خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 4 حوار / منهج السيد السيستاني في الفقه والأصول یتغایر تماماً مع منهج السيد الخوئي
السيد السيستاني

منهج السيد السيستاني في الفقه والأصول یتغایر تماماً مع منهج السيد الخوئي

الاجتهاد: سماحة السيد منير الخباز : السید السيستاني الآن یری انه لا یمكن التدخل في تحدید مرجع معین للنجف الاشرف والطریقة المعروفة في الحوزات العلمیة انه بعد رحیل أي مرجع له المرجعیة العامة یجتمع الفضلاء وأهل الخبرة ویتداولون الامر فیما بینهم ويختارون شخصاً بعنوان انه الاعلم والاقدر علی استنباط الحكم الشرعي وهذه هي السیرة التي كانت جاریة في حوزة النجف منذ القدیم والسید السّيستاني یری ان هذه السیرة هي اكثر ضماناً من ان یتدخل هو شخصیاً في تحدید شخص معین.

ولدت في عام ۱۹۶۵م في القطیف وبعد ان درست في المدرسة الرسمیة في المرحلتين الابتدائیة والمتوسطة في القطیف ذهبت الی النجف الاشرف وكان عمري آنذاك ثلاث عشرة سنة. درست في النجف الاشرف المقدمات والسطوح العلیا وكان من اساتذتي في السطوح العلیا المرحوم آیة الله الشیخ مرتضی البروجردي والعلامة الحجة السید حبیب حسینیان.

و من أساتذتي الموجود حالیاً في النجف الاشرف العلامة السید رضا المرعشی. عندما انهیت السطوح حضرت البحث الخارج لدی جمع من العلماء منهم السید الخوئی والسید السبزواري والمیرزا علي الغروي والشیخ بشیر النجفی ثم اقتصرت في الحضور في الاصول علی السید السيستاني دام ظله وفي الفقه علی السید الخوئی قدس سره مع السید السیستانی.

وعندما جئت الی قم المقدسة بعد رحیل السید الخوئي حضرت فترة في بحث آیة الله الشیخ الوحید الخراساني ثم بحث آیةالله الشیخ التبریزي وبقیت مع الشیخ التبریزي منحصراً به اثنتى عشرة سنة حتی وفاته وانا الآن أدرّس البحث الخارج في الفقه والاصول في مكتب الشیخ التبریزي.

من أین تعرفتم علی آیةالله السيستاني و كم مدة حضرتم درسه؟

السيد منير الخباز: سمعت بسماحة السید السيستاني دام ظله منذ ان ذهبت الی حوزة النجف الاشرف للدراسة وكان ذلك في عام ۱۹۷۸م أي قبل اربعین سنة تقریباً وسمعت انه من العلماء والمجتهدین و ارباب البحث الخارج وكنت أرغب في رؤیته فإنه كان من طبعه أنه قلیل الخروج من بیته إلا الی البحث أو الحرم الشریف و وفقت في بعض الأیام لرؤیته بالشارع العام وتعرفت علی أن هذا الرجل هو السید السیستاني الذي أسمع عنه.

ثم بعد أن أنهیت مرحلة المقدمات والسطوح العلیا وحضرت البحث الخارج رغبت أن أحضر في بحثه ولكن بحثه كان باللغة الفارسیة وكان الحضور عنده یختص بالفضلاء الایرانیین وبعض العرب الذین یعرفون اللغة الفارسیة فتوسلت ببعض الأساتذة ومنهم كان استاذي في السطوح العلیا المرحوم العلامة السید حبیب حسینیان وقد كان من تلامذته وطلبت منه أن یرجو من السید السيستاني أن یحول بحثه الی اللغة العربیة فذهبنا بزیارته في بیته وطرحنا علیه هذا الطلب فأجاب بأنه یصعب علیه جدا أن یتحدث بالعربیة بحیث یكمل بحثاً باللغة العربیة وقلنا له جربوا

فقال: ننظر، فمضت الأیام وكنت أحضر بحث السید الخوئی قدس سره في الفقه واحضر في بحث الاصول بحث المیرزا علي الغروي رحمه الله ثم بعد مدة سمعت أن السید السیستاني یرید ان یبدأ بحثا باللغة العربیة ولو علی سبیل التجربة واخبرني احد تلامذته وهو جناب السید محمدعلي الرباني المقیم في مشهد حالیا بأن السید سیبدأ البحث باللغة العربیة ولكن علی سبیل التجربة فأنتم أحضروا لتروا كیف یكون أدائه في البحث باللغة العربیة

