خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 5 مذكرة / الإمام الحكيم وقضايا العالم الإسلامي .. الفلسطين أنموذجاً
السيد محسن الحكيم

الإمام الحكيم وقضايا العالم الإسلامي .. الفلسطين أنموذجاً

الاجتهاد: يتحدث الشهيد السيد محمدباقر الحكيم “قدس سره” في كتابه “موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية / الجزء الثالث” عن جهود الإمام السيد محسن الحكيم المضنية وخدماته لمسلمي فلسطين المغتصبة ومنظمة التحرير الفلسطينية آنذاك

ويقول في ما يرتبط بالإمام الحكيم وخدماته فيما يتعلق بالأوضاع الإسلامية العامة التي يعيشها العالم الإسلامي، فالإمام الحكيم ومنذ بداية تصديه للعمل وهو في سن العشرينات اشترك في حرب الجهاد ضد الانكليز عندما غزو العراق وحاولوا السيطرة عليه،

فكانت معارك المجاهدين مقابل قوات الغزو الإنكليزي بقيادة العلماء والمراجع آنذاك، أمثال المرحوم آية الله العظمى السيد مهدي الحيدري، والسيد محمد سعيد الحبوبي، وكان الإمام الحكيم يشترك السيد الحبوبي باعتبار وجود العلاقة الخاصة معه، سواء العلاقة الروحية أم العلمية،

وكانت هناك علاقة صداقة ومحبة بين والد الإمام الحكيم والسيد محمد سعيد الحبوبي، جعلت أن يكون الإمام الحكيم أشبه شيء بموضع الأمين العام لحركة السيد الحبوبي…

وأما موقفه من قضية فلسطين:

ثم واجه العالم الإسلامي بعد ذلك مشكلات كبيرة، من قبيل قضية فلسطين التي كانت من أهم مشكلات العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية الثانية…

وكانت بداياتها قبل الحرب العالمية، لكن تطور هذه المشكلة والعدوان على فلسطين وشعبها كان بعد الحرب العالمية الثانية، وهنا نجد أن الإمام الحكيم يتصدي لهذا الموضوع بكل أبعاده، وفي مختلف المراحل، سواء في بداية هذه القضية، حيث ساهم مع بقية العلماء بإدانة العدوان الصهيوني ضد فلسطين، وطالب بنصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، أم عندما تطورت الأحداث فأصدر فتاوى في إسناد العمل الفدائي الفلسطيني ودعمه بكل الوسائل والإمكانات.

وكان أول مرجع عام يصدر فتوى صريحة وواضحة في إسناد هذا العمل الجهادي، وجواز المشاركة في الجهاد ضد الصهيونية..

ثم أردف فتواه بفتوى أخرى يجيز فيها صرف الزكاة والحقوق الشرعية في العمل الفدائي…وأنا لا أعرف أن هناك مرجعاً عاماً من مراجع شيعة أهل البيت “عليهم السلام” أصدر مثل هذه الفتوى في ذلك الوقت لدعم العمل الفدائي.

وبعد أن تجاوز الصهاينة على القدس الشريف واستولوا على الحرم الشريف ترى الإمام الحكيم يرسل مندوبين عنه للمشاركة في المؤتمرات، ويصدر بيانه بذلك الشأن يستنكر فيه كل الأعمال الصهيونية الشنيعة.

وكان السيد مهدي الحكيم مندوب الإمام الحكيم في مؤتمر الأردن بعد دخول الصهاينة إلى الحرم الشريف، وقدم تحليلا كاملا عن الأوضاع السياسية في العالم الإسلامي بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، والأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الحادثة، ودعا المسلمين بشكل واضح وصريح إلى الرجوع للإسلام، وتحكيمه باعتباره المنقذ الوحيد لما يمر به المسلمون من مآس، وأودع تحليله هذا في كراس يوضح فيه الأطروحة بشكل كامل، مضافاً إلى النداء الذي وجهه الإمام الحكيم في هذا المجال.

كما تبني الإمام الحكيم المنظمات الفلسطينية المجاهدة العاملة في الساحة الإسلامية، وعلى وجه الخصوص العاملة منها في العراق، بحيث أن مندوبي وممثلي منظمة التحرير كانوا يراجعون الإمام الحَكيم في شؤونهم، وقمنا آنذاك بحملة واسعة لجمع التبرعات لإسناد العمل الجهادي الفلسطيني في العراق إلى أن جاء العفالقة وحكموا العراق…

أخذ البعثيون في العراق يضيّقون على الفلسطينيين وعلى العمل الجهادي الفلسطيني، وحاولوا حصر الأمور بيدهم، فلم يسمحوا لأية جهة بالتحرك ليسيطروا على الوضع الفلسطيني،

ولا زلت أذكر أن مندوب منظمة التحرير الفلسطينية وفد على الإمام الحَكيم وهو يبكي، حاملا كتاباً سرياً كان قد صدر من (مجلس قيادة الثورة) معمماً إلى جميع دوائر العراق الحكومية يبين فيه حدود العمل الفلسطيني، فطلب المندوب من الإمام الحَكيم أن يتوسط لدى الحكومة ويضغط عليها من أجل رفع يدها عن هذا الأمر، فطرح الإمام الحَكيم هذا الموضوع خلال اللقاء الذي جرى بينه وبين رئيس الجمهورية آنذاك.

وكانت قضية فلسطين من القضايا الرئيسة والمهمة التي دعا إليها الإمام الحكيم، خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار الموقع الفلسطيني المجاور لمنطقة جبل عامل في لبنان التي يقلد جميع أبنائها الإمام الحَكيم، وكان السيد موسى الصدر في بداية ذهابه إلى منطقة جبل عامل وقتذاك وكيلاً للإمام الحكيم في هذه الحركة،

ووجدنا أن أبناء جبل عامل يستضيفون الفلسطينيين إلى درجة بحيث أصبح الفلسطيني هو صاحب المنزل وله القدرة والمنزلة هناك، في الوقت الذي لم يقبلهم الأردن ولا سوريا ولا مصر، ولا أية جهة أخرى، ما خلا أبناء الشيعة في جبل عامل.

حتى أصبح مركز منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، مع كون مركزها الأول كان في البدء في القدس الشرقية، ثم في الأردن ثم انتقلوا إلى لبنان.

فكان للإمام الحكيم الدور الكبير في هذا الأمر.

 

المصدر: موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية / الجزء الثالث” / الصفحة 273

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign