الميرزا الشيرازي

ذكرى صدور فتوى ثورة التنباك للمجدد الميرزا الشيرازي.. طريقة تدريس الميرزا الشيرازي

خاص الاجتهاد: آية الله السيد موسى شبيري الزنجاني: عندما كنت أتباحث مع الحاج الشيخ مرتضى الحائري الذي كان يمتلك فكراً شاباً، وكنت أدرس بداية البيع من المكاسب عنده، كانت مباحثتنا تطول. كان يقول لي: درس الميرزا الشيرازي جيد لك، لأن بحث الميرزا كان يستغرق سبع ساعات!

 في قسم بيانات الموقع الالكتروني لمكتب المرجع الديني سماحة آية الله السيد موسي شبيري الزنجاني، نقرأ من قوله:

عندما كنت أتباحث مع الحاج الشيخ مرتضى الحائري الذي كان يمتلك فكراً شاباً، وكنت أدرس بداية البيع من المكاسب عنده، كانت مباحثتنا تطول. كان يقول لي: درس الميرزا الشيرازي جيد لك، لأن بحث الميرزا كان يستغرق سبع ساعات!

سمعت انه عندما كان الميرزا يعطي الدرس، فإنه يطرح موضوعاً ومن ثم يطلب رأي تلاميذه ويستمع لآرائهم واحدا تلو الآخر. أحياناً كانوا يقولون للميرزا أن فلاناً ليس له مرتبة تذكر من الناحية العلمية لتأخذ رأيه.

فكان الميرزا يقول: احياناً في هذه المباحثات العلمية تقدح شرارة في ذهن الأشخاص وأنا استفيد من تلك الشرارات. عندما كان الميرزا يسمع آراءهم جميعا يقضي ويحكم بينهم بنفسه.

 

طريقة تدريس الميرزا الشيرازي

يقول الدكتور السيد محمد بحر العلوم في مقدمة كتاب ” تقريرات آية الله المجدّد الشيرازي للعلامة المحقق المولى علي الروزدري ” الجزء الأول:

ولد الميرزا الشيرازي رحمه الله في شيراز عام ١٢٣٠ ه‍، وتولى تربيته خاله المرحوم السيد ميرزا حسين الموسوي، لأنه فقد والده المرحوم السيد محمود وهو طفل صغير .

وكان بيته معروفا بشيراز ، وله في ديوان دولة شيراز شأن  ، ولكن خاله أراد ان ينشئه خطيبا ، فوجّهه إلى ذلك منذ نعومة أظفاره ، كما وجهه لتعليم القراءة والكتابة وحفظ النصوص ، وكان سريع التعلم إذ تشير المصادر المترجمة له بأنه قطع شوطا مميزا في هذا المضمار وهو لم يكمل السابعة من عمره ، ولقد شرع بدراسة العلوم العربية ومن بعدها في علمي الفقه والأصول وهو في السادسة من عمره .

والظاهر أنّ السيد ـ قدس سره ـ كان يتمتع بقابلية جيدة من الذكاء والفطنة ، ممّا ساعده على تقبل هذه العلوم وتلقيها بصورة أهلته لدراسة كتاب شرح « اللمعة الدمشقية »  وهو في الخامسة عشرة من سنيه .

في عام ١٢٥٩ ه‍ ـ حقق أمله العلمي حيث انتقل من أصبهان إلى النجف الأشرف متبركا بالتشرف بزيارة مرقد الإمام علي عليه السلام ، ثم التحق بدرس المرحوم الشيخ صاحب الجواهر ، فقيه الطائفة وشيخ حوزة النجف العلمية ، كما استفاد من غيره في بداية وصوله إلى النجف ، كالمرحوم الشيخ مشكور الحولاوي ، والشيخ

حسن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء مؤلف كتاب « أنوار الفقاهة »، كما تتلمذ لفترة قصيرة على السيد إبراهيم بن محمد القزويني الحائري المتوفى عام ١٢٦٣ ه‍ ـ المقيم في كربلاء، صاحب كتاب « ضوابط الأصول ».

غير أنه استقر على ملازمة درس شيخ الطائفة المرتضى الأنصاري ، وكانت عمدة استفادته منه ، فقد لازم أبحاثه فقها وأصولا حتى وفاة الشيخ في عام ١٢٨١ ه‍ ـ وفي خلال ملازمته لدرس الشيخ الأنصاري توطدت العلاقة بين الأستاذ وتلميذه إلى درجة أن أخذ الشيخ يعظمه بمحضر طلابه ، وينوه بفضله ، ويعلي سمو مرتبته في العلم ، كما أشار إلى اجتهاده أكثر من مرة ، في حين لم يشر إلى اجتهاد أحد من قبل ـ كما يقال ـ

ولعل أهم إشارة في هذا الصدد من الشيخ الأنصاري ما ذكر أنه قال مرارا: بأني أباحث لثلاثة (أشخاص) الميرزا حسن الشيرازي ـ المترجم ـ والميرزا حبيب الله الرشتي ، والآغا حسن الطهراني .

كما أن الشيخ الأنصاري كان إذا ناقشه الميرزا الشيرازي أثناء الدرس يصغي إلى كلامه، ويأمر الحاضرين بالسكوت، قائلا إن جناب الشيرازي يتكلم. وكان يحاول أن يعيد نقاشه أو إشكاله على عامة الطلاب ، نظرا لأهميتها ، وتعميم الفائدة منها ثم كان يرد عليها أو يناقشها بأصالة وعمق.

من هذه المفردات التي تبدو صغيرة ، لكنّها في واقعها كبيرة ، كانت تؤشر إلى شهادة ضمنية من الشيخ الأنصاري إلى المكانة العلمية التي وصل إليها السيد الشيرازي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky