الإباحة

عرّفت الإباحة بأنّها تسليط من المالك على استهلاك عين أو منفعة.

فاستهلاك العين مثل: أن يبيح الطعام أو الشراب للغير في تناوله أو الوضوء من مائه, ونحو ذلك من التصرّفات, واستهلاك المنفعة مثل: السكنى في داره أو ركوب سيّارته مدّة أو لبس ثوبه.

والفرق بين الإباحة والهبة: أنّ الهبة تمليك, بخلاف الإباحة فإنّها ليست بتمليك, بل مجرّد إذن في التصرّف والانتفاع في العين المباحة.
وطرق الإباحة مختلفة, فمرّة يصرّح بالإباحة, بأن يقول: أبحتُ لك كذا وكذا, واُخرى تستفاد من القرائن, كأن يضع الماء أو الطعام مسبّلاً في الطريق, أو يضع لافتة تدلّ على أنّه في سبيل الله يحلّ التصرّف فيه لعموم الناس.

ثمّ الإباحة تختلف من موردٍ لآخر, فقد تفيد جواز الإتلاف, كما في إباحة الطعام, وقد تفيد مجرّد الانتفاع, كما في سكنى الدار أو ركوب السيّارة أو لبس الثوب ونحو ذلك, وقد تفيد التمليك بمعونة قاعدة: (الإعراض يوجب زوال الملكيّة) كما لو أرسل ملكه وأعرض عنه, وقام بإباحته لكلّ من يأخذه, وإن لم يصرّح بذلك, لكنّ قرائن الأحوال تدلّ عليه.

(مسالك الأفهام 5: 243, المنثور في القواعد 1: 14)