وفي البدایة السید لم یكن مسلطاً علی الحدیث باللغة العربیة ولكن من باب التشجیع له في الاستمرار أثنیت علیه وقلت بحثكم جید ومنطقكم باللغة العربیة جید جداً والحمد لله البحث واضح وكان ذلك مشجعاً له علی الاستمرار وكان ذلك في عام ۱۹۸۷م وبقیت مستمرا في الحضور عنده الی عام الإنتفاضة الجماهيرية في العراق ضد نظام صدام نهایة عام ۱۹۹۰م.

كیف كان درس السید وما كان أسلوبه في البحث؟

السيد منير الخباز: طبعاً في وقت حضوري في البحث الخارج كانت حوزة النجف الأشرف قد ضعفت ولم یبق منها الا قلة من الاساتذة وقلة من الطلاب بل كان مجموع عديد الاساتذة والطلاب في تمام مراحل المقدمات والسطوح والبحث الخارج ثلاثمئة شخص فقط، وكانت البحوث المتوفرة هي بحث السید الخوئی قدس سره في الفقه وبحث السید عبدالأعلی السبزواري قدس سره في الفقه، وبحث المیرزا علي الغروي والشیخ مرتضی البروجردي والشیخ اسحاق الفیاض وكان البحث المتمیز في العمق والدقة في علم الاصول بحث السید السیستاني ولذلك كان یحضر درسه صفوة الفضلاء المعروفین وكان لا یتجاوز عدد الحضور ۲۷ او ۲۵ شخصاً.

اما اسلوبه في البحث فهو علی مستوی علم الاصول كان جامعاً بین المدارس المختلفة وكان متاثراً في الاصول بافكار المیرزا مهدي الاصفهاني الذي كان في مشهد وایضاً كان مهتماً كثیراً بافكار المحقق الشیخ هادي الطهراني مضافاً الی المدارس المعروفة في علم الاصول كمدرسة النائیني والعراقي والاصفهاني فهذه میزة كانت في بحثه وهي احاطته بالمدارس الاصولیة المتنوعة والمختلفة والمیزة الثانیة في بحثه انه كان مطلعاً علی المدارس العلمیة الحدیثة في القانون.

كان كثیر الاطلاع في علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة الحدیثة والفلسفة الغربیة وكان مطلعاً علی علم الالسنیات الحدیث وكان بحسب تشخیصي هو صورة اخری عن الشهید السید محمدباقر الصدر من حیث ثقافته وكثرة معلوماته وسعة اطلاعه خصوصاً علی العلوم الحدیثة وما یطرح علی الساحة الثقافیة فانه كان متابعاً لاي كتاب یصدر سواء باللغة العربیة او باللغة الفارسیة ویقرأ في أي مجال؛ لذلك كان يمتلك هذه الثقافه الواسعة ويظهر ذلك علی بحثه ودرسه في الاصول وفي الفقه وفي أي مسألة لها صلة بالفلسفة الحدیثة او بعلم النفس والمیزة الثالثة في بحثه انه كان یحاول بعدة طرق ان یطرح شیئاً جدیداً اما بأن یغیر صیاغة البحث عن الطریقة المعروفة السائدة واما بأن یتوسل الی فكرة جدیدة مؤثرة في البحث فمحاولة التجدید والتغيیر كانت اسلوباً من اسالیبه التي یمارسها في بحوثه الاصولیة

والمیزة الرابعة له هي أنه كان دقیقاً في فهم افكار المحقق النائیني لانه حضر دورة اصولیة كاملة لدی تلمیذه الشیخ حسین الحلي فاستفاد منه والمعروف ان الشیخ الحلي رحمه الله كان لساناً للمحقق النائیني وكان اقرب تلامذة المحقق النائیني له وبما أن السید السيستاني حضر عنده دورة اصولیة كاملة لذلك اطلع علی آراء المحقق النائیني بشكل واف ودقیق وهذا انعكس علی بحثه ولذلك نراه كثیر المناقشة في بحثه للسید الخوئی في فهمه لآراء المحقق النائیني وكان یخطّئ السید الخوئی في الكثیر من الموارد في فهمه لآراء المحقق النائیني لانه اعتمد علی استاذ آخر اقرب للمحقق النائیني من السید الخوئی.

علی ما تفضلتم هل السید السيستاني هو تعبیر آخر عن استاذه السید الخوئی بالنسبة الی آرائه الفقهیة والأصولیة او له مدرسته الخاصة؟

له مدرسته الخاصة؛ یعنی السید السيستاني فقهاً و اصولاً یتغایر تماماً مع منهج السید الخوئي.

ما هی مواصفات هذه المدرسة هل من الممكن ان تشیروا الی بعض النقاط؟

السيد منير الخباز: ذكرت لكم عدة نقاط اما في الفقه فانا حضرت بحثه في الفقه ولكن مدة قصیرة. بحثه في الفقه ینسجم مع مدرسة السید البروجردي لا مدرسة السید الخوئي؛ لانه كان قد حضر لدی السید البروجردي خمس سنوات فتأثر بمدرسة السید البروجردي فكان في فقهه اولاً یُعنی بفقه العامة -اهل السنة- كثیراً فهو اعرف بفقه اهل السنة من اهل السنة من كثرة مطالعاته وتتبعه لفقه اهل السنة وكان یری -كما هو معروف من مدرسة السید البروجردي- ان معرفة روایات اهل البیت لا یمكن ان تتم إلا بمعرفة الفقه المقابل لهم في عصرهم فان الروایات بنظره كما هو معروف عن السید البروجردی ایضاً هي ناظرة الی فقه اهل السنة المعاصرة لهم وكانت هذه الروایات اما تعلیق او اضافة او نقد او تأسیس في مقابل فقه اهل السنة ولذلك تجده كثیراً یختلف مع السید الخوئی في فهم الروایة؛ لانه یقرأ الروایة من خلال الفقه المقابل لها لدی اهل السنة في عصر صدور الروایة.

والمیزة الثانیة في فقهه انه یركز علی كتب القدماء فهو یقرأ المسألة دائماً من كتب القدماء ویحرر المسألة كما حررها القدماء ویتتبع كلمات الفقهاء القدامی والشهرات الموجودة في كل مسألة لیستفید منها في تحریر المسألة وهكذا يستفيد من الادلة التي طرحت ومسیرة المسألة تاریخیاً الی ان وصلت الی زماننا هذا فكان یهتم بهذه الجهة في البحث.

المیزة الثالثة ایضاً المعروفة للسید السيستاني في بحثه الفقهي انه ایضاً واسع الاطلاع علی المتون والمخطوطات فهو لا یكتفی ابدا بالرجوع الی النسخ المطبوعة للكتب الاربعة وانما یرجع لنسخها المخطوطة ویقارن بین المتون بحسب اختلاف النسخ ولدیه علی أي حال علم في هذا المجال في كیفیة ترجیح النسخ علی بعضها وكیفیة تقویمها هذا ایضاً كان میزة واضحة في بحثه و ایضاً من الممیزات لبحثه الفقهي انه یُعنی كثیراً بفهم الروایة من خلال مجموع الروایات ویعبر عنه في فقهه بالفهم الاستنباطي للنصوص فهو یقول لیس المدار علی الفهم الدقي العقلي ولیس المدار علی الفهم العرفي وانما المدار علی الفهم الاستنباطي ومقصوده بالفهم الاستنباطي ان الفقیه لا یمكن ان یفهم الروایة إلا من خلال قراءة مجموع الروایات ولا یكفی ان یكون الفقیه مطلعاً علی روایات باب الصلاة او باب الصوم بل لا بد ان تكون له قراءة مجموعیة للفقه كله حتی یكون علی وفرة كما یعبر عنه هو‌ بلحن احادیث اهل البیت و معاریض روایاتهم ولا یكون الفقیه منكم فقیهاً حتی یعرف لحن كلامنا او معاریض كلامنا كما ورد في بعض الروایات الشریفة.

وقد كانت له صلة وثیقة جداً بآغا بزرك الطهرانی وله اجازة من قبل آغابزرگ الطهرانی موسعة ذكر فیها آغابزرگ ان السید السيستاني یعد من العلماء المتفردین في متابعة الحدیث وفهم وسعة اطلاعه علی كتب الحدیث مخطوطة ومطبوعة وهذه ممیزات كانت لبحثه مقارنة مع بحث السید الخوئي او مدرسة السید الخوئي او منهج السید الخوئي قدس سره.

