خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / المعقولات الأوليَّة

المعقولات الأوليَّة

المراد من المعقولات هي المعاني أو قل المفاهيم الكليّة والتي يكون وعاؤها الذهن، وهي تنقسم إلى قسمين، المعقولات الاوليّة والمعقولات الثانية، والقسم الثاني ينقسم إلى قسمين، الأوّل معقولات ثانية منطقيّة، والثانية معقولات ثانية فلسفيّة.

والمعقولات الأوليّة هي المفاهيم المنعكسة عن الخارج ابتداء ومباشرة، أي هي صور الأعيان الواقعيّة التي تحضر للذهن بواسطة الحسّ الأعم من الحسّ الظاهري كالرؤية والسمع أو الحسّ الباطني كما هو الحال في مفهوم الخوف والحبّ والبغض، فإنَّها مفاهيم وصور ذهنيّة كليّة منعكسة عماهو موجود في النفس بواسطة الحسن الباطني.

وبما ذكرناه يتّضح انَّ المعقولات الأوليّة ينحصر تحصيلها بواسطة الاّتّصال المباشر بين الذهن والواقع عبر المدارك الحسيّة الظاهريّة والباطنيّة، غايته انَّ الوجودات الخارجيّة عندما تنعكس صورها إلى الذهن يقوم الذهن بعد ذلك امّابعمليّة تجريدها عمّا به الإمتياز ويحتفظ بما به الإشتراك، وعندها يتحصّل الذهن بواسطة هذه العمليّة على مفهوم كلِّي بمعنى انَّ الذهن يقوم بعمليّة تحليل ذلك الموجود الخارجي المتلقى بواسطة الحواس فيلغي عنه تمام مشخّصاته ويتحفّظ على القدر المشترك فيتحصّل بذلك على مفهوم كلِّي.

هذا مانُسب إلى ابن سينا والخاجة نصير الدين الطوسي (رحمهما الله)، أو انَّ الذهن عندما يتلقى صور الأشياء عن الخارج يحتفظ بصورها الحسيّة ثمّ يمرُّ بها عبْر مراحل ثلاث أوأربع – كما قيل – حتى يصل بها إلى مرحلة يُعبَّر عنها بالإدراك العقلي، وعندها تصبح مفهوماً كليّاً، وهذا هو المنسوب لصدر المتألّهين (رحمه الله) .

وكيف كان فالمعقولات الأوليّة مفاهيم كليّة منعكسة عن الواقع الخارجي، وليس ثمّة طريق لتحصيلها سوى الحواس الظاهريّة أو الباطنيّة.

وحتى يتّضح المراد من مبنى ابن سينا وملاّ صدرا (رحمهما الله) في كيفيّة تحول الأعيان الخارجيّة المنعكسة عن الخارج إلى مفاهيم كليّة في الذهن نذكر هذا التطبيق:

انَّه عندما يقع نظرنا على زيد فإنَّ صورته تنعكس بواسطة النظر إلى الذهن، وعندئذ يقوم الذهن – بنظر ابن سينا – بعمليّة تحليليّة لهذه الصورة فيصنفها إلى صنفين، الاول هو مجموع المشخّصات الخاصّة بزيد والتي لا تصدق على غيره، وهذا هو معنى ما به الإمتياز، والثاني هي الجهة المشتركة القابلة للصدق على كثيرين مثل ما تتقوّم به الذات من جنس وفصل، وبعد هذا التحليل يتمّ الغاء ما به الإمتياز، ويتحصّل الذهن عندئذ على مفهوم كلِّي هو مفهوم الإنسان المعبَّر عنه بالمفهوم الماهوي، وهو المعقول الأولي.

وأمّا بنظر صدر المتأّهين (رحمه الله)فالعمليّة التي يتمّ بها تحصيل المفهوم الماهوي الكلِّي تختلف عمّا ذكره ابن سينا والخاجة الطوسي (رحمهما الله)، فالعقل عندمايتلقى الصورة الحسيّة والتي هي صورة زيد، فإنَّه يحتفظ بهذه الصورة الشخصيّة في مرتبة الإدراك الحسي والتي هي أول مراتب الإدراك ثم يخلق صورة مناسبة لمرتبة أعلى من مرتبة الإدراك الحسي أو قل القوّة الحسيّة، هذه المرتبة الأعلى هي مرتبة الإدراك الخيالي وفي نظره انَّ الخلاق لهذه الصورة هي القوّة الخياليّة، ثمّ تترقى هذه الصورة إلى مرتبة أعلى من مراتب الإدراك العقلي، وفي هذه المرتبة تصبح هذه الصورة مفهوماً كلياً، إذ انَّ هذه الصورة كلما انتقلت إلى مرتبة تخلقت بشكل يتناسب مع تلك المرتبة والمناسب لمرتبة الإدراك العقلي هو ان تصبح الصورة كليّة.

هذا اذا لم نقل انَّ ثمّة مرتبة تتوسط بين مرتبة القوّة الخياليّة والقوّة العقليّة والتي هي القوّة الواهمة وإلاّ فالصورة المنعكسة عن الخارج لا تصل إلى مرحلة المفهوم الماهوي الكلِّي إلاّ بعد المرور بأربع مراحل تكون المرحلة الرابعة وهي مرحلة الإدراك العقلي هي ظرف إدراك المعقول الأولي .

وبما ذكرناه يتّضح المراد من انَّ المعقولات الأوّليّة لها ما بإزاء في الخارج هذا حاصل ما أفاده الشيخ مرتضى المطهري (رحمه الله).

ثمّ انَّ هناك اتّجاه آخر لتفسير المعقولات الأوليّة، وهو الذي يتبناه الحكيم السبزواري (رحمه الله)، وحاصله: انَّ المعقول الأولي هو المفهوم الذي يكون ظرف عروضه على معروضه واتّصاف معروضه به هو الخارج.

وبتعبير آخر: انَّ المعقول الأولي هو المحمول الذي يكون ظرف حمله على موضوعه هو الخارج واتّصاف موضوعه به هو الخارج، وذلك مثل زيد إنسان، فإنَّ مفهوم الإنسان معقول أولي، لأنَّ الوعاء الذي يتمّ فيه حمل الإنسان على زيد هو الخارج.

وبذلك تكون المحمولات في القضايا الخارجيّة معقولات أوليَّة، وذلك لأنَّ عروضها على موضوعاتها واتّصاف موضوعاتها بها انَّما هو في الخارج بعد ان كانت موضوعات القضاياالخارجيّة هي الأفراد المتحقّقة الوجود فعلا، أي عند تأليف القضيّة الخارجيّة، فعندما يقال: (أولاد زيد سود) فإنَّ ظرف اتّصاف أولاد زيد بالسواد هو الخارج كما انَّ عروض السواد على أولاد زيد يتمّ في الخارج، ولهذا لو قيل: أين حصل عروض السواد على أولاد زيد وفي أيِّ ظرف اتّصفوا بالسواد؟لكان الجواب هو انَّ ظرف ذلك هو الخارج، وهذا ما يعبِّر عن انَّ السواد معقول أولي.

Slider by webdesign