خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 4 حوار / البنك اللاربوي في الإسلام وقصة تأليفه .. حوار مع الأستاذ أحمد عبد الأمير
البنك-اللاربوي-في-الإسلام

البنك اللاربوي في الإسلام وقصة تأليفه .. حوار مع الأستاذ أحمد عبد الأمير

الاجتهاد: قصة كتاب البنك اللاربوي في الإسلام بدايته في الحقيقة عندما تسلّم السيد الشهيد رحمة الله عليه رسالة من بعض المستثمرين المسلمين في الكويت، وكانت هذه الرسالة واحدة من ثلاث رسائل أرسلت إلى أشخاص آخرين ومنهم المرحوم أبو الأعلى المودودي أيضاً في ذلك الوقت في أواخر الستينات.

الثالث والعشرون من شهر جمادي الأولى عام 1400هـ الذكرى السنوية لاستشهاد الفقيه والمفكر الإسلامي آية الله السيد محمد باقر الصدر “قدس سره”، نقدم لكم لقاء أُجرى مع الأستاذ أحمد عبد الأمير حول تاليف كتاب «البنك اللاربوي في الإسلام».

اللقاء تمّ في الليلة الثانية من شهر ربيع الأول من سنة 1404 للهجرة الموافقة لليلة السادسة من الشهر الثاني عشر لسنة 1983 م مع الأستاذ أحمد عبد الأمير في أبو ظبي أي بعد أربعة سنوات من استشهاد الشهيد الصدر”قدس سره”.

س: أستاذ أحمد ما هي قصة كتاب البنك اللاربوي في الإسلام وما هو دوركم في ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين. والسلام العاطر على الروح الطاهرة لشهيدنا السيد الصدر رضوان الله عليه.

قصة كتاب البنك اللاربوي في الإسلام بدايته في الحقيقة عندما تسلّم السيد الشهيد رحمة الله عليه رسالة من بعض المستثمرين المسلمين في الكويت، وكانت هذه الرسالة واحدة من ثلاث رسائل أرسلت إلى أشخاص آخرين ومنهم المرحوم أبو الأعلى المودودي أيضاً في ذلك الوقت في أواخر الستينات،

وكان السيد الشهيد كثير التردد إلى الكاظمية لزيارة أخيه المرحوم السيد إسماعيل رضوان الله عليه وبقية الأخوة المتواجدين في الكاظمية، وفي تلك الليلة ذكر السيد الشهيد رضوان الله عليه انه تسلّم تلك الرسالة وأنه في صدد الإعداد للجواب عنها (أي أنها كانت في أيام السيد إسماعيل الصدر) فكنت احد الحاضرين ممن سمعوا منه هذا التسلم للرسالة، وقال كثير من الإخوان: نعم، هذا مجال الكتابة،

فكان تحليل للشهيد رحمة الله عليه انه باعتبارنا علماء فنحن أمام مسؤوليتنا التاريخية ونحن بالحقيقة على مرّ السنين نقول إنّ الإسلام قابل للتطبيق، ونقول ليس الإسلام نظرية فحسب إنما هو قابل للمعايشة العلمية مع الظروف، فالآن وضعنا أمام المحك (تقولون الإسلام قابل للتطبيق تفضلوا وأعطونا الحل) فعلى هذا الأساس كلنا نحن الحاضرين أخذنا نتكلم مع السيد أنه الآن مسؤوليتكم باعتباركم علماء تقضي بأن تثبتوا للعالم بأن الإسلام قابل للتطبيق، هذه المسالة الآن موجودة أمامكم، السؤال كان حقيقة كيف يمكن أن نستثمر أموالنا وعلى شكل دار إسلامية للتمويل أو بنك إسلامي، كيف نعمل في هذا المجال!

كان هذا ملخص السؤال فالسيد الشهيد قال في ذلك الوقت أعتقد أن الأفكار موجودة في ذهني وأنا إن شاء الله سأبدأ بالكتابة في الأسبوع الآتي.

جاء مرة أُخرى للكاظمية رضوان الله عليه وتكلمنا أيضاً عن الموضوع كثيراً في ذلك الوقت، وأنا صار عندي نوع من الرغبة أن أواصل الموضوع وأتابع أخباره وأخبار الرسالة وأخبار الجواب، وكان رأيي أن يكون جواب السيد على هذه الرسالة المتضمنة هذا السؤال ليس مقتصراً على الناحية الفقهية فحسب، وإنما يجب أن نضع نظاماً عملياً متكاملاً يأخذ بنظر الإعتبار كل ظروف النظام المصرفي الموجود في الوقت الحاضر، ويجب أن يكون الجواب مقتصراً عليها،

مثلاً جواب فقهي محدود في المرابحة ومما شاكل من هذا القبيل، يجب أن توضع خطوط عملية وفعلية، فاستحسن السيد رحمة الله عليه هذه الفكرة، وكانت الحقيقة مطابقة مع ما يفكر به أيضاً، يعني هو كان يرى هذا الشكل فطلب منّي ومن الأخ أبي (رياض السيد حسن شبّر) والشهيد أبي عصام (عبد الصاحب دخيل) رحمة الله عليه ومن المرحوم السيد داوود العطار (أبي علي) باعتبارهم موجودين في السوق وتعاملهم مع المصارف بشكل كثير وفعّال وباعتباري ـ أنا ـ دارساً مثلاً فن المحاسبة والبنوك وأؤدي أعمالاً معهم فنقدم له بعض الأفكار والأعمال الفعلية.

فتطورت الفكرة على كل حال لأنه صارت لقاءات أسبوعية، كان السيد الشهيد يأتي من النجف في كل يوم خميس، ونلتقي معه في أحد البيوت، ونبحث أعمال المصارف وتسجل بعض الملاحظات عند بعض الأشخاص ونناقشه، والسيد الصدر كان يحفظها أي أنه كان يفهم هذه المعاني كلها، وعندما يرجع إلى النجف كان يكتبها، يعني يناقش في أعمال المصرف، يناقش فعاليته، ويناقش في معالجته التحديد الشرعي لها.

كنا نحن الحاضرين نقدم أفكاراً ومعلومات عملية لا حلولاً فقهية (الأشياء الفقهية عليه) إنما (ما يمارس في البنوك)، بهذا الشكل يقدم : مثلاً هو يسأل أسئلة، كيف تكون العملية هذه، ما هو تأثيرها مثلاً، أحسن مثال لذلك (الكفالة) يجيء شخص يريد مثلاً أن يقدم على مقاولة أو مناقصة أو أي شيء من هذا القبيل مع دائرة حكومية فالدائرة الحكومية عادة تطلب من هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون على شراء أو بيع أو أشياء أُخرى أو تعاون مع الحكومة نوعاً من الكفالة المصرفية التي تضمن أن هذا الشخص يؤدي التزاماته تجاه الحكومة مثلاً، فالمصرف يقوم بإرسال كتاب خطي يقول بأنه أنا أضمن هذا الشخص الفلاني بحدود مبلغ كذا لفترة كذا مقابل خطاب الضمان هذا الذي يسمونه (كفالة البنك) يحصل على نسبة معينة من المال ومن الأُجور أو كما يسمونها (بالعمولة).

مثلاً هذه المسألة بُحثت، إننا نقول يوجد في البنك تعامل بهذا الشكل فكان السيد الشهيد يسأل: ما هذا أهو التزام بنكي؟ وما مداه؟ وكيف؟ إلى آخره

فكل حالة مصرفية لها جواب، مثلاً إذا أعطى هذا الشخص البنك كفالة وأخذ عمولة فقط ولم يحدث عليها شيء فكيف يكون حكم العمولة؟ وما تحليلها بالتكليف الشرعي مثلاً؟ وإذا لم يؤدِ الشخص المكفول التزاماته تجاه الحكومة أو الجهة المكفول لها يضطر البنك في هذه الحالة أن يفي بالتزاماته أو يدفع مبلغ الضمان، فما هو وضعه الشرعي؟ أو هذه الحالة كيف تكون؟ وإلى آخره،

فنحن نعطي حالة عملية أو نوعاً من أنواع الممارسات التي يقوم بها المصرف أو النظام المصرفي، ثم يبين هو على طريقته بعدما نذكر كل جوانبها مثلاً ويقوم بتخريجها، ثم بعد ذلك تكتب هذه الأشياء، وعندما يرجع إلى النجف يكتبها ويثير بعض الأسئلة في الأسبوع المقبل أيضاً، وهكذا استمرت العملية إلى فترة وطلابه كتبوا الجواب بعدئذ، وطلب من عندي أن أمضي أيضاً إلى النجف حتّى أقرأ ما كتب ، أنا قرأته وأيضاً صار فيه بعض التصحيحات.

كان في بيته رحمة الله عليه (البيت السابق خلف ثانوية الخورنق) والأيام كانت صيفاً ، اذكر أنا كنا جالسين بالسرداب وأنا أقرأ ما كتبه الشهيد وصار الجواب عليه بالكامل.

وبعدئذ أرسل السيد الشهيد رحمة الله عليه أرسل الجواب إلى الكويت عن طريق الشيخ علي الكوراني فسلّم الشيخ علي الجواب وكانوا في انتظاره، وكان الجواب أطول بكثير في الحقيقة مما كانوا يتوقعون ، هم كانوا يتوقعون جواباً على شكل صفحات قليلة وإذا الكتاب جاءهم بأكثر من مئة صفحة مثلاً أو مئة وعشرين صفحة من هذا القبيل، فكان محل ارتياحهم حسب ما نقل الشيخ علي فيما بعد، وارتأى الشيخ علي أنه طالما هذا الجواب يصلح أن يكون كتاباً فوضعه على شكل كتاب وطبع على شكل كتاب وأرسلوا إلى العراق نسختين،

وفي بعض اللقاءات أنا كنت عند السيد الشهيد رحمة الله عليه فقال أنا تسلمت اليوم نسختين من كتاب البنك اللاربوي في الإسلام وأنت أحق شخص بأن يهدى إليك واحد منهما، أعطاني نسخة، وأتشرف أن أحصل على النسخة هذه، ونسخة أُخرى بقيت عنده، وقال: أنا أعتذر! لو كنت أعرف أنه سوف يطبع على شكل كتاب لقدّمت له مقدمة وكنت ذكرت اسمك فيه.

أنا ساعدته في هذا الكتاب إلى آخره ولكن حسب قول الشهيد رحمة الله عليه أن جزائي عند الله أكثر بكثير مما كان يكتبه فهذا كان يقتصر على نقطة رئيسية هي المعاناة التي كان كل كتاب يعاني منها طبعاً، هذا الكلام مذكور في مقدمة الكتاب أنه كيف نستطيع أن نكتب أو ننظم لمصرف يعيش في وسط نظام ربوي يعني المطلوب في ذلك الوقت أن يكون في البنك اللاربوي بنك إسلامي يعيش في وسط غير إسلامي ويتعامل مع بنوك وأشخاص ومعاهد أُخرى كلها غير إسلامية، فهذا كان فيه صعوبة كبيرة جداً لكيفية التوافق بينها، فهذه العملية توفيق ما بين هذين الأساسين،

فلذلك نجد مكتوباً أيضاً في مقدمة الكتاب أنه ليس النظام المصرفي الأمثل في الإسلام لأنه لا يمكن هذا باعتبار أن البنوك والمحيط العام كلّه غير إسلامي فلو كان هناك محيط إسلامي لاختفت كثير من القضايا ولاختفت بعض الممارسات المصرفية تبعاً لذلك أصلاً، بعدئذ لا نحتاج إلى التفسيرات والتلميحات وهذه التخريجات لها ما في حين تنخلق ممارسات أُخرى إسلامية غير موجودة بالنظام المصرفي فهذه أيضاً مشكلة رئيسية بالحقيقة.

س2: عندما أسس بنك دبي الإسلامي فهل أخذ في نظر الاعتبار حسب علمكم باقتراح البنك اللاربوي الإسلامي؟

كلا ، لا أعتقد أنه استند على البنك اللاربوي الإسلامي ولكن اعتمدوا على نظام بهذا الشكل … فلنرجع إلى خطة أخرى يعني إلى الخلف قليلاً لنرى أن الجماعة المستثمرين الكويتيين الذين قدموا السؤال الأول للشهيد الصدر رحمة الله عليه أسسوا فعلاً بنكاً سموه (دار التمويل الإسلامي الكويتي) كما أتصور،

وكان هذا رائداً والبنك الأول أو الدار الأولى التي تتعامل بالبنك اللاربوي في الإسلام على هذا الأساس وكل المؤسسات الأخرى التي أنشئت فيما بعد استفادت كثيراً من الخبرات التي في هذا البنك الكويتي من تجربته، وأنا من خلال عملي أعلم أن في ماليزيا أنشئ بنك قبل سنوات وطلب من عندنا فتح حسابات إذ كنّا نقدر أن نساعد في هذا المجال باعتبار أن لنا مؤسسة، ففعلاً عرفناهم ببنك دبي الإسلامي وعرّفناهم بالبنك الكويتي وعرّفتهم بخدماتي.

إن كل المؤسسات الأخرى التي أنشئت والمصارف التي أنشئت بعد ذلك استفادت من تجربة البنك الكويتي الذي كان البنك الرائد في هذا المجال.

س3:بحكم وجودكم في انكلترا ودراستكم سنوات عديدة في الخارج فهل وجدتم صدى عن السيد الشهيد عند الأساتذة؟

السيد الشهيد كل ما كتبه كان باللغة العربية، وحاجز اللغة في هذا العصر حاجز مهم، فهم في حينها لم يطّلعوا على أفكاره.

س4: أستاذ أبا وسام يبدو أنكم عاشرتم السيد الصدر فترة طويلة خصوصاً في الكاظمية وبعد ذلك كانت تتكرر زيارتكم إلى النجف ، ما هو الشيء الذي لفت نظركم في السيد الصدر اجتماعياً أو سياسياً أو فقهياً أو علمياً .. إلى آخره؟

أما من الناحية الاجتماعية فإن أخلاقية السيد الصدر أخلاقية لا يرقى إليها كل الناس الآخرين، فقد عرفتها حقيقة في علاقاته مع إخوانه، مع أصدقائه ، مع الناس الذين يعرفهم، مع الفارق الكبير بين علمه وعلم الناس الآخرين مثلاً في موقعه وموقع الناس الآخرين؛ لكنك حين تجلس معه وتتحدث فلا تشعر بفرق بينك وبينه أبداً، كما نجلس نحن على طبيعتنا، أنا طالب جامعي أو متخرج من الجامعة أو موظف عادي؛ لكني ما كنت أشعر بذلك الفارق ولم يكن يشعرني بأن بيني وبينه فارقاً باعتباره مرجعاً وقائداً وعالماً كبيراً، وما كان يشعر الناس الجالسين عنده بهذا الفارق، كان يحدث الصغير والكبير، يأتي إلى الكاظمية فيأتي ولدي وسام ويتكلم معه مثلاً ويصغي له بمثل ما لو كان يصغي إلى الرجل الكبير.

كان في الكاظمية أستاذاً يدعى (أحمد أمين) مثلاً يجلس فيتحدث معه في الفقه وفي مواضيع أخرى فترى هذه القدرة العلمية والأخلاق العالية في معاملته الناس الآخرين وأشعارهم بأهميتهم.

كان قدرة عظيمة، هذه القدرة تتميز أيضاً بشكل خاص؛ لكونه مرجعاً وكونه عالماً ومجتهداً وصاحب علم، ويمكن أن أصفه بوصف اجتماعي، ترى كثيرين أصحاب أعمال وسياسيين يتمتعون بأخلاق؛ ولكن لأغراض دنيوية أو لأغراض سياسية أو مرحلية لكنما على مستوى علماء مثلاً على مستوى مجتهدينا وعلمائنا فنادراً ما تتكرر هذه الحالة.

عندما أراد أن يكتب كتابه الأخير في نظرية المعرفة (الأسس المنطقية للاستقراء) أراد أن يتناول مسألة (الاحتمال) وهذه المسالة بحثت في كتاب (لبرتراند راسل) فأراد ترجمتها، والترجمة لا تكون دقيقة إذا ترجمت من قبل شخص عادي، حتى ولو كان يفهم الإنجليزية، بل يجب أن يكون عالماً ومتخصصاً في الموضوع المترجم، فاستشارني بذلك فذهبت إلى دكتور مسيحي اسمه (كريم متّي) في الجامعة واتفقت معه على الموضوع المترجم ومقدار ما ينبغي أن أقدمه له من مكافأة مالية، فوافق هذا الدكتور وترجم الموضوع، وجئت به إلى الشهيد رضوان الله عليه فاستوعبه استيعاباً تاماً وأدرك أن المترجم قد أخطأ في معادلة رياضية فمضيت إلى المترجم وسألته عن ذلك فاعترف بالخطأ، وقال أنه منه فعلاً، وهذا يدل على استيعابه الكامل وتفهمه بالرغم من عدم اطلاعه على مثل هذه المسائل الغريبة.

وحتّى في مسألة البنك اللاربوي كانت فيها نقاشات، وكان يتخللها مزاح إلا أنه كان يستوعب الفكرة بدقة.

ومن أخلاقه العالية أنه لا ينسى معارفه ومن يعمل بخدمته، فقد زارني في الكاظمية برفقة الأخ أبي رياض (السيد حسن شبر) حين علم بأني مصاب بالحمى إذ كان يجتمع ببعض الأخوة وكنت أحضر معهم في الأسبوع مرة أو مرتين، واتفق أني تخلفت مرة لما ذكرت آنفاً فكانت منه هذه الالتفاتة التي اعتبرتها مفاجأة سارة.

ومن ذكرياتي عنه أن كان لي أستاذ يدعى الدكتور (خليل الشماع) وكان يدرس مادة (المؤسسات المالية) وهي مؤسسات تتعامل بالنقد والتحويلات الخارجية وما إلى ذلك فقال أنه يرغب في لقاء السيد الشهيد الصدر؛ لأنه يريد أن يعرف كيف يكون التعامل بغير الربا، فإن المصارف والبنوك كلها تتعامل ربوياً كما لمس ذلك طول حياته، والآن يسمع بأن رجلاً (معمماً) يسكن النجف يقول بأنه يمكن إقامة بنك إسلامي لا ربوي،

فرتبت له لقاء في بيت المرحوم السيد إسماعيل الصدر ودام اللقاء ساعات عديدة بحيث أعجب الدكتور الشماع بشخصية الشهيد الصدر ورغب في التواصل معه، ومرة كان الشماع عضواً في مجلس إدارة المصرف المركزي العراقي وحين أرادوا أن يغيروا أوراق النقد في العراق سأل الدكتور عن وضع صور مراقد الأئمة على الأوراق النقدية هل في ذلك أشكال فقلت له الأفضل بأن ترى رأي المرجعية وأن تتصل بالسيد الصدر والسيد محسن الحكيم رحمة الله عليهما، وفعلاً وجّه الأسئلة إليهما واتصل تلفونياً في وقتها بالسيد مهدي الحكيم نجل آية الله السيد الحكيم (رحمه الله) فكان الجواب أنه لا مانع، وقد صعّد هذا الجواب من معنويات الدكتور الشماع؛ ولكن مع الأسف كما يبدو لم تحصل المتابعة والمشروع لم يتم.

س5: هل لديكم انطباعات أخرى عن الشهيد الصدر؟

يمكن القول بأن ما تحدثت عنه كان من الناحية الاجتماعية ، أما من الناحية العلمية فلا يحتاج أ ي أحد أن يثبت أعلميته ومكانته المشهودة.

ولا شك وبالتأكيد أنه كان وراء صعود مرجعية السيد الحكيم رحمة الله عليه.

ومن الواضح أنه كان مؤسس حزب الدعوة الإسلامية أسسه قبل عام 1960 م أي في الفترة السوداء التي مرت بالعراق وفي غياب أدنى مستوى للتدين والوعي الإسلامي.

أن من يؤسس الآن حزباً إسلامياً قد نرى أمره عادياً جداً؛ ولكن في ذلك الوقت وقبل ربع قرن أو أكثر وإذا بشاب عالم ينهض بأعباء مسؤولية فهو أمر غريب حقاً .. وتلك من خصائص شخصية الشهيد الصدر رضوان الله عليه.

 

تحميل كتاب البنك اللاربوي في الإسلام من موسوعة الشهيد الصدر “قدس سره” (هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign