الاجتهاد: تمر علينا الذكرى السنوية العاشرة لرحيل فقيدنا آية الله المجاهد الزاهد العابد الشيخ محمد مهدي الآصفي تغمده الله بواسع رحمته.
وقد صادف هذه الذكرى صدور مذكراته حول تاريخ الحوزة العلمية في النجف الأشرف ونشوء التيارات والمشاريع. وقد تبنّى إخراجه بلغته العربية مؤسسة دار الإسلام الخيرية في النجف الأشرف، وكتب مقدمته بقلم الأوفياء سماحة السيد حسين بركة الشامي حفظه الله وقد جاءت المقدمة كلمة أديبة شيّقة تناولت محطات من حياة شيخنا الفقيد وجوانب حياته وجهاده وأعماله ونحن نختار منها ما يناسب جانب خدماته الإنسانية والإجتماعية رضوان الله عليه.
مذكراتي مع الشيخ الآصفي:
{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (القصص: ۸۳).
الشيخ محمد مهدي الآصفي، علامة بارزة في أوساط الحوزة العلمية، وفي ساحة الفكر الإسلامي الحديث.
لقد صنع رحمه الله منزلته الرفيعة من خلال علميته الرصينة في جوانب الفكر الإسلامي بشقيها التقليدي والحديث، إلى جانب ثقافته الواسعة، وإحاطته بحركة الفكر المعاصر، ومستجداته بميادينها المتعددة، وهذا ما صنع منه مفكراً لامعاً يستند على أصالة الإسلام وقوة البناء العقائدي، والانفتاح على قضايا الإنسان المعاصر ومتغيرات الحياة السريعة.
كان الشيخ الأصفي رحمه الله رجل المواهب المتعددة، فلقد أثار في كتاباته مواضيع جديدة في عالم الفكر، وسجل بما أنتج حضوراً متقدماً تشهد به ساحات الفكر والمعرفة.
انطلق الشيخ الأصفي رحمه الله في عالم الفكر في وقت مبكر من حياته واستطاع أن يقتحم البحث العلمي بعقليته المتألقة، ويثبت جدارته في التأليف والعطاء الفكري في مجال الدراسات الحوزوية وفي الفكر الإسلامي بشكل عام…
تميّز الشيخ الآصفي بكتاباته بتحريك المفاهيم الإسلامية برؤى أصيلة تفتح مزيداً من الآفاق، فهو لم يعتمد التقليد المألوف في تناول القضايا التراثية والعقائدية بالبقاء في دائرة البحث وتكرار ما سبق، بل كان يأخذ المفهوم الشائع، فيستخرج منه مفاهيم جديدة لم تطرق من قبل، وكان يقف عند الفكرة المألوفة، فيفتح منها المغاليق المخفية، ويجعلها بوابات معرفية مفتوحة على مسارات جديدة، وهذا ما نجده في تناوله للمسائل العقدية والقرآنية والتاريخية.
وفي ذلك كله كان يحافظ على الأصالة الإسلامية، فقد كان رحمه الله حريصاً كل الحرص على أصالة الطرح الفكري، وتعميق أسس مدرسة أهل البيت عليهم السلام ومعالمها في ما يكتبه ويطرحه ويحاضر به.
ترك الشيخ الآصفي رحمه الله تراثاً غنياً من النتاج الفكري والثقافي، نُشر قسم منه باسمه، ونُشر القسم الآخر بدون اسمه كما في النشرات التي كتبها لحزب الدعوة الإسلامية أو في بعض المجلات الإسلامية في النجف الأشرف وفي مؤسسات ثقافية عديدة.
كما ترك الشيخ الآصفي بناءً شامخاً من العطاء الإنساني، ظل شاخصاً في وجدان مئات أو آلاف العوائل الفقيرة والمحتاجين والضعفاء من الناس؛ فلقد كرس قسماً كبيراً من نشاطه وجهوده في المجال الإنساني، وكان صادقاً مع الله تعالى ومع نفسه في هذا العمل؛ فلقد عاش الزهد بإخلاص، ورفض مظاهر الحياة ونعيمها، واكتفى منها بالقليل الذي يقوّم فيه حياته.
يبقى الشيخ الآصفي رمزاً كبيراً في الفكر والمعرفة والعمل الإسلامي، ويبقى رائداً من رواد النهضة الإسلامية في العراق وخارجها، وكياناً متألقاً من العطاء في الساحات التي أقام بها وعمل فيها، واهتم بها.
كان رحمه الله قلم التشيع في كتاباته.
وكان دمعة الطفل واليتيم والمحزون.
وكان اليد الحانية لمن قست عليه الدنيا…
الهجرة إلى إيران: ١٩٧٩ – ٢٠٠٣
وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياة الشيخ الآصفي مزدحمة بالأعمال، والمشاريع والأفكار، وبناء المؤسسات، واستقبال آلاف المهاجرين والمهجرين العراقيين الذين قذف بهم النظام الصدامي خارج الحدود، في محنة طويلة الفصول، ومأساة مروعة، وقصص مؤلمة قل نظيرها في التاريخ المعاصر.
وهنا يبرز الشيخ الآصفي الأب الحاني، والمعلم المربّي، والعالم والداعية، والرجل المسؤول عن هؤلاء الذين كانوا بأمسّ الحاجة في تلك الظروف الصعبة إلى لمسة وفاء، وأبسط مستلزمات الحياة والسكن، واللباس والفراش، والدواء والتعليم، والغذاء، خصوصاً للنساء والشيوخ، والأطفال، والمرضى والمعوقين.
فشمّر الآصفي الرائد عن ساعد الجد والرعاية، مع الصفوة من الخيّرين الذين يعملون معه، ويقفون إلى جنبه في تلك المحنة الكبيرة التي تعرضت لها أعداد هائلة من أبناء الشعب العراقي المظلوم، فقدم لهم من المساعدات المادية، والمعنوية ما لم تقدمه منظمة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان لهؤلاء النازحين من أرضهم وديارهم.
وستظل هذه المواقف صحائف بيضاء في سجل شيخنا الأصفي الراحل، يذكرها له المهاجرون والمعذبون بالعرفان والثناء والتقدير.
مؤسسة الإمام الباقر عليه السلام الخيرية:
ومن أجل أن يكون هذا العمل الإنساني منتظماً، ومستمراً، وبعيداً عن الفردية، والعشوائية، فقد أعلن الشيخ الأصفي رحمه الله عن تأسيس: (مؤسسة الإمام الباقر عليه السلام الخيرية) التي تعنى برعاية هؤلاء المهجرين، والغرباء المضيَّعين فكان دورها كبيراً رائداً في هذا المجال.
ولا أظن أن عراقياً شريفاً يتجاهل، أو يتناسى رعاية الشيخ الآصفي لهذه الجالية العراقية الواسعة، ودور مؤسسته المباركة، التي أخذت على عاتقها متابعة شؤونهم، وكفالة حياتهم بالشكل الذي يحفظ كرامتهم في بلد الهجرة والغربة.
فكانت هذه المؤسسة توزع المواد العينية، وتستأجر البيوت لإسكان المهجرين، وتوزع الإعانات الشهرية، ليس على العراقيين فقط، بل كانت تشمل أيضاً الجالية الأفغانية المهاجرة إلى إيران؛ لأن هذه الجالية في نظر الشيخ الآصفي تشترك مع العراقيين بالمحنة، والغربة، والهجرة، والتشرد.
ومع انحسار الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في عام ١٩٩١م، وتدفق عشرات الآلاف من العراقيين إلى الجمهورية الإسلامية، من مختلف بوابات الحدود الطويلة، فقد كان للشيخ الآصفي، ومؤسسة الإمام الباقر عليه السلام الدور الأكبر في استقبال هذه الجموع الغفيرة، وتقديم المساعدات الممكنة لهم، في محل هجرتهم.
وكانت لصاحب هذه السطور بعض المساهمات المتواضعة في دعم المهاجرين والمهجرين العراقيين عن طريق الشيخ الآصفي، ومؤسسة الإمام الباقر عليه السلام الخيرية في تلك المرحلة الصعبة، التي كان اليأس والتمزق هو الحالة السائدة في أجواء القضية العراقية.
وقد استفاد الشيخ الآصفي من علاقاته الاجتماعية الواسعة التي كوّنها في الكويت خاصة، والخليج عامة، مع كبار التجار، والمحسنين الذين يهتمون بالمشاريع الخيرية والإنسانية خارج الكويت، في دعم مؤسسته الرائدة.
فقد كان لهؤلاء الأخيار من الناس دور كبير في دعم مؤسسة الإمام الباقر عليه السلام، وتبنّي مشاريعها الخيرية والتعليمية والصحية، والإنسانية، لخدمة الفقراء والمساكين، والمشرّدين من العراقيين والأفغانيين على حد سواء.
وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الأخ الحاج ميثم الحاج كاظم عبدالحسين، الذي نستطيع أن نقول بأنه الرجل الذي يمثّل العنوان المتصدي لجمع الحقوق الشرعية، والتبرعات المالية والعينية، وقد تطوّع مخلصاً، وفرّغ نفسه لخدمة هذه المؤسسة المباركة، ودعم مشاريعها الكثيرة والكبيرة، ليس في إيران فحسب، بل في إيران وأفغانستان، والباكستان والهند وكشمير، وبعض مناطق أفريقيا حتى أصبح ثالث ثلاثة في تنفيذ وصية الشيخ الآصفي، فجزاه الله خير جزاء المحسنين.
علاقته بالفقراء والضعفاء:
ذكر لي الأخ الحاج ميثم الحاج كاظم عبد الحسين في الكويت، وهو من المقربين للشيخ الآصفي، والمعتمدين لديه، والمسؤول عن دعم مؤسساته الخيرية والإنسانية، ذكر أن الشيخ الآصفي رحمه الله قال له: “إنَّ الإمام علي عليه السلام كان خليفة المسلمين، ورئيس الدولة، ويدير أعمالاً كبيرة، ومسؤوليات كثيرة على مستوى حفظ الأمن، وإدارة الدولة، وتوجيه المجتمع، وحسم الخصومات والنزاعات في القضاء، إلا أنه أثر أن تكون رعاية الأيتام بيده، ومن مختصاته، فلم يتركهم للآخرين، إيماناً منه رحمه الله بأنه عمل لا تفصله عن السماء سوى دعوات هؤلاء الفقراء، وتمتمات بريئة على شفاه اليتامى والمحتاجين، وأهل البؤس والزّمنى”. (بتصرف)؛ وذلك أن هذا الإحساس العاطفي العميق ينبع من حبه وشفقته على هذه الطبقة الفقيرة الضعيفة التي تحتاج إلى الكلمة الطيبة قبل الطعام، وتحتاج إلى النظرة الحانية قبل المساعدات المادية.
وكان الشيخ الأصفي هو صاحب تلك الكلمة الرقيقة المفعمة بالحب والرعاية، وتلك النظرة الحانية التي تستوعب كل معاناة الفقراء، فتعيد لهم الأمل والحنان والتفاؤل والحياة، ولا شك أنه استقى روح تلك الكلمة، من إمامه العظيم علي أمير المؤمنين عليه السلام…
مشاريعه الخيرية والاجتماعية:
وإذا أردنا أن نلخص أهم المشاريع والمؤسسات، والأعمال الخيرية والعلمية، والاجتماعية التي قام بها الشيخ الأصفي في هذه المحطة من حياته الحافلة بالخير والعطاء، وكان يرعاها بكل حرص وجد وتنظيم، فإننا نذكر ما يأتي:
أولاً: مدرسة الإمام الرضا عليه السلام العلمية في قم المقدسة.
وهي أشبه بالمعهد الذي يتخرج فيه الطلبة ليكونوا علماء ومثقفين مختصين في دراسة علوم الشريعة، كما يقوم بإعداد الخطباء والمبلغين في المواسم الدينية والثقافية.
ثانياً: مدرسة الشهيدة بنت الهدى العلمية، في قم المقدسة.
وكانت تضم مئات الطالبات لدراسة العلوم الشرعية في الحوزة العلمية، ومن مختلف أقاليم العالم الإسلامي.
وتعد هذه المدرسة الرائدة أنموذجاً رائعاً لإعداد النساء المبلغات في شؤون العقيدة والشريعة والدراسات القرآنية، على الصعيد النسوي.
ثالثاً: مدرسة بنت الهدى للدراسات الدينية للطالبات، في النجف الأشرف تأسست عام ٢٠٠٤م.
رابعاً: إنشاء مجمعين سكنيين كبيرين في قم المقدسة لإسكان الأيتام، والأرامل والعوائل الفاقدة للمعيل، أو رب الأسرة.
خامساً: إنشاء مجمع سكني في مدينة مشهد لإسكان طلبة العلوم الدينية، وغيرهم من الفقراء والمساكين.
سادساً: بناء عدد كبير من المساجد والحسينيات والمدارس، في قم ومشهد والنجف الأشرف، وغيرها من المدن العراقية.
سابعاً: الإنشاء والتطوير والدعم لحوالي خمسة آلاف مكتبة في المدن والقرى والأرياف العراقية من التأسيس أو التبرع بالكتب، والأثاث، واللوازم المكتبية، من أجل إشاعة روح الثقافة، وتعميق العقيدة والإيمان، في نفوس أبناء المجتمع العراقي، ولا سيما فئة الشباب منهم.
ثامناً: إدارة ورعاية مؤسسات التبليغ والإرشاد الديني في مختلف المحافظات العراقية، ودعم العلماء، والوكلاء، والذين يتصدون لعملية الإرشاد الديني في حياة الأمة.
تاسعاً: إنشاء موقع الكتروني على شبكة الانترنيت، لإدارة الأجوبة على المسائل الدينية في كردستان العراق باللهجتين الكرديتين: (البهدنانية، والسورانية).
عاشراً: إنشاء صندوق مالي للقرضة الحسنة، من خلال التعامل والتفاهم مع بعض البنوك الأهلية، لمساعدة الفقراء في شؤون السكن، والزواج، والصحة، وفتح محل للعمل والتكسب.
الحادي عشر: إنشاء صندوق مالي خيري لتزويج الأيتام، واليتيمات، ولدعم مشروع الزواج الخيري في العراق، وهو مشروع خيري اجتماعي مبارك يسهم في حفظ بناء الذات، وبناء الأسرة، ثم بناء الكيان الاجتماعي المستقر المتوازن…
كما أنه كان كثير الرعاية لطلبة الحوزات العلمية في النجف الأشرف، والمحافظات من خلال تصديه لموقع ممثلية السيد القائد ولي الأمر المعظم السيد علي الخامنئي (دام ظله)، وإدارته لـ (مجمع أهل البيت عليهم السلام العالمي).
وهو مؤسسة تعنى برعاية الطلبة والمبلغين والخطباء والمرشدين، وإقامة الندوات والمؤتمرات لترسيخ مبادئ الأخوة والانسجام، والعمل المشترك بين أبناء مدرسة أهل البيت عليهم السلام، فضلاً عن دوره في نشر كتب التراث، وإشاعة ثقافة أهل البيت عليهم السلام وتعاليمهم على مستوى العقيدة والتشريع والأخلاق، والاجتماع السياسي.
ولمّا كان الشيخ الأصفي يتمتع بشخصية متميزة بالعلم والمعرفة والوعي والحكمة، فقد أصبح مستشاراً لكثير من المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية كجامعة المصطفى العالمية، ذات العمق والامتداد في العراق، وغيره من بلدان العالم، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
كما أنه أسس مطبعة خاصةً لإعادة مطبوعات مجمع أهل البيت عليهم السلام ونتاجاته الثقافية الخاصة، وتوزيعها في المكتبات العراقية من أجل نشر معالم مدرسة أهل البيت عليهم السلام في العراق وخارجه.
كما أنه أعاد العمل الجاد في مؤسسة الإمام الباقر عليه السلام الخيرية في العراق لتؤدي دورها الاجتماعي والإنساني والخيري في مختلف الأوساط العراقية من خلال رعاية أبناء الشهداء، والسجناء، والفقراء، وذوي اليتم، والرقّة في السن، وأهل البؤس والزمنى.
حتى أن هذه المؤسسة المباركة أثبتت في سجلاتها الخاصة بالرعاية والعناية، أكثر من أربعين ألفاً من اليتامى والعوائل المتعففة في العراق، ولعل هذا الرقم الكبير يفوق ما تقدمه حتى المؤسسات الإنسانية الكبيرة التي تحظى برعاية الدولة واهتمامها…
الرحيل:
ومع الأيام كان المرض يزحف على الشيخ الآصفي، ويجتاح جسده المتعب، حتى دخل المستشفى أكثر من مرة في العراق، وإيران، ولندن…
وفي فجر يوم الخميس الرابع من حزيران ٢۰۱۵م [١٦ شعبان ١٤٣٦]، وبعد أداء صلاة الصبح نزف قلبه المثخن بالجراح والآلام، فلم يستطع جسمه النحيل مقاومة نزف الدم، فضعف عن المقاومة، حتى سقط بين أيدي أحبته وذويه، فلم يتمكنوا من إسعافه وإنقاذه.
فلبي الشيخ الأصفي نداء ربه، الذي طالما استجاب لندائه مطيعاً ملبياً، فتوقف القلب الكبير، وسكنت الأنفاس الطاهرة، لترجع نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.
وهنا فجع كل محبيه وعارفي فضله بالحدث الجلل، فبكته العيون بدموع ساخنات، وشيّعته أكف جماهير المؤمنين من قم المقدسة إلى النجف الأشرف مثواه الأخير بجوار النبيين هود وصالح عليهما السلام؛ شيعه وبكاه وودعه المؤمنون ولا سيما الشباب الذين عملوا معه، وعايشوه أباً حانياً، ومعلماً فذاً، وإنساناً فريداً في فكره، وروحه وزهده وتقواه، وجهاده من خلال علمه الوافر، وخلقه الرفيع وتواضعه الجم، ومواقفه المبدئية، وخدماته الاجتماعية والإنسانية العامة؛ فقد كان رحمه الله وقفاً للإسلام، ومشروعاً للعطاء، ورمزاً من رموز الفكر، والدعوة، والإنسانية.
فسلام على شيخنا الآصفي، المفكر الرائد، والداعية الزاهد، والإنسان العابد يوم ولد في النجف الأشرف، وترعرع في أزقتها الجميلة، ومساجدها العامرة، وسلام عليه يوم درس ودرس في العراق وإيران، وبلدان المهجر، وسلام عليه يوم رحل عفيف النفس، نقي الثوب، طاهر الأردان، ناصع الجبين، وسلام عليه في سجل الخالدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حسين بركة الشامي
٩ جمادى الثاني ١٤٤٦
١١ كانون الأول ٢٠٢٤
الصورة مرقد أنبياء الله هود وصالح عليهما السلام في وادي السلام بالنجف الأشرف، حيث دفن الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمه الله بجوارهما وجوار حامي الجار أميرالمؤمنين علي عليه صلوات المصلين.