خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / أصالة الجهة

أصالة الجهة

وهو من الاصول العقلائيّة أو قل هو من الاصول اللفظيّة المستفادة من البناء العقلائي ، كما سيتّضح.

ومورد هذا الاصل هو الشك في الإرادة الجديّة للمتكلّم من حيث انّ الكلام هل صدر عنه تقيّة أو لبيان الواقع ، ففي مثل هذه الحالة يتمسّك بأصالة الجهة لإثبات انّ المتكلّم جاد فيما أفاده وقاصد لبيان الواقع ، فأصالة الجهة تنفي أن تكون جهة الصدور هي التقيّة ، إلاّ انّ دورها لا ينحصر بهذه المهمّة بل يتّسع ليشمل نفي تمام الجهات التي يحتمل أن يكون الكلام قد صدر عنها كاحتمال أن تكون جهة الصدور هي الهزل أو الامتحان ، فكلّ جهة لا تتّصل ببيان الواقع فهي منفيّة بأصالة الجهة ، نعم غالبا ما يستفاد من هذا الأصل لنفي صدور الكلام تقيّة.

وبما بينّاه اتّضح منشأ التعبير عن هذا الأصل بأصالة الجهة ، وبقي الكلام عمّا هو منشأ الحجيّة لهذا الأصل ، فنقول : انّ منشأ الحجيّة لهذا الأصل هو انّه من موارد قاعدة التطابق بين المراد الاستعمالي والمراد الجدّي ، وهذه القاعدة هي المنقّحة لظهور حال المتكلّم في انّ ما أراد إخطاره من معنى هو مراده الجدي واقعا ، ومن هنا تثبت الحجيّة لأصالة الجهة باعتبارها من صغريات الظهور الذي قام الدليل القطعي على حجيّته.

وأمّا دعوى انّ أصالة الجهة من موارد أصالة التطابق بين المراد الاستعمالي والمراد الجدّي فلأنّ أصالة الجهة تعبير آخر عن أصالة الجدّ والتي تعني انّ كلّ متكلّم أراد من كلامه اخطار معنى معيّن فإنّه إن لم ينصب قرينة على انّ ما أراد إخطاره لا يريده جدا فإنّ الظاهر من حاله هو إرادة ما أخطره بنحو الإرادة الجديّة ، وهذا هو الذي عليه البناء العقلائي في مقام التفهيم والتفهّم.
وببيان آخر : انّ أصالة الجدّ ترتكز على أصلين عقلائيين :

الأوّل : هو أصالة التطابق والتي تعني تباني العقلاء على انّ كلّ متكلّم أراد من كلامه معنى غير المعنى الذي أخطره بواسطة الألفاظ فإنّه ملزم بنصب قرينة على ذلك ، ومع عدم نصب القرينة رغم عدم إرادته الجديّة لما أخطره يكون ناقضا لغرضه ، لأنّ العقلاء سيحملون ما أخطره من معنى على الجديّة.

الثاني : أصالة متابعة كلّ متكلّم ما هو مقرّر عند من يخاطبهم ، إذ هم المقصودون بالافهام ، فلا بدّ من جريه على وفق الطريقة التي يفهمون بواسطتها مراداته.

وحينئذ نقول : انّه قد تنقح بواسطة الأصل الأوّل انّ الطريقة المتّبعة عند العقلاء هي انّ المتكلّم عند ما لا يكون مريدا جدا لما أخطره فإنّ عليه ان ينصب قرينة على ذلك ، وأمّا مع عدم نصبه للقرينة فإنّ ما أخطره سيحمل على الجد ، وباعتبار انّ كلّ متكلّم ـ بحكم كونه عاقلا ـ متحفّظ على أغراضه فإنّه يجري على وفق الطريقة التي يفهمون بواسطتها مراداته.

وبهذا يثبت المطلوب وهو ظهور حال كلّ متكلّم انّه مريد جدا لما أخطره عند عدم نصب القرينة على خلاف ذلك ، فعند ما نحتمل انّ جهة صدور الكلام من المتكلّم هي التقيّة فإنّ علينا ان نلاحظ ان كان لهذا الاحتمال ما يبرّره وإلاّ فلا بدّ من نفي هذا الاحتمال وحمل كلام المتكلّم على الجد وبيان الواقع ، بمعنى البناء على انّ ما أخطره بكلامه هو ما يريده واقعا.

Slider by webdesign