خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الدلالة التصديقيّة

الدلالة التصديقيّة

ويُعبَّر عنها بالدلالة الجدِّية وبالدلالة التصديقيّة الثانية، والمقصود منها ظهور حال المتكلّم بأن ما أراد تفهيمه بكلامه مريد له جداً وواقعاً.

وبتعبير آخر: انَّ الدلالة التصديقيّة الثانية تعني الظهور في التطابق بين الإرادة التفهيميّة الإستعماليّة وبين الإرادة الجدِّيّة وانَّ المتكلّم قاصد الحكاية عن الواقع.

وبهذا تمتاز الدلالة التصديقيّة الثانية عن الدلالتين التصوريّة والتفهيميّة بأنَّها لا تتعقل إلاّ في الجمل التركيبيّة التامة، إذ انَّ قصد الحكاية عن الواقع – والذي هو مدلول الدلالة التصديقيّة الجديّة – لا يكون إلاّ بجملة مشتملة على موضوع وحكم، ويكون الحكم فيها منتسباً للموضوع.

وأمّا الدلالة التصوريّة وكذلك التفهيميّة الإستعماليّة فإنَّه يمكن تعقلهما في الجمل التركيبيّة التامّة كما يمكن تعقلهما في المفردات اللفظيّة الغير الواقعة في اطار جمل تركيبيّة تامة، فلفظ الماء إذا صدر عن غير ملتفت فدلالته تكون تصوريّة وإذا صدر عن ملتفت فدلالته تفهيميّة استعماليّة، وكذلك جملة (زيد قائم) فإنَّها اذا صدرت من متكلِّم نائم أو غافل فدلالتها تصوريّة وان صدرت من ملتفت قاصد لاخطار معنى الجملة إلاّ انَّه غير جاد وغير قاصد الحكاية والإخبار عن الواقع فهذه دلالة تفهيميّة .

وبهذا يتّضح انَّ الدلالة التصديقيّة الثانية دلالة حاليّة سياقيّة أي مستفادة من ملاحظة حال المتكلّم، فهي وان كانت تشترك مع الدلالة التفهيميّة من هذه الجهة إلاّ انَّ مدلول الدلالة التفهيميّة هو انَّ المتكلّم مريد لتفهيم المعنى من اللفظ، وأمّا مدلول الدلالة التصديقيّة الجديّة فهو انَّ المتكلّم قاصد من كلامه الحكاية عن الواقع.

على انَّ الدلالة التصديقيّة الثانية منوطة بتنقح الدلالة التفهيميّة، فما لم ينعقد ظهور في انَّ المتكلّم مريد لاخطار المعنى وتفهيمه من كلامه فإنَّه لا تصل النوبة للدلالة التصديقيّة الثانية .

ومن هنا قلنا انَّ الدلالة التصديقيّة هي الظهور في التطابق بين الإرادة التفهيميّة والإرادة الجديّة التصديقيّة.

ثم انَّ ظهور حال المتكلّم في انَّه قاصد الحكاية عن الواقع منوط بعدم نصبه لقرينة منفصلة على عدم إرادته الجديّة للواقع وإلاّ فمع نصب القرينة المنفصلة ينهدم الظهور الجدِّي في قصد الحكاية عن الواقع، وذلك لأنّ استظهار التطابق بين المدلوليين الإستعمالي والجدِّي انَّما هو لبناء العقلاء على انَّ كلّ متكلّم أراد تفهيم المعنى من كلامه فإنَّه مريد واقعاً لما أراد تفهيمه أي مريد لقصد الحكاية عن الواقع بواسطة ما أخطره من معنىً بكلامه، وهذا البناء العقلائي مختصّ بحالة عدم نصب المتكلّم لقرينة منفصلة تعبِّر عن عدم الإرادة الجدِّية للحكاية عن الواقع.

والمتحصّل ممّا ذكرناه انَّ الدلالة التصديقيّة منوطة بأربعة امور:
الاوّل: علم السامع بالوضع، وهي الجهة المشتركة بين الدلالات الثلاث.

الثاني: احراز انَّ المتكلّم عاقل وملتفت، وهذه هي الجهة المشتركة بين الدلالة التصديقيّة الثانية والدلالة التفهيميّة.

الثالث: أن يكون الكلام من سنخ المركّبات التامّة.

الرابع: ان لا ينصب المتكلّم قرينة منفصلة على عدم الإرادة الجدِّيّة للحكاية عن الواقع.

ومع توفر هذه الامور الأربعة ينعقد للكلام ظهور في الارادة الجديّة للحكاية عن الواقع.

Slider by webdesign