الحسبة

الحسبة: اسم مصدر من الاحتساب وهي الأجر والثواب, والاُمور الحسبيّة في ألسنة الفقهاء هي التي يُؤتى بها طلباً للأجر والثواب, وأرادها الشارع في الخارج من دون خصوصيّة لمن يقوم بها؛ لأنّها تعمّ مصالحها ويتقوّم بها النظام, وإن شئت فقل: هي الواجبات الكفائيّة والمستحبّات الكفائيّة, وبعبارة أخرى أنّها كلّ ما علم من الشرع مطلوبيته مع عدم تعيّن المكلّف به, كإنقاذ الغرقى وتكفين الموتى ودفنهم. وقد قيل: إنّ أظهرها الجهاد, والدفاع عن المسلمين, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإقامة الحدود, والتعزيرات, والفتيا, والقضاء.

والحسبة بابها واسع في الفقه, وقد مثّل الفقهاء لعمل الحسبة بمن ظفر بأموال مغصوبة ويتمكّن من انتزاعها وحفظها لأربابها، ويوصلها إليهم, أو يتبرّع جماعة للشهادة بالحقّ حسبة من دون طلب صاحب الحقّ منهم ذلك, كذلك يجوز حسبةً قبض الوديعة من الطفل والمجنون وإن كان لا يعتدّ بإذنهما في ذلك؛ لعدم إمكان مراجعة الوليّ, كذلك يجوز لعدول المؤمنين إنفاذ وصيّة الميّت حسبة إذا لم يكن له وصيّ, ونحو ذلك من الأعمال التي يرضى الشارع بوقوعها خارجاً إذا تعذّر القيام بها من قبل أصحابها.

وقسّم فقهاء المذاهب الحسبة إلى الحسبة الأصلية, وهي التي يقوم بها كلّ مكلّف اقتضت الضرورة ذلك, وانتصابية وهي الموكلة إلى الشخص من قبل الخليفة أو الأمير ويقوم بوظائف محدّدة كالناظر على السوق وغير ذلك من المصالح التي تخصّ الرعيّة.

(الأقطاب الفقهيّة: 165, النور الساطع 1: 540, جواهر الكلام 28: 340, بلغة الفقيه 3: 290, الموسوعة الفقهيّة الكويتية 17: 223)