خاص الاجتهاد: إنا لله وإنا إلیه راجعون. رحيل آية الله الشيخ عباس محفوظي أحد أعلام حوزة قم العلمية
إنتقل إلى جوار ربه آية الله الحاج الشيخ عباس محفوظي رحمة الله عليه، أحد أعلام الحوزة العلمية في مدينة قم عن عمر يناهز الـ96 عامًا، بعد صراع مع المرض.
وقد ترك الفقيد إرثًا علميًا غنيًا، حيث شغل مناصب علمية عديدة، منها عضوية مجلس الخبراء، والمجلس الأعلى لحوزه قم العلمية وجمعية مدرسي الحوزة العلمية. كما تولى رئاسة هيئة الاستفتاء لدى الفقيه الجليل آية الله بهجت الفومني.
سيرته
الشيخ عباس المحفوظي الگيلاني، ولد في ٤شعبان ١٣٤٧للهجرة الموافق لعام ١٩٢٧م في إحدى قرى قضاء رودسر بمحافظة گيلان، نشأ في ظل عائلة مؤمنة كريمة موالية لأهل بيت العصمة عليهم السلام،كان سماحته يساعد والده في أعمال الفلاحة أثناء دراسته في المدارس النظامية وبقي هكذا إلى أن أنهى السنة الأولى من الإعدادية ثم انتمى للحوزة العلمية في رودسر فبقي فيها عامين حضر فيها عند السيد هادي الروحاني ،ثم في عام١٣٦٥للهجرة توجه إلى قم المقدسة ليحضر المقدمات والسطوح عند أساتذة أكفاء فحضر عند:
الميرزا علي الراسخي.
الشيخ حسين زرندي.
الشيخ نعمة الله الصالحي.
الشيخ علي المشكيني.
الشيخ محمد الصدوقي.
السيد محمد حسين الدرجئي.
السيد محمد البهشتي.
الشيخ حسين علي المنتظري.
الشيخ عبدالجواد الأصفهاني.
الشيخ مرتضى الحائري اليزدي.
الشيخ مجاهدي التبريزي.
السيد محمد باقر السلطاني.
ثم حضر البحث الخارج عند:
السيد حسين الطباطبائي البروجردي.
السيد روح الله الموسوي الخميني.
السيد محمد رضا الگلپايگاني.
الشيخ الميرزا هاشم الآملي.
السيد محمد المحقق الداماد.
الشيخ عباس علي الشاهرودي.
وأكثر من لازمه أستاذه السيد الخميني، وحضر الفلسفة عند:
الشيخ حسين علي المنتظري.
العلامة المفسر السيد محمد حسين الطباطبائي.
كما سافر إلى النجف الأشرف طلباً للعلم، ليتعرف عن كثب على منهجية التدريس لدى علماء الحوزة الشريفة ويتفحص أحوال الدراسة فيها. فحضر عند السيد محمود الشاهرودي والشيخ حسين الحلّي، لكنه عاد ليجد معارضة أسرته، فاضطر للتخلي عن عزمه على العودة إلى النجف.
ومع حضوره دروس الأعلام قام بتدريس السطوح العالية سنين طويلة وقبل أكثر من أربعين عاما بدأ بتدريس البحث الخارج إلى يوم وفاته، وكذا كان مدير لجنة الاستفتاء في مكتب آية الله الشيخ محمد تقي البهجت الفومني رحمة الله عليه.
نشاطاته
لقد بذل آية الله عباس محفوظي جهوداً جبارة في الحقل الثقافي، فلم ينقطع عن التدريس منذ بدايات طلبه العلم، وقد ألقى دروساً متعددة في المقدمات والسطوح على طلاب كثيرين، كما يواصل تدريس الخارج في الفقه، مستفيداً من بركاته طلاب كثيرون.
وفي مجال العلوم العقلية، فقد تولى تدريس الكتب الفلسفية، ومنها شرح المنظومة للملا هادي السبزواری، وما زال يواصل هذا العطاء حتى الآن. كما صدرت عنه مؤلفات قيمة في مختلف المجالات الفقهية والعقائدية والأخلاقية، من أبرزها: كتاب الخمس، وكتاب الحج، وكتاب القضاء، وكتاب “إمام حسين وعاشوراء”، واندیشههای بنیادین در علم اخلاق، تفسیر جزء بیست و هشتم قرآن کریم، جوان و اصول عقائد، عرفان و عبادت. كما ألف كتاباً في ولاية الفقيه، وعنده مؤلفات أخرى قيد للطبع.
وفي الجانب السياسي، لم يتوان آية الله محفوظي عن المشاركة في النضال ضد النظام البهلوي البائد، فكان حاضراً في مجالس جمعية مدرسين بقم، وموقعاً على بياناتها التنديدية. وقد تعرض للاضطهاد والسجن والنفي في عهد النظام السابق، وبعد انتصار الثورة الإسلامية كان من أشد المؤيدين للإمام الخميني وقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي.