خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 55 مذكرة خاص / ظاهرة الإحباط والتراجع في مسيرة طلاب العلوم الدينيّة الدراسيّة (2).. أسباب ذاتية فردية
حب الله

ظاهرة الإحباط والتراجع في مسيرة طلاب العلوم الدينيّة الدراسيّة (2).. أسباب ذاتية فردية

من الأسباب الذاتية لظاهرة الإحباط والتراجع في مسيرة طلاب العلوم الدينيّة الدراسيّة يمكن أن نشير إلى حضور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع النطاق في الحياة الفردية لطالب العلم وما تسببه هذه الوسائل. كما أثبتت دراسات كثيرة من تشتت ذهني ومن ضعف على البنية الذهنية للمتعلم ومن عدم القدرة على الابداع والحفظ واتقان المواد الدرسية التي يتعلمها.

خاص الاجتهاد: الكلام الذي سوف نتكلمه  ليس خاصا للحوزات العلمية، بل تعاني منه ايضا كثير من المراكز العلمية التعلمية من العالم الاسلامي، وكذلك مراحل التعليم العالي في الجامعات في كثير من الاماكن في بلداننا. فكلامي ليس خاصاً بالحوزات العلمية وإن كان في بعض جوانبه هو خاص.

اذا انتقلنا من مرحلة الأسباب الموضوعية المحيطة لظاهرة الإحباط والتراجع في مسيرة طلاب العلوم الدينيّة الدراسيّة، الى مرحلة الأسباب الذاتية يمكن ان نذكر بعض النقاط سريعاً، أشير اليها فقط وأفهرسها.

الأسباب الذاتية:

السبب الأول: الإنشغال بوسائل التواصل الاجتماعي

حضور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع النطاق في الحياة الفردية لطالب العلم وما تسببه وسائل التواصل الاجتماعي هذه. كما اثبتت دراسات كثيرة من تشتت ذهني و من ضعف على البنية الذهنية للمتعلم و من عدم القدرة على الابداع و الحفظ و اتقان المواد الدرسية التي يتعلمها.

وبالتالي هذه مشكلة كبيرة يجب ان ينظم طالب العلم دخوله في هذا الفضاء المشتت للذهن بطريقة مقوننة بشكل يومي حتى يستطيع ان يتجاوز هذه المشكلة، لا تستخفوا بهذه المشكلة، يمكنكم للاخوة الذين يريدون مزيد من المتابعة على هذا الموضوع ان يقرؤا بعض المقالات المنشورة على صفحات الانترنت من قبل المختصين، ليكتشفوا دور الوسائل التواصل الاجتماعي في اضعاف المستوى العلمي لطلاب المدارس والجامعات، وكم انها سببت في الكثير من حصول هذا الضعف في المدارس والجامعات اليوم.

السبب الثاني: الجمود والبقاء على أستاذ واحد 

ايضا يتحمل مسئوليتها الطالب العلمي، الجمود على أستاذ واحد لعمر كامل. هذه مسئوليتك أنت. خصوصاً في المدن العلمية الكبرى التي من محاسنها وفرة الاساتذة.

من محاسنها من بركاتها ونعمها. لو كنت فيه بلد بعيد ما في الا استاذ بحث خارج واحد، ما فيه أستاذ مكاسب الا واحد، أذن انت معذور. ولكن وانت في حواضر علمية أو شبه حواضر علمية اذا ما كانت حواضر مثل قم والنجف، أخرى مثلا، شبه حواضر في وفرة نسبية للاساتذة، لماذا تبقى على استاذ واحد تعيش التكرار في حياتك؟

نفس النسق نفس الاسلوب نفس الموضوعات نفس الافكار نفس الطريقة! هذا من حيث لا تشعر سيؤدي بك الى الملل. سيؤدي بك الى الشعور بحالة نسخة واحدة انت. لست متنوعا وبالتالي اي احتكاك لك في مكان اخر بتنوع، سوف تشعر بردة فعل سلبية. نَوِّع الاساتذة.

تريد هذا الأستاذ إبقى عليه. إذهب نوّع الاساتذة. لا تضع بلوكات على اي استاذ. هذا ما يعجبني في الامر الفلاني، استفد من نقاط القوة في كل استاذ ،نوّع، ماالمانع؟ التنويع يعطي حيوية نفسية يعطي تلوناً روحياً مفيد جداً للشعور بالحماس والشوق والرغبة حتى لو رأيته ضعيفاً، لكن بالنهاية انت رايت شيئاً جديداً اختبرت تجربة، اختبار التجارب المتنوعة امر مهم امر مفيد.

لماذا هذا الجمود؟ بل حتى بعض الطلبة انا رايت بعض الاساتذة يحث بعض الطلبة عل دراسة كتاب واحد مرتين! انا سمعت احد الطلبة مرة قال لي امرني استاذي و فَعَل هذا الامر، ان ادرس منهاج الصالحين مرتين و هو طالب .. وذكي و من المتقدمين بين الطلاب ،المسكين راح قضى سنتين اخرى ان يدرس منهاج الصالحين مرة ثانية، حتى لو فيه فوائد في هذه الدراسة يمكن ان يأخذها في تنوعا اخر. في مكان اخر.

يمكن أن ياخذ هذه الفوائد أو أحياناً حتى بعض الاساتذة (طبعاً هذا شأن شخصي من حق كل انسان ان يفعل ذلك) يدرس كتابا واحدا عشر مرات! نوّع! التنويع مهم لفتح افاقنا الذهنية.

نحن بحاجة إلى فتح آفاق ذهنية في هذا الاطار وهذا مهم جدا. العمق ممكن تفتح ثغب صغير في الارض وتتعمق به مئات الأمتار. ولكن انت اذا رفعت راسك وجهك على وجه الارض سترى مساحات متلونة من الطبيعة.

أنت فقدتها عندما نزلت تحت الارض والعمق في مساحة صغيرة تحت الارض يمكن أن ينتهي بك إلى أن تصبح مدفوناً. نوّع تعمق تارة و اخرج انظر على سطح الارض متنوعها مرة أخرى و هذا مهم في ظني.

السبب الثالث: الاحساس بكبر السن وترك الرحلة العلمية

امر ثالث ايضا و هذا نلحظه في بعض الطلبة. خاصة بلاد المشارقة في الشرق الاوسط. لا ادري طبائع الناس في اماكن اخرى. وهو اذا هو وصل الى سن الثلاثين أو الأربعين، خلاص هو الان لازم يقطف الثمار، هو الان يجب أن يقطف الثمار، ما بيصير، هو الان عمره اربعين سنة يروح يدرس فلسفة في السنة الاولى، إذا أراد أن ينوع ثقافته هو الان عمره أربعين سنة يبدأ رحلة علم جديدة وهو ان كان صار عمره أربعين سنة خمسة و أربعين سنة. هو الان اكتفى، وبالتالي، قد يشعر بحرج شخصي و اجتماعي ايضا، انه لا استطيع ان ادخل في تجربة تعلم جديدة عند الاساتذة يعلمونني المراحل الاولى لمادة جديدة. لا، هذه ثقافة غير صحيحة.

حتى لو عمره خمسين سنة ستين سنة. هناك بعض العلماء كما تقول بعض القصص، نهضوا في أواخر عمرهم. بعد سن الأربعين. وكانوا يشعرون بالفشل أصلا قبل سن الأربعين. قصص المنقولة عن المحقق الأردبيلي لابد جميعنا يعني إطلعنا عليه. هناك تجارب للعلماء وهم بدأت تجربتهم بعد سن الأربعين.

من سن الأربعين اذا رزقك الله عمراً الى سن الثمانين، اربعين عاماً ! عمر كامل. يمكن ان تبدأ به رحلة علمية جديدة وتصل الى امكنة عالية، ماذا هذا الشعور لانني إذا بلغت الأربعين صرت عاجزاً. لماذا هذا الاحساس بكبر السن غير من نظرتك للحياة نعم اذهب لا تستحي، لا تستحي من شيئ ولا تقول انا سأشعر بالتعب والان عمري لم يعد يساعدني. إذهب نوّع، تعلّم حتى من المراحل الأولى.

أخرج هذه الافكار المغلوطة من ذهنك كم من فكرة عطلت حياة! و كم من فكرة فتحت للانسان آفاق جديدة وغيرت مجرى حياته خذ هذه الافكار النافعة لك و اذهب بها و اترك تلك الافكار المثبتة ،هذا مهم جدا في هذا السياق.

السبب الرابع انسياق الكثير نحو الحصول على الشهادة

والمسألة الاخيرة ايضا في هذا السياق، انسياق كثير من الطلبة في الفترة الاخيرة نحو مرجعية الشهادة! انه انا المهم أحصل على شهادة وهذه هي غايتي، لم يعد العلم مهماً وهذه آفة ضربت كثير من جامعاتنا في العالم الاسلامي. لم يعد الغاية الا الشهادة لم يعد للعلم لذة و عشق و رغبة في النمو والتنامي و التسامي ،فقط انا ماخذ الشهادة.

لماذا؟ لأننا بتنا ننظر الى حياتنا العلمية نظرة وظيفية. مثل واحد لم يأخذ وظيفة ولم يعد العلم سوى أداة للوظيفة وانتاج المال و المكانة الاجتماعية فقط. لم يعد العلم حالة مقصودة في حد نفسها وكمال مطلوب في حد نفسه. يمكن أن ينتج لك كمالات في أنظمة اخرى، هذه فكرة ايضا مغلوطة ضروري أن نشتغل عليها.

طبعاً لعل الذي يدفع الطلبة الى الاهتمام بموضوع الشهادة، وأنا قلت قبل قليل، هو يشعر العلم وحده لم يعد يكفي، لا احد يقدّر العلم فإذاً لابد لي أن أذهب إلى مسير أشعر بأنني مقدّر، والشهادة يمكن أن تمنحني وظيفة أو مكانة وأن تشعرني بأنني مقدّر.

إذاً، هذه بعض الأسباب في ظني، سواء كانت أسباب موضوعية أو أسباب ذاتية. وهناك أسباب كثيرة التي الوقت لايسع الكلام فيها.

 

يتبع..

 

1 – ظاهرة الإحباط والتراجع في مسيرة طلاب العلوم الدينيّة الدراسيّة (1)..أسباب محيطة موضوعية

3 – ظاهرة الإحباط والتراجع في مسيرة طلاب العلوم الدينية الدراسيّة (3).. مقترحات للعلاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign