البناء على الأكثر عند الشك

مفاد هذه القاعدة أنّ المكلّف إذا شكّ في عدد ركعات الصلاة فإنّه يبني على الأكثر ممّا شكّ فيه, ويأتي بعدها بصلاة الاحتياط.

وقد استنبط الفقهاء هذه القاعدة من الروايات الواردة في وجوب البناء على الأكثر عند الشكّ في عدد ركعات الصلاة.

وهي من القواعد الكلّية التي تجري في خصوص الصلاة عند الشكّ في عدد ركعاتها, وتعتبر من خصائص الفقه الجعفري.

ومورد هذه القاعدة هو الشكّ قبل الفراغ من العمل, أمّا لو كان بعد الفراغ فلا يلتفت إليه, كما هو مقتضى قاعدة: (الفراغ أو التجاوز).

وهذه القاعدة على عكس قاعدة البناء على اليقين, حيث إنّ مفادها عموماً هو البناء على الأقل؛ لأنّه متيقّن والأكثر مشكوك, ولا يجوز نقض اليقين بالشكّ.

أمّا فقهاء المذاهب فقد ذهبوا إلى إعمال قاعدة: (اليقين لا يزول بالشكّ), وأدرجوا الشكّ في ركعات الصلاة تحت هذه القاعدة, فحكموا بالبناء على الأقل؛ لأنّه القدر المتيقّن والزائد تجري البراءة عنه.

ويستثنى من هذه القاعدة النوافل, فإنّ المكلّف مخيّر فيها بين البناء على الأقل أو الأكثر وإن كان البناء على الأقل مستحبّاً. والشكّ في الثنائيّة- كالصبح والجمعة والعيدين وصلاة القصر- والثلاثية من المبطلات, ولا تجري فيه القاعدة. وكذلك الشكّ في الأوّليين من الرباعيّة من المبطلات.

(مستند الشيعة 7: 127, جواهر الكلام 12: 334, تسهيل المسالك: 5, مهذّب الأحكام 8: 248, القواعد لابن رجب: 244, الأشباه والنظائر لابن نجيم: 59, المنثور في القواعد 2: 36)