الاجتهاد: أكد الكاتب الشيعي المغربي إدريس هاني أن “الشيعة في المغرب ليسوا أقلية، بل التشيع موقف متقدم في الإسلام، وغالبا ما كان في مقدمة النقاش منذ 14 قرنا”، موردا أن “التشيع لا يقابل السنّة، بل هو موقف سياسي.
وقال في ندوة بعنوان “الأقليات الدينية بالمغرب بين الواقع والمتخيل”: أن المجتمع المغربي تغير، منبها إلى تغلغل الوهابية في المؤسسات المغربية، وخصوصا الدينية منها، بعدما كان المغاربة يرفضونها؛ وذلك بسبب نفوذ البترودولار في المملكة.
يرى المفكر المغربي إدريس هاني في الندوة التي نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام مساء الجمعة حول “الأقليات الدينية بالمغرب بين الواقع والمتخيل”: “إن الحديث عن الأقلية يعزز الحقد والكراهية داخل المجتمع”.
واعتبر السيد هاني أن طريقة التصنيف السوسيولوجي “تجعلنا أمام مجتمعات متنوعة، ليس بمنطق الأقلية والأغلبية”، مشددا على أنه كشيعي لا يشعر بأنه أقلية في المغرب، بل إنسان، وطرح تساؤلات قادته إلى حيث اصطدم بأقليات حقيقية في المنطقة، “وهم أقلية الأقلية التي تعتبر أن هذه التساؤلات من تربة هذه البلد”.
وأكد الناشط المغربي في هذا الصدد أن “الشيعة في المغرب ليسوا أقلية، بل التشيع موقف متقدم في الإسلام، وغالبا ما كان في مقدمة النقاش منذ 14 قرنا”، موردا أن “التشيع لا يقابل السنّة، بل هو موقف سياسي، لأنه توجد داخل الإسلام مدارس، والتشيع كمدرسة يطرح الأسئلة المتقدمة التي تحتاج أجوبة كبرى لم تكتمل إلى حدود الساعة”.
هاني أبرز أن المجتمع المغربي تغير، منبها إلى تغلغل الوهابية في المؤسسات المغربية، وخصوصا الدينية منها، بعدما كان المغاربة يرفضونها؛ وذلك بسبب نفوذ البترودولار في المملكة.
ويرى المتحدث أن المغرب كان في أصله شيعيا، وتساءل ما إذا كان “المشكل مع السنّة أم مع فئة قليلة منها تغلغلت في السنّة وسرقت السنّة، وهي من وضعتهم في مواجهة مع الشيعة”، ليضيف أن “الدولة من حقها أن تمنع من تشاء، ولكن استقواء الوهابيين هو المشكل”.
وجوابا على حق المغرب في حماية أمنه الروحي، استغرب المفكر الشيعي المغربي من هذه المفارقة “في حين يتم السماح لتغلغل الوهابية التي تعد أقلية في المغرب”، مؤكدا أن “التخوفات التي تثار سببها الوهابية التي كانت تكفّر المغاربة إلى وقت قريب وتتهم بالتشيع”.
وقال إدريس هاني في هذا الصدد: “السنّة مثلا في إيران ليسوا أقلية، بل تحترمهم الدولة”، وأبرز أن “الشيعة لن يقسموا المغرب لأنهم أكبر المدافعين عن الوطن، لكن يمكن وضع قوانين لحماية هذا التنوع بعيدا عن المقاربة الوحشية التي تحاول أن تضخم من هذا الصراع”.
يذكر أن الإسلام يمثل الديانة الأساسية بالمغرب، حسب المعطى السوسيولوجي الذي تصادق عليه الوثيقة الدستورية. وحسب التقديرات، فإن المسلمين يشكلون نسبة ما يقارب 99 بالمائة، إضافة إلى الطائفة اليهودية التي عاشت إلى جانب المسلمين ولا تزال إلى يومنا هذا.
يشار إلى أنه نظم مركز هسبريس للدراسات والإعلام في المغرب مساء الجمعة ندوة تحت عنوان حول “الأقليات الدينية بالمغرب بين الواقع والمتخيل بمشاركة كل من الفاعل الحقوقي أحمد عصيد، والمفكر الشيعي إدريس هاني، والباحث محمد سعيد، وهو مسيحي مغربي، وكذلك جواد مبروكي عن البهائية.
و من الأسئلة التي طرحت في الندوة يمكن الإشارة إلى ما يأتي:
الحرية الدينية والحق في ممارسة العبادات والطقوس، وهل يشعر المنتسبون إلى هذه الأقليات بأنهم مضطهدون بالمغرب؟
وما هي الجهة التي تضطهدهم؟
وما الحاجة إلى أن يكون المغربي شيعيا أو مسيحيا أو بهائيا أو أحمديا في بلد غالبيته الساحقة من المسلمين؟
وهل الولاء يكون للطائفة أم للوطن حين تتعارض الطائفة مع الوطن؟
وكيف يمكن أن تكون مواطنا مسيحيا أو شيعيا بعيدا عن الأجندة الخارجية، التي تعمل على قدم وساق من أجل تفتيت المفتت وتجزيئ المجزأ؟
أو ليس من حق المغرب الرسمي أن يحمي وحدته السياسية عبر حماية وحدته المذهبية والعقدية؟
وكيف يمكن تدبير العيش المشترك والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي في ظل وجود صراعات طائفية بالمنطقة؟.