خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / فقه الحياة (جميع المواضيع) / فقه الثقافة والتقنية / الآصرة الزوجية المقدسة بين الإمام علي وفاطمة الزهراء (ع).. دراسة نقدية
الإمام-علي-وفاطمة الزهراء

الآصرة الزوجية المقدسة بين الإمام علي وفاطمة الزهراء (ع).. دراسة نقدية

الاجتهاد: انتقلت الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى بيت الزوجيّة في كنف كفئها الإمام عليّ (عليه السلام) ، لتسجّل معه علاقة روحيّة فريدة كاشفة عن مقام رفيع وسموّ روحيّ متألّق. / بقلم: الدكتورة انتصار عدنان العوّاد

إذ كانت (عليها السلام) نِعم الزوجة له، لم تعصِ له أمراً ولا خالفته في شيء، بل كانت تعينه وتؤازره في طاعة الله وتؤثره على نفسها، وتدخل على قلبه البهجة والسرور كلّما نظر إليها، فتزيح عنه الهموم والأحزان.

وبالمقابل كان (عليه السلام) نِعم البعل لها، يغدق عليها من فيض حبّه وعطفه، ويشعرها بإخلاصه وودّه لها وإدراكه لحقّها. فكانت علاقته بها من أطيب وأسمى العلاقات الزوجيّة. فبعد أن كانت الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) تؤدّي دوراً مثاليّاً متميّزاً عندما كانت في ظل أبيها، إذ أدت أدواراً عظيمة وجسيمة[1] -نجدها هنا أمام دور آخر ومسؤوليّة جديدة.

إذ كان عليها رسم معالم البيت الإسلاميّ النموذجيّ، بتكوينها لأسرة فريدة ترتقي لتكون المثلى في العالم الإسلاميّ، واضعة نصب أعينها المنهج الإلهيّ طريقاً لبلوغ ذلك[2].

ومن مصاديق العظمة في ذلك البيت -الذي تحفّه الرحمة ويغمره الإيمان- الحبّ العميق، والعلاقة الروحيّة الطيّبة الّتي كانت توثِق الصلة فيما بين الصدّيقة فاطمة وأمير المؤمنين (عليه السلام)، ومنشأ ذلك إدراك كلّ منهما عظمة الآخر، فالإمام (عليه السلام) يعلم مكانة الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) عند خالقها، وعند أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) الّتي لم تكن مجرّد علاقة عاطفيّة تربطه (صلى الله عليه وآله وسلم) بها،

وكان يحيط بمزاياها وفضائلها ومناقبها وصفاتها الّتي جعلتها سيّدة نساء العالمين وأمّ الأئمّة الهداة، والمثل الأكمل لجميع النساء، لذا نجده (عليه السلام) يعاملها معاملة خاصّة ويجلّها إجلالاً عظيماً، ومن جانب آخر نجدها (عليها السلام) تدرك مكانته (عليه السلام) كأفضل الخلق بعد أبيها، وما له عند الله ورسوله من مقام عظيم وما له من مناقب وفضائل وصفات وسمات جعلته ثاني أعظم شخصية في الوجود كلّه.

وقد قادت تلك العلاقة الطيّبة حياتهما إلى النجاح والتألّق، فتوجّه كلّ منهما لأداء دوره تجاه الله، من خلال طاعته والتفاني في خدمته وخدمة دينه الحنيف.

ونستطيع أن نستوحي عظمة تلك الحياة المثلى، وأبعادها الرائعة الّتي عاشتها الصدّيقة فاطمة مع الإمام (عليه السلام) من خلال تلك الروايات الّتي تحدّثنا عن طبيعة تلك العلاقة بينهما. فعندما سألها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن زوجها أمير المؤمنين أجابت: إنه خير زوج،[3] وعندما سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عنها، قال: نِعم العون على طاعة الله[4].

 هذه الكلمات الجليلة تكشف لنا الآفاق السامية لتلك الألفة والرحمة فيما بينهما C، إذ قامت (عليها السلام) بمسؤوليّاتها تجاه زوجها وبيتها على الوجه الأكمل، فنهضت بأعباء بيتها المتواضع، وأمّا مسؤوليّتها تجاه الإمام (عليه السلام)، فنجدها لم تتوانَ عن خدمته والإخلاص له وأداء حقّه، إذ إنّها تدرك أهمّيّة دورها ومدى تأثيرها في كلّ جوانب حياته،

فالمرأة لها نفوذ وتأثير واسع على زوجها، ويمكن أن يكون لها دور في توجّهه إلى أيّ جهة تشاء، فكيف بربيبة الوحي التي سعت لمشاركة زوجها في توجّهاته وحرصت على تحقيق طموحاته، ومضت تقتفي أثره وتسير على خطاه، وتكون إلى جانبه ونِعمَ العون له كما عبّر (عليه السلام) بنفسه عنها، فقد أمّنت له سكناً مطمئنّاً في قلبها وبيتها، يلتجئ إليه كلّما ألـمّت به الخطوب فتفيض عليه بالدفء والطمأنينة، فتزيح عنه آلامه وهمومه، إذ نجده يقول: « ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان بنظري إليها »[5].

وإنّنا لنعلم أنّ زواجهما وحياتهما كانا في ظروفٍ غاية في الصعوبة والحساسيّة والأهمّيّة، فالإسلام يخطّ طريقه نحو الثبات والاتّساع، والمسلمون يخوضون المعارك للحفاظ على بيضة الإسلام، ولا يخفى ما لأمير المؤمنين من دور مهمّ وحسّاس في هذا المجال، إذ كان بطل الإسلام الأوّل[6]، وحامل لوائه والمضحّي من أجله.

وكانت الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) تدرك جلالة هذا الدور، فكانت نِعم المشجّع والمعين له؛ لأنّ هدفهما واحد وهو نصرة الإسلام وعلوّ شأنه، فلم تقصّر (عليها السلام) في رفده بكلّ ما يعمل على مضيّه قدماً نحو تحقيق الهدف المنشود، وكانت تتابع أخبار تلك المعارك وتسأله عنها وتفخر بما يحقّقه من انتصارات وتضمّد جراحاته وتقوّي عزيمته التي ما ضعفت يوماً. وكانت (عليها السلام) تقدّر له هذا الجهد وهذه التضحية، فيتألّق في روحها وتزداد له حبّاً في الله، ولأجل الله ودينه الحنيف.

وقد سعت الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) لمراعاة الوضع الاقتصاديّ لزوجها؛ فلم تثقل كاهله بشيء، ولم تكلّفه ما لا يطيق، بل إنّها كانت تؤثره على نفسها وأولادها، فقد روي أنّه: « أصبح علي بن أبي طالب ذات يوم ساغباً، فقال: يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه؟

قالت: لا، والّذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح الغداة عندي شيء أطعمناه منذ يومين إلّا شيء كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين، قال: أعلى الصبيّين؟! ألا أعلمتِني فآتيكم بشيء، فقالت: يا أبا الحسن إنّي لاستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه»[7].

ثمّ إنّها (عليها السلام) حفظت له حقّه المفروض عليها، فلم تغضبه يوماً ولم تخالفه أبداً، بل حرصت على معاشرته بما يرضي الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وما كان خطابها له في آخر لحظات حياتها -وهي تستفهمه- إلّا تواضعاً منها وإجلالاً لزوجها، ودرساً لغيرها حيث سألته: « يابن عمّ، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني». فيردّ عليها الامام علي (عليه السلام): « معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله أن أوبّخك غداً بمخالفتي… » [8].

 إنّ هذه الكلمات جاءت في نهاية حياتها (عليها السلام) معه، وكأنّها أرادت أن تلخّص تلك السنوات في هذه الكلمات، فتكشف عن حقيقة تلك العلاقة التي جمعتهما معاً، وتلك الحياة التي عاشا فيها، فلا تترك مجالاً للشكّ والتقوّل والتساؤل.

ولعلّها كانت خير ردّ على ما اجترأت به أقلامُ الوضّاعين، الذين حاولوا المساس بقداسة تلك الآصرة التي تربط الإمام (عليه السلام) بالصدّيقة فاطمة (عليها السلام)، فأكثروا من وضع الروايات الهادفة إلى الحطّ من كرامة وعصمة أهل البيت النبوي b بما فيهم النبيّ الأقدس(صلى الله عليه وآله وسلم) وبضعته الطاهرة وزوجها العظيم.

وسوف نستعرض هذه الروايات المليئة بالافتراءات والأكاذيب:

القسم الأوّل: روايات حاولت أن تشير إلى وقوع خلافات فيما بين الإمام والصدّيقة فاطمة (عليها السلام) وصلت حدّ التخاصم والتشاحّ والمغاضبة، منها:

أوّلاً: رواية الطيالسيّ (ت204هـ):
عن جابر بن عبد الله قال: « قدم عليّ (عليه السلام) من اليمن فوجد فاطمة ممّن حلّ، ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك عليّ عليها، فقالت: أمرني بهذا أبي! قال عليّ وهو بالعراق: فذهبتُ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مُـحَرِّشاً[9] على فاطمة للّذي صنعتْ، مستفتياً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للّذي ذكرتْ عنه، وأخبرتُه أنّي أنكرتُ ذلك عليها فقالت « أبي أمرني بذلك » . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صَدَقَتْ!» [10].

نقد الرواية:
1 – من المستبعد جدّاً أن نصدّق ونسلّم لِـما جاءت به هذه الرواية، وما حملته من دعوى أنّ الإمام (عليه السلام) لم يصدّق كلام الصدّيقة، والأدهى أنّه -حسب ادّعاء الرواية- حاول أن يحرّش ضدّها أباها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يذكر له ما يقتضي عتابها؟!!

ويكفي في ردّه: ما قالته الصدّيقة فاطمة الزهراء لأمير المؤمنين C: « يابن عمّ، ما عهدتني كاذبة و… »، فكان ردّ الإمام (عليه السلام) كما مرّ بنا: « معاذ الله، أنتِ أعلم بالله وأبرّ و أتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله أن أوبّخك غداً بمخالفتي…» [11].

2 – وردت رواية أخرى عن نفس الموضوع، ولكن يبدو أنّ ما جاء فيها أكثر قبولاً، مما يجعلها الأقرب إلى الصحّة:

« .. عن البراء قال: لـمّا قدم عليّ [من اليمن] على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال عليّ: وجدتُ فاطمة قد نضحت البيت بنضوح[12]، قال: فتخطّيته، فقالت لي: ما لك؟! فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر أصحابه فأحلّوا، قال: قلت لها: إنّي أهللت بإهلال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فأتيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي: كيف صنعت؟ قلت: إنّي أهللتُ بما أهللتَ، قال: فإنّي قد سُقتُ الهَديَ وقَرَنتُ »[13].

فهنا نجد أنّ ذهاب الإمام (عليه السلام) إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لأجل السؤال عن موقفه، وهو ممّا أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه؛ لأنه كان في اليمن.

ثانياً: رواية الصنعانيّ (ت211هـ):
عن أبي سعيد الخدريّ قال: « كان لعليّ من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دَخْلة ليست لأحد، وكان للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من عليّ دَخْلة ليست لأحد غيره، فكانت دخلة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من عليّ أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدخل عليهم كلّ يوم، فإن كان عندهم شيء قرّبوه إليه،

قال: فدخل يوماً فلم يجد عندهم شيئاً، فقالت فاطمة حين خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): قد كنّا عوّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يصب شيئاً، فقال عليّ: اسكتي أيتها المرأة فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلم بما في بيتك منك، فقالت: اذهب عسى أن تصيب لنا شيئاً أو تجد أحداً يسلفك شيئاً، فخرج فلم يجد، فبينما هو في السوق يمشي وجد ديناراً فأخذه ثم قال: من يَعتَرِف الدينار، فلم يجد أحداً يَعتَرِفُه، فقال: والله إنّي لو أخذت هذا الدينار فاشتريت به طعاماً وكان سلفاً عَلَيّ، إنْ جاء صاحبه عرفته، فعرض له رجل فباعه طعاماً فلمّا استوفى عليه طعاماً رد عليه الدينار،

فقال عليّ: أعطيتنا طعامك وأعطيتنا ديناراً، فلم يزل به الرجل حتّى يردّ إليه الدينار، فقالت فاطمة لعليّ حين حدّثها بذلك: أما استحيتَ أن تأخذ طعام الرجل والدينار، قال: فرددته فأبى، فلمّا فني ذلك الطعام خرج بذلك الدينار إلى السوق فعرض له ذلك الرجل فاشترى منه طعاماً ثم رد إليه الدينار، فقال عليّ: أيها الرجل قد فعلت هذا مرة، خذ دينارك، فلم يزل الرجل بعليّ حتّى ردّ إليه الدينار ، فلما ذكر ذلك لفاطمة قالت: أيها الرجل استَحْيِ لا تعودنّ لهذا، فلمّا فني ذلك الطعام خرج عليّ بذلك الدينار فعرض له ذلك الرجل فاشترى منه طعاماً فأعطاه الرجل الدينار فرمى به علي وقال: والله لا آخذه، فأخذه الرجل فذكروا شأنهم للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: ذلك رزق سيق إليك. لو لم تردده لقام»[14].

نقد الرواية:
1 – أشارت الرواية في بدايتها إلى مكانة الإمام (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلاقة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالإمام عليّ (عليه السلام) وبيت الإمام (عليه السلام)، وهذا أمر يبدو واضحاً وصحيحاً لكلّ من استقرأ سيرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلاقته بهذا البيت الطاهر.

 2 – ما جاء في الرواية من ألفاظ استُخدمت كأسلوب مخاطبة وحوار ما بين الإمام والزهراء C؛ ما هو إلّا محاولة وضيعة لعكس صورة سيّئة وسلبيّة لعلاقتهما معاً، فمن جانب نجد أنّ الرواية تدّعي أنّ الإمام (عليه السلام) قال للسيّدة فاطمة (عليها السلام) موبّخاً: « اسكتي أيّتها المرأة » فما الداعي إلى هذا الأسلوب الذي من المستبعد صدوره منه (عليه السلام) إذ كان (عليه السلام) على مستوىً عالٍ من الخلق والرحمة؟!

ومن ثَمّ فهو عارفٌ بحق زوجته ومن تكون؟! فلماذا يوبّخها ولأجل ماذا؟! فكلّ ما في الأمر أنّها(عليها السلام) عزّ عليها أنّ أباها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خرج ولم يصب شيئاً -إن صحت الرواية-!!

 ومن جانب آخر نجد أنّ الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) –كما تدّعي هذه الرواية– توبّخ زوجها وتنعته بقلّة الحياء –حاشاه (عليه السلام) وجلّ مقامه–، فنجدها تقول له: « أما تستحي» و« أيّها الرجل استحيِ، لا تعودنّ لهذا»!! فكيف بالعاقل أن يتقبّل صدور مثل هذه الألفاظ من سيّدة النساء (عليها السلام) بحقّ زوجها؟!! ومن ثَمَّ ما هذا الأسلوب في التخاطب إذ يقول الإمام (عليه السلام): أيّتها المرأة!! وتقول فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالمقابل: أيّها الرجل؟!! فهل يجهل كلّ منهما مقام الآخر؟!!

3 – تذكر الرواية أن الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) قالت للإمام (عليه السلام): « اذهب عسى أن تصيب لنا شيئاً أو تجد أحداً يسلفك شيئاً »، وهذا يتناقض مع ما مرّ علينا أنّها (عليها السلام) لم تكن تكلّفه أو تسأله شيئاً حياءً من الله عزّ وجلّ؟!! ثمّ إنّ الإمام (عليه السلام) أعلم بتكليفه وما يتوجّب عليه.

4 – ثمّ ما قصّة ذلك الدينار وذلك الرجل؟! ومن هو هذا الرجل؟! وهل كان إرجاع الدينار وإعطاء الطعام معه للإمام (عليه السلام) صدقة أم ماذا؟! فالإمام (عليه السلام) يعلم أنّه لا يجوز لهم أخذ الصدقات!! ولا يمكن أن نتوقّع أنّ الإمام (عليه السلام) يفعل هكذا ويتقبّل ردّ الدينار ثلاث مرّات حتّى لامته زوجته (عليه السلام)!!

5 – نجد في المصدر الذي وردت فيه هذه الرواية روايةً ثانية أكثر قبولاً تشابهها لكن دون هذه الإضافات المرفوضة، وهي عن أبي سعيد الخدريّ أيضاً: « أنّ عليّاً جاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بدينار وجده في السوق، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عرّف ثلاثاً ففعل فلم يجد أحداً يعترفه، فرجع إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأخبره، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كله أو شأنكم به، فصرفه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) باثني عشر درهماً، فابتاع منه بثلاثة شعيراً وبثلاثة تمراً وبدرهم زيتاً، وفضل عنده ثلاثة، حتّى إذا أكل بعض ما عنده جاء صاحبه فقال له عليّ: قد أمرني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأكله، فانطلق به إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)يذكر ذلك له، فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لعليّ: أَدِّهِ، فقال: ما عندنا شيء نأكله، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا جاءنا شيء أدّيناه إليه، فجعل أجل الدينار وأشباهه ثلاثة يعني ثلاثة أيّام لهذا»[15].

ثالثاً: كنية الإمام (أبو تراب):
وضمن سلسلة الموضوعات والافتراءات على العلاقة بين الإمام وفاطمة (عليها السلام) تأتي روايات تفسر كنية الإمام (عليه السلام) بـ(أبي تراب) من هذا الباب:

نصّ رواية ابن هشام (ت218هـ):

« أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما سمّى عليّاً أبا تراب: أنّه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلّمها، ولم يقل لها شيئاً تكرهه، إلّا أنّه يأخذ تراباً فيضعه على رأسه، قال: فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأى عليه التراب عرف أنّه عاتبٌ على فاطمة، فيقول: ما لك يا أبا تراب؟»[16].

نص رواية مسلم (ت263 هــ):
 عن سهل بن سعد[17] قال: استُعمِل على المدينة رجلٌ من آل مروان[18]، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليّاً[19]، قال: فأبى سهل، فقال له: أمّا إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب. فقال سهل: ما كان لعليّ اسم أحب إليه من أبي تراب وإنْ كان ليفرح إذا دُعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصّته لم سمّي أبا تراب؟ قال: جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيتَ فاطمة فلم يجد عليّاً في البيت فقال: أين ابن عمّكِ؟ فقالت:

كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يَقِل عندي! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاءه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن ساقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب»[20].

نقد الروايتين
كلتا الروايتين لا تخلوان من الإشكالات:

1 – ما ورد في الروايتين من حدوث خلاف بين الإمام والصدّيقة فاطمة (عليها السلام) أمر غير مقبول، لِـما ذكرناه سابقاً من اعترافهما بعدم حدوث أيّ شيء بينهما مطلقاً.

2 – ما معنى ما أشارت له رواية ابن هشام عن تصرّف الإمام (عليه السلام) إذا ما حدث شيء بينه وبين زوجته (عليه السلام) بأن يضع التراب على رأسه؟! وما القصد من وراء افتراء مثل هذا الأمر ونسبته إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)؟! من المؤكد أنّ القصد هو المساس بالإمام (عليه السلام)!!

 3 – إنّ تكنية الإمام (عليه السلام) بهذه الكنية أمر مشهور، فهي من أحبّ كناه إليه[21]، وتوظيفها من قبل الأمويّين لأجل الطعن في الإمام (عليه السلام) أيضاً أمر مشهور ولا يُستبعد، وقد أشارت إليه الرواية الأولى صراحة، ولكنّ الأمر المرفوض هنا هو: أن يكون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كنّى الإمام (عليه السلام) بهذه الكنية لسبب كهذا أو في مناسبة كهذه!

والدليل وجود روايتين غير هذه الرواية، تبدوان أكثر قبولاً ممّا ورد هنا: –

الرواية الأولى : « أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بين الناس، ولم يؤاخِ بين عليّ وبين أحد ، فخرج مغضباً حتى أتى كثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال: قم أبا تراب، وجعل ينفض التراب عن ظهره وبردته ويقول: قم أبا تراب! أغضبت أنْ آخيتُ بين الناس ولم أواخِ بينك وبين أحد؟ قال: نعم. فقال: أنت أخي وأنا أخوك»[22].

 ولكن هل من الممكن أن يتضايق الإمام (عليه السلام) من تأخّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عن مؤاخاته ويترك النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويغادر وهو معترض على فعل النبيّ الّذي لا ينطق عن الهوى؟! ومن ثَمَّ هل آخاه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إرضاءً له؟! أو أنّ ذلك كان لأهداف أخرى منها: توضيح مكانته من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعظم حقّه ومنزلته لديه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ إذن المؤاخاة وقعت ولكن ليس بهذه الطريقة، وإن الكنية مُنحت للإمام (عليه السلام) ولكن ليس في هذه المناسبة.

وتبدو الرواية الآتية هي الأكثر قبولاً:
 عن عمّار بن ياسر قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فلمّا نزلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقام بها؛ رأينا أناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل، فقال عليّ بن أبي طالب: يا أبا اليقظان، هل لك أن تأتي هؤلاء القوم فتنظر كيف يعملون؟… فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم فانطلقت أنا وعليّ حتّى اضطجعنا في صَوْرٍ من النخل في دقعاء من التراب فنمنا فوالله ما أَهَّبَنا إلّا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحرّكنا برجله وقد تترّبنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ بن أبي طالب: (ما لك يا أبا تراب) لِـما يرى عليه من التراب، ثمّ قال: ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا عليّ على هذه -ووضع يده على قرنه-، حتّى يبلّ منه هذه وأخذ بلحيته »[23] .

رابعاً: ابن سعد (ت230هـ):
وردت روايتان عند ابن سعد لا تختلفان كثيراً عن مضمون الروايات السابقة، وأمام هذا، ليس أمامنا إلّا أن نعدّهما في سلسلة الموضوعات والافتراءات التي حاولت الحطّ من مقام الإمام أو الصدّيقة فاطمة (عليها السلام):

الرواية الأولى: « كان في عليّ على فاطمة شدّة، فقالت: والله لأشكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فانطلقت، وانطلق عليّ بأثرها، فشكت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غلظ عليّ وشدّته عليها، فقال: يا بُنيّة اسمعي واستمعي، واعقلي: إنه لا امرأة بامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت. قال علي: فكففت عمّا كنت أصنع، وقلت: والله، لا آتي شيئاً تكرهينه أبداً »[24].

الرواية الثانية: عن حبيب بن أبي ثابت «كان بين عليّ وفاطمة كلام فدخل رسول الله، فأَلْقى له مثالاً[25]، فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة؛ فاضطجعت من جانب، وجاء عليّ واضطجع من جانب، فأخذ رسول الله بيد عليّ فوضعها على سُرّته، وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سُرّته ولم يزل حتّى أصلح بينهما ثمّ خرج فقيل له: دخلت وأنت على حال، وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك، فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحبّ اثنين إليّ؟!»[26].

نقد الروايتين.
1 – هل يعقل أن يعامل أمير المؤمنين (عليه السلام) بضعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بشدة أو قسوة؟! فلم يعهد منه (عليه السلام) إلا العطف والرفق بكل من عاشرة، فكيف بوديعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)عنده؟

ومن ثم إذا تنزّلنا وقبلنا أنّه يمكن أن تقوم فاطمة (عليها السلام) بالشكوى إلى أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعلها (عليه السلام)؛ فلماذا لم يشكها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، رغم أنّ الحقّ يبدو إلى جانبها في هذه القضية –لو صحّت–؟!! يا ترى هل نسي الإمام (عليه السلام) ما أوصاه به النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في ليلة زفافهما، بقوله: «الْطُفْ بزوجتك»[27] وقوله: « إنّ الله يغضب لغضب فاطمة (عليها السلام) ويرضى لرضاها»؟!

فمن المستبعد ألّا يلتزم (عليه السلام) بكلام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى، وإن كنّا نرى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرف بالإمام (عليه السلام) وليس بحاجة ليوصيه، ولكن ربما هو (صلى الله عليه وآله وسلم) يقدّم درساً للمسلمين بل الإنسانية جمعاء حول كيفيّة التعامل مع الزوجة بقوله: الْطُفْ بها. أمّا عن القول الآخر: « إنّ الله يغضب لغضب فاطمة… » فهل المقصود به الإمام (عليه السلام)؟! إنّ ذلك مُحالٌ لا سيّما أنّ الإمام أعلم بمقام الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) ومكانتها السامية.

2 – أمّا ما ورد في الرواية الثانية: فما معنى صدور مثل هذا التصرّف من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يضطجع ويضطجعا حوله ويضع أيديهما فوق سُرّته، كطريقة للإصلاح بينهما؟!! إنّ ذلك مستبعد من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهما أيضاً؟!!

خامسا: ابن شهر آشوب (ت588هـ):
 جاءت رواية عن عبد الله بن الزبير في خبر عن معاوية بن أبي سفيان قال: دخل الحسن بن علي ّعلى جدّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتعثّر بذيله، فأسرّ إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سرّاً، فرأيته وقد تغيّر لونه، ثمّ قام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى أتى منزل فاطمة فأخذ بيدها فهزّها إليه هزّاً قويّاً ثمّ قال: يا فاطمة إيّاكِ وغضب عليّ فإنّ الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه، ثمّ جاء عليّ فأخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده ثمّ هزّها إليه هزّاً خفيفاً ثمّ قال: يا أبا الحسن إيّاك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها، فقلت: يا رسول الله مضيت مذعوراً وقد رجعت مسروراً، فقال: يا معاوية كيف لا أسرّ وقد أصلحت بين اثنين هما أكرم الخلق على الله؟!»[28] .

ولا يفوتنا ما جاء فيها وكان مثاراً للتساؤل والشكّ:
1 – يكفي لإثارة الشكّ في صحّتها أنّ راويها ومفتعلها هو معاوية بن أبي سفيان، العدوّ اللدود للإمام عليّ (عليه السلام)، هذا العداء الّذي ما خفي على أحد، وأفاضت به الروايات التاريخيّة التي استقصت مواقفه المعادية للإمام (عليه السلام) فما الّذي نتوقع منه؟! وهو الّذي لم يَأْلُ جهداً في الانتقاص من الإمام وما هذه الرواية إلّا مثالٌ لذلك العداء ومحاولة يائسة للنيل منه (عليه السلام) ومن الصدّيقة فاطمة (عليها السلام)!!.

2 – كيف علم معاوية بما جرى في بيت الصدّيقة فاطمة(عليها السلام) ما بين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام والزهراء C؟! حتّى يرويه لنا بهذه الدقّة، حتّى إدعاءه أنّه رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يهزّ يد فاطمة (عليها السلام) بقوة ويهزّ يد الإمام (عليه السلام) برفق؟! ولماذا هذه التفرقة فيما بينهما؟!! أهي محاولة للإشارة إلى أنّ التقصير بَدَرَ من الصدّيقة فاطمة (عليها السلام)؟! وكيف يمكن أن تقبّل حدوث خلاف فيما بينهما وكلاهما يشهد -حتّى آخر لحظة من حياة فاطمة (عليها السلام) مع الإمام (عليه السلام) أنّهما لم يتغاضبا أو يختلفا أبداً؟! وهذا ما دلّت عليه الأحاديث التي نقلناها سابقاً.

3 – ولو راجعنا ما نقله معاوية عن قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإمام (عليه السلام):«فإنّ الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه»!! لأمكننا مطالبته بأن يتّقي الله في الإمام ولا يعاديه ولا يغضبه!! ويبدو أنّ هذا الجزء الوحيد الصحيح في الرواية ومع ذلك نجد الراوي يشهد به ويرويه وهو أوّل المخالفين له!!

4 – ما معنى نقل معاوية: أنّ رضا الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) مرتبط برضا الملائكة وغضبها بغضب الملائكة؟!! ويوجد الحديث المشهور عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): « إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»[29] . هل هي محاولة للحطّ من مكانة الصدّيقة فاطمة (عليها السلام)؟!!

سادساً: محبّ الدين الطبريّ (ت693هـ):
وردت رواية أخرى: « قال عليّ (عليه السلام) ذات يوم: يا فاطمة هل عندك من شيء تغذينه؟ قالت: لا والّذي أكرم أبي بالنبوّة ما أصبح عندي شيء أغذيكه ولا أكلنا بعدك شيئاً ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين إلّا شيء أوثرك به على بطني وعلى ابنيّ هذين، قال: يا فاطمة ألا أعلمتِني حتّى أبغيكم شيئاً؟

قالت: إنّي أستحي من الله أن أكلّفك ما لا تقدر عليه . فخرج من عندها واثقاً بالله حسن الظنّ به، فاستقرض ديناراً فبينما الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحرّ قد لوّحته الشمس من فوقه وآذته من تحته، فلمّا رآه أنكره، فقال: يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟! قال : يا أبا الحسن خلّ سبيلي ولا تسألني عمّا ورائي ، فقال يابن أخي إنّه لا يحلّ لك أن تكتمني حالك ،

قال : أمّا إذا أبيت فوالّذي أكرم محمّداً بالنبوّة ما أزعجني من رحلي إلّا الجهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعاً، فلمّا سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموماً راكباً رأسي فهذه حالتي وقصّتي، فهملت عينا عليّ بالبكاء حتّى بلّت دموعه لحيته، ثمّ قال : أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك، ولقد اقترضت ديناراً فهاك وأوثرك به على نفسي، فدفع له الدينار ورجع حتّى دخل على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلّى الظهر والعصر والمغرب فلّما قضى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة المغرب مرّ بعليّ في الصفّ الأوّل فغمزه برجله فسار خلف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى لحقه عند باب المسجد، ثم قال: يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشّينا به؟

فأطرق عليّ لا يحر جواباً حياءً من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عرف الحال الذي خرج عليها، فقال له النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): إمّا أن تقول لا فننصرف عنك، أو نعم فنجيء معك. فقال له: حُبّاً وتكريماً اذهب بنا وكأنّ الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتعشّى عندهم، فأخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده، فانطلقا حتّى دخلا على فاطمة (عليها السلام) في مصلّاها وخلفها جفنة تفور دخاناً فلمّا سمعت كلام النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) خرجت من المصلّى فسلّمت عليه وكانت أعزّ الناس عليه فردّ (عليه السلام) ومسح بيده على رأسها وقال: كيف أمسيتِ؟ عَشّينا غفر الله لكِ، وقد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلمّا نظر عليّ ذلك وشمّ ريحه رمى فاطمة ببصره رمياً شحيحاً، فقالت: ما أشحّ نظرك وأشدّه! سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك ما أستوجب به السخطة؟!

قال: وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم؟ أليس عهدي بك اليوم وأنتِ تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت: إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه، إنّي لم أقل إلّا حقاً. قال: فأنّى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشمّ مثل رائحته ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كفّه المباركة بين كتفي عليّ ثمّ هزّها وقال: يا عليّ هذا ثواب الدينار، وهذا جزاء الدينار، هذا من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب. ثمّ استعبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)باكياً وقال: الحمد لله كما لم يخرجكما من الدنيا حتّى يجريكَ في المجرى الّذي أجرى فيه زكريّا ويجريكِ يا فاطمة في المجرى الّذي أجرى فيه مريم كلمّا دخل عليها زكريّا المحراب وجد عندها رزقاً قال: يا مريم أنّى لكِ هذا»[30].

نقد الرواية.
الذي يستوقفنا في هذه الرواية فقط إشارتها إلى أنّ الإمام (عليه السلام) اتخذ موقفاً سلبيّاً من الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) عندما رأى الجفنة، ونظر إليها نظرة حادّة حتّى قالت: « ما أشحّ نظرك وأشدّه! سبحان الله هل أذنبت ذنباً فيما بيني وبينك ما أستوجب به السخطة؟!»، فيجيبها الإمام (عليه السلام) إجابة أشدّ من النظر، إذ تحمل تشكيكاً أو عدم تصديق للسيدة فاطمة (عليها السلام) وحاشاه أن يفعل ذلك أو أن يصدر منه ذلك تجاه زوجته، وكما أكّدت ذلك الأحاديث التي اعتمدناها في الردّ على كلّ الافتراءات، فها نحن بحاجة إلى الاستعانة بها لبيان كذب الادّعاء والافتراء وهو قول الصدّيقة فاطمة (عليها السلام): « يابن عمّ ما عهدتني كاذبة… »، وردّ الإمام (عليه السلام): « معاذ الله! أنتِ أعلم بالله وأبرّ…» وكذلك قوله (عليه السلام): «والله ما أغضبتها… ولا أغضبتني…»؛ ومن ثَمّ كيف يفعل ذلك الإمام في حضرة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!

سابعاً: الإربليّ (ت693هـ):
 « شكت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً، فقالت يا رسول الله: لا يدع شيئاً من رزقه إلّا وزّعه على المساكين، فقال لها: يا فاطمة أتسخطي في أخي وابن عمي؟! إنّ سخطه سخطي وإنّ سخطي سخط الله عزّ وجلّ»[31].

نقد الرواية:
1 – إنّها وإن كان ظاهرها مدح الإمام، لكنّها وُضعت للانتقاص من الصدّيقة فاطمة (عليها السلام)[32] والزعم بأنّها (عليها السلام) تهتمّ بالأمور المادّيّة، وإلّا فمن غير المعقول القول بأنّها (عليها السلام) كانت تعترض على مساعدة المساكين! وخير دليل على نقض هذا الادّعاء المواقف الكثيرة الّتي حملتها لنا المصادر المختلفة، الّتي تشهد أنّ الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) كانت تؤثر المساكين والفقراء حتّى على نفسها وأهل بيتها b، فنجد ذلك في قصّة تصدّقها بقميص زواجها[33]، وفي القضية التي أنزل الله فيها سورة الإنسان إكراماً للسيدة فاطمة (عليها السلام) وأهل بيتها[34].

2 – وكيف يمكن تقبُّل أنّ الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) تُسخط زوجها وهو الذي يشهد لها كما ذكرنا: «فو الله ما أغضبتها و… ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً»[35]؟!

إذن فالرواية مرفوضة تماماً ولا يمكن تقبّلها بأيّ حال من الأحوال.

ما الهدف من وضع هذه الروايات؟
1 – إنّهم يريدون أن يُظهروا أنّه قد كان في بيت عليّ (عليه السلام) من التناقضات والمخالفات مثل الذي كان في بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه، ممّا كانت تصنعه بعض زوجاته (صلى الله عليه وآله وسلم) إذن فيمكن أن يقال: إنّ ذلك أمر طبيعيّ، ومألوف، وهو من مقتضيات الحياة الزوجيّة؛ فلا غضاضة فيه على أحد، ولا موجب للطعن، والإشكال على أيّ كان، فزوجة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تتصرّف كما كانت تتصرف بنت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). وكما كانت عائشة تغضب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّ فاطمة كانت تغضب عليّاً، وكانت خشنة معه.

2 – وكما أنّ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أغضبها ( أي فاطمة ) فقد أغضبني – ينطبق على فلان وفلان، فإنّه ينطبق على عليّ نفسه إذن!! فكما أغضب أبو بكر فاطمة فقد أغضبها عليّ أيضاً!! وتكون واحدة بواحدة!! فلا يكون ذلك موجباً للإشكال على أولائك دونه.

3 – بل إنّهم يريدون بذلك أن يظهروا عليّاً (عليه السلام) بأنّه لم يكن مرضيّاً عند فاطمة، وقد تزوّجته دون رضىً منها. ولعل قبول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بتزويجه قد كان لأجل دفع غائلته وشرّه، وبذلك يسلبون عنه فضيلة الصهر للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) [36].

القسم الثاني.
الروايات الّتي ادّعت أنّ الإمام (عليه السلام) قد فكّر بزوجة ثانية أو تقدّم لخطبة امرأة أخرى.

أوّلاً: نصوص الروايات .
1 – الرواية الأولى: تشير إلى أنّ الإمام عليّاً (عليه السلام) قد تقدّم لخطبة أسماء: « عن أسماء بنت عميس، قالت: خطبني عليّ فبلغ ذلك فاطمة، فذكرته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله [37]».

2 – الرواية الثانية: عن أبي ذرّ رحمة الله عليه قال: كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرَينِ إلى بلاد الحبشة فأُهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم، فلمّا قدمنا المدينة أهداها لعليّ تخدمه، فجعلها عليّ في منزل فاطمة فدخلت فاطمة (عليها السلام) يوماً فنظرت إلى رأس عليّ (عليه السلام) في حجر الجارية. فقالت: يا أبا الحسن فعلتها؟! فقال: لا والله يا بنت محمّد ما فعلت شيئاً فما الذي تريدين؟! قالت: تأذن لي في المصير إلى منزل أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لها:

قد أذنت لك، فتجلببت بجلبابها وتبرقعت ببرقعها وأرادت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فهبط جبريل فقال: يا محمّد إنّ الله يقرئك السلام ويقول لك: إنّ هذه فاطمة قد أقبلت إليك تشكو عليّاً فلا تقبل منها في عليّ شيئاً. فدخلت فاطمة فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جئت تشكين؟ قالت: إي وربّ الكعبة، فقال لها: ارجعي إليه فقولي له: رَغِمَ أنفي لرضاك، فرجعت إلى علي فقالت له:

يا أبا الحسن رَغِمَ أنفي لرضاك، تقولها ثلاثاً فقال لها عليّ (عليه السلام): شكوتيني إلى خليلي وحبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! واسوأتاه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! أشهد يا فاطمة أنّ الجارية حرّة لوجه الله، وأن الأربعمائة درهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء أهل المدينة، ثمّ تلبّس وانتعل وأراد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فهبط جبرائيل فقال: يا محمّد إنّ الله يقرئك السلام ويقول لك: قل لعليّ: قد أعطيتك الجنّة بعتقك الجارية في رضا فاطمة، والنار بالأربعمائة درهم التي تصدقت بها ، فادخل الجنة مَن شئت برحمتي، وأخرج من النار مَن شئت بعفوي …» [38].

3 – الرواية الثالثة: عن عليّ قال: «لـمّا خرجنا من مكّة، تلقّتنا ابنة حمزة تنادي: يا عمّ! يا عمّ! فتناولها عليّ وأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك، فحملتها حتّى قدمت بها المدينة، فاختصموا فيها: عليّ وزيد وجعفر، قال علّي: أنا آخذها وهي بنت عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي فقضى النبيّ بها لخالتها، وقال: «الخالة بمنزلة الأمّ». ثم قال لعليّ: «أنت مني وأنا منك»، وقال لجعفر: «أشبهت خلقي وخُلقي»، وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا»، فقال: يا رسول الله تزوّجها، فقال: «إنّها ابنة أخي من الرضاعة[39]»[40].

4 – الرواية الرابعة: عن عمران بن حصين قال: « بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جيشاً واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب، فمضى في السريّة، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: إذا لقينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرناه بما صنع عليّ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدؤوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسلّموا عليه، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام أحد الأربعة، فقال:

يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)والغضب يُعرف في وجهه فقال: «ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي[41]».

5 – الرواية الخامسة: عن أبي جعفر قال: « أعطى أبو بكر عليّاً جاريّة فدخلت أمّ أيمن على فاطمة فرأت فيها شيئاً كرهته فقالت: ما لكِ؟! فلم تخبرها، فقالت: ما لك؟! فوالله ما كان أبوك يكتمني شيئاً، فقالت: جارية أعطوها أبا الحسن، فخرجت أم أيمن فنادت على باب البيت الذي فيه عليّ بأعلى صوتها: أما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحفظ في أهله؟! فقال عليّ وما ذاك؟! قالت: جارية بُعث بها إليك، فقال علي: الجارية لفاطمة»[42].

6 – الرواية السادسة: عن المِسْوَر بن مَخرَمة قال:« إنّ عليّ بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل، وعنده فاطمة ابنة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلمّا سمعت بذلك فاطمة، أتت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت له: إنّ قومك يتحدّثون أنّك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكح ابنة أبي جهل، قال المِسْوَر: فقام النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فسمعته حين تشهّد ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدّثني فصدقني، وإنّ فاطمة بنت محمّد بضعة منّي وإنّي أكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدوّ الله عند رجل واحد أبداً، قال: فترك عليّ الخطبة»[43].

ثانياً: نقد الروايات

نأتي الآن لمناقشة تلك الروايات وتسجيل الملاحظات التي استوقفتنا في كلّ واحدة منها: –

1 – إنّ جميع تلك الروايات تحاول أن تؤكّد على فكرة أنّ الإمام (عليه السلام) قد فكّر أو حاول التقدّم لخطبة امرأة ثانية غير الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) … وإنّ هذا لمن العجب العجاب!! إذ كيف يعقل أن يصدر مثل هذا الفعل من الإمام (عليه السلام) وهو الذي عرف فاطمة (عليها السلام) تلك المعرفة التي أحاطت بكلّ خصائصها وصفاتها ومناقبها والتي ارتقت بها لتكون سيّدة لكلّ النساء؟!!

فمن ذا يضاهيها شرفاً ونسباً وعقلاً وجمالاً وإيماناً وكمالاً؟!! إنّها بضعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وربيبة الوحي وأمّ الأئمّة الهداة، وسيّدة نساء العالمين، الحوراء الإنسيّة ، الّتي قرن الله رضاه برضاها ، فأيّ امرأة هي الزهراء (عليها السلام)؟! وما الذي يدعو الإمام (عليه السلام) إلى التفكير بغيرها؟

فالمعروف: أنّ الّذي يبحث عن زوجة ثانية لا بدّ وأنّ له دوافع تدفعه لهذا الأمر: أوّلها أن تكون الزوجة الأولى مقصّرة في أداء حقوقه وواجباته أو أنّها لا توفّر لزوجها الاحتياجات اللازمة، وربما أنّه وجد من هي أسمى من زوجته الأولى..

إذن هنا نتساءل: هل كانت الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) مقصّرة تجاه زوجها الإمام (عليه السلام)؟!! أو هل وجد الإمام (عليه السلام) من هي أسمى من فاطمة (عليها السلام)؟! فالملاحظ أن من ذكرتْهُنّ الروايات السابقة لا يمكن أن يضاهين فاطمة (عليها السلام) أو تقاس أيّ منهنّ بها، بأيّ حال من الأحوال.. فما الداعي إذن لِـما نُسب إلى الإمام (عليه السلام)؟؟!!

ويكفينا أن نستقرئ عمق علاقة الإمام بفاطمة (عليها السلام) وعظم معرفته بها وحبّه لها من تلك الكلمات التي مرّت علينا والتي أبنّها بها في لحظات عمرها الأخيرة معه!!

2 – تُظهر الروايات انزعاجاً من فاطمة (عليها السلام) لسماعها بأنّ الإمام(عليه السلام) تقدّم لغيرها – إن صحّ هذا الادّعاء – فلماذا تنزعج فاطمة (عليها السلام)؟ والتشريع الإلهيّ يسمح بتعدّد الزوجات ؟! فهل تتنكّر فاطمة (عليها السلام) لهذا ؟! وكيف يعقل صدور مثل هذا الأمر منها ؟!

3 – الذي يستوقفنا في الرواية الأولى : معنى قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بحق أسماء : ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهل هذا يعني أنّ الإمام (عليه السلام) سيؤذي الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟؟!! إنّ هذه الرواية فيها انتقاص للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وللإمام وفاطمة (عليها السلام) لذا لا يمكن قبولها.

4 – أما الرواية الثانية : عليها تُطرح الإشكالات الآتية :

(1) – ينقل لنا الرواية الصحابيّ أبو ذرّ – كما صرّحت الرواية – وهو يقول : « كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة » . ولكن متى هاجر أبو ذرّ إلى الحبشة؟!! فالّذي أطبقت عليه الروايات أنّه أسلم بمكة وأمره النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرجوع إلى قومه ليبلغهم دعوة الإسلام، فرجع وأقام بها حتّى مضت بدر وأُحد والخندق ثمّ قدم على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة بعد ذلك[44]. إذن هو لم يهاجر إلى الحبشة ولم يلتقِ بجعفر هناك؟ وهذا يكفي لدحض الرواية وردّها.

(2) – تقول الرواية إنّ جعفراً أُهديت له جارية في الحبشة فلمّا قدم المدينة أهداها لأخيه الإمام عليّ لتخدمه، فجعلها الإمام في منزل فاطمة (عليها السلام)، فالرواية تشير إلى أنّها كانت لخدمة الإمام، هذا أوّلاً. وثانياً: من المؤكّد أنّه يأتي بها إلى منزل الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) إذ ليس له منزل آخر غيره!!

(3) – وجاء فيها : « فدخلت فاطمة (عليها السلام) يوماً فنظرت إلى رأس عليّ (عليه السلام) في حجر الجارية، فقالت: يا أبا الحسن فعلتَها؟! فقال: لا والله يا بنت محمّد ما فعلت شيئاً، فما الذي تريدين؟!». هل يتوقّع صدور مثل هذا التصرف من أمير المؤمنين (عليه السلام)؟! وما الداعي إلى ذلك؟ ثمّ لماذا يخاطب الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) بهذا الأسلوب؟!!

(4) – وتذكر الرواية أنّ الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) ذهبت تشكو لأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) ممّا فعل الإمام (عليه السلام)، فتتدخّل السماء وتطلب من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عدم تقبّل شكواها في الإمام (عليه السلام)، وهنا نقول: إنّ المراة العاديّة وذات الخلق الأصيل السامي تسعى إلى حلّ خلافاتها مع زوجها داخل بيتها، وتحرص على عدم تدخّل أيّ شخص في ذلك، فكيف بسيّدة النساء؟!! ومن ثَمّ لماذا لم تُقبل شكواها؟!!

(5) – وتشير الرواية إلى أنّ الإمام (عليه السلام) استاء كثيراً من فعل الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) بأنْ شكته لأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، أما كان الأجدر أن يتّقي ذلك؟! وهو الذي كان حريصاً دوماً على حفظ حقّ الله ونبيّه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حضوره وغيابه؟!

5 – الرواية الثالثة : التي أشارت إلى الاختصام في ابنة حمزة، وهذا الأمر يتطلّب التوقّف قليلاً عنده للتعرّف عليه بدقّة :

(1) – ظاهر الرواية يشير إلى أنّ ابنة حمزة كانت في مكة .. فمن هي ؟ فقد اختلف في اسمها ، فقيل : أُمامة ، وقيل: عمارة ، وقيل: فاطمة ، وقيل تُكنّى أمّ الفضل ، ثمّ كم كان عمرها؟ ولماذا كانت في مكة؟ فالّذي ذكرته الروايات أنّ أمّها هي سلمى بنت عميس[45]، فهل كانت سلمى في مكة ؟ ولماذا لم تهاجر ؟ وكيف يأخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنتها دون إخبارها ؟ وإذا كانت ممّن هاجر ، فكيف تترك ابنتها في مكّة؟ ومع من؟

(2) – تشير الرواية إلى أنّ الإمام (عليه السلام) قد أخرجها وأعطاها للسيّدة فاطمة(عليها السلام) هذا يعني أنّ الصدّيقة فاطمة رافقتهم في هذه العمرة ، فمتى دخل الإمام مكّة ؟ وللإجابة على هذا السؤال نجد إحدى الروايات تقول إنّ ذلك كان في عمرة القضاء[46] التي كانت سنة 7 هـ، بينما لم تحدّد روايات أخرى متى كان ذلك.

(3) – كما هو واضح من الرواية أنّ ابنة حمزة قد اعترضت طريق النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام (عليه السلام) فطلب الإمام من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها معهم، بينما نجد رواية ثانية تشير إلى أنّ الإمام (عليه السلام) وجدها تطوف بين الرجال فأخذها وسلّمها للسيّدة فاطمة (عليها السلام) وهي في هودجها [47].

(4) – وتأتي رواية أخرى تقول إنّ الّذي جاء بها هو زيد بن حارثة، حيث جاء فيها : « خرج زيد بن حارثة إلى مكة فقدم بابنة حمزة ، فقال جعفر : أنا آخذها، أنا أحقّ بها، ابنة عمّي وخالتها عندي، وإنّما الخالة أمّ، فقال عليّ، أنا أحقّ بها، ابنة عمّي وعندي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي أحقّ بها. وقال زيد: أنا أحقّ بها، أنا خرجت إليها وسافرت وقدمت بها، فخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكر حديثاً قال: «وأما الجارية فأقضي بها لجعفر تكون مع خالتها والخالة أمّ»[48].

فهل هذا يعني أنّ زيداً خرج في مَهمّة مخصوصة بإحضارها إلى المدينة؟ ولماذا؟ ومتى كان؟

(5) لماذا الاختصام فيها ؟ ولماذا لم تبقَ برفقة أمّها المسلمة ؟

ثمّ لماذا هذه الرغبة في الحصول عليها وكلّ منهم يدّعي أحقّيّته بها ؟ حتّى وصل الأمر -حسب ادّعاء إحدى الروايات- إلى رفع أصوات المتخاصمين في حضرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت الآية: ﴿لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبيّ﴾.

ونلاحظ أنّ زيداً في الرواية السابقة قال : إنّها ابنة أخي ، وذلك إشارة إلى قضية مؤاخاته مع أبيها حمزة[49]، ولكن: إذا كان مجيئه إلى مكة في السنة السابعة، فالمعروف أنّ المؤاخاة قد انقطعت بعد معركة بدر بنزول آية المواريث. إذن فادّعاؤه أنّها ابنة أخيه غير مقبول؟ والغريب أنّ بعض المؤرّخين قال عنه إنّه كان وصيّ حمزة[50]، فما معنى ذلك؟؟!!

أمّا في الرواية الثانية فنلاحظ أنّ زيداً يطالب بها لكونه هو الذي خرج إليها وأتى بها!!

(6) – يبدو أنّ الاختصام فيها كان لأجل المطالبة بحضانتها كما ذهب إلى ذلك القرطبي[51]، وكذلك قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما قضى بها إلى جعفر لتكون مع خالتها أسماء بنت عميس «الخالة بمنزلة الأمّ»، فهل كانت صغيرة؟

(7) – والغريب أيضاً ما أشارت إليه بعض الروايات: أنّ جعفراً لـمّا قضى له النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بها؛ «قام جعفر فحجل[52] حول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)ودار عليه ، فقال : ما هذا ؟! قال : شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم»[53]. فهل يعقل صدور هذا من جعفر ولماذا؟ وهل تطبّع جعفر بطباع أهل الحبشة؟ ولماذا هذا الفرح كلّه؟!

6 – الرواية الرابعة: ولنا معها وقفة لنسجّل عليها بضع ملاحظات:

(1) – تشير الرواية إلى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث الإمام (عليه السلام) في سريّة ، والظاهر أنّ هذه السريّة كانت إلى اليمن كما أشارت إلى ذلك روايات مشابهة أخرى[54].

(2) – هناك أربعة من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) تعاقدوا على إخبار النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فعله الإمام (عليه السلام)؟ فمن هم هؤلاء الأربعة ؟ ولماذا يحاولون الإيقاع بالإمام (عليه السلام) عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ وما الّذي فعله الإمام (عليه السلام) ليستوجب ذلك منهم ؟

(4) – إنّ ردّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم من الإعراض عنهم بأجمعهم ، وإظهاره الغضب ممّا يقولون – يقودنا إلى القول إنّ ما فعله الإمام (عليه السلام) كان صحيحاً، وإنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عالم بنوايا هؤلاء القوم الذين حاولوا الوشاية به، فردّهم بقوله : « ما تريدون من عليّ؟! » ثلاثاً وقوله « إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي » .

(5) – ولكن من هي تلك الجارية ؟ وما مصيرها؟ ذكر المدائني: «بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً إلى اليمن فأصاب خولة في بني زبيد ، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معد يكرب ، وصارت في سهمه ، وذلك في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي ، فولدت له بعد موت فاطمة (عليها السلام) غلاماً فسمّاه محمّداً وكنّاه أبا القاسم[55] »، إذن فالجارية هي خولة الحنفية أمّ محمّد التي تزوّجها الإمام (عليه السلام)بعد فاطمة (عليها السلام).

ولكن يلاحظ أنّ خولة هذه قد اختلف في أمرها :

1 – فنرى أنّ الرواية أعلاه تشير إلى أنّها من سبي اليمن، وفي عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!! وتوجد روايات أخرى أكّدت ذلك:

(أ) – مثل إشارة إحدى الروايات إلى أنّ « النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى الحنفيّة في بيت فاطمة فأخبر عليّاً أنّها ستصير له وأنّه يولد له منها ولد اسمه محمّد»[56].

(ب) – وكذلك قول أسماء بنت عميس: « رأيت الحنفية وهي سوداء ، مشرطة حسنة الشعر ، اشتراها عليّ بذي المجاز ، مقدّمة من اليمن ، فوهبها لفاطمة فباعتها ، فاشتراها مكمل الغفاريّ ، فولدت له عونة[57]». وعلّق أبو نصر البخاريّ[58] بقوله : « ولا يصحّ أنّها كانت من سبي خالد بن الوليد» .

(جـ) – روى الإمام (عليه السلام): « أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثني وخالد بن الوليد إلى اليمن فقال : إذا تفرّقتما فكلّ واحد منكما أمير على خيالة ، وإذا اجتمعتما فأنت يا عليّ أمير على خالد، فأغرنا على أبيات، وسبينا منهم خولة بنت جعفر – جان الصفا – وإنّما سمّيت جان لحسنها، فأخذت خولة واغتنمها خالد منّي، وبعث بريده الأسلميّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بما كان منّي ومن أخذي خولة ، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): حظّه من الخمس أكثر ممّا أخذ، وإنّه وليكم بعدي .. [59]». وفي رواية أخرى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لبريدة: « أتبغض عليّاً؟ قلت: نعم، قال: فأحبّه فإنّه له في الخمس أكثر من ذلك»[60].

2 – في حين أشارت رواية ثانية إلى أنّها: « سبيّة من سبايا الردّة، قُتل أهلها على يد خالد بن الوليد في أيّام أبي بكر لـمّا منع كثير من العرب الزكاة ، وارتدّت بنو حنيفة ، … ، وإنّ أبا بكر دفعها إلى عليّ (عليه السلام) من سهمه من المغنم»[61].

 3 – وجاءت رواية أخرى تقول: « إنّ بني أسد أغارت على بني حنيفة في خلافة أبي بكر، فسبوا خولة بنت جعفر وقدموا بها المدينة فباعوها من عليّ (عليه السلام)، وبلغ قومها خبرها ، فقدموا المدينة على عليّ فعرفوها فأخبروه بموضعها منهم ، فأعتقها ومهرها ، وتزوّجها ، فولدت له محمّداً فكنّاه أبا القاسم .. »[62].

وقد رجّح هذا القول ابن أبي الحديد المعتزليّ[63] .

4 – وهناك رواية ذكرت: « أنّ ابن الكلبيّ ذكر عن فراش بن إسماعيل أنّ خولة سباها قوم من العرب في سلطان أبي بكر فاشتراها أسامة بن زيد، وباعها من عليّ (عليه السلام)، فلمّا عرف عليّ(عليه السلام) صورتها، أعتقها وأمهرها وتزوّجها[64]».

وعلّق ابن عنبة : «فيما زعم البخاريّ: من قال إنّ خولة من سبي اليمامة فقد أبطل»[65].

5 – وهناك رواية عن أسماء بنت أبي بكر قالت : « رأيت أمّ محمّد بن الحنفية سنديّة سوداء ، وكانت أمة لبني حنيفة، ولم تكن منهم، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم»[66].

6 – وقد أبدى الشريف المرتضى رأياً في أمر خولة بنت جعفر قائلاً: « … وقد ذكرنا في كتابنا المعروف بالشافي: أنّه (عليه السلام) لم يستبحها بالسبي بل نكحها ومهرها.. »[67]. واستدلّ بما نقله البلاذريّ في كتابه (أنساب الأشراف) كما مر سابقاً.

7 – الرواية الخامسة : ونسجل عليها بضعة تساؤلات :

1 – من أين أتى أبو بكر بهذه الجارية؟ وهل أعطاها إيّاه في خلافته أم في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ويبدو من الرواية أنّ ذلك كان بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ نرى أمّ سلمة تطالب بحفظ حقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ابنته (عليها السلام)؟ ولكن متى حدث ذلك والزهراء (عليها السلام) لم تقض إلّا مدّة قليلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ثمّ لحقت (عليها السلام) به (صلى الله عليه وآله وسلم).

2 – لماذا يبدو على فاطمة (عليها السلام) الانزعاج ؟

3 – لماذا تصرخ أم أيمن وتطالب بحفظ حقّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في ابنته أو في أهله على حدّ قولها؟ وهل تعني بذلك الإمام؟ ولماذا وهل يمكن أن يقصّر الإمام في حفظ هذا الحقّ ؟! ومن ثمّ لو افترضنا – حسب إشارة الرواية – أنّه حاول أن يصطفي الجارية لنفسه فما الإشكال في ذلك من ناحية الشرع؟! ولو أنّ ذلك مستبعد جدّاً أنّ يصدر من الإمام، لكن ربما قصدت أمّ أيمن آخرين لم يحفظوا ذلك القرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأجل التمويه وضعت هذه الرواية!!

8 – أمّا الرواية السادسة: فقد تولّى أمر مناقشتها ودحضها الكثيرون، منهم: الميلاني في كتابه «خطبة عليّ (عليه السلام) ابنة أبي جهل -دراسة وتحقيق»[68]. وقد قدّم باحث معاصر دراسة شافية حول هذا الموضوع[69] ونحن نتّفق معه في كلّ ما قدّمه في هذه الدراسة.

 

فهرس المصادر والمراجع
* القرآن الكريم
– ابن الأثير: عز الدين أبو الحسن علي بن محمد ت630 هـ.
– أسد الغابة في معرفة الصحابة،تح:خليل مأمون،ط2،دار المعرفة،بيروت،2001م.
ـ ابن الأثير: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (544-606هـ).
– النهاية في غريب الحديث والأثر، تح: أبو عبد الرحمة صلاح، ط1، بيروت، 1997م.
الاربلي: أبو الحسن علي بن عيسى ت 693هـ .
– كشف الغمة في معرفة الأئمة، ط2، دار الأضواء، بيروت، 1985م.
– الاميني : عبد الحسين بن احمد النجفي ت 1390هـ / 1970م .
– الغدير في الكتاب والسنة والأدب، مركز الغدير، ط1، 1995م .
ـ البحراني: السيد هاشم ت1107 هـ.
ـ حلية الأبرار، تح: غلام البحراني، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية، إيران، 1411هـ.
ـ البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ( 194-256هـ).
– الصحيح، دار الفكر، بيروت، 1401 .
ـ البلاذري: احمد بن يحيى بن جابر ت 279هـ .
– أنساب الأشراف، تح: سهيل زكار – رياض زر كلي، ط1، دار الفكر، بيروت، 1996م .
ـ البيهقي: أبو بكر احمد بن الحسين بن علي ت 458هـ .
– السنن الكبرى، دار الفكر، بيروت، ب.ت.
ـ التبريزي: محمد بن علي بن احمد ت 1310هـ .
– اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء (عليها السلام)، تح: هاشم الميلاني، ط1، مؤسسة الهادي، قم، 1418هـ .
– الحاكم النيسابوري: أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( 321-405هـ).
– المستدرك على الصحيحين، تح: يوسف المرعشلي، بيروت، 1406هـ .
ـ معرفة علوم الحديث، ط4، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1400هـ.
– ابن حبان: أبي حاتم محمد ت354 هـ .
ـ صحيح ابن حبان، تح: شعيب الارناؤوط، ط2، بيروت، 1993.
– ابن حجر: أبو الفضل احمد بن علي بن محمد ( 773-852هـ ) .
– الإصابة في تمييز الصحابة، ب.ط، دار الفكر، ب.مكا، ب.ت.
ـ تلخيص الحبير، ب.ط، دار الفكر، ب.مكا، ب.ت.
ـ ابن أبي الحديد: عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المدائني ( 586-656هـ ) .
– شرح نهج البلاغة، تح: محمد أبو الفضل، ط1، دار الجيل، بيروت، 1987.
– ابن حزم: أبو محمد بن احمد ت456 .
– المحلى، تح: احمد محمد شاكر، ب.ط، دار الفكر، بيروت، ب.ت.
ـ الحكيم: السيد محمد باقر ت2003م.
ـ فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ط2، قم، 2004م.
– ابن حنبل: أبو عبد الله احمد بن محمد ( 164-241هـ ) .
– المسند، ب.محق، دار صادر، بيروت، ب.ت.
– الخطيب البغدادي: أبو بكر احمد بن علي ت 463هـ .
– تاريخ بغداد، تح: مصطفى عبد القادر، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م.
-الخوارزمي: أبو المؤيد الموفق بن احمد بن محمد المكي ( ت 568هـ ) .
– المناقب، تح: مالك المحمودي، ط4، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1421هـ .
– الدارمي: أبو محمد عبد الله بن بهرام ( ت255 هـ ) .
– السنن، ب.محق، ب.ط، مطبعة الاعتدال، دمشق، ب.ت.
– أبو داود: سليمان بن الأشعث السجستاني ( 202-275هـ ) .
– سنن أبي داود، تح: سعيد اللحام، ط1، دار الفكر، بيروت، 1990م .
-الذهبي: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن احمد ( 748هـ/1347م).
– سير أعلام النبلاء، تح: شعيب الارنؤوط – حسين الأسد، ط9، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1993م .
– الزيعلي: جمال الدين ت 762هـ .
– نصب الراية، تح: أيمن صالح شعبان، ط1، دار الحديث، القاهرة، 1995هـ .
– ابن سعد: محمد ت 230هـ.
– الطبقات الكبرى، ب.ط، دار صادر، بيروت، ب.مكا .
– ابن سلام: أبو عبيد القاسم الهروي ت224 هـ .
– غريب الحديث، تح: محمد عبد المعيد، ط1، دار الكتاب العربي، بيروت، 1964.
– الشريف المرتضى: أبو القاسم علي بن الحسن علم الهدى ( 355-426هـ ) .
– تنزيه الأنبياء، ط2، دار الأضواء، بيروت، 1989م.
-ابن شهر آشوب: محمد بن علي ت588هـ.
– مناقب آل أبي طالب: تح: لجنة في النجف، النجف، 1376 .
– ابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد الكوفي ت 235هـ .
– مصنف ابن أبي شيبة، تح: سعيد اللحام، ط1، دار الفكر، 1409هـ .
-الصالحي الشامي: محمد بن يوسف ت 942 هـ.
– سبل الهدى والرشاد، تح: عادل احمد ،علي محمد، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1993م .
– الصدوق: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمي ت 381هـ .
– الامالي، تح: قسم الدراسات الإسلامية، ط1، مؤسسة البعثة، قم، 1417 .
– من لا يحضره الفقيه، صححه: علي اكبر الغفاري، ط2، قم، 1404هـ .
الصنعاني: أبو بكر عبد الرزاق بن همام ت 211هـ/827م .
– المصنف، تح: حبيب الرحمن الاعظمي، المجلس العلمي، ب.مكا، ب.ت .
-الطبراني: أبو القاسم سليمان بن احمد ( 260-360هـ ) .
– المعجم الأوسط، تح: إبراهيم الحسيني، ب.ط، دار الحرمين، ب.مكا ، ب.ت .
– المعجم الكبير، تح: حمدي السلفي، ط2، دار إحياء التراث العربي، القاهرة، ب.ت .
ـ الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير ت 310هـ .
– المنتخب من كتاب ذيل المذيل، تح: صدقي جميل العطار، ط2، دار الفكر، بيروت، 2002م.
– الطبري الصغير: أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم ( ق 5هـ ) .
– المسترشد في الإمامة، تح: احمد المحمودي، ط1، مؤسسة الثقافة الإسلامية، قم، ب.ت.
ـ الطوسي: أبو جعفر محمد بن الحسن ( 460هـ ) .
– الآمالي، تح: علي اكبر غفاري – بهراد جعفري، ب.ط، دار الإسلامية، طهران، 1380 .
ـ تهذيب الأحكام، تح: حسن الخرسان، ط4، دار الكتب الإسلامية، قم، 1365ش.
الطيالسي: أبو داود سليمان بن داود بن الجار ود ت 204هـ .
– المسند، ب.تح، ب.ط، دار الحديث، بيروت، ب.ت .
– ابن أبي عاصم الضحاك ت287 هـ .
– الآحاد والمثاني، تح: باسم فيصل، ط1، دار الدراية، الرياض، 1991م .
– العاملي: جعفر مرتضى.
– الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ب.ط، دار السيرة، بيروت، ب.ت.
ابن عبد البر: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد النمري القرطبي ت463 .
– الاستيعاب في أسماء الأصحاب، بهامش كتاب الإصابة،ب.ط،دار الفكر،ب.ت.
ـ ابن عبد الهادي: نور الدين ت1138 هـ.
ـ حاشية السندي على النسائي، ط2، بيروت، 1986م.
ـ ابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي ( 499-571هـ) .
– تاريخ مدينة دمشق، تح: علي شيري، ب.ط، دار الفكر، بيروت، 1995م
ـ العمري: أبو الحسن علي بن محمد العلوي (ق5 هـ).
ـ المجدي في أنساب الطالبيين، تح: أحمد الدامغاني، ط1، مط: سيد الشهداء،1409هـ.
ـ ابن عنبة: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني ت828 هـ.
ـ عمدة الطالب، ط3، مؤسسة أنصاريان، قم، 2004م.
ـ العواد : انتصار عدنان .
ـ السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) دراسة تاريخية، دار البديل، 2009 .
ـ الفتال النيسابوري: أبو جعفر محمد بن الحسن ت508 .
– روضة الواعظين، ط2، مط: أمير، قم، 1375هـ .
ـ القاضي النعمان: أبو حنيفة محمد بن منصور بن احمد المغربي ت 363هـ .
– شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، تح: الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، ب.ت.
ـ القرشي: باقر شريف.
ـ حياة سيدة النساء، ط مطبعة دار الحسنين، 2003م.
ـ القرطبي: أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصاري ت 671هـ/1273م.
– الجامع لأحكام القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ .
– القمي: الشيخ عباس ت 1359هـ
– بيت الأحزان، ط1، مط: سرور، الناشر: فاروس، قم، 2004م .
– القندوزي: سليمان بن إبراهيم الحنفي ت 1294هـ.
ـ ينابيع المودة ، ط2، منشورات الشريف الرضي، قم، 1417هـ.
– ابن كثير: عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي ت 764هـ .
– تفسير ابن كثير، دار المعرفة، بيروت، 1412هـ .
– ابن ماجة : محمد بن يزيد( 270هـ – 275هـ ) .
– سنن بن ماجة، تح: محمد فؤاد، ب.ط، دار الفكر، بيروت، ب.ت.
– المتقي الهندي: علاء الدين بن علي ت 975هـ .
– كنز العمال، تح: بكري حياني – صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت،1989م.
– المجلسي: محمد باقر ت ( 1111هـ ) .
– بحار الأنوار، ط2، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1983م .
– محب الدين الطبري: أبو جعفر احمد بن عبد الله ت 694هـ .
– ذخائر العقبى، الناشر: مكتبة القدسي ، 1356هـ .
– المرعشي: شهاب الدين ت 1411هـ.
– شرح احقاق الحق، تح وتعليق السيد شهاب الدين المرعشي، مكتبة آية الله المرعشي ، قم ، ب.ت .
– مسلم بن الحجاج النيسابوري ت 261هـ .
– الجامع الصحيح،دار الفكر، بيروت، ب.ت.
– ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ت 711هـ .
– لسان العرب، دار إحياء التراث العربي، أدب الحوزة ، قم ، 1405هـ.
ـ الميلاني: علي الحسيني .
ـ خطبة علي (عليه السلام) أبنة أبي جهل، ط1، مركز الغدير، 1998م.
– النسائي: أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب ت 303هـ .
– السنن، بشرح السيوطي وحاشية السندي، ط1، دار الفكر، بيروت، 1930م .
ـ أبو نصر البخاري: سهل بن عبد الله (كان حيا 341هـ).
ـ سر السلسلة العلوية، تح: محمد صادق آل بحر العلوم، ط1، منشورات الشريف الرضي، ب.ت.
– النصر الله : د .جواد كاظم.
ـ الإمام علي (عليه السلام) في فكر معتزلة بغداد، العتبة الحسينية، 2017.
ـ الزهراء (عليها السلام) في فكر السيد الحكيم، منشور ضمن كتاب (نبأ من المحراب)، لمجموعة من الباحثين، ط1، البصرة.
– شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد رؤية اعتزالية عن الإمام علي ، ط1، ذوي القربى، 2004.
ـ نشأة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في ديار بني سعد، مجلة دراسات تاريخية، العدد التاسع، 2009م.
ـ النصرالله: جواد كاظم، العواد: انتصار عدنان.
ـ مقام الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) في السنة النبوية، مجلة الكلية الإسلامية الجامعة، ع20، س 7، 2012م. ص79-172.
– النووي: محي الدين ت 676 هـ .
– شرح صحيح مسلم، ط2، دار الكتاب العربي، بيروت، 1407هـ .
– ابن هشام: عبد الملك ت 218هـ .
– السيرة النبوية، ط2، دار الفجر للتراث، القاهرة، 2004م .
– الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر ت 807هـ .
– مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الكتب العلمية، بيروت، 1988م .
– موارد الظمآن، تح: محمد عبد الرزاق، دار الكتب العلمية، بيروت، ب.ت .
ـ الواقدي: محمد بن عمر بن واقد ت 207هـ.
ـ المغازي، تح: مارسدن جونسن، أكسفورد، 1966م.
– أبو يعلى: احمد بن علي بن المثنى الموصلي ت 307 .
– المسند، تح: حسين سليم، مط: دار المأمون للتراث، ب.مكا، ب.ت .

———————————-
[1] عن هذا الموضوع ينظر: النصرالله: والعواد: مقام الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) في السنة النبوية، ص79 172.
[2] ينظر: العواد: الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ص 139 241.
[3] الخوارزمي: المناقب ص353.
[4] ابن شهر اشوب: مناقب 3 / 131. التبريزي: اللمعة البيضاء ص272.
[5] الخوارزمي: المناقب ص353 – 354.
[6] ينظر: النصرالله: شرح نهج البلاغة ص 203 220.
[7] الطوسي: الامالي: ص616. البحراني: حلية الأبرار: 2 / 269.
[8] ابن الفتال: روضة الواعظين: 1 / 151. القمي: بيت الأحزان: ص 191.
[9] التحريش: الإغراء والمراد هنا أن يذكر له ما يقتضي عتابها. ينظر: النووي: شرح مسلم 8/179. ابن الأثير: النهاية 1/354.
[10] الطيالسي: المسند ص233. الواقدي: المغازي 3/1087. الدارمي: السنن 2/47. ابن ماجة: سنن ابن ماجة 2/1024. ابو داود: سنن أبو داود 1/426. ابن أبي شيبة: المصنف 4/424. الصدوق: من لا يحضره الفقيه 2/237. الطوسي: تهذيب الأحكام 5/ 455 – 456.
[11] ابن الفتال: روضة 1/ 151.
[12] النضوح: ضرب من الطيب تفوح رائحته، وأصل النضح الرشح فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح. ينظر: ابن منظور: لسان العرب: 2 / 620. نور الدين بن عبد الهادي: حاشية السندي على النسائي: 5 / 158.
[13] الطبراني: المعجم الأوسط: 6 / 246. المتقي الهندي: كنز العمال: 5 / 166 – 167.
[14] الصنعاني: المصنف: 10 / 140 – 142.
[15] الصنعانيّ: المصنف 10 / 142 – 143. ابن حزم: المحلّى 8 / 263.
[16] ابن هشام: السيرة النبويّة: 2/194.
[17] ينظر: ترجمته: ابن عبد البرّ: الاستيعاب: 2 / 95 – 96.
[18] ابن حجر: الإصابة: 2 / 88.
[19] كانت بنو أميّة تنتقص الإمام عليّاً (عليه السلام) بهذا الاسم الذي سمّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ويلعنوه على المنبر بعد الخطبة مدّة ولايتهم وكانوا يستهزئون به، وإنّما استهزؤا بالّذي سمّاه به، وقد قال الله تعالى ﴿قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم﴾ الأميني: الغدير: 6/475. النصرالله: الامام علي (عليه السلام) في فكر معتزلة بغداد ص254.
[20] مسلم: الصحيح: 7/123-124.
[21] البيهقي: السنن: 2/446.
[22] ابن عساكر: تاريخ دمشق: 42/18.
[23] ابن هشام: السيرة: 2/193-194.
[24] ابن سعد: الطبقات: 8 / 26
[25] المثال: الفراش. وجمعه : مٌثل، ويقال له: نمط: والنمط: ما يفترش من مفارش الصوف الملونة . ينظر: ابن منظور: لسان العرب11/615 616.
[26] ابن سعد: الطبقات: 8 / 26.
[27] الخوارزمي: المناقب: 353.
[28] ابن شهراشوب: المناقب: 3/113-114.
[29] الصدوق: الامالي: ص467.
[30] محبّ الدين الطبريّ: ذخائر العقبى: ص55 – 56.
[31] بحار الأنوار: 43 / 142 – 143.
[32] للمزيد ينظر: النصر الله: الصدّيقة فاطمة الزهراء ص37 60.
[33] المرعشيّ: شرح احقاق الحق: 10/401: القرشيّ: حياة سيدة النساء: ص66، 141.
[34] العواد: الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ص359.
[35] الإربليّ: كشف الغمّة: 1/373.
[36] العاملي: الصحيح من سيرة النبي الأعظم  4/ 342 – 343.وينظر: الحكيم: فاطمة الزهراء ص283 308.
[37] ابن أبي عاصم: الآحاد والمثاني 5/362 – 363. الطبراني: المعجم الكبير 22/405، 24/153.
[38] ابن شهر اشوب: المناقب: 3/121.
[39] تعارف قديماً وحديثاً أن النبي  استرضع في بني سعد من قبل امرأة تدعى حليمة السعدية وهو محلّ تأمّل. لمزيد من الدراسة والتحليل ينظر: النصرالله: نشأة النبيّ في ديار بني سعد ص1 38.
[40] الخطيب: تاريخ بغداد4/363-364.وينظر: ابن حنبل: المسند1/115. ابن حبان: الصحيح11/229-230.
[41] النسائي: السنن الكبرى: 5/132-133.ابويعلى: المسند: 1/293. الحاكم: المستدرك: 3/110-111. الهيثمي: موارد الظمآن: ص543.
[42] الصنعاني: المصنف: 7 / 302 – 303.
[43] البخاري: الصحيح: 4/212-213.
[44] ابن سعد: الطبقات: 4 / 219 – 237.
[45] ينظر ترجمتها: ابن الاثير: اسد الغابة: 5/312_313.
[46] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: 3/475.
[47] الذهبي: سير أعلام النبلاء: 1/213.
[48] القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: 4 / 088
[49] ابن سعد: الطبقات الكبرى: 4 / 225.
[50] القرطبي: الجامع : 4 / 088 الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد: 5 / 194 – 195.
[51] القرطبي: الجامع: 4 / 088
[52] الحجل: يرفع رجلاً ويقفز على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرجلين معاً إلّا أنّه قفز وليس بمشي. ينظر: ابن سلام: غريب الحديث: 3/182-183.
[53] الزيعلي: نصب الراية 3 / 0550
[54] الهيثمي: مجمع الزوائد: 9/128.القندوزي: ينابيع المودة 2/364.
[55] البلاذري: انساب الأشراف: 2 / 422.
[56] ابن حجر: تلخيص الحبير 4 / 50.
[57] أبو نصر البخاري: سر السلسلة العلوية ص81.
[58] سر السلسلة العلوية: ص81.
[59] الطبري الامامي: المسترشد ص414.
[60] البيهقي: السنن الكبرى: 6/342.
[61] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 1 / 244 – 245. المجلسي: بحار الأنوار: 42 / 99.
[62] البلاذري: أنساب الأشراف 2/422-423.
[63] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1 / 244 – 245.
[64] العمري: المجدي ص14.
[65] ابن عنبة: عمدة الطالب: ص 323.
[66] الطبري: المنتخب:ص 384. القاضي النعمان: شرح الأخبار: 3 / 295.
[67] الشريف المرتضى: تنزيه الأنبياء. ص191.
[68] ص 5 وما بعدها.
[69] النصر الله: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي رؤية اعتزالية عن الإمام علي (عليه السلام) ص139 183.

 

المصدر: المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية

https://aqeeda.iicss.iq/?id=96&sid=222

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign