خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الاُمور بمقاصدها

الاُمور بمقاصدها

وردت هذه القاعدة بهذا اللفظ في كلمات القدماء على أنّها تعبير آخر عن قاعدة (إنّما الأعمال بالنيّات) أو أنّها الأصل لها.

ومفاد هذه القاعدة أنّ هناك جملة من الأعمال إنّما تُعرف وتتشكّل وجهتها بالقصد, فالقصد هو الذي يكشف عن ماهيّتها ويحدّد عنوانها, كما في قصد الحيازة في تملّك المباحات العامّة, فإنّ الحيازة كعمل لا يتشخّص في عنوان الحيازة باعتباره أحد أسباب كسب الملكيّة إلا بالقصد, فلو لم يقصد ذلك لم يترتّب عليه الملك, كذلك بيع العنب ممّن يعمله خمراً يختلف حكمه باختلاف القصد, فلو قصد الإعانة عليه حرم البيع وإلا فلا يحرم.

فالقصد في هذه القاعدة هو الذي يشكّل ماهية العمل وعنوانه, وبه يختلف الحكم الشرعي والأثر المترتّب على الفعل.

وهذه القاعدة تشير إلى تلك العناوين القصديّة التي يختلف العمل فيها باختلاف القصد.

وكلمة (الاُمور) ناظرة إلى مطلق الأعمال, سواء كانت عبادة أو عادة أو معاملة, وأيّ فعل آخر يختلف عنوانه وحكمه باختلاف القصد.

والمراد بالمقاصد هي النيّة بمعناها اللغوي, وهي القصد والعزم على الفعل, فيقال: نوى الشيء إذا قصده وعزم عليه.

وتؤثر النيّة في انقلاب الفعل وتبدّله من عنوان إلى آخر, فيصبح الفعل من عبادة واجبة إلى معصية محرّمة, ويصبح الفعل من فعل مباح إلى فعل مستحبّ, ولذلك تختلف الأحكام باختلاف عناوينها التي تكشف عنها النيّة, فالأكل في حدّ نفسه مباح, لكن يكون مستحبّاً إذا قصد به الإتيان به قربة إلى الله تعالى, والتطيّب في نفسه عمل راجح ولكن يصبح حراماً إذا قصدت به المرأة جلب نظر الأجانب.

(نضد القواعد الفقهيّة: 195, الأشباه والنظائر للسبكي 1: 54, والأشباه والنظائر للسيوطي: 8, والأشباه والنظائر لابن نجيم: 27)

Slider by webdesign