إذا اجتمع أمران من جنس واحد دخل أحدهما في الآخر

ومفاد هذه القاعدة أنّه إذا اجتمع موجبان للشيء فإنّه لا يترتّب عليه إلا أثر واحد، كما لو زنى مرّات, فإنّه لا يحدّ إلا مرّة واحدة، وكذلك لو شرب الخمر مرّات عدّة.

وأدخل السبكي في القاعدة قيدين, هما: قيد من جنس واحد، وقيد غالباً . وأضاف كلّ من السيوطي وابن نجيم إلى لفظ القاعدة قيداً ثالثاً, وهو قيد ولم يختلف مقصودهما . والمراد بكونهما من جنس واحد  هو دخول الموجبين في جنس واحد, مثل الجنابة، فإنّ لها أفراداً تدخل تحتها تشترك جميعها في جنس الجنابة.

والمراد من اتّحاد مقصودهما  هو اتّحاد الجهة التي بموجبها شرّع كلّ سبب، ويمكن أن يوضّح ذلك بالمثال، حيث ذكروا تداخل صلاة تحيّة المسجد مع صلاة الفريضة إذا دخل المسجد وصلّى صلاة الفريضة فور دخوله؛ لكون مقصودهما متّحد، لأنّه بالصلاة فريضة حصل مقصود الفريضة وحصل مقصود التحيّة, وهو احترام المسجد وعدم الاشتغال بغير العبادة، أمّا لو طاف طواف الحج فإنّه لا يدخل فيه طواف الوداع؛ لأنّ مقصود كلّ منهما يختلف عن الآخر. والمراد بقيد غالباً هو شأن بعض القواعد الفقهيّة من غلبة صدقها في الفقه، وليس من شأنها أن تكون كلّية أو دائميّة.

وتمثّل هذه القاعدة أي (إذا اجتمع أمران من جنس واحد دخل أحدهما في الآخر) استثناءً من أصالة عدم تداخل الأسباب.

(الأشباه والنظائر للسبكي 1: 95، القواعد لابن رجب: 26, القواعد والفوائد 1: 45, الأشباه والنظائر للسيوطي: 126، الأشباه والنظائر لابن نجيم: 132)