خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الطهارة والنجاسة

الطهارة والنجاسة

ذهب الشيخ الأنصاري (رحمه الله) إلى انَّ الطهارة والنجاسة من الامور الواقعيّة وليستا من المجعولات الشرعيّة، وذلك لأنَّ الأحكام الوضعيّة لا تنالها يد الجعل أصالة بل هي امَّا أن تكون منتزعة عن الأحكام التكليفيّة مثل الزوجيّة والملكيّة أو انَّها من الامور الواقعيّة كالطهارة والنجاسة.

ووقع الكلام فيما هو مراد الشيخ (رحمه الله)من دعوى انَّ الطهارة والنجاسة من الامور الواقعيّة، وقد ذكر لذلك ثلاثة احتمالات:
الإحتمال الأوّل: انَّ الطهارة هي النظافة الواقعيّة والنجاسة هي القذارة الواقعيّة فليستا من المعتبرات الشرعيّة، وانَّ وظيفة الشارع انَّما هي الكشف عنهما وعن مواردهما عيناً كما هو الحال في كشف أهل الخبرة عن خواص بعض الأدوية والتي لا يمكن التعرف عليها إلاّ عن طريقهم.

الإحتمال الثاني: انَّ مناط جعل الشارع للطهارة والنجاسة انَّما هو لاشتمال متعلّقهما على النظافة والقذارة المعنويتين الواقعيتين.

والظاهر انَّ هذا المعنى غير مراد للشيخ (رحمه الله)، إذ انَّ معناه انَّ الطهارة والنجاسة من المجعولات الشرعيَّة، وهو مناف لمبنى الشيخ (رحمه الله) في الأحكام الوضعيّة غير الإنتزاعيّة كما اتّضح مما تقدم.

الإحتمال الثالث: انَّ مناط الطهارة والنجاسة انَّما هو النظافة والقذارة العرفيّتان وهي تعتمد على مبرِّرات ومرتكزات عرفيّة، وليس ذلك مرتبطاً بالجعل والإعتبار، غايته انَّ النظافة والقذارة قد لا تكونان محسوستين للعرف فيكشف الشارع عنهما بواسطة الحكم بطهارة بعض الأشياء ونجاسة أشياء اخرى ويكون المنكشف هو النظافة والقذارة العرفيّتان، بمعنى انَّ العرف لو اطّلع على واقع هذه الأشياء لبنى على طهارة ما كشف الشارع عن طهارته ونجاسة ما كشف الشارع عن نجاسته، بل قد يبنى العرف على قذارة بعض الأشياء ونظافة أشياء اخرى نتيجة الجهل باشتمال ما بنى على نظافته على مناط القذارة العرفيّة وهكذا العكس، فتكون وظيفة الشارع هي تصحيح هذا البناء بواسطة الكشف عن واقع ما تشتمل عليه هذه الأشياء من مناط القذارة والنظافة العرفيتين.

والمتحصل انَّ الطهارة والنجاسة ليستا من الجعولات الشرعيّة بل هما من الاعتبارات العرفيّة، وتكون مهمّة الشارع هي الكشف عنها، فإمَّا أن يتطابق ما كشف عنه مع ماهو البناء العرفي خارجاً، وامّا أن يكون ما كشف عنه هو المطابق لمناط المتبنيات العرفيّة وان كان البناء العملي العرفي على خلافة نتيجة الجهل بواقع اشتمال هذه الأشياء على ماهو مناط المتبنّيات العرفيّة.

وكيف كان فما ذهب إليه الشيخ الأنصاري (رحمه الله) لم يقع موقع القبول عند كثير من الأعلام لمنافاة دعواه مع ظواهر الأدلّة المقتضية لكون الطهارة والنجاسة من الجعولات الشرعيّة.

ونقض عليه السيّد الخوئي (رحمه الله)بالطهارة الظاهريّة والتي يمكن أن يكون متعلَّقها نجساً واقعاً، فلا يُتعقل معها إلاّ الجعل الشرعي.

Slider by webdesign