أي ما كان حضوره في الذهن بنحو مستقل فلا يُناط تصوُّره بتصوُّر شيء آخر.

القسم الثاني: هو ما يعبَّر عنه بالوجود لا في نفسه، وهو ما يكون تصوُّره منوطاً بتصوُّر مفهومين استقلالين وتكون وظيفته الربط بينهما، وهذا هو المعبَّر عنه بالوجود الرابط، فهو ليس موضوع القضيَّة الحملية كما انَّه ليس محمولا فيها وانَّما هو الرابط بين المحمول والموضوع، فحينما يقال : (زيد عالم) فإنَّ الوجود ليس طرفاً في هذه القضيَّة وانَّما هو الرابط بين زيد والعالم، إذ انَّ مآل هذه القضيّة هو انَّ (زيداً الموجود عالم)، ولهذا يعبَّر عن هذه القضايا بالقضايا الثلاثيّة أو القضايا المركبة.

وبهذا اتضح منشأ التعبير عن الوجود لا في نفسه بالوجود الرابط، وأمّا منشأ التعبير عنه بالوجود لا في نفسه فهو ما ذكره علماء اللغة في مقام التعريف للحرف وانَّه (ما دلَّ على معنىً في غيره)، فكما انَّ معنى الحرف غير قابل للتصوُّر بنحو مستقل عن طرفيه فكذلك الوجود الرابط.

والمتحصل انَّ الوجود إذا كان بنحو المعنى الإسمي فهو وجود محمولي، واذا كان بنحو المعنى الحرفي فهو وجود رابط.

ثمّ انَّ الوجود المحمولي ينقسم إلى وجود في نفسه لنفسه والى وجود في نفسه لغيره، وهذا التقسيم للوجود المحمولي لا يتصل بعالم الذهن كما هو الحال في التقسيم الأول بل هو بلحاظ الخارج، فالوجود المحمولي بلحاظ الخارج تارة يكون لنفسه وتارة يكون لغيره، فإذذا كان الوجود قائماً بنفسه أي انَّ له تقرر في الخارج بنحو مستقل عن الوجودات الاُخرى فهو الموجود في نفسه لنفسه ويعبَّر عنه بالوجود الجوهري وبالموجود لا في موضوع كوجود الإنسان والشجر والحجر.

أمّا لو كان الوجود متقوّماً بغير – بمعنى انَّ وجوده حالة وصفه لغيره – فهذا هو الموجود في نفسه لغيره، أمَّا انَّه موجود في نفسه فلان تصوُّره يكون بنحو المعنى الإسمي الإستقلالي، وأمّا انَّه موجود لغيره فلأنَّ وجوده في الخارج لا يكون إلاّ في اطار موضوع، وهذا هو المعبَّر عنه بالعرض وهو الوجود الرابطي.

Slider by webdesign