خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 44 حوار خاص / في حوار مع الاجتهاد.. الدکتور حجازي: الفقه الشيعي قادر على استجابة متطلبات الحياة
الفقه ومتطلبات العصر

في حوار مع الاجتهاد.. الدکتور حجازي: الفقه الشيعي قادر على استجابة متطلبات الحياة

خاص الاجتهاد: أجرينا مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد أحمد حجازي العاملي قبل أشهر حوارا حول موضوعات متنوعة يرئسها موضوع الفقه ومتطلبات العصر. منها: مصادر التشريع وقدرتها على مواكبة العصر ودور العلماء تجاه هذه المهمة، كما تحدث فضيلته عن تعامل الفقها مع العولمة واحتياج المؤسسة الدينية إلى استخدام كافة التقنيات الحديثة وأخيرا حول اهتماماته البحثية وهي فقه الأسرة والتأهيل الأسري و ما قدمه في هذا المجال.

الشيخ الدكتور محمد أحمد حجازي العاملي؛ أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العليمة في لبنان والذي جمع بين الدراسة الحوزوية والأكاديمية. ولد 1971، انتسب للحوزة العلمية عام 1991 ودرس العلوم الفقهية والعقائدية على عدد من فضلاء الحوزة في لبنان وجزء يسير منه في إيران.

ولا يزال يتابع تدريسه ودراسته لأبحاث الخارج الفقهية والأصولية. قد حصل علی دكتوراه في التربية والفقه الإسلامي من الجامعة الإسلامية في لبنان فی عام 2005. مؤسّس و مدير المركز الإستشاري للترشيد الديني والتوعية الأسرية في لبنان، الذي يعتني بالقضايا التربويّة و المعالجات الإجتماعية.

رئيس قسم الترشيد والتوعية الأسرية في هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان. مؤلّف وكاتب وباحث للعديد من الأبحاث والمقالات والكتب العلمية، والتي ناهزت الخمسة عشر كتاباً أهمها: فلسفة التربية الفقهية عند الإمام الصادق (ع).

قد أجرينا مع سماحته قبل أشهر حوارا حول موضوعات متنوعة يرئسها موضوع الفقه ومتطلبات العصر . منها: مصادر التشريع وقدرتها على مواكبة العصر ودور العلماء تجاه هذه المهمة، كما تحدث فضيلته عن تعامل الفقها مع العولمة واحتياج المؤسسة الدينية إلى استخدام كافة التقنيات الحديثة وأخيرا حول اهتماماته البحثية وهي فقه الأسرة والتأهيل الأسري و ما قدمه في هذا المجال.

ما نقدم لكم حصيلة الجزء الأول من هذ الحوار:

بسم الله الرحمن الرحيم.

تراجع الدور القرآنی نتیجة تصنیفه بأنه خطاب قدیم:

انطلاقاً من حضور القرآن الدائم و المتجدد الذي ليس فيه قديم انما اذا تراجع الدور الاسلامي في فهم القرآن أو تراجعت الثقافة الاسلامية العامة في الارتباط بالمصدر الاول للتشريع، فقد تَنشأ شبهه عند الناس في أن الخطابات القرآنية وكأنها أصبحت خطابات قديمة علی نفس الطریقة التی عادتاً يتعاملون فيها مع بقية الأمور.

بحيث أن اذا هناك أمر مرّ عليه سنون عديدة ومرّ عليه فترة من الزمن ينظر إليه بأنه لم يعد بأمر جديد. وهذا بالمقاييس العامة أو بالسيرة العقلائية عند الناس عادتاً ممكن أنه يميزون عادتاً بين جديد و قديم، وخصوصاً أن الطبيعة البشرية تملّ من الأشياء المتكررة وبالتالي تنشئ هذه الحالة بين ما يطرأ من حوادث على الناس وما يطرأ من أشياء جديدة ومخترعات واكتشافات فيقولون هذا قديم وهذا حديث.

طبعاً هنا أنا اريد بهذا الالتفات و ان اقول مع الأسف، أنه تزاحمت الكثير من الرؤى الفكرية، و تزاحمت الكثير من المدارس و التیارات الثقافية و الفلسفية في العالم بين الشرق و الغرب، و أصبح هناك مدارس لا تعدّ و لا تحصى على مستوى العلوم الإنسانية وكافة المجالات المعروفة عند البشر، وبما أن الإنسان ضعف من بعض الجوانب الأخرى، يعني هناك هزائم على مستويات معينة عند المسلمين والتراجع عند العرب، التبعیة المطلقة أو كما عبّر عنها إبن خلدون في مقدمته بأن: المغلوب یتبع الغالب فی مأکله وملبسه و مشربه و فی کل شيء من عادات الحیاة، وصل الكثير من المسلمين الى مكان أنهم ينظرون الى القرآن و کأنه خطاب قدیم.

وبالتالي حينما نظروا الى القرآن أو صنّفوا القرآن عن قصد أو غير قصد بأنه خطاب قديم، تراجع الدور القرآني على المستوى العملی عند الناس واصبحت هناك اهتمامات أخرى أفرزتها الكثير من الحضارات الغربية أو الأمور التي طرأت علینا في زمننا المعاصر، ما قدمته الثورة العلمية وخاصة بعد الثورة الصناعية یعنی من ۳۰۰ عام الی الیوم في اوروبا بشكل خاص وفي الغرب بشكل عام.

الإنبهار الذي حصل، فلناخذ على سبيل المثال؛ الطفرة الکبیرة التي حصلت والتقدم البارع علی مستوی الطبابة، أخذ حيّزاً كبيراً على مستوى الفكر البشري وأصبح الناس ينظرون الى هذه الإكتشافات الطبية على أن هي الأولى والرائدة في العالم. أو على مستوى الآليات والتكنولوجيا بشكل عام.

الناس لكثرة انبهارها بهذه الجوانب وخصوصاً اذا أخذنا ناحیه أخری بالاعتبار، يعني الانسان یتاثر بالمحسوس اکثر مما یتاثر بالاشیاء الغیبیة، فاصبح الانسان یعتقد أن الحياة تتمثل هنا وأن التجديد و أن ما ينفع الناس، هنا فی هذه الحضارة المادیة، مع مرور الوقت ومرور الزمن اهمل الکتاب و لیس الکتاب وحده فقط، بل اهملت السنة .

طبعا نحن نتکلم عن مستوی العام ولیس عند أهل الإختصاص أو في بطون الکتب وعلی مستوی البیئة العلمیة العامة.
هناک انطباع خاطئ بأن المصادر التشریعیة ضعیفة غیر قادرة علی مواکبة الحیاة:
هذا الاهمال أدی إلی إنطباع سيّء أو إنطباع خاطئ وکأن القران الکریم او کأن المصادر التشریعیة هي ضعیفة غیر قادرة علی مواکبة الحیاة وتأدیة دورها تجاه متطلبات الحیاة.

وبالتالي حصل هناک نوع إنشقاق وإبتعاد عن الکتاب مع الاسف حتی علی مستوی القراءة والتبرک من القرآن الکریم. يعني المسلمون اليوم أصبحوا كالغرباء مع الكتاب وبل أصبح الكتاب غريباً عنهم.

من هذا المنطلق إذا صنّف المجتمع الکتاب او مصادر التشریع بشکل عام على أنها قدیمة یعنی ذلک أسقطوا إعتباریاً الإستفادة منها وأصبح الإسلام هو حالة طقسیة بحتة تعرف فقط في المساجد أو في الاماكن التعليمية المنحصرة بأماكن المعينة، وحصل هناك ازدواجية على المستوى التديّن الشخصي عند الناس، بحيث أن الإنسان يحمل فكر النظر الإسلامي على مستوى التطبيقي بينه و بين الله يعني يصلي و يصوم، لكن على المستوى العملی في الخارج و العلاقات و المعاملات هو علماني .

لهذا السبب لم يكن هناك أو لم تنشأ تصورات أولية سليمة عند الناس أننا نحن كمسلمين قادرون على مواكبة الحياة من خلال التشريع الإسلامي.

دور العلماء ابراز قدرة الاسلام علی تأدیة دورها تجاه متطلبات الحیاة:

المطلوب الآن علمياً، هو إبراز الإسلام من خلال مصادره التشريعية أنها مواد أو مصادر، كانت جديدة و تبقی جديدة و لايمكن أن تُتّصَف بالقِدم، بمعنى أنها أصبحت من الأمور البالية و القديمة و التي لا يمكن الإعتماد عليها. هذا دور العلماء.

وكيف يمكن أن تنشأ هذه الفكرة او كيف يمكن أن تأخذ مساره الى آخر الطريق هو من خلال محاكاة الواقعة بأكمله، كافة تفاصيل الحياة وفقا للرؤية القرآنية الغضّة الطریة التي لا يمكن أن تتصف بشيء قديم.

القرآن كما ورد في بعض الروايات و نحن نتكلم الآن عن قرآن من زاوية أنه كمصدر تشريعي، كإعجاز الهي إذا مرّ عليه الزمن لا يمكن أن تموت مفاعيله، بل يبقى غضّا طرياً، و بالتالي على الفقيه أن يستنبط من الكتاب و بقية مصادر التشريع كافة الأحكام التي يحتاج اليها اليوم الإنسان معاصر.

ويظهر قيمة الإسلام من خلال الإستنباطات جديدة. لماذا؟ لأن المسائل المستحدثة التي لا تعدّ و لا تحصى اليوم و التي قد تزيد عن ألفين أو ثلاث آلاف مسئلة، و حسب تتبّع بعض الباحثين هناك بالمئات من المسائل الحديثة التي بعض منها قد نوقش فيها وبحث حوله وبعض منها لا زال ولم يدخل عليها بشكل الصحيح.

بعض قضایا المعاصرة:

لو أخذنا علی سبیل المثال الأحكام المصارف و الأحكام الاقتصادية التي أصبحت معقّدة في أيامنا، لم تكن في الماضي على هذه الوتيرة و على هذه الحالة، لكن لما تعقّدت المعاملات المصرفية ودخلت بمعاملات الربوية بأشكال وصور مختلفة، لا يجوز أن نتعامل معها على نفس الطريقة التي كنا نتعامل معها في السابق.

أو فلنأخذ مثالاً صغيراً على سبيل المثال: قديماً كان الإنسان لا يعرف الطائرة أو لا يعرف شيء إسمه المياه الإقليمية. هناك اليوم في قوانين إسمه القوانين الدولية التي تتحكم بمسارات الناس وبمعاملاتهم أو بطرق تواصلهم.

كمسائل فرعية، ممكن أن يستنبط كليات من العمومات الموجودة عندنا، لكن لم يناقش قدیما و لم تكن على بساط البحث أنه هذه الطائرة إذا كانت في أجواء هذه الدولة و سقطت من يتحمّل المسئولية؟ ومن يضمن؟ أو إذا مرّت في الدولة آخرى في جوّ و في فضاء دولة أخري هل يعني تحتاج الى إذن أو أنها تعدّت على حدود دولة أخرى بناءً على موضوع إحترام الملكيات العامة و غير ذلك.

هذا الموضوع مثلا لم يكن يناقش في السابق. هنا، حينما تأتي و تُبرز الإسلام من خلال إعطاء هذا الإحكام.
أو مثلاً هناك الآن مئات الأحكام على مستوى الطبي. يعني مثلاً لا زال اليوم هناك بعض الفقهاء من يناقش في موضوع التخدير، أنه هل يجوز التخدير او لا يجوز؟

البعض يذهب إلى حرمته لأنه مثل أحكام المسكرات، وسمعنا عن البعض أنه دخل إلى عملية وقرأ القرآن و هو مستيقظ و قال أنا لا أقبل أن تخدرون. أو أنه من باب أنه اذا تخدّر و غاب عن الوعي، تسقط كل الوكالات الموجودة التي اعطاها الناس.

الآن نحن إذا جئنا إلى الواقع الجديد اليوم، هل يمكن نقول أنه اُغلقت الدنيا أمام هذا الأمر، و أنه هل يمكن الإجتهاد في هذه القضية؟ و الأدلة الموجودة بأيدينا لا تنالها.

لا نتبرأ من ما عندنا و نقول أنه كيف ما كان یمّر الأمور. لا، لكن بإمكاننا فعلاً أن يكون هناك رؤية أوسع و أفق أوسع لهذه القضايا. مثل موضوع مثلاً التلقيح الصناعي و أخذ البويضة من أمّ أخرى و أخذ النطفة من أب آخر.

الفقه الشيعي قادر علی استجابة متطلبات الحیاة لأن عرض ائمتهم مناهج علمیة متینة و اصیلة:

هذه القضايا فُتحت اليوم. الناس تسأل أسئلة كثيرة لا نهاية لها. نحن إذا لم نكن قادرين على الإجابة، يعني ذلك أننا لم نظهر الإسلام على حقيقته و إذا رجعنا إلى روايات اهل البيت عليهم السلام فضلاً عن القرآن الذي تكلمنا عنه نلاحظ الامام صادق “عليه السلام” حين كان يتكلم عن الجامعة و ما جاء في بعض الروايات حينما تحدث لأبي بصير عندما قال له أنه فيها كل ما تسأل عنه عن دين من حلال أو حرام حتى أرش الخدش في هذه الصحيفة التي تبلغ سبعين ذراعاً. يعني كل ما تسأل عنه من دين فهو موجود في هذه الصحيفة من حلال أو حرام.

فی اعتقادی نحن كمذهب إسلامي شيعي اثنى عشري ما عندنا مشكلة واقعا. يعني لم نلجأ إلى القياس و لم نلجأ الى ادلة واهية. لأنه اولاً أئمتنا عليهم السلام علّمونا أو ربّونا على مناهج علمية، متينة، أصيلة. و فضلاً عن ذلك لأن العلم موجود عندهم و أعطونا إياه.

الاجابة لمتطلبات العصر تحتاج الی مؤونة کبیرة و التفرغ لها:

ان قضية مواکبة العصر تحتاج الى مؤونة كبيرة للبحث وبذل الوسع والتفرغ لهذا الأمر، من أجل إستنباط ألأحكام الفرعية من أدلتها وإعطاء وقت أكثر من ذلك. بل أكثر من ذلك، هذا الأمر في الحقيقة يحتاج إلى عمل مؤسسات اليوم. لا يمكن أن یُتّکل علی أفراد.

لأنه إذا أردنا أن نتكل الآن ونبدأ، ممكن أن تأخذ أنت عنوان معيّن وتبحث فيه وأنا أبحث عنوان معيّن و أبحث فيه. لكن مواكبة للواقع الموجود في الخارج ما يطرح علينا في اليوم والليلة من مئات المسائل، نحن غير قادرين على أن ننتظر كثيراً من أجل ان نعطي أجوبة للناس، أجوبة كافية و شافية.

عمل الفقيه متعب في كل أحوال و عمل شاق. يعني العملية الفقاهتية ليست سهلة. لكن الفقيه في الزمن الغابر، لم تعرض له مسائل كما هو عليه الحال اليوم، خذ مثلا اليوم على عالم الإنترنت و الميديا و التواصل الإجتماعي. كله يحتاج إلى الفقه الإعلامي. كم يحتاج إلى عمل و إلى ممارسة؟!

حينما يظهر العالم أو تظهر الفئة العلمية أنها في بعض الأماكن عاجز عن الإجابة أو إعطاء ما يروي عطش الناس، هنا نحن و كأننا بشكل غير المباشر نقول للناس أن الإسلام هو العاجز عن طرح هذه القضية، مع العلم أن الإسلام هو ليس بعاجز بل نحن العاجزون عن ذلك.

ازمة آفة تضخم المعلومات و لزوم تجديد المنهج للتصدی لها:

لذا على ضوء التوسع المعرفي وفق النظرية العولمة واتساع المعارف البشرية الى حد اصطلح عليه بآفة تضخم المعلومات، نحن الآن نعيش في أزمة. الفرد ممكن أن يستوعب عشر معلومات، أو مئة معلومة، أو يستوعب شبهة، ثلاثة، عشرة، .. لكن لا يستطيع أن يستوعب آلاف الشبهات، بل ملايين المعلومات.

يعني لو بقي الإنسان دون عمل، طيلة حياته لمدة ستين عاماً، سبعين عاماً لیس بإستطاعته ان يفرغ كامل وقته على قراءة كل ما يأتي في الإعلام وعلى الأبحاث الإلكترونية، لكثرة ما موجود من المعلومات. اليس من الجدير بنا ان نترصد و نرصد هذه القضایا؟ طبعاً مع التقدير للمؤسسات العلمية و لمراكز الدراسات التي تترصد و ترصد كافة هذه القضايا لكن فی المجموع ليست بمستوى المطلوب.

نحن ما هو تكليفنا؟ كمتشرعة فقهاء، ما هو تكليفنا مقابل هذا التضخم الهائل من المعلومات التي فيها صحيح فيها سقیم وفیها الغث و السّمين؟ لكن فيها أسئلة وجيهة وفيها مطالب علمية وجيهه كيف ما نرد عليها؟

هل العمل الفقهی أو الإجتهاد أو بذل الوسع و کل ما یمکن أن یقدَّم من تضحيات علمیة، هل هو يوازي هذا الكم الهائل؟ نحن نحتاج الى السرعة في المواكبة، لأنه كل يوم هناك مئات المعلومات التي تضخ بشكل مستحدث و جديد. هذا أولا.

الأمر الثاني اذا سلّمنا أن هناك مئات وآلاف وملايين المعلومات التي تضخ على أذهان الناس، هل بإستطاعتنا نحن بأن نواكب الطریقة التقليدية؟ هذا سؤال كبير. اذن نحن الآن نتحدث عن التجديد الخطاب الديني و فهم الخطاب الديني. ألا يستأهل هذا الأمر أن يكون فعلا هناك مؤسسات متخصصة لأجابة على هذه الكميات الهائلة من الأسئلة؟

تعامل الفقهاء مع العولمة لیس بالمستوی المطلوب:

نحن اليوم لم نتعامل مع العولمة بالمستوى المطلوب. لذلك، و أرجو أن يأخذ هذا الكلام على محمل الجد، اليوم كثير من المسلمين فقدوا الثقة بأهل العلم وبالتالي فقدوا الثقة بدينهم. لأنهم أعتقدوا أن هذا الدين هو غير قادر على إجابتهم.

الإنسان في الحيات يسأل أكثر من أن يجيب. الإنسان يسأل كثيراً واحياناً هناک أسئلة لا يأخذ اجوبة عليها. نحن لا نناقش في القضية أنه في الملاكات الشرعية وفي مسئلة المصالح والمفاسد وپأنه في هناك بعض الأسئلة التي تطرح علينا أنه لا يوجد أجوبة لها من باب “وسلّموا تسليما”، يعني على قائدة التسليم و التعبد، لا، أنا لا أناقش في هذه القضية. هناك توجد قضايا لا يمكن للعقل أن يقاربها، مُسَلّم هذا الأمر.

نحن نقول أنه القضايا المستحدثة أحدثت لنا حضارات كثيرة و تراكمات من الحضارات البشرية وصلت إلينا اليوم. هناك تطور هائل. نحن ماذا قدّمنا مقابل هذا التطور من إجابة على كثير من الأشياء التي تلاحق شبابنا. العنصر المؤلم هنا، أن قدرة جذب الشباب عند الحضارة الغربية اليوم، هو أقوى بكثير من قدرة اهل الشريعة على جذب الشباب.

فبالتالي اذا كان الفقيه على الدرجة العالية من الفقاهة و الوعي، أنا أتصور أنه لا تعضله مشكلة من المشاكل.

إن لم يكن عنده الدليل اللفظي یذهب الی أصول العملية، و خصوصاً مذهب اهل البيت عليهم السلام ملیئون، عندنا عمق و عندنا قدرات و عندنا القدرة على الإستنباط و القواعد الجاهزة بإذن الفقيه. لكن القضية أنه تحتاج الى توحيد الجهود على المستوى العام.

نحتاج الی استعمال کافة التقنیات الحدیثة:

خذ على سبيل المثال: الخطاب الديني. أنا هنا لا اتحدث فقط عن المسائل، هنا أنا أتحدث حتى عن البيان. لأنه ورد في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه و آله قال: البيان نصف العلم. البيان اذا لم يكن معاصراً هو غير نافع. نحتاج إلى استعمال كافة التقنيات الحديثة لمواكبة عقل الشباب، فضلاً عن المضمون و الإجابة على اسئلتهم.

أعطی مثالا آخر و هذا قد يكون في بعض الأمور الحساسة. الآن مثلاً في العالم يروج لأشياء غريبة عجيبة، كما يعرف بالأدوات و الألعاب التي تستعمل للقضايا الجنسية. كثيرة لا تعد ولا تحصی. سوق استهلاك هائل. كذلك الأمر أحيانا ما يمثل الشرف و الأشياء التي نحن نعتقد فيها علمياً و نعتقد فيها إجتماعياً أنها مقدسة و محترمة. الآن يطرح كثير من الأسئلة علی هذا المستوى. كيف نتعامل مع هذه القضايا، من يجيب عليها.

أو مثلا العمليات التجميل. الآن هناك موجة هائلة في كل انحاء العالم حتى أنها تحوّلت إلى سوق استهلاك عالمي. هذا العالم الآن هناك تسابق و تنافس من يقدّم أبهی صورة. نحن فقهياً ماذا قدّمنا بهذا الجانب؟ و المشكلة أنه دائماً نكون سلبيين، مع العلم أن الدليل فیه كثير من المرونة، و يعطينا المجال أن نقدّم شيئاً يسهّل على الناس ” بشروا و لا تنفّروا”، و “يسروا و لا تعسّروا”.

طبعاً هنا أعود و أقول: القضية أنه لا أحد يستطيع أن يتبرع من جيبه ولا يستطيع أحد أن يعتمد على قياسات عقلية. نحن والدليل بإمكاننا أن نطور أشياء كثيرة وأن نواكب العصر وأن نواكب الناس من أجل التعريف بالإسلام تعريفاً حقيقياً. ليس من أجل إبعاد الناس عن الإسلام.

وهذا ما حصل اليوم و استطاع الغرب وقد فهم الغرب هذه المعادلة وشعر الغرب من خلال مؤسساته العالمية التي تنظّم العملية فكرية عند الشباب عرف ولمس لمس الید أن الشباب عند المسلمين إنقادوا للنظريات الغربية سواء في المعاهد التعليمية أو سواء في السوق الإستهلاكي وإشتغلوا بشكل حثيث وكبير على سرقة عقول الشباب وجلب الشباب إلى اعلامهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign