خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / فقه الحياة (جميع المواضيع) / فقه الأسرة والأحوال الشخصية / الألعاب الإلكترونية وأحكامها الشرعية.. دراسة فقهية مقارنة / د. منال الصاعدي
الألعاب الإلكترونية

الألعاب الإلكترونية وأحكامها الشرعية.. دراسة فقهية مقارنة / د. منال الصاعدي

الاجتهاد: لابد من دراسة نازلة الألعاب الإلكترونية الفقهية، ومعرفة ما الجائز منها من الممنوع؛ وذلك بمعرفة حقيقتها، وأقسامها، ونشأتها، وأسباب ظهورها، ومعايشتها -كما هو حاصل معنا من ممارسة أبنائنا لهذه الألعاب-، وما الآثار المترتبة على ممارستها؟ ولعل مما دفعني للكتابة في هذا الموضوع: ممارسة أولادنا لها صغارا وكبارا، وشغفهم بها، وانشغالهم بها في كثير من الأوقات عن واجباتهم الأساسية، وسؤال الكثير عن حكم بعض الأنواع منها.

إنّ مما فُطرت عليه النفس البشرية: حاجتها إلى الترويح، فالعمل المستمر والجاد يصيبها بالملل والفتور؛ فتحتاج إلى الترويح لتستعيد نشاطها، وتواصل سيرها بجدّ نحو البناء والتقدم،

وقد جاء الإسلام مراعياً للفطرة البشرية ومتطلباتها، فلم يكبتها أو يضيق عليها، وفي الوقت نفسه لم يُطلق لها العنان؛ بل جاء حريصا على الموازنة بينها وبين متطلبات الحياة، موازنا بين الحقوق والواجبات، كيف لا وواضعه هو الله “سبحانه وتعالى” خالق النفس البشرية، والعالم بأسرارها وبما قطرها عليه؟!

فمن المستحيل أن يُشرع من الأحكام ما يتعارض مع الفطرة التي أوجدها في البشرية أو يعطلها؛ بل نجد أنه “سبحانه وتعالى” حث على منهج الوسطية، محافظةً على الفطرة واحتراما لها، قال تعالى: (وكذلك جعلنكم أمّة وسطاً) [البقرة: 143].

بل إن الترويح عن النفس أمر أباحته الشرائع كلها؛ لكونه من متطلبات الفطرة البشرية السوية؛ فقد أخبرنا الله “سبحانه وتعالى” عن إخوة يوسف “عليه السلام” حينما احتالوا لأخذ أخيهم يوسف “عليه السلام” مخاطبين أباهم: (أرسله معنا غدا یرتَعْ ويَلْعَبْ وإنّا لَهُ لَحفِظوُن » (يوسف: ۱۲)

ففي الآية دلالة على أن اللعب الذي ذكروه كان مباحا لولا ذلك لأنكره يعقوب “عليه السلام” عليهم لما سألوه إرساله معهم(۱).

فاللعب أحد وسائل الترويح – وخاصة عند الأطفال- والناس في باب الترفيه على طرفي نقيض بين الغالي والجافي، فكثير منهم مائل إلى الغلو فيه، والإكثار منه؛ حيث يتركون لأولادهم الحبل على الغارب، ولم يضبطوهم بأي قيد، ولا بأي ضابط من الضوابط الشرعية، والطرف الآخر – وهم قليل- يرون أن التربية تقوم على الجدّ والحزم، وتكوين الشخصية القوية إنما يكون بحرمان الطفل من حقه في اللعب والمتعة التي يميل إليها بفطرته.

وعلماء النفس يؤكدون على أن اللعب ضروري لحفظ التوازن في شخصية الطفل، ولتحقيق نشأته السوية عقلا وجسما؛ فيقررون أن من حُرم منه نشأ معقدًا غير سوي في تفكيره وطباعه وأخلاقه، فحاجة الطفل له تختلف عن حاجة الكبير.

فإذا كان الترفيه أساسيًّا للصغار؛ فإنه يؤخذ منه بقدر يسير للكبار، وقد يشارك الكبار الصغار في بعض ألعابهم إدخالا للسرور عليهم؛ اقتداء بالنبي “صلى الله عليه وآله” ؛ فقد كان يشارك أحفاده اللعب (۲).

وقد صار الترفيه اليوم أصلا بعد أن كان يُؤخذ منه بقدر يسير، وقد أصبحت صناعة الترفيه في عالمنا المعاصر عالما قائما بذاته، ولم تعد تلك الألعاب المعروفة
سابقا ببساطتها، بل قامت شركات عالمية كبيرة بصناعة ما يسمى بالألعاب الإلكترونية التي انتشرت انتشارا واسعا في المجتمعات العربية بشكل عام، وفي المجتمع الخليجي بشكل خاص، ولا يكاد يخلو بيت منها، بل أصبحت جزءا مهما في حياة الطفل، فقد استحوذت على عقولهم واهتمامهم، ولم يقتصر الأمر على الطفل: بل تعداه إلى الكبار؛ فقد أصبحوا أكثر شغفا بها من الصغار، وخاصة ما يقوم منها على اللعب الجماعي عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي؛ لذا كان لابد من دراسة هذه النازلة الفقهية، ومعرفة ما الجائز منها من الممنوع؛ وذلك بمعرفة حقيقتها، وأقسامها، ونشأتها، وأسباب ظهورها، ومعايشتها -كما هو حاصل معنا من ممارسة أبنائنا لهذه الألعاب-، وما الآثار المترتبة على ممارستها؟

ولعل مما دفعني للكتابة في هذا الموضوع: ممارسة أولادنا لها صغارا وكبارا، وشغفهم بها، وانشغالهم بها في كثير من الأوقات عن واجباتهم الأساسية، وسؤال الكثير عن حكم بعض الأنواع منها.

ولم أجد – حسب اطلاعي- دراسة وافية عن هذا الموضوع، و كل ما وجدته بعض الفتاوى حكم بعض الألعاب، ودراسات قام بها بعض التربويين عن آثارها السلبية أو الإيجابية، وحلقة بحثية أقامها مركز التميز البحثي بجامعة الإمام بعنوان المعارضة في الألعاب الإلكترونية شاركت فيها بالتعقب على الأبحاث.

وقد اعتمدت في هذا البحث على المنهج الاستقرائي، ثم المنهج التحليلي، وقد اصطلحت بكلمة (انظر) عند إثبات المصدر في الهامش إذا كان النقل بالمعنى، وإثبات المصدر مباشرة إذا كان النقل نصًّا، واعتمدت على المنهج العلمي في كتابة البحوث؛ من الاعتماد على المصادر الأصلية، وتخريج الأقوال من مصادرها، وتوثيق النقول، وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في البحث؛ وذلك بذكر الباب، ورقم الجزء والصفحة، ورقم الحديث،

فما كان من ذلك في الصحيحين أو أحدهما: فإني أكتفي بتخريجه منهما، وما لم يكن في أي منهما فإني أخرجه من أهم كتب الحديث، وأذكر حكم العلماء إن وجد ذلك.

كما قمت بعزو الآيات القرآنية إلى سورها، وبيان أرقامها، مع مراعاة الرسم العثماني وضبطها وتشكيلها، وراعيت أصول التنسيق والفواصل، وعلامات الاستفهام وغيرها من العلامات قدر الإمكان، ثم أعقبت ذلك بخاتمة ذكرت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات،

وقد انتظم البحث في مقدمة، وخمسة مباحث، وخاتمة، على النحو التالي:

المبحث الأول: مفهوم الألعاب الإلكترونية، ونشأتها، وأنواعها،

ويشتمل على ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مفهوم الألعاب الإلكترونية
المطلب الثاني: نشأة الألعاب الإلكترونية.
المطلب الثالث: أنواع الألعاب الإلكترونية.

المبحث الثاني: فوائد الألعاب الإلكترونية وأضرارها،

ويشتمل على مطلبين:
المطلب الأول: فوائد الألعاب الإلكترونية.
المطلب الثاني: أضرار الألعاب الإلكترونية.

المبحث الثالث: التكييف الفقهي للألعاب الإلكترونية،

ويشتمل على مطلبين
المطلب الأول: تحرير محل النزاع وأقوال العلماء.
المطلب الثاني: الأدلة والمناقشة والترجيح.

المبحث الرابع: المسؤولية المترتبة عن الأضرار الناشئة عن ممارسة الألعاب الإلكترونية،

ويشتمل على ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مسؤولية اللاعب،
المطلب الثاني: مسؤولية ولي الأمر.
المطلب الثالث: مسؤولية الجهات المختصة بالدولة.

المبحث الخامس: حكم بيع الألعاب الإلكترونية وشرائها،

ويشتمل على ثلاثة مطالبة
المطلب الأول: بيع وشراء أجهزة الألعاب الإلكترونية.
المطلب الثاني: شراء الألعاب الإلكترونية وتحميلها، وشراء النقاط والجواهر واللعبة.
المطلب الثالث: فتح حساب للاعب، وبيعه له. 

 

(1) أحكام القرآن للجصاص (۳۸۱/4). 
(۲) ومن ذلك: ما رواه يعلى بن مرة قال: خرجنا مع النبي “صلى الله عليه وآله” فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي “صلى الله عليه وآله” أمام القوم، ثم بسط يديه، فجعل الحسين يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه فقبله، فقال رسول الله: «حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط،, (كنز العمال (۱۳/ ۲۸4)، مسند يعلى بن مرة العامري، والتاريخ الكبير للبخاري (۸/ 414 ) ، ياب يعلي.

 

تحميل المقالة

الألعابُ الإلكترونيّة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign