خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / معجم / الصدق في القضايا الحمليَّة

الصدق في القضايا الحمليَّة

اختلف العلماء فيما هو مناط الصدق في الخبر، فهنا أربعة مبان:

المبنى الأوّل: وهو مبنى المشهور، وحاصله انَّ مناط الصدق في الخبر هو مطابقة الخبر للواقع، والكذب هو عدم مطابقته للواقع.

وبتعبير آخر: انَّ الصدق هو مطابقة النسبة الخبريّة للنسبة الخارجيّة بقطع النظر عن كون النسبة ثبوتيّة أو سلبيّة، والمراد من النسبة الخارجيّة هي النسبة الثابتة في نفس الأمر والواقع.

وليس المقصود من المطابقة للنسبة الخارجيّة هو المطابقة لما هو ثابت في الوجود الخارجي بل المقصود منه المطابقة لما هو الثابت في نفس الأمر، ومن هنا تكون ضابطة الصدق شاملة للقضايا التي لا يكون ثبوت النسبة فيها خارجياً كما في قضيّة (شريك الباري ممتنع الوجود) و (النقيضان لا يجتمعان)، فإنَّ مناط الصدق في هذه القضايا هو مطابقة النسبة في القضيّة مع النسبة الثابتة في نفس الأمر والواقع .

المبنى الثاني: وهو الذي ذهب اليه السيد الخوئي (رحمه الله)، وحاصله انَّ مناط الصدق هو مطابقة مراده للواقع، فالمطابق – بصيغة الفاعل – هو المراد، والمطابَق – بصيغة المفعول – هو الواقع ونفس الأمر، وليس المناط في الصدق هو مطابقة ظهور كلام المتكلِّم للواقع حتى وان كان هذا الظهور منافياً للمراد الجدِّي، نعم قد يتّفق – كما هو الغالب – اتّحاد الظهور مع المراد إلاّ انَّ ذلك لا يُسوّغ أن يكون المناط هو مطابقة ظهور الكلام للواقع كما هو مبنى المشهور، ومن هنا يكون المتّصف بالصدق والكذب هو مؤدى الخبر لا نفس الخبر كما هو مبنى المشهور، وقد بينّا ذلك تحت عنوان (الجملة الخبريّة).

المبنى الثالث: وهو الذي ذهب اليه النّظام، وحاصله انَّ مناط الصدق في الخبر هو مطابقته لإعتقاد المخبر حتى وان كان الإعتقاد منافياً للواقع، ومناط الكذب هو عدم مطابقة الخبر لإعتقاد المخبر حتى وان كان مطابقاً للواقع، فلو قال المخبر (محمّد رسول الله (ص)) ولم يكن معتقداً بهذه النسبة فإنَّ هذا الخبر يكون كاذباً رغم مطابقته للواقع، ولو أخبر بوجود شريك الباري وكان معتقداً لذلك فإنَّ خبره يكون صادقاً رغم منافاته للواقع .

المبنى الرابع: وهو الذي ذهب اليه الجاحظ، وحاصله انَّ مناط الصدق في الخبر هو مطابقته للواقع والإعتقاد معاً، والكذب هو عدم مطابقة الخبر لهما معاً، وأمّا لو كان الخبر متوفراً على أحد الأمرين دون الآخر فإنَّه لا يتّصف بالصدق ولا بالكذب، فلو كان الخبر مطابقاً للواقع ومنافياً للإعتقاد أو منافياً للواقع ومطابقاً للإعتقاد فإنَّه لا يكون كاذباً ولا صادقاً.

Slider by webdesign