خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الشغل اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني

الشغل اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني

المراد من الشغل اليقيني هو العلم باشتغال الذمة بالتكليف، وهذا لا يكون إلاّ في حالات العلم بوصول التكليف مرحلة الفعليّة، إذ انَّ العلم بالتكليف بمرتبة الجعل لا يقتضي العلم باشتغال الذمّة، وذلك لأنَّ العلم بالتكليف بمرتبة الجعل معناه العلم بجعل التكليف على موضوعه المقدَّر الوجود، والموضوع بوجوده العلمي التصوري لا يستوجب اشتغال الذمّة بالحكم المجعول عليه، فالإشتغال اليقيني منوط بالعلم بوصول التكليف لمرحلة الفعليَّة، ولا يصل التكليف لمرحلة الفعليَّة مالم يعلم المكلَّف بتحقّق موضوع التكليف خارجاً.

والمقصود من العلم بالتكليف والعلم بوصوله لمرحلة الفعليَّة هو الأعم من العلم التفصيلي والعلم الإجمالي، فلو علم المكلَّف بالتكليف وعلم بوجود موضوعه خارجاً إلاّ انَّ الموضوع تردد بين طرفين أو أكثر فإنَّ التكليف حينئذ يكون فعلياً، إذ لا يعتبر في فعليّة التكليف تشخيص الموضوع بل يكفي العلم بوجوده خارجاً ولو لم يكن متشخصاً لدى المكلَّف.

فلو علم المكلَّف بوجوب اطعام الفقير وعلم بوجود الفقير خارجاً إلاّ انَّه مردد بين خمسة أشخاص فإنَّه لا ريب في تحقق الفعليّة لوجوب الإطعام، وذلك للعلم بتحقّق موضوعه خارجاً وهو وحده مناط الفعليَّة.

وبهذا يتّضح انَّ المراد من الشغل اليقيني هو العلم باشتغال الذمة من غير فرق بين أن يكون العلم تفصيليّاً أو اجمالياً.

وأمّا المراد من قولهم (يستدعي الفراغ اليقيني) فهو اقتضاء الشغل اليقيني للخروج عن عهدة التكليف يقيناً، بمعنى انَّ اشتغال الذمّة بالتكليف يقيناً يقتضي عقلا الإمتثال القطعي، فلا مخرج عن التكليف اليقيني إلاّ الإمتثال اليقيني.

وأمّا منشأ الإستدعاء والإقتضاء فهو ما يُدركه العقل من منجزية التكليف المحتمل إذا لم يكن ثمّة مؤمن عقلي أو شرعي عنه، ومن الواضح انَّ الاصول المؤمنة كالبراءة الشرعيّة والعقليّة لا تجري في مورد القطع بفعليّة التكليف والشك في الخروج عهدته.

وأمّا مورد القاعدة فهو مالو كان الشك من جهة تحقّق الإمتثال مع القطع بأصل التكليف وفعليّته أو ما يقوم مقام القطع من أماررات معتبرة، والمراد من القطع بأصل التكليف هو الأعم من القطع التفصيلي والقطع الإجمالي.

ويتّضح ذلك بملاحظة ماذكرناه تحت عنوان (الشك في المكلَّف به).

Slider by webdesign