خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / المسألة الاُصوليّة

المسألة الاُصوليّة

المراد من المسألة من كلّ علم هي ما يُبحث عن ثبوت محمولها لموضوعها في ذلك العلم.

ومن هنا يتّضح خروج المبادئ التصديقيّة عن مسائل العلم، فالمبادئ التصديقيّة وان كانت مسألة من المسائل وقضيّة من القضايا إلاّ انَّها مسألة من مسائل علم آخر أي يتمّ إثباتها في علم آخر، غايتها انَّ هذاالعلم يستعملها كمقدّمات في أقيسته المنتجة للنتائج المتّصلة به أو قل يستعملها كبريات أو صغريات في أقيسته المنتجة لمسائله وإلاّ فهي مسائل لعلوم اخرى.

فالفرق بين المبدء التصديقي والمسألة هو انَّ المبدء التصديقي عبارة عن قضايا يتمّ بحثها في علوم اخرى ويأخذها علم آخر كاصول موضوعيّة يستفيد منها لإثبات مطالبه ومسائله.

وأمّا المسألة فهي القضيّة التي يتمّ بحثها في هذا العلم، نعم لا يكون بحث قضيّة في علم وحده معبِّراً عن كون هذه القضيّة من مسائل هذا العلم، إذ قد تبحث قضيّة من غير مسائل العلم – وانَّما هي من مبادئه التصديقيّة – باعتبار انَّ هذه القضيّة لم يتمّ تنقيحها بصورة تامة في العلم الذي ينبغي له التصدي لبحثها، فهذا العلم المعيّن انَّما يبحثها استطراداً لتصبح بعد ذلك مبدأ تصديقيّاً يعتمده كمقدّمة للوصول إلى مطالبه ومسائله.

ولمزيد من التوضيح نذكر هذا المثال وهو قضيّة انَّ الدور مستحيل فإنَّ هذه القضيّة مسألة من مسائل الفلسفة، وذلك لأنّ البحث عن ثبوتها والبرهنة عليه انَّما يتمّ في ذلك العلم، فلو استفاد منها علم آخر كمقدّمة لأقيسته المنتجة لمطالبة ومسائله فإنَّها تكون مبدأ تصديقياً لهذا العلم، ولو اتّفق انَّ هذه القضيّة لم تُنقح بالمقدار الذي تستحقّه في علم الفلسفة وتصدَّى هذا العلم الآخر كعلم الكلام أو علم الاصول للبرهنة عليها فإنَّ ذلك لا يصيِّر هذه القضيّة من مسائل علم الكلام أو الاصول.

ومن هنا نحتاج إلى إضافة شيء إلى ضابطة المسألة وهو انَّ القضيّة لا تكون من مسائل علم إلاّ أن يكون موضوعها هو موضوع ذلك العلم أو يكون متحداً معه وجوداً وان كان مغايراً لموضوع العلم مفهوماً، فيكون الإتحاد بينهما كاتّحاد الكلِّي مع مصاديقه خارجاً ويكون محمولها أحد العوارض الذاتيّة لموضوع العلم، فإذا كانت القضيّة متوفّرة على أحد هذين القيدين فهي من مسائل ذلك العلم.

إلاّ انَّه في مقابل هذا المبنى هناك من ذهب إلى انَّ ضابطة المسألة هي أن تكون داخلة في الغرض الذي اُسّس من أجله ذلك العلم، وهذا المبنى ناشيء عن دعوى عدم لزوم انَّ لكلّ علم موضوع يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة، وعليه يكون ضابطة اعتبار قضيّة من القضايا من مسائل علم هو دخولها في الغرض الذي من أجله اسّس ذلك العلم، وهذا لا يعني دخول المبادئ التصديقيّة في العلم، إذ انَّها خارجة عن غرض العلم وتستعمل في العلم كوسائل يتوسّل بها للوصول إلى مطالب العلم ومسائله الدخيلة في الغرض، فلا فرق بين المبنيين من هذه الجهة.

وبما ذكرناه يتّضح المراد من المسألة الاصوليّة، وانَّها عبارة عن القضايا التي يتمّ اثباتها والبرهنة عليها في علم الاصول، على أن يكون موضوعها هو موضوع علم الاصول أو ما يتّحد معه خارجاً ويكون محمولها أحد العوارض الذاتيّة لموضوع علم الاصول، أو تكون هي القضايا الداخلة في الغرض الذي من أجله اسّس علم الاصول.

وأمَّا ضابطة المسألة الاصوليّة فهي تختلف باختلاف المباني في تعريف علم الاصول وماهو موضوعه، فهنا مجموعة من الإتّجاهات نذكر بعضها:
الإتّجاه الأوّل: انَّ المسألة الاصوليّة هي كلّ قاعدة تمهّد لاستنباط الحكم الشرعي، لاحظ عنوان (علم الاصول) فقد شرحنا المراد من هذه الضابطة هناك .

الإتّجاه الثاني: هي المسألة التي تقع في طريق استنباط الحكم الشرعي بنفسها دون الحاجة لأنْ تنضمّ إليها كبرى اصوليّة اخرى، وبهذا تخرج مسائل علم النحو مثلا ومسائل علم الرجال، فإنَّها وان كانت تقع في طريق استنباط الحكم الشرعي إلاّ انَّها لا تنتج الحكم الشرعي إلاّ أن تنضم إليها كبرى اصوليّة، وهذا بخلاف المسألة الاصوليّة فإنَّها لا تحتاج إلى ان تنضم اليها كبرى اصوليّة، نعم هي تحتاج إلى ان تنضم اليها صغريات من علوم اخرى لغرض الوصول إلى النتيجة الفقهيّة.

فكلّ مسألة تساهم في استنباط حكم شرعي إلاّ انَّها تحتاج إلى ان تنضم اليها كبرى اصوليّة فهي ليست مسألة اصوليّة، أمّا لو كانت تساهم في استنباط الحكم الشرعي وكانت كبرى في القياس المنتج للحكم الشرعي فهي مسألة اصوليّة، وقد شرحنا ذلك ومثلنا له في التعريف الثاني لعلم الاصول.

الإتّجاه الثالث: انَّ المسألة الاصوليّة عبارة عن القواعد المشتركة في الاستدلال الفقهي على الجعل الشرعي، وهو ما تبناه السيّد الصدر (رحمه الله)، وقد أوضحنا المراد من ذلك في تعريف علم الاصول.

Slider by webdesign