الأصل في الخبائث الحرمة

الخبيث في اللغة: هو خلاف الطيّب. ومفاد القاعدة أنّ ما يستخبثه ويتنفّر منه الطبع البشري- مثل: الحشرات والديدان والقاذورات- لا يجوز أكله أو شربه شرعاً.

وبعكسه ما كان مستطاباً, فإنّ الأصل في كلّ ما يمكن أكله وشربه هو الحلّية, كما هو مقتضى القاعدة.

والملاك في تشخيص الخبيث والطيّب عرفاً هو الرجوع إلى الطبقة المتوسّطة من الناس, الذين يرجع إليهم في تحديد المفاهيم العرفيّة؛ لأنّهم خارجون عن حدّ الإفراط والتفريط, وكلّ حكم تعلّق بموضوع لم يرد من الشرع تحديد له يرجع فيه إلى المتعارف, لا إلى أهل المداقّة الذين يبتلون بالوسواس غالباً, ولا المتسامحين في ذلك؛ لعدم مبالاتهم, وإذا لم يستطع العرف في موردٍ ما تحديد كونه من الخبيث أو الطيّب, فإنّ الأصل فيه هو الإباحة والحلّية.

(مستند الشيعة 15: 9, كفاية الأحكام 2: 616, مهذّب الأحكام 23: 114, بدائع الصنائع 5: 35, 36, المغني 11: 64, المجموع 2: 556)