وهو الذي اذا انضمّ اليه غيره خارجا تشكل عن مجموعهما مركب واحد ويكون انفصاله عنه موجبا لنقص المركب أو انعدامه أو تبدل صورته الى صورة مركب آخر ، ومن هنا كان الجزء مقوم لحقيقة المركب ، بمعنى استحالة ان يحتفظ المركّب بواقعه ـ الذي هو عليه مع الجزء ـ حينما لا يكون الجزء موجودا مع سائر أجزاء المركب.
ومن هنا وقع الكلام في الأجزاء المستحبّة في المركب ، وهل هي جزء حقيقي للمركب أو لا؟.
فالنافون لجزئية الجزء الاستحبابي يتمسّكون بدعوى انّ جزئية الجزء لمركّب منوطة بتقوّم المركب بذلك الجزء ، وهذه الضابطة غير منطبقة على الجزء الاستحبابي باعتبار انّ المركب لا يتقوّم به ، وافتراض تقوّمه به خلف افتراض استحبابه ، إذ انّ استحباب الجزء يعني عدم تأثر المركب بانعدامه ، وقد قلنا انّ انعدام الجزء يعني نقص أو انعدام أو تبدّل صورة المركب ، وهذا ما يعبّر عن انّ المستحبّ ليس أكثر من فعل ظرف مطلوبيته هو المركب.