خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع القضايا / قضايا الأصول والمناهج / مباني فهم النص في الفكر الأصوليّ للسيّد محمد باقر الصدر / الشيخ حسنين الجمّال
مباني-فهم-النص-عند-الأصوليين-الشيعة

مباني فهم النص في الفكر الأصوليّ للسيّد محمد باقر الصدر / الشيخ حسنين الجمّال

الاجتهاد: يُعدّ النص الديني عند المسلمين مصدراً من مصادر المعرفة، وله دائرته الخاصة، حيث يمكن الاستفادة منه في إنتاج المعرفة. ولمّا كان من الواضح عدم صحّة فهم هذا النصّ بشكلٍ فوضوي، كان لا بُدَّ من آليّةٍ لهذا الفهم. ولا يخفى أن أيّ آليّةٍ لفهم النص الديني سوف تستند في مرحلةٍ سابقة على مبانٍ أساسية لا بُدَّ من تنقيحها.

والبحث في هذه المباني له ارتباطٌ وثيق بعلم الأصول؛ إذ المدَّعى أن علم الأصول منطقٌ لفهم النصّ الديني، وباحثٌ عن القواعد اللازمة في فهم هذا النصّ. ولمّا كان الشهيد السيد محمد باقر الصدر أحد أبرز أعلام هذا العلم في الحقبة الأخيرة لعلم الأصول ارتأى الكاتب أن يخوض غمار هذا البحث بين يدي هذا المفكِّر العظيم، ليرى ما اشتمل عليه من أفكار ومبانٍ في عملية فهم النصّ.

والمراد من المبنى في هذا البحث هو: كلّ ما يقوم عليه فهم النصّ؛ وبعبارةٍ أخرى: هي اللبنات الأولى التي يعتمد عليها كلّ مَنْ يواجه نصّاً بهدف فهمه وتفسيره.

وعلى هذا الأساس، يخرج من دائرة البحث القضايا المرتبطة بآليات فهم النصّ، كالعلاقة بين اللفظ والمعنى، وأنواع الاستعمال، ودلالات الكلام التصوُّرية والتصديقية، وأبحاث العامّ والخاصّ، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمبيّن، وما شاكل.
ومراد الكاتب من النصّ هو خصوص النصّ الديني عند الشيعة الإماميّة، المتمثِّل بالقرآن الكريم وروايات المعصومين(عم).

وقد بحث الكاتب في كلمات الأصوليين الشيعة والهرمنيوطيقيين الغرب ليتابع سَيْر تطوُّر إشكالية فهم النصّ عندهم، حتى يستكشف أهمّ الأسئلة والإشكاليات التي واجهوها، ثمّ يقرأ كتابات الشهيد الصدر بخلفيّة الباحث عن آثار هذه الأسئلة وأجوبتها وما يحوم حولها.

لذا، رتَّب هذه المقالة على أربعة مباحث:
1ـ إشكالية فهم النصّ عند علماء الأصول الشيعة.
2ـ إشكالية فهم النصّ عند الهرمنيوطيقيين الغربيين.
3ـ مباني الشهيد الصدر كمفتاحٍ لحلّ إشكاليّة فهم النصّ.
4ـ وقفةٌ تحليلية مع مباني الشهيد الصدر.

وكان الهَدَف من هذا المقال هو بيان الأُسُس التي يُبْنَى عليها فهم النصّ، على طبق رؤية السيد محمد باقر الصدر، وقد خلص إلى ستّة مبانٍ عنده، وأشار في الهوامش إلى بعض تطبيقاتها المذكورة في كلماته.

