الشيخ “عبد الواحد علي انجو” مفتي الفلبين: يعتبر الاجتهاد شرطًا مهمًّا يجب توافره فيمن يتولى الإفتاء، وهو بذل الجهد فى استنباط الحكم الشرعى من الأدلة المعتبرة، وليس المقصود هو أن يبذل العالم جهدًا ملاحظًا قبل كل فتوى، وإنما المقصود بلوغ مرتبة الاجتهاد.
الاجتهاد: يُشكل المسلمون حاليًا في الفلبين نسبة 10% من السكان البالغ عددهم ما يقاربُ 200 مليون نسمة، وأثر الإسلام في الفلبين بشكل واضح خصوصًا مع سرعة تقبل سكان الفلبين له قديمًا، حتى أصبح جزءًا من ثقافتهم رغم محاولات الطمس العديدة.
هناك 2500 مسجد في الفلبين تنشر الإسلام وتبنى بـالتبرعات من الدول الإسلامية، خاصة العربية، منبهًا على وجود دعوات «تبشير» ويواجهونها عن طريق المساجد والبرامج الدينية.
وقال الشيخ عبد الواحد علي انجو مفتي الفلبين في حوار لـ«صدى البلد» عن أن بعض المسلمات الفلبينيات يتزوجن من غير المسلمين رغم «التحذير»، والتأكيد على حُرمة ذلك في الشريعة الإسلامية،
وعن كيفية وصول الإسلام و عدد المسلمين هناك ، قال عبد الواحد:
وصل الإسلام إلى الفلبين في أعقاب القرن السادس الهجري، عن طريق الرحلاتِ التجاريّة التي كان يقومُ بها التُجارُ العرب إلى دولِ شرق آسيا فتعرف أهل الفلبين وتلك الدول على الإسلام فأسلمتْ أعدادٌ كبيرةٌ منهم، وتشيرُ الأبحاث التاريخيّة إلى أن العديد من جُزر الفلبين كانت في الماضي عبارةً عن ممالكٍ إسلاميّة.
ويشكلُ المسلمون حاليًا في الفلبين نسبة 10% من السكان؛ إذ يصلُ عددُ المسلمين في الفلبين إلى ما يقاربُ 200 مليون نسمة، وتعيشُ غالبيتهم في مناطق «مينداناو، وبالاوان، ومورو»، وبعض المناطق الفلبينية الأخرى.
وفي اشارة إلى أسباب تاريخية وقفت أمام الدعوة إلى الإسلام في الفلبين قال مفتي الفليبن: عند قدومِ الاحتلال الإسبانيّ إلى الفلبين بقيادةِ «ماجلان» في عام 1521م، هاجم الإسبانُ الفلبينيين المسلمين وقتلوا العديد منهم، وحاول الإسبان بقوة السلاح منع انتشار الإسلام في شمال الفلبين، ومكثوا بها قرابة أربعة قرون عرقلوا خلالها تقدم المسلمين وانتشار الإسلام، ولكن استطاع «المورو المسلمون» الحفاظ على عقيدتهم وملامح الحضارة الإسلامية خلال تلك الفترة الطويلة من الاستعمار، ويستعمل المورو اللغة العربية في كتابة لغاتهم المحلية وهي لغة «ماجنداناوون» ولغة ماراناو ولغة «إيرا نون» ولغة «تاوسوغ» ولغة «ياكان».
وعن قضية زواج المسلمة من غير المسلم في فلبين قال: تتزوج المسلمات من غير المسلمين في الفلبين، ونحذرهم من أن هذا الزواج حرام شرعًا، ولكن للأسف تتزوج بزعم أنها زوجها سيدخل في الإسلام بعد الزواج، وقد تترك دينها أحيانًا.
واشار الشيخ “عبد الواحد إلى شروط من يتصدى للإفتاء في الفلبين وقال : الفتوى صناعة لها مقوماتها فلا تصلح مِنْ كُلِّ مَنْ دَرَسَ العلم الإسلامي، وإنما تتطلب الفقيهَ المؤهل والمتمرس بعلم الأحكام رواية ودراية، ومعرفة بالقواعد الحاكمة لتبليغ الحكم الشرعي، ومقاصد الشريعة في الدين والحياة.
يشترط فيمن يتصدر للفتوى جملة من الشروط: فأولها الإسلام، فلا تصح فتيا غير المسلم للمسلمين، وثانيها العقل، فلا تصح فتيا المجنون، وثالثها البلوغ، والشرط الرابع هو العلم، فالإفتاء بغير علم حرام؛ لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى ورسوله، ويتضمن إضلال الناس، وهو من الكبائر، وكذلك يشترط في المفتي العدالة: والعدل هو من ليس بفاسق، وكذلك على أن المفتي أن يكون فطنًا متيقظًا ومنتبهًا بعيدًا عن الغفلة.
ويعتبر الاجتهاد شرطًا مهمًّا يجب توافره فيمن يتولى الإفتاء، وهو بذل الجهد فى استنباط الحكم الشرعى من الأدلة المعتبرة، وليس المقصود هو أن يبذل العالم جهدًا ملاحظًا قبل كل فتوى، وإنما المقصود بلوغ مرتبة الاجتهاد، كما أنه يجب أن يضاف إلى ما سبق شرط التخصص، بأن يكون قد درس الفقه والأصول وقواعد الفقه دراسة مستفيضة، وله دراية فى ممارسة المسائل وإلمام بالواقع المعيش، ويفضل أن يكون قد نال الدراسات العليا من جامعات معتمدة فى ذلك التخصص على أيادى أكابر العلماء، وإن كان هذا الشرط هو مقتضى شرط العلم والاجتهاد، بالإضافة إلى لزوم أن يكون المفتى جيد القريحة، ومعنى ذلك أن يكون صحيح الاستنباط، وهذا يحتاج إلى حسن التصور للمسائل، وبقدر ما يستطيع المجتهد أن يكيف المسائل تكييفا صحيحا بقدر ما يعلو اجتهاده، ويصيب فى فتواه.
أما عن دور المؤتمرات الإسلامية و مدى استطاعتها للقضاء على الفكر المتطرف ، يقول المفتي أن هذه المؤتمرات لاتستطيع القضاء على الفكر المتطرف لأن من يفتي بذلك الأفكار المُتشددة لا يزال على قيد الحياة يضخ سمومه في الشباب، وينشر أفكاره ويروج لها عبر الإنترنت ويستغل الجهل الديني لدى البعض، ولكن هذه المؤتمرات تحاول كشف عوار الفكر المتطرف، وتجريده من عباءة الإسلام التي يقتل ويدمر بها، والإسلام دين رحمة وتسامح وتعايش مع الآخر ولا يعرف ما يفعله هؤلاء المتطرفون.
الشيخ عبد الواحد على انجو؛ مفتي الفلبين ولد في مافون _ تاويتاوى( 1/9/1961 ) متخرج الجامعة الإسلامية بكلية الشريعة بمدينة المنورة عام 1984