خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / البرهان اللمّي والبرهان الإنّي

البرهان اللمّي والبرهان الإنّي

يطلق البرهان في مصطلح المناطقة على خصوص القياس ، وذلك لأنّه الوسيلة الوحيدة بنظرهم لتحصيل اليقين بالنتيجة ، إلاّ انّ المقصود من القياس البرهاني هو ما يتألّف من كبرى وصغرى يقينيتين من جهة المادة والصورة ، وحينئذ يكون منتجا لليقين بالمطلوب المعبّر عنه بالمجهول التصديقي.

ومنتجيّة القياس لليقين بالمطلوب ينشأ عن الحدّ الأوسط ، إذ هو علّة اليقين بثبوت الأكبر للأصغر « النتيجة » ، وذلك لوجود علقة ثبوتيّة واقعيّة بين الحدّ الأوسط والحدّ الأكبر ينشأ عنها صلاحيّة الحدّ الأوسط للوسطيّة في الإثبات ، أي انّ صلاحيّة الحدّ الأوسط للكشف عن ثبوت الأكبر للاصغر ينشأ عن العلاقة الواقعيّة بين الحدّ الأوسط والحدّ الأكبر ، فلا بدّ وأن يكون الحدّ الأوسط علّة للحدّ الأكبر أو معلولا له أو تكون بينهما ملازمة واقعيّة ناشئة عن كونهما معلولين لعلّة ثالثة.

وباتضاح ذلك نقول : انّ الحدّ الأوسط إذا كان علّة لوجود الأكبر فإنّ كاشفيّته عن ثبوت الأكبر للأصغر يعبّر عنها بالبرهان اللمّي ، وحينئذ يكون الحدّ الأوسط بالإضافة الى انّه واسطة ثبوتيّة هو واسطة في الإثبات ، فهو واسطة في الثبوت لافتراضه علّة لوجود الأكبر ، وهو واسطة في الإثبات باعتبار كاشفيّته عن ثبوت الأكبر للأصغر.

فالبرهان اللمّي هو الحدّ الأوسط الكاشف عن ثبوت الحدّ الأكبر للأصغر على أن تكون علاقته بالحدّ الأكبر علاقة العلّة بالمعلول ، وبتعبير آخر : انّ البرهان اللمّي هو ما يكون واسطة ثبوتيّة وواسطة إثباتيّة في آن واحد.

وبهذا يتّضح بأنّ الوصول للنتيجة في البرهان اللمّي يتوقف على احراز عليّة الحدّ الأوسط للحدّ الأكبر ، وهذا ما يكون واقعا موقع الكبرى في القياس البرهاني ، كما يتوقف على احراز وجود الحدّ الأوسط والذي هو العلّة للأكبر ، وهذا ما يكون في موقع صغرى القياس البرهاني ، وعندها نصل للنتيجة والتي هي ثبوت الحدّ الأكبر للأصغر.

فعند ما نحرز انّ النار علّة للحرارة والتي هي الكبرى ونحرز انّ النار موجودة ، وهذه هي الصغرى يمكن بذلك استكشاف وجود الحرارة ، فاستكشاف وجود الحرارة نشأ عن احراز وجود النار والتي هي علّة وواسطة ثبوتيّة لوجود الحرارة.

وتلاحظون انّ النار هي الحدّ الأوسط المنتج للكشف عن ثبوت الوجود للحرارة ، أي ثبوت الحدّ الأكبر وهو الوجود لحرارة وهي الأصغر ، كما تلاحظون انّ العلاقة بين الحدّ الأوسط والحدّ الأكبر هي علاقة العلّة بالمعلول ، فالنار هي علّة الوجود للحرارة ، ولهذا كانت النار واسطة ثبوتيّة بالإضافة الى انّها واسطة إثباتيّة.

وأمّا البرهان الإنّي فهو الحدّ الأوسط والذي تكون علاقته بالحدّ الأكبر علاقة المعلول بعلّته ، فالمعلول هو الحدّ الأوسط وعلّته هي الحد الأكبر ، أو تكون العلاقة بينهما علاقة المعلولين لعلّة ثالثة ، وحينئذ لا يكون الحد الأوسط واسطة ثبوتيّة بل يتمحّض دوره في الوسطيّة في الإثبات والكاشفيّة عن ثبوت الحدّ الأكبر للحدّ الأصغر ، وهذا يتقوّم باحراز نحو العلاقة بين الحدّ الأوسط والحدّ الأكبر وانّها من قبيل علاقة المعلول بعلّته أو علاقة المعلولين لعلّة ثالثة ، وهذا ما يقع موقع الكبرى في القياس البرهاني ، كما يتقوّم باحراز وجود المعلول ، وهذا ما يكون في موقع الصغرى.

فحينما نحرز وجود النهار والذي هو معلول لشروق الشمس أو أنهما معلولان لعلّة ثالثة فإنّه يمكن استكشاف شروق الشمس ، وذلك بواسطة ضمّ الصغرى والتي هي احراز وجود النهار الى الكبرى والتي هي التلازم بين وجود النهار وشروق الشمس

Slider by webdesign