 

من خلال ملاحظة أهم الكتب الأصولية عند الشيعة منذ الشيخ المفيد (تـ 413 هـ) إلى الآخوند الخراساني (تـ 1329 هـ)، يمكن الوقوف على النتائج التالية:

اتّفق أصوليو الشيعة على إمكان فهم النصوص الشرعية؛ بينما فصّل الاسترآبادي – وهو من الإخباريين– بين إمكان فهم بعض السنّة وبين عدم إمكان فهم القرآن الكريم دون الرجوع إلى السنّة – التي يمكن فهمها.
ذهب الشيخ الاسترآبادي إلى قطعية دلالة أكثر النصوص الدينية، بينما مال أغلب الأصوليين – الذين تتبّعنا كتبهم- إلى كونها ظنية.
وقفوا عند بحث ظواهر القرآن الكريم، فذهب بعضهم إلى اختصاص فهم بعض آياته بالمخاطَبين في ذلك الزمان، بينما تجاوز البعض الآخر هذه المُعضلة.

التفتوا في أواخر القرن الحادي عشر للهجرة إلى مسألة تغيّر العرف، وعدّوا مباحث الألفاظ حلًّا لها.
بيّن بعض الأصوليين سبب قطعية الدلالة عند القدماء –بحسب رأيه، إذ خالفه في هذه النسبة بعض آخر من الأصوليين– ، فعزاها إلى قربهم من عصر صدور النص وكثرة القرائن الموجِبة لهذا القطع.

توجد مسألة مُلفتة، وهي أن الأصوليين بشكل عام، لمّا واجهوا مشكلة ظنية دلالة النصوص، لم يقعوا في حيص وبَيص، بل حلّوها مباشرة. والسرّ في ذلك: أنهم يعلمون قطعًا بتوجّه تكاليف شرعية نحوهم، ولا يجوز لهم ترك العمل بها، فإن لم يتيسّر لهم اليقين والقطع، فعليهم باتباع الظن – مع تفصيل بين الظن الذي دلّ الدليل على اعتباره أو لا-.

 وبعبارة أخرى: نَظَر الأصوليون إلى مسألة المنجزية والمعذرية، أي مسألة الثواب والعقاب، فجلُّ همّهم –حسب ما يبدو لنا- هو ملاحظة النصوص لأجل معرفة التكليف الشرعي والأمر الإلهي المتوجه نحوهم. وعلى هذا الأساس، لم يلتفتوا إلى هذه الإشكالية في النصوص التي لا معنى للحجية فيها، كالنصوص الحاكية عن حقائق تكوينية –مثلًا- والتي لا تشتمل على تكاليف إلهية؛ أي التي لا تشتمل على ما يجب أن يُعمَل. فالنصوص الحاكية عن الحقائق التكوينية والقصص التاريخية والقضايا الاعتقادية، غيرُ داخلة تحت هذا الحل، إلا أن كان لها جهة يترتب عليها عمل. وبالتالي، لا بد من معالجة هذه المشكلة في مثل هذه النصوص.

إذًا، يتضح أن الأصوليين الشيعة، في هذه الحقبة التاريخية، بين من يعتقد بإمكان فهم النص الديني فهمًا قطعيًّا، وبين من يعتقد بأن أغلب النصوص الدينية ظنية الدلالة، فلا يمكن القطع بمراد المتكلم. وهذا أيضًا لم يشكّل أزمة عندهم، لأن الهمّ عندهم كان التنجيز والتعذير، الذي لا تضرّه ظنية الدلالة.

وبالتالي، إلى هذه الفترة الزمنية، أي قبيل السيد محمد باقر الصدر، لم يُلتفَت إلى كثير من الأسئلة التي تعرّض لها الغرب في مباحث فهم النص التي تعرّضوا لها في المباحث الهرمنيوطيقية. وسوف نشير في الحلقة التالية إلى أهم هذه الأسئلة، ثم نبيّن في حلقة لاحقة المباني التي تُستنبَط من كلمات الشهيد الصدر كمفتاح لحل إشكالية فهم النص.

المصدر: العدد (60 – 59) من مجلة الاجتهاد والتجديد

الشيخ حسنين الجمّال
الشيخ حسنين الجمّال

 

تحميل العدد (60 – 59) من مجلة الاجتهاد والتجديد

بصيغة وورد

001-العدد (59-60) من مجلة الاجتهاد والتجديد، خلاصاتٌ ونتائج(3)

البي دي إف

Ejtihad59-60-النهائية.pdfالاجتهاد و التجديد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign