خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الهيولى والصورة

الهيولى والصورة

الهيولى والصورة هما ما يتركّب منهما الجسم بنظر المشائيين من الفلاسفة، والمقصود من الهيولى هي المادة التي تحمل في مقام ذاتها الإستعداد والقابليّة للتركّب مع الصورة أو قل هي المتحيّثة بحيثيّة القوّة والقبول للفعليّة، فالقوّة والقابليّة والإستعداد هو ذات المادّة المعبَّر عنها بالهيولى، ولازمها الفقدان أي انَّ لازمها عدم الفعليّة والتي هي الصورة .

وبتعبير آخر: انَّ الهيولى هو ما يقبل المصير إلى الفعليّة والصورة، فالنطفة مثلا هيولى للطفل باعتبار تحيّثها بالقابليّة للمصير إلى الطفل، وهكذا النواة بالنسبة للشجرة، فالنواة فاقدة للصورة الشجريّة إلاّ انَّها مستعدّة للمصير اليها فشأنها عدم الإباء من جهة التركّب مع الصورة.

ثمّ انَّ الهيولى قد تكون محض قوّة واستعداد ولا فعليّة لها أصلا، بمعنى انَّها لا تكون متلبّسة بصورة من الصور وهذه هي المعبَّر عنها بالمادّة الاولى، وقد تكون متلبّسة بصورة ويكون المركّب منها ومن الصورة مادّة لصورة اخرى لاحقة ويعبَّر عنها بالمادّة الثانية كالنطفة فإنَّها لها حظاً من الفعليَّة إلاّ انَّها تكون مادة لصورة لاحقة هي العلقة، وكذلك العلقة فإنَّها تكون مادة للمضغة وهكذا، والتعبير عنها بالهيولى أو المادّة باعتبار استعدادها وقابليتها لأن تلحق بها صورة اخرى.

وأمّا المقصود من الصورة فهي الجزء الذي تتحقّق معه فعليّة الشيء المركّب أي الجوهر الجسماني، فالجوهر الجسماني هو المركّب من المادّة والصورة أو قل القوّة والفعليّة، فالقوّة هي المادّة المستعدة لأنْ تلحق بها الصورة، والفعليّة هي الصورة المحصِّلة للمادة أي الموجبة لتشخّصها ورفع ابهامها، إذ انَّ المادّة لما كانت محض قوّة واستعداد بالنسبة للصورة اللاحقة لها فمن الطبيعي أن تكون مبهمة فتكون الصورة اللاحقة بها هي الموجبة لتشخّصها وتحديدها.

ثمّ انّهم ذكروا انَّ الهيولى والصورة باعتبارهما من الأجزاء الخارجيّة للجوهر الجسماني فيكون كلّ واحد من الجزئين ملحوظ بنحو البشرط لا، وذلك في مقابل الأجزاء التحليليّة والتي هي الجنس والفصل فإنَّ كلّ واحد من الجزئين ملحوظ بنحو اللابشرط.

والمقصود من انَّ الهيولى ملحوظة بنحو البشرط لا هو انَّها تأبى الحمل على الصورة كما انَّ الصورة تأبى الحمل على المادة (الهيولى) وهذا هو معنى لحظهما بنحو البشرط لا.

وبتعبير آخر: انَّ الجزء إذ لوحظ بنحو البشرط لا فهو هيولى وصورة، وذلك لأنَّ الجزء الذي يأبى الحمل على الجزء الآخر انَّما هو المادّة والصورة فلا يقال النطفة علقة، وذلك في مقابل الجزء التحليلي وهو الجنس والفصل فإنَّه لا يأبى الحمل على الجزء التحليلي الآخر، كما انَّه يقبل الحمل على المركّب منه ومن الجزء التحليلي الآخر، فالحيوانيّة والناطقيّة يمكن حمل كلّ منهما على الآخر، فيقال: الحيوان ناطق والناطق حيوان كما انَّه يمكن حمل كلّ منهما على المركّب منهما فيقال: الإنسان حيوان والإنسان ناطق، وهذا هو معنى انَّ الجزء التحليلي ملحوظ بنحو اللا بشرط

Slider by webdesign