بيان آية الله العظمی صافي الكلبايكاني بمناسبة مرور ألف و أربعمئة عام على إستشهاد الإمام علي (ع)

الإجتهاد: بيان المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني مد ظله بمناسبة مرور ألف و أربعمئة عام على إستشهاد أمير المؤمنين علي عليه السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم. إن حلول شهر رمضان من سنة ألف و أربعمئة و أربعين للهجرة يذكّرنا بذكرى أليمة على قلوبنا, و حادثة مرّة و فاجعة عظمى في تاريخ البشرية جمعاء.

مضى بالضبط أربعة عشر قرنا على شهادة أول المظلومين و طليعة الموحدين الصادقين في الاسلام , المعلم و الأسوة الحقة لتعاليم القرآن الكريم , و وصي رسول الله الأكرم صلى الله عليه و آله , و خليفته بالحق على الخلق , تجسيد العدالة الالهية و مظهرها , عون المظلومين , و خصم الظالمين , أنيس اليتامى و مؤنسهم , و كهفهم , صاحب الولاية المطلقة الالهية , و باب مدينة علم النبوة , و صاحب الكرامات و الفضائل المرتضوية , الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

أجل إنها أربعة عشر قرنا مرّت على الأمة الاسلامية , و العالم الاسلامي بل العالم البشري و عالم الأدب و العلم و الفضيلة في عزاء و مصيبة مفجعة لفقد ذلك الامام العزيز .

طوال هذه القرون الأربعة عشر , ما أقسى ما مرّ على محبّي أمير المؤمنين عليه السلام و شيعته ؟! ما أشد ما تحمّلوه من المحن والظلم و الإستبداد ! لقد قتل الآلاف منهم أبرياء مظلومين , لا لجرم سوى أنهم شيعة علي عليه السلام , و عانوا أقسى أنواع التعذيب , و تم نفي الكثيرين منهم و تهجيرهم , و تركوا العديد من آباء الشهداء و أمهاتهم يعانون اللوعة والأسى لفراقهم . ” فَقُتِلَ مَن قُتِلَ وَ سُبِي مَن سُبِي وَ أقصِي مَن أقصِي “.

إن شهر رمضان هذه السنة يثير في نفوسنا ذكريات أليمة لكل هذه المأ~سي و المحن و المصائب , و ألوان ذلك الظلم والاستبداد.

إنني بدوري , و لأجل أداء أقل الواجب تجاه حق الامامة و الولاية , أطلب من جميع الأحرار في العالم من المسلمين و خصوصا الشيعة أن يحيوا أيام شهر رمضان و لياليه المباركة و خصوصا ليالي القدر و أيام و ليالي شهادة أمير المؤمنين و إمام المتقين صلوات الله عليه , بذكر فضائل هذا الامام المظلوم و مناقبه النورانية بكل أدب و إخلاص و بنحو أفضل من السابق ؛ و ان يقيموا المجالس و المؤتمرات و الندوات المتنوعة في هذا المجال , لكي يبينوا للعالم أجمع لمحة من بركات وجوده الشريف , إلى جانب رعاية مزيد من الأدب و الاحترام و التعظيم في إقامة حلقات و مجالس العزاء , ليبرزوا مزيدا من و لاءهم و محبّتهم لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام , و يقدموا أحرّ آيات العزاء و التسلية لإمام الزمان بقية الله الأعظم ارواح العالمين له الفداء و عجل الله تعالی فرجه الشريف. و أن يبتهلوا إلى الباري تعالى أن يعجل بفرج ظهوره الشريف لكشف الظلم و الاستبداد و إجتثاث الظالمين , و تشكيل الحكومة الالهية المهدوية العادلة و العالمية . ” إنَّهُم يرَونَه بَعيداً وَ نَراهُ قَريباً “.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته/ لطف الله الصافي/ رمضان المبارك ۱۴۴۰ هـ.ق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky