خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / عناصر النشاط الاقتصادي في الاقتصاد الإسلامي ( 3 ) الإنفاق
عناصر النشاط الاقتصادي في الاقتصاد الإسلامي ( 3 ) الإنفاق

عناصر النشاط الاقتصادي في الاقتصاد الإسلامي ( 3 ) الإنفاق

ينظر الاقتصاد الإسلامي إلى الإنفاق على الأكل والشرب واللبس والسكن على أنه أمر فطري يمارسه كل إنسان بصفة عامة لتستمر حياته على الأرض؛ ولكنه ينظر إلى الإنفاق الاستهلاكي للإنسان المسلم بصفة خاصة على أنه أمر ديني يسبق وينظم الأمر الفطري،لأن المحافظة على استمرار حياة الإنسان الهدف منها قيام الإنسان المستخلف بما كلفه به الله من عمارة الأرض

موقع الاجتهاد: إن الاقتصاد الإسلامي ينفرد ويتمايز بنظرة اقتصادية عقـائديـة للمال؛ إذ المالك الحقيقي للمال هو الله عز وجل، قال تعالى: ” لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” المائدة 120؛ فالملكية في الاقتصاد الإسلامي لا تثبت إلا بإباحة الشارع لها، وتقريره لأسبابها، وهي ملكية انتفاع وليست ملكية رقبة، وهي ناشئة عن استخلاف الله للإنسان في الأرض، قال تعالى: ” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ” البقرة 30؛ والبشر المستخلفون من الله في الأرض مأمورون بالإيمان بالله وبرسوله على الوجه الأكمل، والإنفاق في سبيله، قال تعالى: ” آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ” الحديد 7.

لذا فإن مصطلح الإنفاق الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية هو المصطلح الصحيح والدقيق للتعبير عن العنصر الثالث من عناصر النشاط الاقتصادي في الاقتصاد الإسلامي بعد الإنتاج والتوزيع، وليس مصطلح الاستهلاك المستخدم في الاقتصادات التقليدية.

مفهوم الاستهلاك في الاقتصاد التقليدي

يمكن الوقوف على مفهوم الاستهلاك في الاقتصاد التقليدي من خلال عرض بعض تعريفات القواميس والاقتصاديين للاستهلاك.

-يعرف قاموس ويبستر العالمي الاستهلاك بأنه: ” عمل يهدف إلى استعمال الشئ استعمالاً كاملاً، مثل الأكل والوقت وغير ذلك “، والاستعمال الكامل يعني إفناء السلع الاقتصادية المُنتَجة أو اندثار منفعتها، وبهذا المعنى يكون الاستهلاك عكس الإنتاج الذي يهتم بإيجاد القيمة.

-ويعرف قاموس الاقتصاد الحديث الاستهلاك بأنه: ” الاستعمال الأخير للسلع والخدمات في إشباع الحاجات والرغبات الإنسانية “.

-وتعرف وزارة التجارة الأمريكية الاستهلاك بأنه: ” القيمة السوقية لمشتريات السلع والخدمات من الأفراد والهيئات بغير غرض الربح، وقيمة الأكل والملابس والإسكان وغير ذلك “، وهو تعريف إحصائي.

-يقول الاقتصادي الأمريكي جاردتر آكلي أن الاستهلاك هو: ” الحصول على إشباع مادي أو نفسي من استخدام أو ملكية السلع والخدمات الاستهلاكية وليس مجرد شرائها فقط “، ويشير التعريف إلى أن تحقيق الإشباع يتطلب امتلاك قدرة مالية لشراء السلع والخدمات.

-أما الاقتصادي الألماني شترا يزلر فيقول بأن الاستهلاك هو: ” المنفعة المتحققة عن الجهد المبذول من أجل الحصول على السلع الضرورية “، وهذا التعريف قصر المنفعة على السلع الضرورية دون السلع الحاجية والكمالية.

التعريفات السابقة توضح أن الاستهلاك في الاقتصاد التقليدي يعني المرحلة الأخيرة لعمليتي الإنتاج والتوزيع؛ والغاية النهائية لحياة الإنسان، حيث يقوم الإنسان باستعمال السلع والخدمات في إشباع حاجاته من أكل وشرب وملابس وسكن .. وغير ذلك من الحاجات اللازمة لاستمرار حياته بهدف المتعة الدنيوية لا غير.

مفهوم الاستهلاك في الاقتصاد الإسلامي

مصطلح الاستهلاك لم يرد صراحة في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية؛ إلا أنه ورد بمعناه ضمن مصطلح الإنفاق الذي هو أعم وأشمل من الاستهلاك، حيث ينقسم الإنفاق إلى:

– إنفاق فطري للإنسان: كالإنفاق على الأكل والشرب والسكن، ويمكن أن يطلق عليه ” الإنفاق الاستهلاكي ” للتبسيط، وهو مطابق للاستهلاك في الاقتصاد التقليدي؛ من حيث تحقيق إشباع حاجات البشر، ويختلف ويتمايز عن الاستهلاك من حيث ضوابط الإنفاق والغاية النهائية منه.

-إنفاق صدقي إلزامي: متمثل في الزكاة بمصارفها الثمانية المتنوعة قال تعالى: ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ” التوبة الآية 60.

-إنفاق صدقي طوعي: متمثل في عموم الصدقات على أهل الحاجة والفقر والمسكنة، قال تعالى: ” وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ” النحل 71.

والمعنى أن الله – عز وجل – جعلكم متفاوتين في الرزق، فرزقكم أفضل مما رزق غيركم، وهم بشر مثلكم وإخوانكم، فكان ينبغي أن تردوا فضل ما رُزقتموه عليهم، حتى تتساووا في الملبس والمطعم، وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ” إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ ” رواه البخاري ومسلم.

-القرض الحسن: وهو إنفاق مسترد؛ يقول عنه الفخر الرازي في التفسير الكبير: هو من أحسن أنواع الصدقة، وهذا المعنى ليس ببعيد عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ قَالَ لأنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلا مِنْ حَاجَةٍ ” صحيح ابن ماجه.

والقرض الحسن هو القرض بدون فائدة ابتغاء البركة والمضاعفة من الله؛ وقد شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده ليتقربوا به إليه لما فيه من الرفق بالناس، وتيسير أمورهم، وتفريج كربهم، قال تعالى: ” مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” البقرة 245.

-الوقف: وهو إنفاق مخصوص تحبس فيه العين الموقوفة فلا يتصرف فيها، والمنفعة أو الغلة التي تتحقق عنها تصرف لجهات الوقف على مر الأجيال وفقاً لمقتضى شروط الواقفين؛ والوقف يسهم في تحرير رؤوس الأموال العينية والنقدية من سيطرة حب أصحابها الفطري لها، ويجعلهم يدفعون بها للمشاركة في تنمية المجتمع طلباً للنماء والثواب من الله في الآخرة، قال تعالى: ” لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ” آل عمران 92.

والوقف يحقق التراحم بين أفراد الجيل الواحد، ويحقق التواصل بين جيل الواقفين والأجيال القادمة في منظومة فريدة من الإيثار؛ يصدق فيها قوله تعالى: ” وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ” الحشر 10.

خصائص الإنفاق الاستهلاكي في الاقتصاد الإسلامي

رغم أن الاستهلاك في الاقتصاد التقليدي يماثل الإنفاق الاستهلاكي في الاقتصاد الإسلامي في الجانب المتعلق بتحقيق إشباع الحاجات الإنسانية؛ إلا أن الإنفاق الاستهلاكي ينفرد بعدة خصائص فارقة عن الاستهلاك.

1- الإنفاق الاستهلاكي أمر فطري وديني

ينظر الاقتصاد الإسلامي إلى الإنفاق على الأكل والشرب واللبس والسكن على أنه أمر فطري يمارسه كل إنسان بصفة عامة لتستمر حياته على الأرض؛ ولكنه ينظر إلى الإنفاق الاستهلاكي للإنسان المسلم بصفة خاصة على أنه أمر ديني يسبق وينظم الأمر الفطري، لأن المحافظة على استمرار حياة الإنسان الهدف منها قيام الإنسان المستخلف بما كلفه به الله من عمارة الأرض، قال تعالى : ” وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ” هود 61؛ وعمارة الأرض الهدف منها إصلاحها لإقامة مجتمع المتقين؛ الذي بوجوده تتحقق الغاية الأسمى من الوجود كله، وهي العبودية لله الواحد قال تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ” الذاريات 56.

2- الإنفاق الاستهلاكي عبادة بضوابط شرعية

حينما يقرن الله – سبحانه وتعالى – بين الأمر بالإيمان به وبرسوله على الوجه الأكمل، والإنفاق في سبيله مرتين في آية واحدة، كما جاء في قوله تعالى: ” آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ” الحديد 7، لهو دليل على أهمية الإنفاق بشقية الاستهلاكي والصدقي بالنسبة للإنتاج بصفة خاصة وللاقتصاد بصفة عامة.

وإذا كان الإنفاق الصدقي الإلزامي والطوعي من العبادات بالضرورة؛ فإن الإنفاق الاستهلاكي إذا قصد به وجة الله – سبحانه وتعالى – والامتثال والطاعة لأوامره من تحري الحلال وأكل الطيبات للتقوي على طاعة الله والعمل الصالح للنفس والمجتمع فإنه يعد من العبادات، يؤكد ذلك كثرة الآيات التي تأمر الرسل والناس أجمعين بالإنفاق على الأكل والشرب واللبس وفق ضوابط شرعية محددة، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ” المؤمنون 51؛ وقال تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا ” البقرة 168؛ وقال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ” البقرة 172؛ وقال تعالى: ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف 31، والآية تأمر بأخذ الزينة من الكساء واللباس والأكل والشرب بشرط عدم الإسراف.

وإذا كان الاقتصاد الإسلامي ينهى الناس عن الإسراف في الإنفاق الإستهلاكي لما فيه من إضرار بحق الغير من نفس الجيل في الاستفادة من هذه الموارد، ولما فيه من إهدار لحقوق الأجيال القادمة في هذه الموارد اللازمة لاستمرار الحياة على الأرض؛ فإن الاقتصاد الإسلامي بالمقابل ينهى عن البخل مع القدرة على الإنفاق ، لما في ذلك من بالغ الضرر على الفرد وعلى المجتمع،

يقول ابن القيم الجوزية – رحمه الله – في شأن الإنفاق الاستهلاكي أنه: ” وسيلة إلى قيام الشخص بما وكل إليه من أعمال؛ لأن المطاعم والمشارب والملابس والمناكح داخلة فيما يقيم الأبدان ويحفظها من الفساد والهلاك؛ وفيما يعود ببقاء النوع الإنساني ليتم بذلك قوام الأجساد وحفظ النوع فيتحمل الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض ويقوى على حملها وأدائها، ويتمكن من شكر مولي النعمة ومسديها “، قال تعالى: ” وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا ” الإسراء 29؛ وقال تعالى: ” وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ” الفرقان 67.

كما أن الاقتصاد الإسلامي يحرم الاكتناز وهو عدم الإنفاق الصدقي، قال تعالى: ” وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ” التوبة 34، وفي التفسير أيما مال لم تؤد زكاته فهو كنز يكوى به صاحبه. أما الاكتناز بالمعنى الاقتصادي فيقصد به تخلف أحد عناصر الموارد عن المساهمة في الاقتصاد وبقاؤه في صورة عاطلة، مما يؤدي إلى حدوث اختناقات في حركة عوامل الإنتاج، يترتب عليها توقف أو تباطؤ النشاط الاقتصادي، وهو ما يمثل إعاقة لهدف عمارة الأرض أو التنمية الاقتصادية للمجتمع بالمفهوم الحديث.

3- الإنفاق الاستهلاكي وسيلة وليس غاية

وإن كان الإنفاق الاستهلاكي في الاقتصاد الإسلامي يحقق للإنسان المسلم المتعة واللذة الدنيوية من الناحية الفطرية؛ إلا أنه يظل وسيلة للحصول على الثواب في الآخرة من الناحية الدينية، قال تعالى: ” فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ” البقرة 200، 201. فالإنسان المسلم يأكل ويشرب ويلبس ويسكن لتستمر حياته ليقوم بواجبه في عمارة الأرض وعبادة الله ليدخل الجنة في الآخرة.

وهكذا يتضح أن الاستهلاك في الاقتصاد التقليدي جزء من الإنفاق في الاقتصاد الإسلامي؛ وأن الإنفاق الفطري للإنسان ” الإنفاق الاستهلاكي ” في الاقتصاد الإسلامي يعد نوعاً من أنواع العبادات حينما يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى، وتراعى فيه الضوابط الشرعية المقررة له، والإنفاق في الاقتصاد الإسلامي وسيلة لتحقيق المنفعة في الدنيا والثواب في الآخرة، وليس غاية نهائية كما في الاقتصاد التقليدي.

د. عبد الفتاح محمد صلاح
مؤسس ومشرف موقع الاقتصاد العادل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign