خاص الاجتهاد: رسالة المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ حسين نوري الهمداني “دام ظله” بمناسبة التاسع من ربيع الأول ذكرى تتويج الإمام المهديّ المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بتاج الخلافة والإمامة للمسلمين
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَی سَيِّدِنا وَنَبِیِّنَا أَبِي الْقَاسِمِ المصطفی مُحَمَّد وَعَلَی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ سیَّما بَقیَّهَ اللهِ فِي الأرَضینَ.
«اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ»
يصادف التاسع من ربيع الأول ذكرى تولي الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الإمامة، وهو يوم لتجديد العهد والميثاق مع آخر ذخيرة الله في الأرض. وفي هذا اليوم العظيم، يتوجه قلوب المؤمنين ومحبي أهل البيت عليهم السلام في كل مكان نحو مولاهم المنتظر، عجل الله تعالى فرجه الشريف.
إن التاسع من ربيع الأول يمثل امتدادًا لعيد الغدير الاغر، حيث يجدد المؤمنون عهودهم وولائهم للإمام المعصوم، ويستذكرون حقوقهم وواجباتهم تجاهه.
«اَللّـهُمَّ اِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبیحَةِ یَوْمي هذا وَ ما عِشْتُ مِنْ اَیّامي عَهْداً وَ عَقْدا وَ بَیْعَةً لَهُ في عُنُقي، لا اَحُولُ عَنْها وَلا اَزُولُ اَبَدا …»
إن التاسع من ربيع الأول هو يوم ميلاد الإمامة الحقيقية، ويوم البيعة لحجة الله في الأرض، الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. إنه اليوم الذي يشهد ولادة شمس الإمامة التي تضيء العالم، وظهور لؤلؤة أهل البيت الطاهرين، الإمام الذي سيحيي دين الله، ويدمر الظلم والطغيان، ويقيم العدل في الأرض، ويدعو إلى التوحيد والعدل، وهو الوارث الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام.
نبارك ونُهنئ جميع المسلمين في العالم، لا سيما محبي آل البيت الطاهرين المعصومين، بهذه المناسبة الإلهية التي تضمن العدل والسلام والحرية والمساواة على وجه الأرض. ونتطلع تحت ظل الولاية والإمامة إلى يوم نرى فيه جميع البلدان الإسلامية تتحرر من نير الظلم والاستبداد الذي يفرضه الشياطين الكبار، وخاصة الصهاينة الوهابيين المجرمين الذين يرتكبون جرائم ضد الأطفال. نسأل الله أن يحقق ذلك قريبًا إن شاء الله.
قال الإمام أمير المؤمنين علي علیه السلام: «… انْتَظِرُوا الفَرَجَ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوحِ اللهِ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأعْمَالِ إِلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) انْتِظَارُ الفَرَجِ مَادَامَ عَلَيْهِ العَبْدُ المؤمِنُ، وَالمُنتَظِرُ لأمرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ».
إن ذكرى تولي الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هي فرصة لتجديد العهد والولاء للإمام الغائب، وتذكير بأنفسنا بواجباتنا في عصر الغيبة، والعمل على تهيئة أنفسنا ليوم ظهوره الشريف.
ونتمنى من جميع المؤمنين أن يحتفلوا بهذا اليوم العظيم، وأن يتجنبوا كل ما يثير الفتنة والفرقة بين المسلمين، وأن يتمسكوا بدين الله الحنيف، وأن يتبعوا نهج أهل البيت عليهم السلام.