اللّطم

تأمّلات في اندراج اللّطم المعاصر تحت عنوان الجزع المأثور!! ..الشيخ ميثاق العسر

حاول ويحاول جلّ الفقهاء المعاصرين أن يُدخلوا الّلطم بصيغته الكربلائيّة والنّجفيّة والإيرانيّة… المعاصرة تحت عنوان الجزع على الحسين “ع” والمحمود في بعض مرويّات الأئمّة “ع”، وبذلك ينقّحون موضوع الحكم باستحبابه.

الاجتهاد: اول ويحاول جلّ الفقهاء المعاصرين أن يُدخلوا الّلطم بصيغته الكربلائيّة والنّجفيّة والإيرانيّة… المعاصرة تحت عنوان الجزع على الحسين “ع” والمحمود في بعض مرويّات الأئمّة “ع”، وبذلك ينقّحون موضوع الحكم باستحبابه

ولكنّي لا اتفاعل كثيراً مع هذا الكلام؛ وذلك لأن انطباق عنوان الجّزع على الّلطم بصيغه المتعارفة أمرٌ يصعب تصوّره؛ بداهة إنّ المواقف التي تندرج ضمن عنوان الجزع هي المواقف الّلا شعوريّة التي تصدر من الإنسان إثر الفاجعة واستذكارها، بحيث إنّ العرف يتعقّل صدور ما ينافي الاتّزان العقلائيّ منه أو نسيانه وذهوله عن بعض الواجبات العرفيّة والاجتماعيّة أيضاً لشدّة ما وقع فيه من المصاب،

لكن هذه العمليّات العزائيّة الرتيبة في المواكب الكربلائيّة أو النّجفيّة أو الإيرانيّة… هي عمليّات منظّمة ومجهّز لها سلفاً، والّلطّام فيها يمارس حركات إيقاعيّة معروفة، ويُنظّم الّلطم وفقاً للإيقاع، فتسمع المنشد يكرّر مفردات: “أرفع أيدك، ضبها، لتخربط بالّلطم…إلخ”،

وترى بعض الّلطامة يتصرّفون أثناء الّلطم تصرّفات تنافى جزعهم المفترض أيضاً…؛ الأمر الذي يكشف عن إن هذا العمل ليس عملاً ناتجاً من الّلا شعور بحيث ينطبق عنوان الجّزع عليه… خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار نفس الّلحن المُطرب المستخدم في القصيدة والمنافي لعنوان الجّزع في بعض الأعراف فضلاً عن مضمونها المنافي للمسلّمات، وأخذنا أيضاً بعض صيغ الّلطم المتطرّفة أيضاً…

نعم؛ لا شكّ بأنّ الثّواب والعقاب يترتّب على نوايا هذه الأعمال وربّما أفعالها، لكن ليس من خلال انطباق عنوان الجّزع عليها، وعلينا البحث عن عنوان فقهي آخر لذلك وترشيدها في نفس الوقت، والله من وراء القصد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky