المرجع الديني صافي الكلبايكاني: يوم المباهلة سند مهم على أحقية أهل البيت عليهم السلام وعلى الشيعة ومحبي أهل البيت ع الاحتفاء بهذا اليوم كعيد الغدير.
خاص الاجتهاد: أصدر المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ لطف الله صافي الكلبايكاني مد ظله، بيان بمناسبة يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة يوم المباهلة دعا فيه محبي أهل البيت ع الاحتفاء بهذا اليوم العظيم كعيد الغدير الأغر.
وجاء في بيان سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي جعلنا من المتمسکين بولاية اميرالمؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام لاسيما مولانا بقية الله المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ورزقنا الفوز بلقائه.
السلام عليکم و رحمة الله
نتقدم بالتهاني والتبريكات بأيام شهر ذي الحجة الشريف خاصة تكريم يوم المباهلة الأكبر، عيد تقديم أمير المؤمنين عليه السلام بعنوان نفس الرسول الأكرم(ص) وبهذه المناسبة أتقدّم من حضرتكم بهذه الكلمات:
تنقسم النصوص الصريحة التي تنص على ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في القرآن الكريم على قسمين: نصوص جلية ونصوص خفية.
نصوص قرآنية جلية مثل الآية الشريفة «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللهُ» و معظم الآيات التي روى عدداً منها العالم الكبير ابن بطريق في كتابه الشريف “خصائص الوحي المبين في مناقب اميرالمؤمنين عليه السلام”، بأسناد موثوقة عن المحدثين و أرباب الجوامع والصحاح والمسانيد العامة.
ونصوص قرآنية خفية والتي لها إلى جانب النصوص الجلية مكانة قوية للغاية، وهي تثبت ولاية أمير المؤمنين وبقية الأئمة الطاهرين عليهم السلام، آيات قرآنية خاطبت الجميع بالإستفهام مثل «أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ» و من هذه الآيات نستفيد بوضوح من حيث أظهر المصاديق أحقية أمير المؤمنين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام بأمر الخلافة والإمامة والهداية.
أحد النصوص القرآنية الجلية آية المباهلة الشريفة. قال الله تعالي: «فَمَنْ حاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْد مَا جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ ابْناءَنَا وَابْناءَكُم وَنِسَاءَنا وَنِسَاءَكُمْ وَانْفُسَنا وَانْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّه عَلَى الْكاذِبينَ»
هذه الآية من بين الآيات التي تدل بكل وضوح، وبإجماع المسلمين على فضيلة و علو منزلة أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
إن مشاركة علي والحسن والحسين وفاطمة الزهراء سلام الله عليهم أجمعين في المباهلة بتعيين وأمر من الله تعالى ما هو إلّا دليل على أنّ هذه الأنوار الأربعة المقدسة التي حضرت مع الرسول في المباهلة، هم أكرم الخلق وأجدرهم عند الله تعالى، وأعزّ الأشخاص عند نبي الرحمة.
هذه فضيلة عظيمة لهذه الأنوار الأربعة المطهّرة الذين كانوا في هذه الحادثة الهامة والتاريخية جنبا إلى جنب مع الرسول، وقد اختارهم الله فقط من بين جميع الأمة بصغيرها وكبيرها، وبرجالها ونسائها.
نعم إنّ يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة قد سُجّل بعنوان يوم المباهلة الكبير في الإسلام، وهو سند مهم على أحقية أهل البيت عليهم السلام، و يجب الإحتفاء به تماماً كعيد الغدير، وأن يقيم الشيعة ومحبّي أهل بيت العصمة والطهارة في هذا اليوم مجالس ومحافل مهيبة، وأن يتحدّث الكتّاب، و يخطب الخطباء، و ينشد الرواديد حول هذا الموضوع الهام.
وفي النهاية أعتذر منكم لأنني تكلمت في شيء كهذا فأنا أقل من أن أتحدث عنه. وكان من المفترض ان يتحدث عنه الكبار والاعاظم والأعلام.
وآمل أن تلقى هذه الكلمات قبولاً في الحضرة الملكوتية و الملائكة الحارسون لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين والسلام عليکم و رحمة الله و برکاته.
لطف الله صافي
23 ذی الحجة الحرام 1440