الاجتهاد موقع فقهي
تمهيد
البحث العلمي حول عدالة الإمام علي بن أبي طالب (ع) ليس بحثاً ينتهي بصفحة أو صفحتين، بل يتطلب تحليلًا قوياً وشاملاً وعميقاً وغنياً ليس هنا مجاله.
والذي أعرضه هنا لا يعدو قائمة توضّح سعة وعمق رؤى الإمام علي بن أبي طالب (ع) حول العدل، كما تعكس مدى تجذّر العدالة في سلوكه.
لا أريد هنا الدخول في البحث، لكنني أقوم بأمرين مهمين في هذا العرض (على الرغم من أنني لا أجري بحثا حول الموضوع) وهو أولاً: أختار العناوين المناسبة لوضع كلمات الإمام تحت هذه العناوين، وثانياً: امزج بين كلمات الإمام التي تم ورودها في مواضع مختلفة، بهدف أن تعطي هذه الكلمات (التي امتزج بعضها مع البعض)، صورة عما قدمه الإمام فيما يتعلق بالعنوان، أو صورة تشرح لنا كيف أن العدالة كانت حاضرة ومتجذّرة في سلوكه.
اتناول ذکر هذه العناوين في محورين:
أ- أبعاد وأعماق فكرة العدل عند الامام علی بن ابیطالب (ع).
ب- أبعاد وأعماق انعکاس العدل في سلوك الامام علي بن أبي طالب (ع).
المحور الأول: أبعاد وأعماق فكرة العدل عند الامام علی بن ابیطالب (ع)
١. تعريف العدل من منظور الامام (ع):
العدل [هو الذي] يضع الأمور مواضعها [لذلك فهو ] أساس به قوام العالم [بل هو]أقوى أساس، [وأنه] ميزان الله سبحانه الذي وضعه في الخلق، [ كي يكون] قواما للأنام وتنزيها من المظالم والآثام، وتسنية للإسلام، [وبما أن ] في العدل سعة [وأنه] ليس في الجور عوض من العدل [فهو] سائس عام [و]جنة الدول.
٢. أنواع العدل من منظور الإمام علي (ع):
إذا كان العالم بأسره يقوم على العدل، (كما جاء في كلام الإمام علي: “العدل أساس به قوام العالم”) وأن فيه السعة (كما جاء أيضاً في كلماته، “في العدل سعة”)، فعندئذ امكن القول: تتمتع العدالة بمظلة واسعة تشمل جميع الحقول، بحيث ما من حقلٍ الا وأنه تفترض وتتصور له وبالنسبة إليه العدالة.
إذا كان الأمر كذلك فللعدالة أنواع مختلفة، ونحن بحاجة إلى معرفة هذه الأنواع بدقة ، وهي التي يتم ذكرها أدناه:
(أ) العدالة العقائدية
قال: “والعدل أن لا تتهمه” أي: الله سبحانه، وقال ذلك في الإجابة عن سؤال وجّه اليه عن التوحيد والعدل، فقال (ع):
“التوحيد أن لا تتوهمه، والعدل أن لا تتهمه”.
(ب) العدالة الاخلاقية
قال (ع): “ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن”.
(ت) العدالة التهذيبية:
قال (ع): “قد ألزم نفسه العدل فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه”.
وتاتي بقية الانواع انشاء الله
المفکر و الباحث الاسلامي/ الشیخ الدکتور أحمد مبلغي
