التراث الزيدي

الكشاف للتراث العلميّ اليمني وآثاره في الثقافة الإسلامية.. السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

خاص الاجتهاد: كان المهتمون بالتراث الزيدي والزيدية، قبل القرن الرابع عشر وبعده، محصوراً على عدد قليل من أعلام الإمامية مثل: السيد العلامة الفذ هبة الدين الشهرستاني الكاظمي. كما واهتمّ بـ التراث الزيدي، السيد محسن الأمين العاملي، كما أحصى آقا بزرك الطهراني أعلام الزيدية في موسوعة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) وموسوعة (طبقات أعلام الشيعة)،وفي القرن الخامس عشر: قام العلامة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بنشر كتابه الكبير (المسلسلات في الإجازات)، وكذلك العلامة الباحث السيد محمد حسين الحسيني الجلالي في كتابه (فهرس التراث) حيث شمل ما ألّفه علماء الزيدية، وهو مطبوع.

 إن التراث المكتوب هو عنصر أساسي للثقافة البشريّة مدى الأجيال وهو المنير المدرب الموصل إلى قلل الكمال، بما يحتويه من التجارب التي جهد الاسلاف في معرفتها وانتاجها وحفظها في الكتب، مع ما كانوا عليها من المصاعب والمشاكل في تلك العصور الخالية.

والتراث الإسلامي، الذي خلّفه أعلام الإسلام وروّاد العلم والعمل من العلماء بمختلف التخصّصات والعلوم، هو الضياء الوهّاج الذي أنار للأمة طريقها. كما هو الآن، وهو من مفاخر الإسلام والمسلمين إذا قيس بالحضارات الأخرى لمحتواه الوافي للحياة الطيبة ديناً ودنياً للعاملين بها. وهذا يكفي لإيجاب المحافظة عليه ليبقى كما هو ، مدى الأجيال ليتفيأ به الأخلاف، وتحيی به البشرية سعيدة.

ولابدّ لتحقيق هذا الهدف السامي من التعرّف على ذلك التراث، بالعثور عليه، وجمعه، وحفظه، وعرضه على الأخصائيين، وتعيين موضوعه، وكل هذه الأمور تتحقق بعمل “فهرسة” بما يجب فيها من مقوّمات الفهرسة.
وهذا ما يجري – فعلاً- في العالم، على إختلاف لغاتها وافکارها ومثلها ما يجري في الدول الإسلامية جمعاء.

والجمهورية الإسلامية في إيران، لها جهود واسعة في هذا المضمار على سعة مساحتها، وعراقة تاريخها الإسلامي وكثرة العلماء الذين احتضنتهم وما خلّدوه من التراث، كما قام المختصون منهم بفهرسة الكتب التي وقفوا عليها.

وكان لإيران سعي أكبر في الحصول على التّراث في الدول الأخرى بالتصوير والاستنساخ، لتضيفها على ما لها. کي يستفيد منه العلماء في داخل البلاد، مضافة إلى ما تملكُه من التراث الإسلامي، وما في ذلك من تحكيم الأواصر بين الشعوب الإسلامية، والتقارب بينها.

اليمن وتراثه المكتوب الزاخر؛

واليمن من البلاد العريقة في القدم، والمتميّزة بالأصالة في العروبة، والمحافظة على اللغة العربية الموروثة من العرب العرباء، والمصونة من الاختلاط بالغرباء، كما هو الملموس على ما كتبه أهل اليمن العلماء، وصنّفه الأدباء، ونظّمه الشعراء و أقر لهم العرب بأنهم الأصلاء، حتی عرفوا بالحكمة والفصاحة والبلاغة في الأداء.

ومنذ أن بلغتهم دعوة الإسلام اعتنقوه بلا مقاومة ولا نزاع، لمّا ورد عليهم علي بن أبي طالب مبعوثاً من قبل النبي “صلى الله عليه واله” إليهم، داعياً ومنذراً، فعرفوه والتزموا بالولاء له ولأهل البيت الشرفاء. حتى اليوم. مستقيمين على الوفاء، بالرغم مما واجهوه من الظلم والجور والأذى والجفاء من جيوش السلاطين والخلفاء والأمراء والملوك وأذنابهم. وتاريخهم مليء بالبطولات، والصمود في مواجهة الأعداء والصبر على ما واجهوه من العناء. ومن أهم مفاخرهم هو محافظتهم على تراثهم الثرّ العظيم وإيقاف العبث به وسرقته من الأجانب ومرتزقتهم الخبثاء.

وفي عصرنا الحاضر:

حيث انفتحت اليمن على الدنيا باستقرار الجمهورية فيها، وتمكن أهلها من الاتصال المباشر بخارج البلد، و كذلك بانتصار الثورة في إيران واستقرار الجمهورية الإسلامية، هبّ العلماء والجامعيون والأدباء، بالعمل على الحفاظ على تراثهم وفهرسته والإعلان عنه.

مكتبة آية الله مرعشي النجفي الكبيرة
مكتبة آية الله مرعشي النجفي الكبيرة

واقدمت “وزارة الثقافة والإرشاد في الجمهورية الإسلامية” على توثيق العلاقات مع اليمن، ومما قامت به السعي في الحفاظ على “تراثها العلمي” بالتعاون مع “وزارة الثقافة في اليمن” و “الدائرة العامة للمخطوطات”، في “مركز المتاحف والآثار والمخطوطات في وزارة العلوم للجمهورية اليمنية في صنعاء”، وقد تمّ العقد على مجموعة من أربع حلقات من (المایکروفیلم) تحتوي على (۱۰۴۶) نسخة مخطوطة، تم جمعها في سنة ( ۱۹۵۰ : إلى -۱۹۸۷) و كانت مفهرسة على يد الأخوين: عبد التواب أحمد علي المشرفي ومحمد صالح يحيي القاضي،طاووس يماني فهارس مصغرات فيلمية ببليوجرافيات

وقام سماحة العلامة الدكتور السيد محمود المرعشي نجل الإمام الفقيه الحجة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي القمي قدس الله روحه بطبع ذلك الفهرس، في مطبوعات “المكتبة العالمية للتراث الإسلامي” في مدينة قم المقدّسة، بعنوان (طاووس يماني) اعتزازاً و تكريماً للتابعي اليمني “طاووس بن كيسان”، الراوي عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، الذي عرفه الذهبي في (سير أعلام النبلاء: ۴۳/۵) «بالفقيه القدوة. عالم اليمن، الحافظ، كان من أبناء فارس، الذين جهزهم کسرى لأخذ اليمن”، يبدأ بترجمة لكلمة الأستاذ السيد علي موجاني، وتمّ طبعه سنة (۱۴۲۱ھ /۲۰۰۱ م) في قم المقدسة.

 

الفهارس واهميتها؟

الفهارس: جمع كلمة (الفهرس) وهو معرّب «فهرست» الفارسية، كما صرّح به الفيروزآبادي في كتاب القاموس المحيط. وهو اسم يطلق على الكتاب الحاوي لعناوين المؤلّفات المجموعة في مكان محدّد، سواء في المكتبات العامة، أو عند أفراد معينين. والهدف من جمع أسماءها وتنظيمها على حروف المعجم، أو على موضوعاتها من العلوم المختلفة؛ للتعرّف على وجودها إجمالاً، ومعرفة مؤلّفيها وتاريخ تأليفها، وتحديد سنة كتابتها، وغير ذلك من شؤونها.

ويطلق على كتب الفهارس، أسماء أخرى، حسب الأغراض من جمعها، وهي:

١.الأثبات: جمع الثَّبَت – بفتحتين – وهو الكتاب المحتوي على الطرق الموصلة إلى الراوي عن ما يحمله من مشایخه من الروايات المثبتة في المؤلفات ، وتستخدم غالباً في كتب الحديث الشريف.

۲. المشيخات: جمع« المشيخة» وهو الكتاب المحتوي على أسماء المشايخ الناقلين العلم إلى الطلاب، وذكر طرقهم إلى مصادر المنقولات، والكتب المعتمدة عندهم في تلك المشيخة»

3. البَرامج: جمع «البرنامج» وهو الكتاب الجامع لأسماء الكتب وعناوينها، ومؤلفيها، وطرق الوصول إليها.

۴. الإجازات: جمع «الإجازة» وهي الوثيقة التي يقدّمها الشيّخ المحدّث الحامل لها، إلى من يحمل عنه الحدیث مباشرة، بإرشاده إلى النسخة المعتمدة من الكتاب والتي أشرف الشيخ المجيز على صحتهاء و يحملها الطالب المجاز.

والفهارس تختلف في ترتيبها حسب العلوم والمواضيع، والأشهر في إطلاقها هو اسم «الفهرس» ومن الأسماء المبتكرة في العصر الحاضر هو اسم «الكشّاف» کما صنعه مؤلف “کشّاف مخطوطات الطاووس اليماني” الذي نقدم له و سيأتي الحديث عنه.

التراث اليمني، والمساعي في تخليده والاهتمام به

لقد كانت العناية بالتراث اليماني، من الواجبات على المثقفين والعلماء والمؤلفين عموماً، وعلى أهل اليمن منهم خصوصاً لأنهم هم أصحاب ذلك التراث وورثته. ولم يقصر الواعون منهم في القيام بهذا الواجب. فالعديد منهم حاولوا الحفاظ على تراثهم المجيد، وقاموا بالتعريف به وفهرسته والاعلان عنه موضوعاً و نسخاً ومحل وجوده في کتب عديدة.

ويكفي الوقوف على عمل واحداً منها، وهو الشامل والحامل لكثير من الأمور التي يجب معرفتها من هذا التراث، وهو عمل الاستاذ المحقق الكبير العلامة السيد عبد السلام السيد عباس الوجيه ( حفظه الله و رعاه) في كتابه (مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن ) في جزأين.

مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن

فقد قام بالتعريف بتسع وثلاثين مكتبة خاصّة، تحتوي على (۱۸۶۰) نسخة مخطوطة، و(۱۳٣٠) نسخة موجودة، منوّعة من ثلاثين علماً و عنواناً تعم المخطوطات والمصوّرات. وقام المؤلف الوجيه بترجمة وافية لأصحاب المكتبات. والتعريف بالكتب من كلّ الجهات، بصورة مستوعبة.
وقدّم الأستاذ الوجية لهذا الكتاب (مصادر التراث) مقدّمات مهمة في الصفحات (۱۵ إلى ۱۰۱) من الجزء الأول تضمّنت الحديث عن:

١. أهمية التراث العلمي اليمني، وجهود الأئمة والعلماء في تاليفها وجمعها.

۲. (نكبة التراث) بذكر ما مر باليمن من الحوادث والكوارث على أثر الاحتلال العثماني، و بأيدي عملاء الدول الأجنبية الغربية والعربية، الذين جاسوا خلال بلاد اليمن، وكان من أهم أهدافهم نهب التراث اليمني العلمي وغيره.

٣.ذکر عدد من الجهود المشكورة للحفاظ على المتبقي من خزائن المخطوطات والسعي في فهرستها.

وبعد تعريفه بمنهج كتابه (مصادر التراث) ومحتواه:
۴. ذکر المخاطر التي تهدّد التراث اليمني في هذا العصر.

٥. ذكّر حجم المخطوطات الموجودة في المكتبات الخاصة.

وأثبت للكتاب (ملاحق) بعنوان (تحريف التراث) جمع فيها ما جاء في الصّحف اليمنية من المقالات التي أعلنت ما جرى على المكتبات اليمنية من النهب والسلب والسرقة والتخريب والإبادة، وغير ذلك من الإعتداءات.
وأخيرا في الملحق (۴) أورد محاضرة قيمة حول «ترميم المخطوطات» للاستاذ عبد الواحد، محمدالشامي.
إن السيد عبد السلام الوجيه قد جمع في كتابه هذا ومقدماته أهم ما يلزم علمه من العبر والعناية بالتراث العلمي.

اهتمام الشيعة بالتراث الزيدي، قديماً وحديثاً

إنّ البعد الجغرافي بين بلاد اليمن في أقصى جنوب الحجاز التي عرفنا ما فيها من التراث الإسلامي و بالخصوص التراث الزيدي، وبين بلاد الإمامية في الشمال شرقاً وغرباً، والموانع السياسية، والضعف المادي، كان من الموانع الإرتباط المستقيم والمباشر بين العلماء والباحثين في القرون السابقة، فلم يتردّد إلى البعدين منهم سوى الأفراد، وعلى قلة ملموسة.

وقد تغيرت الأمور في القرون الأخيرة، فكثرت الزيارات بين الشعوب، حيث كانت الوفود اليمنية تزور العراق للزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف حيث مراقد الائمة من اهل البيت عليهم السلام، وكذلك إلى إيران في مشهد المشرفة حيث مرقد الإمام الرضا عليه السلام، وإلى مناطق شمال إيران حیث مراقد عدد من أعلام الأئمة الزيدية كالناصر الأطروش و غيره عليهم السلام.

وبعد انتصار الثورة في الجمهورية الإسلامية في إيران، كانت العلاقات تزداد قوة بين شيعة أهل البيت عليهم السلام، وكانت الزيارات تتوارد وتکثر، وكان ذلك سبباً لتبادل الأفكار والآراء، وتناول المطبوعات والمؤلفات، والوقوف على التراث.

وكان المهتمون بالتراث الزيدي والزيدية، قبل القرن الرابع عشر وبعده، محصوراً على عدد قليل من أعلام الإمامية مثل: السيد العلامة الفذ هبة الدين الشهرستاني الكاظمي، حيث سافر إلى اليمن في رحلته إلى الحج من البحر العربي، وجلب معه بعض المؤلفات من التراث اليمني، وهي محفوظة في مكتبته العامرة في صحن مرقد الإمام الكاظم عليه السلام في مدينة الكاظمية في محافظة بغداد بالعراق، وقد طبع منها جزءا من التراث المنسوب إلى الإمام السجاد عليه السلام برواية زيد الشهيد عليه السلام.

واهتمّ بالتراث الزيدي، من أعلام الإمامية الإمام الحجة السيد محسن الأمين العاملي، حيث أدرج تراجم أعلام الزيدية في كتابه (أعيان الشيعة).

كما أحصى الإمام العلامة الشيخ محمد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني أعلام الزيدية في موسوعة ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة) وموسوعة (طبقات أعلام الشيعة)، وكلا العلمين والعملين ممّا صدر في القرن الرابع عشر.

وفي القرن الخامس عشر:

قام الحجة العلامة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بنشر كتابه الكبير (المسلسلات في الإجازات) وأثبت فيه “إجازات الأعلام الزيدية”، التي تحمّلها من مشايخهم رحمهم الله، وهو مطبوع.المسلسلات في الإجازات

 

وكذلك العلامة الباحث السيد محمد حسين الحسيني الجلالي في كتابه (فهرس التراث) حيث شمل ما ألّفه علماء الزيدية، وهو مطبوع.
وقد كان للمرحوم السيد الحجة شهاب الدين المرعشي سعي في الاتصال بأعلام الزيدية في اليمن، حتى أنّه كانت له صلة وثيقة بالسيد المنصور بالله الإمام يحيى حميد الدين الحسني إمام اليمن، فاستجازه في رواية الحديث، فأجازه في تاريخ السادس عشر من شهر محرم الحرام سنة (۱۳۵۵هـ) وبقيت صلته بعلماء اليمن، وكانت زيارتهم له إلى قم المقدسة مستمرة، وحاول من خلالهم جمع كثير من التراث اليمني المحفوظ في مكتبته العامرة.

وبهذا كان لنجله الأستاذ الدكتور السيد محمود المرعشي تبعاً لوالده سعياً في احياء التراث اليمني من طريق طبعه للفهارس التي ذكرنا منها (الطاووس اليماني) وأضاف أيضاً: طبع کتاب «فهرس المخطوطات اليمنية لدار المخطوطات والمكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء”، من إعداد (۱۲) شخصاً من الباحثين اليمانيين، وبمشاركة “مركز الوثائق والتاريخ الدبلوماسي لوزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية في ايران”.

وقد احتوى هذا الفهرس على “احدى عشرة” آلاف من المخطوطات. كانت محفوظة في (دار المخطوطات) و(المكتبة الغربية في الجامع الكبير بصنعاء) موزعة على (۳۰) موضعاً وطبع الكتاب في سلسلة كتب (الفهارس) للمكتبات المتعددة في العالم.

وتمت طباعة هذا الكتاب، بهمّة السيد المرعشي، في سنة (۱۴۲۶ھ/۲۰۰۵م) في مجلدين ضخمين، يحتوي الأول على (٩۹۲ صفحة) والثاني على (۱۹۹۴ صفحة) ويبدأ الفصل الأخير في الصفحة (۱۵۷۶) بذكر المجاميع إلى نهاية الكتاب.

ومما قامت المكتبة المرعشية بطباعته ونشره کتاب: (فهرس مخطوطات مكتبة الأحقاف) بمحافظة “حضرموت”، في جنوب الجمهورية اليمنية، الذي تم بإعداد عبد الله بن حسين بن محمد العيدروس، وعبد القادر بن صالح بن شهاب، بالمشاركة بين مكتبة المرعشي، ومركز الوثائق والتاريخ الدبلوماسي في إيران. وقد طبع سنة ( ۲۰۰٤م / ۱۴٢٥هـ) في (۴۷۲) صفحة وفيه ترقيم النسخ (من ١-إلى-۴۵۵) ثم (من ۱۱۳۱-إلى-۱۹۸۱).

وقد سعى في فهرسة التراث الزيدي مخطوطه ومطبوعه، المفهرس الشهير الأستاذ السيد أحمد الحسيني في كتابه (مؤلفات الزيدية) المطبوع سنة (۱۴۱۳هـ) في منشورات مكتبة السيد المرعشي، وإنتهي عدد المذكورات إلى (۳۳۴۶).

وألّف الأستاذ الفاضل السيد علي الموسوي نژاد، کتاب (تراث الزيدية) خصّصمه بالمطبوعات والتي في طريقها إلى الطبع مرتباً للكتب على أسماء المؤلفين حسب القرون، وبسني وفياتهم، وذكر في القرن الخامس عشر أسماء المعاصرين حسب سنوات التأليف متبوعة بأسماء المؤلفات المطبوعة، وتاريخ طباعتها.

وامتاز بتقديم بيان لكل قرن ذاكراً لمميزاته، والحوادث المهمة فيه، مما يزيد المُراجع خبرة ومعرفة بظروف المؤلّف وأسباب التأليف.

طبع هذا الكتاب في (معهد دراسات الأديان والمذاهب الاسلامية) في قم المقدسة سنة ۲۰۰۵م.

و أخيراً قد قام جمع من العلماء والفضلاء بجمع ما تمكنوا عليه من التراث الزيدي، المخطوط، والمصوّر، وما تمّ تسجيله على ألواح السي دي، وتوزيعها ونشرها على الباحثين والمحقّقين.

ثم إن مجموعة من كتب التراث الزيدي قد تمّ تحقيقها وطبعها ونشرها في الجمهورية الإسلامية في إيران، يطول الكلام عن ذكرها.
وكان لنا سعي واسع في هذا المضمار، بجمع أكبر عدد مقدور، وتيسّر لنا من الصور والألواح، ونشر النصوص المحققّة ونشرها، مما فصلنا الحديث عنها في كتاب (نصف قرن مع علماء اليمن وتراثهم ۱۳۹۴-۱۴۴۴) الذي نقوم بإعداده. بعون الله.

و هذا الكشاف

كما قد سبق أن كتاب (الطاووس اليماني) قد طبع في إيران في منشورات السيد المرعشي، بعد الاتفاق بين إيران واليمن، على ذلك، وقد تناوله العلماء والمحقّقون والباحثون، وكان له وقع بين المشتاقين إلى التراث اليمني.

وكان المطبوع، حينذاك، قد رتب على العلوم، ورتبت كتب كل علم حسب ترتیب حروف المعجم (الف، باء تاء إلى آخرها) ثم اسم المؤلف، وسائر أمور النسخة، وبالرغم من ذكر المؤلّفين أنّهما رتّبا كشافات لعناوين الكتب، لأسماء المؤلفين ولأسماء الشهرة من الألقاب، وغيرها، إلّا أنّ الكتاب خال عن كل ذلك، وإنما ذكر في المطبوع اسم الكتاب في موضوعه من العلم. مرتباً كما سلف، وألحق بما يلزم من اسم المؤلف وما اشتهر به من الألقاب والكني وغير ذلك.

وبهذا لم يتمّ ما قصده مؤلفا ذلك الكتاب، وأصبح من الصعب على الطالب الوصول إلى مقصوده، الّا إذا كان عارفاً لموضوعه من العلوم، واسم الكتاب وعنوانه.
فقد قام الأستاذ البارع الأخ الكرماني بسدّ هذه الثغرة وتكميل هذا النقص وتسهيل الأمر للطالبين والمراجعين لذلك الكتاب ( الطاووس اليماني).

ثمّ إنّ المطبوع قد مني بكثير من الاغلاط المطبعية، التي هي «من باب لزوم ما يلزم في «الشعر العربي” كما قال الدكتور السامرائي. فتنبّه الأستاذ الكرماني إلى ذلك، وقدّم لكتابه الصفحات (۲۹-إلى-۵۲) لتصحيح تلك الأخطاء وهو أمر جيد مفيد لا يقوم به إلا القليل.

وأما أهم ما قام به في هذا (الكشّاف) من الإبداع، فهو :

١. إنّه في عنوان (الكشّاف الألفبائي لعناوين المخطوطات) ذكر الكتب حسب ترتيب اسمائها على الألف، باء إلى آخرها، وبهذا يمكن الواقف على اسم الكتاب من الوصول إليه بسهوله، حتى لو لم يعرف العلم الذي يحتويه.

۲. رتّب الكتب في الكشّاف الثاني، حسب العلوم، وبهذا يتمكن طالب المؤلفات في ذلك العلم، و هذا هو الموجود في متن کتاب “الطاووس اليماني”.

٣. وفي الكشّاف الثالث أثبت معجماً حسب أسماء المؤلفين للكتب، على حروف المعجم.

۴. رتّب الكشّاف الرابع حسب ألقاب المؤلّفين، ورتب الألقاب المتعددة حسب أوائلها، ليقف عليه من يعرف أيّ لقب من الألقاب.
۵. وفي الكشّاف الخامس، رتّب کني المؤلّفين، على الحروف.
۶. وفي الكشاف السادس، رتّب الأمر على حسب وفيات المؤلفين.
۷. وفي الكشّاف السابع، ذکر کتب المؤلّفين حسب تعدد کتبهم المذكورة في متن كتاب الطاووس اليماني.
۸. وفي الكشّاف الثامن، ذكر الكتب حسب تاريخ تأليفها، وآخر ما ذكر هو سنة (۱۴۰۹هـ).

ولو لم يؤرخ الكتاب، ذكره في القرن الذي عاش فيه مؤلّفه. ومن لم يُحدد له قرن معيّن أو جهل به ادرکه فی أخر هذا الكشّاف. إن الاستاذ الكرماني المؤلّف لهذا الكتاب (الكشّاف) قد أبدع في هذا العمل بما سهّل على الطالبين للوقوف على ما في كتاب “الطاووس اليماني”. وبذلك يستحق الاكبار والتبجيل، على ما سعى فيه.

حرّر هذا المقال في قم المقدسة في العشرين من شهر رجب المرجب سنة ۱۴۳۸ه. والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله.

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

آیت‌الله سید محسن حسینی جلالی

آیت‌الله سید محسن حسینی جلالی
آیت‌الله سید محسن حسینی جلالی

 

 

almojam

2 تعليقات

  1. حافظ حبيب النجار

    الصور غير واضحة ، حتی ما ينشر علی الصفحة الأولی من المختارات المفضلة في الموقع
    نرجو المزيد من العمل الفني و دمتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky