خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الشك بين الجزئيّة والمانعيّة

الشك بين الجزئيّة والمانعيّة

وتصوير هذه الحالة هو انَّه قد يتّفق العلم باعتبار شيء في مركب واجب إلاّ انَّ الشكّ يقع من جهة انَّ المعتبر هل هو وجوده أو انَّ المعتبر هو عدمه، فهنا علم اجمالي جامعه هو اعتبار ذلك الشيء، ومتعلَّقه مردد بين طرفين، إمّا اعتبار الوجود وامّا اعتبار العدم، فلو كان المعتبر واقعاً هو الوجود فهذا معناه جزئيّة ذلك الشيء للمركب الواجب، ولو كان المعتبر هو العدم فهذا معناه مانعيّة وجود ذلك للواجب، ومن هنا عبِّر عن هذه الحالة بالشك بين الجزئيّة والمانعيّة.

ومثاله: مالو علم المكلَّف باعتبار السورة في الصلاة إلاّ انَّه شكّ من جهة انَّ المعتبر هل هو وجود السورة في الصلاة أو انَّ المعتبر هو عدم السورة في الصلاة فيكون وجودها مانعاً عن صحّة الصلاة، وقد تعرضنا لهذا البحث تحت عنوان (دوران الأمر بين الشرطيّة والجزئيّة والمانعيّة).

وكيف كان فلا إشكال في عدم وجوب الموافقة القطعيّة لو اتّفق ان كان للواجب حصّة واحدة، أي ليس ثمّة حصّة اخرى للواجب لا في طولها ولا في عرضها، كما لو اتّفق ضيق الوقت بحيث لا يسع إلاّ لصلاة واحدة، فالمتعيّن في مثل هذه الصورة هو الموافقة الإحتماليّة بلا إشكال.

انَّما الإشكال فيما لو كان للواجب أكثر من حصّة كأن كان الوقت يتّسع لأكثر من صلاة، فهل المتعيَّن على المكلَّف حينئذ هو الموافقة القطعيّة بواسطة تكرار الصلاة مرّتين وتكون احداهما مشتملة على السورة والاُخرى فاقدة لها، أو انَّ وظيفته في مثل هذه الحالة هي الموافقة الاحتماليّة أيضاً ؟
ذهب السيّد الخوئي (رحمه الله) إلى لزوم الإحتياط بتكرار العمل، وذلك لتمكن المكلّف في هذا الفرض من الموافقة القطعيّة ومن المخالفة القطعيّة، أمّا الموافقة القطعيّة فتحصل بتكرار العمل، وأمّا المخالفة القطعيّة فتحصل بترك العمل رأساً، وعندئذ تكون أركان منجِّزيّة العلم الإجمالي تامّة.

وفي مقابل هذا الدعوى ذهب بعض الاعلام (رحمه الله) إلى عدم منجِّزية العلم الإجمالي في المقام، وذلك لعدم قدرة المكلف على المخالفة القطعيّة لافتراض انَّ متعلَّق العلم الإجمالي مردد بين الوجود والعدم، وهذا معناه التردد بين وجوب الفعل أو وجوب الترك، ومن الواضح انَّ المكلَّف لا يتمكّن معه من المخالفة القطعيّة، فإمَّا ان يفعل وامّا لا يفعل، وإذا كان كذلك فالأصل الجاري في المقام هو البراءة.

Slider by webdesign