هل ذهبتم الی مدينة النجف بعد استشهاد آیةالله السید محمدباقر الصدر؟

لا انا عندما ذهبت الی النجف السید الصدر كان موجوداً وادركته سنتین وهو علی قید الحیاة ثم بعد ذلك استشهد.

ما كانت ردة فعل السید السيستاني بالنسبة الی جرائم نظام البعث المقبور وقضية استشهاد السید الصدر؟

السيد منير الخباز: في الوقت الذي انا حضرت بحثه او تعرفت علیه كانت له نظرات سیاسیة و ملاحظات عامة سواء علی وضع الحكومة العراقیة في ذلك الوقت او وضع المجتمع العراقی بصفة عامة ولكن لم تكن له خطوات عملیة في مجال المواجهة باعتبار ان الوضع كان شدید الخطورة ولم یكن له وجود قیادي علی مستوی المجتمع العراقی آنذاك باعتبار ان المرجعیة العامة كانت للسید الخوئی قدس سره ولم یكن هو متصدیاً للمرجعیة بل لم یقبل ان يتصدى للمرجعیة علی الاطلاق -قصدي في زمان السید الخوئي- فهو كسائر الاساتذة الذین لهم ملاحظات علی النظام.

هل كانوا یبرزون الكلام حول تلك القضایا؟

یبرزون الكلام بین تلامذتهم في مجالسهم اما بصفة عامة لم یكن ممكناً اطلاقاً في تلك الازمنة.

ما هو دور السید السيستاني في المجتمع العراقي منذ ذلك الزمان؟

السيد منير الخباز: السید السيستاني منذ زمان السید الخوئی كانت له ملاحظات علی منهج السید الخوئی في التعامل مع الوضع العراقي وكان یری ان المنهجیة الاداریة والقیادیة للمرجعیة ینبغي ان تتخذ اسلوباً آخر غیر الذي كان یسیر علیه السید الخوئي مع احترامه الشدید للسید الخوئي وعذره له وانه كان معذوراً في طریقته ولكن كان یری ان هناك طریقة افضل او منهجاً افضل للتعامل مع الاوضاع بصفة عامة ومع المجتمع العراقي بصفة خاصة ولذلك هو منذ ان تصدی للمرجعیة بعد رحیل السید الخوئی حاول ان ینفذ الی المجتمع العراقي نفسه بأن لا تبقی عزلة بین المرجعیة وبین المجتمع العراقي.

فلذلك قام بتغییر الكثیر من الوكلاء الذین كانوا علی زمان السید الخوئي واختار وكلاء من طبقة الشباب باعتبار انهم اقرب للناس واعرف بمشاكلهم و اوضاعهم وكان كثیراً ما یُعنی بأن یتلقی تقاریر عن الاوضاع حتی في زمن صدام فكان یتابع بكل نشاط عمل الوكلاء في سائر مدن المجتمع العراقی وما هي اسالیبهم في العمل وما هي حاجات الناس وما هي الثقافة التي یتلقاها الناس في ذلك الوقت.

ومن الامور التي اتخذها منذ ان وصل الی المرجعیة انه ارجع الحقوق الشرعیة للمجتمع العراقي، فما كان یقبض حقوقاً شرعیة وكان یقول بأي شخص لدیه حقوق شرعیة هو یصرفها علی الفقراء بنفسه ولا یراجعني واستمرت فتواه الی الآن بالنسبة الی المجتمع العراقي، فأي شخص عراقي لدیه حقوق شرعیة هو مأذون لان یصرفها علی فقراء بلده او مدینته بالنحو الذی یراه صالحاً ومرضیاً وهذا عالج كثیرا من حالات الفقر وحالات العوز في المجتمع العراقي خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبانیة وما حصل من انهیار الكثیر من بیوت الشیعة في العراق من مآسی فقد اولادهم او فقد آبائهم او نحو ذلك وهذا اوجد تعلقاً كبیراً للناس به یعني المجتمع العراقي صار اكثر تعلقاً به وكان یشعر بان المرجعیة قریبة منه تشعر بأوضاعه وآلامه وهمومه.

وهذه الصورة لم تكن في زمان سیدنا الخوئي قدس سره لان النظام كان یمنع تواصل مرجعیة السید الخويی مع المجتمع العراقي حتی ان السید السيستاني یوماً من الایام كان خارجاً للصلاة في مسجد الخضراء الذي كان یصلي فیه السید الخوئي وكان هو ایضاً یؤم الصلاة فیه ولما فرغ من الصلاة حمله الناس علی اكتافهم من المسجد الی الحرم الشریف واجتمعت الناس من كل مكان یحملونه ویصرخون بالصلوات وهذا فاجأ الحكومة العراقیة آنذاك في زمن صدام وان هذا الشخص قد یتحول الی شخص آخر وهذا ترك الحكومة العراقیة تفكر في امر آخر معه فبدأوا یضیقون علیه في الخروج والدخول.

هذه المضایقة كانت في زمن السید الخوئي؟

السيد منير الخباز: لا، اقصد بعد السید الخوئي اما في زمان السید الخوئي هو كان ممن اعتقل في ایام الانتفاضة مع اولاده ومجموعة من الطلاب بعضهم قتل وبعضهم ضرب. علی أي حال اقصد بعد السید الخوئی صارت المضایقة شدیدة الی ان هجموا علی بیته یوماً من الایام وبحجة انهم مشایخ معممون یریدون مساعدة والسید محمدرضا ابنه عرف انهم من الامن العراقي ولكن بصورة مشایخ معممین فحاول ان یتخلص منهم بطریقة معینة فأطلقوا الرصاص وقتلوا الخادم الذي كان مع السید السيستاني و وقی الله السید من الرصاص یعني هذا الخادم ضحی بنفسه في سبیل ان لا یصل الرصاص الی سماحة السید السیستاني.

بعض الشیعة قلقون بسبب بعض الأحداث والمشاكل لمسیر المرجعیة. ما هو مسیر المرجعیة وحوزة النجف بعد السید السيستاني حسب رؤیتكم؟ هل یوجد احد یجلس مكانه ویسلك طریقه؟

السيد منير الخباز: في اواخر حیاة السید الخوئي قدس سره تقریباً وقبل وفاته بست سنوات او سبع، كان السید الخوئی یفكر في مسیر حوزة النجف الاشرف بعد وفاته وكان السید السبزواي مرجعاً موجوداً في النجف الاشرف آنذاك ولكنه كان كبیر السن و أیضاً مریضاً فلذلك كان السید الخوئي یفكر في أن تكون حوزة النجف مناطة بشخص یمكن بقائه لفترة اطول ویمكن ان یحافظ علی الحوزة وینشئها فكان الخیار علی السید السيستاني فالسید الخوئي طلب منه ان یتصدی بنوع من التصدی حتی یكون له شيء في المرجعیة ولكن السید السيستاني رفض ان یتصدی بعنوان المرجعیة انما كان یصلی مكان السید الخوئی ویباحث في مكانه بهذا المقدار حتی یبدوا للناس انه مهیأ لان یقوم مقام السید الخوئي بعد رحیله وهذا فعلاً ما حصل.

طبعاً بعد رحیل السید الخوئی اتجهت المرجعیة في النجف الاشرف الی السید السبزواري باعتبار انه مرجع معروف من القدیم اكبر سنا واكثر معروفیة بین الناس ولكن بعد رحیل السید السبزواري اتضح امر المرجعیة وآلت الی السید السیستاني.

السید السيستاني الآن یری انه لا یمكن التدخل في تحدید مرجع معین للنجف الاشرف والطریقة المعروفة في الحوزات العلمیة انه بعد رحیل أي مرجع له المرجعیة العامة یجتمع الفضلاء واهل الخبرة ویتداولون الامر فیما بینهم ويختارون شخصاً بعنوان انه الاعلم والاقدر علی استنباط الحكم الشرعي وهذه هي السیرة التي كانت جاریة في حوزة النجف منذ القدیم والسید السيستاني یری ان هذه السیرة هي اكثر ضماناً من ان یتدخل هو شخصیاً في تحدید شخص معین،

فكما تعرفون الآن حوزة النجف فیها مراجع آخرون ك آیةالله السید محمدسعید الحكیم حفظه الله وآیةالله الشیخ محمداسحاق الفیاض وآیةالله الشیخ بشیر النجفي فهولاء المراجع وان كان بعضهم قد یكون مقارباً في السن للسید السيستاني نفسه ولكن بعضهم اصغر سناً فالذي یبدو بحسب النظر الطبیعي ان المرجعیة بعد السید السيستاني تؤول الی احد هؤلاء الذین هم موجودون الآن علی الساحة. نعم هل ستبقی المرجعیة بهذه القوة الموجودة للسید السيستاني الآن وهل من سیخلف السید السيستاني في مكانه سیكون بصیراً عارفاً بالاوضاع قادرا علی إدارتها، هذا شيء آخر لا أستطیع ان اتحدث به.

حسب رؤیتكم، لماذا السید السيستاني لا یخرج من بیته ولا یأتي الی الحرم الشریف و لا درّس الآن؟ هل یوجد لدیكم جواب لهذا السؤال؟

الذی اعرفه ان المحذور الامني هو المانع. ثم السید السيستاني لم ینقطع عن الدرس وانما انقطع عن الدرس العام.

تقصدون أنه حالیاً یدرس؟

السيد منير الخباز: نعم له درس یخص ابناءه. هو لا یطرح درساً عاماً للمحاذیر الأمنیة ولهذا السبب أيضاً لا یخرج، نعم هو یخرج قلیلاً لا انه لا یخرج اصلاً هو یخرج قلیلاً الی الحرم الشریف في الاوقات التی یدرس الوقت والمكان وكیف یخرج وكیف یذهب وكیف یرجع. اذا درست هذه الأمور بشكل كامل من النواحی الأمنیة هو یخرج واحیاناً یخرج لزیارة بعض الكبار مثلا الشیخ الفیاض یأتي من العلاج قد یزوره.

وهكذا قد تحصل لاحد العلماء المعروفین مشكلة فیزوره السيد ولكن كل خروجه یكون محاطاً بأمن شدید خوفاً علی شخصه. هو یرغب في الخروج ولكن من حوله یخافون من الإنفلات الأمني او تعرض شخصه الی الخطر.

ما هي وجهات نظر السید بالنسبة الی القضایا المهدویة علی سبیل المثال، یوجد مد یفسر كل الحوادث بأشراط الساعة او أشراط قیام القائم ولكن السید السيستاني یبدو ان له وجهات نظر خاصة ولا یرضی بهذه التفاسیر؟

السيد منير الخباز: نعم السید السيستاني منهجه لیس هو ربط الأمور بما یسمی بأشراط الساعة او علامات الظهور وكأن المجتمع واقف ینتظر ماذا یحصل وانما منهجه منهج عملي فانه یری أن وظیفة المرجعیة و وظیفة المجتمع الشیعي في عصر الغیبة ان تكون له انجازات؛ انجازات حضاریة و انجازات عملیة وان یكون له وجود علمي ومعرفي، لذلك و دائماً في وصایاه لمن یلتقی به سواء كان من المسئولین في ایران او من المسئولین في الحكومة العراقیة او من النخب المثقفة في المجتمع العراقي او غیرها يصرح ان مجتمعنا الشیعي یحتاج الی انجازات؛ انجازات في المعرفة في التكنولوجیا في المجالات الحضاریة المختلفة حتی یبرز مجتمعاً متمیزاً وهذا هو الذي یریده مولانا الامام المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف.

بالنسبة الیكم، انتم جربتم اجواء النجف في تلك الآونة والآن تجربون اجواء قم منذ ثلاثین سنة تقریباً. هل تفضلون اجواء النجف آنذاك او حالیاً او تفضلون اجواء قم؟

السيد منير الخباز: طبعاً للنجف الاشرف میزة وهي الأجواء الروحیة الناشئة عن جوار امیرالمؤمنین علیه السلام. لهذه الأجواء الروحیة انعكاس علی النفس لا یوجد له مثيل في مدینة اخری من المدن التي فیها اضرحة المعصومین صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین وایضاً للنجف طبیعة خاصة وهي طبیعة المعیشة البسیطة غیرالمتكلفة التي هي بنظري افضل لطلبة العلم وللعلماء ان یعیشوها.

ان یعیشوا معیشة بسیطة غیرمتكلفة ویرضوا بأدنی صورة للمعیشة كما هو موجود في النجف الأشرف منذ القدیم الی الآن ولكن الحوزة العلمیة في قم المقدسة تتميز منذ ان جئت -بعد رحیل السید الخوئی انا جئت الی قم- الی الآن ما یقرب الی سبعة وعشرین عاماً بالتنوع الثقافي اكثر من النجف الأشرف ففي قم المقدسة توجد ابحاث في التفسیر وفي الفلسفة وفي علوم القرآن المختلفة وتوجد مدارس مختلفة ما زالت النجف الأشرف الی الآن لم تصل الی هذا المستوی من السعة في المدارس العلمیة المختلفة وایضاً الكثافة الحوزویة یعني العدد الكبیر من الأساتذة والفضلاء والطلاب. هذه المیزة لحوزة قم المقدسة لان كثافة العدد یعطي ضخماً و حرارة للحوزة اكثر من العدد القلیل وهذا شيء واضح. وایضاً نتیجة ان حوزة النجف صغرت وتضائل دورها منذ الثمانینيات یعنی اوائل حرب نظام البعث ضد ایران وحتی سقوط الصدام بلا اشكال هذه السنین اضعفت حوزة النجف بینما ازدهرت حوزة قم المقدسة في هذه السنین فلذلك أجد بأنه الحركة العلمیة الحوزویة مازالت في قم اقوی واكثر نشاطاً من النجف الشرف الی الآن.

برأيكم ألم تكن هذه المؤسسات الضخمة في قم عائقاً أمام طریق الطلبة للوصول الی مستوی السید الخوئی والسید السیستانی؟

السيد منير الخباز: المؤسسات العلمیة الموجودة في قم ضروریة الآن. نحن لا نرید من طلبة الحوزة ان یعیشوا ثقافة ما قبل مئة سنة بل نرید منهم ان یطلعوا علی الثقافات المختلفة والإتجاهات الفكریة المختلفة وان یحیطوا بزمانهم لا أن یبقوا علی ثقافة ما قبل خمسین سنة او ما قبل مئة سنة. بالعكس انا اری ان هذا التنوع الموجود في قم وهذا الانفتاح الثقافي ضروري لثقل شخصیة طالب العلم الحوزوي.

هل یمكن لحوزة النجف ان تتطور الی هذه الجهة؟

السيد منير الخباز: نعم. حوزة النجف الاشرف فیها القابلیة والمؤهلات الی ان تتطور وترجع كسابق عهدها، ان تكون الحوزة الأولی للمجتمع الشیعي ولدیها القابلیات والقدرات والمؤهلات التي تتكفل ان تنهض بحوزة النجف الی هذا المستوی لعلّه في السنین القادمة ان شاء الله تعالی.

كلامكم الأخیر؟

السيد منير الخباز: نرجو وندعو لأنفسنا ولمختلف طلبة الحوزة العلمیة ان یقتدوا بسیرة هؤلاء المراجع الأعلام ولا أخص الكلام بالسید السيستاني ولكن عموم المراجع الأعلام ان یقتدی الطلبة بهم في البعد عن المناصب الدنیویة وعدم السرعة والركض وراء الوصول الی المنصب بل علی الطالب ان یشتغل بتربیة نفسه علمیاً و روحیاً الی ان یصل بالطریقة الحوزویة المعروفة الی هذه المناصب بلا داعی الی السرعة والاستعجال.

وهذه سیرة مراجعنا الأعلام كما ان علی طالب العلم الحوزوي -وهذه نصیحة لنفسي ولاخواني الطلبة- ان یكونوا أبناء زمانهم لا أبناء زمان ما قبل خمسین سنة او مئة سنة بأن یحیطوا بالثقافات المختلفة في هذا الزمان وان یطلعوا علی ما یطرح من قبل الفلسفة الغربیة واشكالاتها علی الدین وعلی المبادئ السماویة وما یطرح من كتابات واشكالات علی المذهب الإمامي فطالب العلم لا ینبغي له ان یتقوقع ویقتصر علی الفقه والاصول بل لا بد ان یكون ذا ثقافة واسعة علی مختلف العلوم والمجالات في سبیل ان یتصدی لأي مشكلة فكریة ترتبط بالدین الإسلامی.

المصدر: موقع مجلة ” عصر انديشه

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign