خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / خاص بالموقع / 2 تقرير خبري / النوروز بين الموروث الشعبي وإضفاء البعد الديني .. الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي
النوروز

النوروز بين الموروث الشعبي وإضفاء البعد الديني .. الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي

الاجتهاد: ما في عيد النوروز من المزاورات والتنظيفات والاستراحة واعطاء المجتمع فرصة للاستراحة هذا كله مورد تأييد للاسلام لكن علينا نلتفت ان لا نخلط بين الالتزامات الشعبية وبين المنصوص الوارد كجزء من الدين والشريعة والاحكام الاسلامية ثم لانلتزم بهذه الالتزامات الاجتماعية الا ونحن نقصد القربة المطلقة والعامة وليست الخصوصية.

النّوروز اليوم الجديد بداية لفصل الربيع بكل ما يحمله من جمال. استقبال هذا الفصل يشكل بداية السنة الايرانية الجديدة وفقا للتاريخ الهجري الشمسي المعمول به في الجمهورية الاسلامية الايرانية. عادات وتقاليد ضمن منظومة المخزون التاريخي وفلكلور الشعب الايراني. دعاء ومائدة مفتوحة صلة رحم. هذه بعض ميزات عيد النوروز في الجمهورية الاسلامية الايرانية وان كانت هذه الميزات لهذا العيد في المجتمع الايراني فانه يتعدى حدود ايران الجغرافية الى العراق وتركيا وحتى شعوب منطقة اسيا الوسطى مرورا بافغانستان. حلقة هذا الاسبوع ستتناول عيد النوروز كقيمة انسانية ودينية. (محمود رمك : مقدم الحوار في قناة العالم ورئيس قسم المراسلين في القناة نفسها)

محمود رمك: تزامن هذا العيد مع الربيع ما هي دلالاته في المخزون الفكري والتاريخي لدى الايرانيين.

الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا التقارن هو تقارن سعيد وطيب باعتبار اعادة الحياة الى وجه البسيطة من خلال الخضر. طبعا انه لاتتزامن الكرة الارضية في جميع مقاطعها مع الربيع في هذا الفصل بالذات ولكن باعتبار ان ايران من جملة الشرق الاوسط يقارن في هذه الايام بداية فصل الربيع وبداية فصل خضرة الربيع هذا هو المحتفل به تاريخيا

وان كان هناك نقل تاريخي ان النوروز في غابر الازمان كما ان عيد الميلاد المسيحي كان له بعض التطور التاريخي نقلة من الربيع الى الشتاء كذلك النوروز بالعكس اصبح النقلة من متوغل الشتاء الى اول فصل الربيع وهذا طبعا حصل ليس من يوم امس او قبل شهر او سنة او قرن بل منذ عدة قرون.

اجمال وجود السنة الشمسية الفصلية لهذا الشعب الايراني منذ ما قبل الاسلام وان كان بداية هذه السنة الفصلية الشمسية اختلف في طول التاريخ لكن كل ذلك كان يحتفل به بعنوان يوم النوروز.

النوروز حسب التركيبة الفارسية من تقديم الوصف على الموصوف كما انتم ترجمتم الكلمة او المضاف والمضاف اليه او الصفة والموصوف التي اخذت مجال الاضافة ترجمتموها الى اليوم الجديد هذا هو الصحيح يعني ” نو” بمعنى الجديد و “روز” بمعنى اليوم اذن فهو بالمعنى اليوم الجديد لكن حسب التركيبة الفارسية في غير العربية يتقدم الوصف على الموصوف ولاسيما في الفارسية القديمة وان كانت اللغة الفارسية اليوم هي اللغة الخراسانية التي تبعت اللغة العربية.

سماحة الشيخ هذه العلاقة الجدلية بين عيد النوروز وبين بدأ فصل الربيع وايضا هناك مسألة اخرى يعني اعتماد التاريخ الهجري الشمسي في الجمهورية الاسلامية في ايران وفي افغانستان ربما هذا التاريخ معمول به يعني انتم هل لكم ان تضعونا في هذا العيد قبل الاسلام وايضا كيف تم قبول هذا التاريخ الهجري الشمسي في ايران على اساس ان يشكل احدى العلامات الفارقة في اعتماد هذا التقويم في الجمهورية الاسلامية الايرانية؟

الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي: هناك بعض الملاحظات الطفيفة على بعض الكلمات التي تحدث الينا اخونا الدكتور رضائي (1) حيث كان يضفي كلمة الديني على هذا العيد وهذا غير صحيح وليس في محله. هذا العيد لانعتبره في الاسلام عيدا دينيا. ولا حتى بالتعبير الدقيق عن المذهب حسب المصطلح المذهبي وانما هو عيد كما تعلمون عيد شعبي.

يعني شعب ايران احتفل بهذا ولما جاء الاسلام لم يصدر هناك اي مانع رادع على مستوى الردع لافي الآيات القرآنية الكريمة ولا في الاحاديث النبوية الشريفة ولافي اخبار الائمة الاطهار ما يمنعوا عن هذا الاحتفال بهذا العيد كموسم كما تؤشرون الى بدء الربيع واود هنا اشير الى الافادة التي افاد منها علماءنا كثيرا في احاديثهم واخص بالذكر منهم الاستاذ المرحوم الشهيد المطهري (رضوان الله تعالى عليه) وكثير من علماءنا يركزون في ايام النوروز على اعادة الحياة وعلى التذكير بالمعاد، معاد يوم القيامة.

كما ان الله سبحانه وتعالى يكتنز الحياة في هذه الاشجار والنباتات ويمضي عليها فصل الشتاء وقد يتصور الانسان بحسب الظاهر انها ميتة ثم بامر الله سبحانه وتعالى هذا الامر التكويني تعود الحياة اليها مرة ثانية وهذا فيه اكبر العبر بقدرة الله عل ى اعادة الحياة لهذا الكون حتى تلك المظاهر التي تموت لفترة من الزمن.

يعيد اليها الله سبحانه وتعالى الحياة هذه هي الافادة التي افاد منها او استفاد منها علماءنا ومحدثونا في هذه الايام وانما اعيد الذاكرة اسم الاستاذ الشهيد المطهري لاني وقفت على نصوص في خطاباته لهذه الايام حسب المناسبات المنصرمة السابقة واعود لاذكر ان امير المؤمنين عليا (عليه السلام) كما نقل عنه نصر بن المزاحم المنقر التميمي المتوفى 219 هجرية يعني معاصر للامام الرضا والامام الجواد هذا الرجل في كتابة وقعة صفين الذي هو بدوره كان جمعا لعدة كتب ورسائل عن اخبار حرب صفين بين امير المؤمنين ومعاوية

على اي حال هذا يذكر في هذا الكتاب هذا النص القديم هذا الكتاب الذي بقي لنا من قبل اكثر من 1200 سنة بتحقيق الاستاذ الدكتور محمد عبدالسلام هارون هذا الكتاب يذكر عن امير المؤمنين ان دهاقين الكوفة ، الدهاقين جمع الدهقان بمعنى مدير القرية عمداء القرى وباعتبار ان القرى الزراعية في العراق بالعمدة حسب الحكومة السابقة الساسانية الايرانية التي كانت تحكم تلك الاراضي كانوا من الفرس من الايرانيين هؤلاء على عادتهم لملوكهم قدموا الى امير المؤمنين علي (عليه السلام) في مثل يوم النوروز اليه طبقا من الحلوى فسأل امير المؤمنين(ع) ما هذا؟ قالوا هذا هدية النوروز فقال نورزونا كل يوم واختلف العلماء في هذه الجملة نورزونا كل يوم بمعنى ليكن كل يومكم نوروزا.

سماحة الشيخ من القيم الاجتماعية المترافقة لعيد النوروز وبالطبع هناك هذه السفرة التي توضع والتي هي خاصة بالنوروز. هناك القرآن الكريم هناك دعاء في الساعة التي يتم فيها الانتقال من سنة الى سنة اخرى وبالطبع هي متزامنة مع فصل الربيع يعني هل لك ان تحدثنا عن بعض القيم الاجتماعية وربما هناك تزاور وصلة رحم.

الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي: مرة اخرى احييكم واشارك معكم هذه الذكرى الشعبية الوطنية. وطبعا لما نقول وطنية لانقصد تخصيص هذه الذكرى وانما تسمى عيد لعودة الذكرى لكونها مكررة معادة لذلك يقال لها عيد والا فلننتقل هنا الى عدم التحرج الشرعي من اطلاق كلمة العيد.

العيد عيدان عيد شرعي ديني نصت عليه الشريعة فذلك هو عيد الفطر وعيد الاضحى وهناك عيد مذهبي هو عيد الغدير ويختلف العيد عن ذينك العيدين متفقا عليه لدى علماء المذهب من حيث الخصائص والمميزات فالعيدان يحرم صيامهما بينما عيد الغدير يستحب صيامه وحتى روي في رواية في استحباب الصيام عن ابي هريرة ونعود الى يوم النوروز لنقول ان هذه التيمنات والتبركات بوجود المصحف الشريف في هذه المائدة التي تفرش لمثل هذا اليوم انما هو اضفاء الطابع الديني والالتزام الديني والتيمن والتبرك بالمقدسات الدينية الى جانب تلك الارضية الشعبية التي لم ينهى عنها الاسلام.

اذن فمادام الاسلام لم يمنع من هذا الاحتفال وكما مررنا سابقا على الكلمة المروية عن امير المؤمنين علي (ع)” نورزونا كل يوم” واختلف العلماء في تحديد المعنى فقال البعض منهم المعنى ان لاتخصوا هذا اليوم بخصوصية ليكن كل يومكم نوروزا بدون تخصيص لهذا الامر بهذا اليوم لكن حتى لو كان بهذا المعنى هذا ليس في حد النهي لو كان نهيا الزاميا تحريميا لكان يتناسب هذا من القواعد الاصولية تدرس هذه القاعدة في اصول الفقه ان الردع يجب ان يكون على مستوى الشيوع المردوع.

يعني اذا كان الامر شايعا كشيوع هذا الاحتفال بمثل هذه الايام ايام نوروز على شيوعه في طول التاريخ على مسمع من قادة الاسلام من ائمة اهل البيت لكان ينبغي ان يكون الردع اقوى من هذا بكثير بينما لا نرى هذا الردع.

لذلك انا اضفيت كلمة الشعبية ثم لما بدرت من كلمة الوطنية عدت الى عدم التخصيص بوطن خاص. هذه شعوب اقتبست هذا المعنى ولم ترى فيه اي مانع وهي شعوب مسلمة لم ترى فيه اي مانع ورادع ديني عن الاحتفال بمثل هذا اليوم يبقى ان نقول هل هناك تأييد وتشجيع ديني على مثل هذا.

يكفينا ان نقول لم يرد فيه منع وردع ولاندخل في تفاصيل هل هناك اي تأييد لهذا المعنى فهناك من تأيد لهذا المعنى كما اشرتم الى الدعاء المروي عن الامام الصادق (ع) وان كان هذا الدعاء ورد في كتاب زاد المعاد للمرحوم المجلسي منسوبا الى الامام الصادق (ع) “يا محول الحول الاحوال يا مدبر الليل والنهار حول حالنا الى احسن الحال” لكن هذا الخبر مروي مرسل بدون سند ولذلك يفتح العلماء هنا باب رجاء المطلوبية ويقولون ما دام الجملات والعبارة هي عبارة دعاء فلا مانع من ان يدعو الانسان حتى لو لم يكن دعاءا مأثورا منصوصا عليه من قبل ائمة اهل البيت (ع) اذا كان يقصد الدعاء التوسل الى الله سبحانه وتعالى.

وهذا مما يمدح فيه هذا الشعب على ان احتفل بهذا الاحتفال الشعبي ولم يخله من اي توجه ديني. يعني جمع الى جانبه الالتزام بالقران الكريم فجعله شعارا تاجا لهذه المائدة في هذه الايام ورافق معه ذلك الدعاء منسوبا الى الامام الصادق (ع) حتى وان لم يكن متأكدا من وروده عن الامام الصادق.

يعني الان في الموروث الشعبي ربما هناك بعض العادات والتقاليد يعني هي صنع حسنة خاصة فيما يتعلق بمسألة تجاوز الضغائن تجاوز بعض الخلافات الذهاب الى الطبيعة كل هذه الامور هل لك ان تضعنا في صورتها في الداخل الايراني؟

الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي: هذه المظاهر الاجتماعية كما اشرت لاضير فيها بل هي داخلة تحت العمومات والاطلاقات المؤيدة من الاسلام حتى فيها انواع من الاحكام الواجبة وهناك مادون الواجب كثير من المستحبات يعني مثلا زيارة الناس والمؤمنين بعضهم لبعض وتقديمهم الهدايا هذا مما ورد التأكيد على كل واحدة وعلى كل مفردة من هذه المفردات في الجانب الاجتماعي يعني لاشك ان الاسلام بوصفه دين الله وشريعة الله يحث المجتمع على التواد والتراحم والتعاطف والتحابب هذا هو الذي يريده الله لعباده وهو الذي ابلغه انبيائه ورسله.

اذن ما في هذا العيد من المزاورات والتنظيفات والاستراحة واعطاء المجتمع فرصة للاستراحة هذا كله مورد تأييد للاسلام لكن علينا نلتفت ان لا نخلط بين الالتزامات الشعبية وبين المنصوص الوارد كجزء من الدين والشريعة والاحكام الاسلامية ثم لانلتزم بهذه الالتزامات الاجتماعية الا ونحن نقصد القربة المطلقة والعامة وليست الخصوصية.

 

الهوامش

1 – الدكتورعبد العظيم رضائي: ان عيد النيروز يصادف بدء فصل الربيع نهضة الطبيعة وتجدد الحياة ويجب ان اقول في البداية ان جاء في القرآن الكريم ” ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام” ان الله سبحانة وتعالى خلق الكون في ستة ايام وكما انه بين اوساط الايرانيين القدامى منذ القدم وفي ايران كانوا يقولون ان الله انجز الخليقة على ستة مراحل وخلال ستة فترات طوال السنة وفي المرحلة السادسة كان يوم خلق الانسان وان العيد الوطني الديني الموروث من الايرانيين فانه موروث منذ عهد الملكي جمشيد ويصادف مع الدقيقة الاخيرة من شهر اسفند مع الدقيقة الاولى من برج الحمل. لانه خلق الانسان في يوم النوروز ولهذا يحتفل الايرانيون بهذا العيد كعيد وطني وديني وتبنوا هذا العيد.

 

المصدر: موقع الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي -/ مقتطف من حلقة حوار في قناة العالم قبل سنوات

رابط قراءة الحوار كاملة (هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign